الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نريد شباب هوية ولا يعيش في فراغ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    نريد شباب هوية ولا يعيش في فراغ

    نريد شباب هوية ولا يعيش في فراغ





    حامد المهيري

    الشباب المسلم فقير لهويته ولضياع عمره في الفراغ، لأن المربين والموجهين وعلماء الإسلام ورجال الفكر، وولاة الأمور أهملوا فرض العين عليهم وهم يعلمون أن تارك هذا الفرض أخلّ بواجبه الديني والإنساني وهو أيضا فرض كفاية على من يستطيع سوى هؤلاء.

    إن المتدبر في واقع الحياة يلحظ أن ثقافة الشباب المسلم واردة عليهم من أيد أجنبية لا يخلو بعضها من عداء مضمر مبيت للعرب والمسلمين، فالصحف والمجلات المصورة والأقلام والروايات والقصص والكتب المسلية والقنوات الفضائية المسموعة والمرئية ووسائل الاتصال بمختلف أحجامها وأصنافها جلها أو أغلبها تصدرها لنا بعيوبها أياد وأصوات أجنبية بفحش وعنف وفظاظة وكراهية، فتؤثر في شبابنا وفي أخلاقهم إذ ترسم في أذهانهم بطولات وقدرات خرافية؛ فلو تعمق الملاحظ فيما يقدم للشباب لوجد ثقافة سوقية غرائزية جنسية وتلك هي السيئة الأولى.

    أما السيئة الثانية فهي ضياع الهوية والانتماء وتعدد الانتماءات واختلافها حتى أصبح الشباب يميل إلى صنف "اللامنتمين" وكثر هذا الصنف؛ أما المنتمون فقد تعددت انتماءاتهم واختلفت حتى صدق فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وسوف تتفرق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة هي الآخذة بكتاب الله وسنة رسوله" رواه الترمذي وابن ماجة.

    فبحثت عن الفرقة ذات التوجه الصائب السليم فتوصلت إلى أن النص القرآني المنزل هو القول السديد الميسر، لا غلظة فيه ولا فظاظة ولا عسر ولا حرج يقنع العقل السليم بنوره المعرفي والعلمي، ويزيل سحابة التردد، بينما كل اجتهادات الفكر البشري محدودة بزمن أصحابها في كل ما يتعلق بشؤون الدنيا، وهذا ينسجم مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنتم أعلم بأمر دنياكم". وقول علي بن أبي طالب "لا تجبروا أولادكم على أخلاقكم لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم"، وقول أبقراط "اكشف عن الماضي، شخّص الحاضر، تتبأ بالمستقبل".

    ولهذا يستحسن اعتماد هذه "الأمور الثلاثة: فأمر تبين لك رشده فاتبعه، وأمر تبين لك غيه فاجتنبه، وأمر اشتبه عليك فكِلْه إلى عالمه". وهذا التوجه يستقيم مع قول الله تعالى "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" "البقرة آية 256" ويستقيم مع النظرة المستقبلية التي أكد عليها الله سبحانه وتعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" "يونس آية 99"، فالمطلوب الحفاظ على الانتماء إلى الإسلام، ووحدة الكلمة ونصرة الحق وخدمة الناس والحفاظ على شعار التوحيد.

    والسيئة الثالثة هي مشكلة الفراغ المتولدة عن الظروف الداخلية أو العوامل الخارجية. فالظروف الداخلية تتشخص فيما أنعم الله على بعض بلاد العرب من خيرات الأرض والسماء فأنعش اقتصادها وأشاع الغنى والفراغ، فأقبل الشباب على الراحة والعلوم النظرية وزهدوا في الصناعات اليدوية والزراعية وفلاحة الأرض وبلغ بالشاب والشابة درجة التعب من لبس الحذاء.

    هذا الفراغ معناه ضياع العمر ومن فرغ عمره من العمل فهو جامد لا يحرك ساكنا، وسيعدم ويتحسر حين لا ينفع لا الندم ولا الحسرة أمام ربه بدون عمل، ويقينا أن درجات القيامة درجات أعمال، يقول تعالى "ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون" "الأنعام آية 132" وليس من حل في هذا العصر إلا بوجود مؤسسات تسيّرها كفاءات مخلصة تخشى الله للإرشاد وتنمية الفضيلة وفسخ مثيرات الرذيلة بأعمال نافعة تخدم الصحة والجسم كما تخدم العقل والأخلاق حتى تقضي على المرض الخطير "مرض تسكع الشباب".

    والعلاج أصبح ضرورة مصيرية ملحة لأن الشباب هم العمود الفقري للأوطان وللعقيدة الإسلامية ويستحسن أن يعتمد العلاج المفيد والنافع على زرع الأخلاق الصالحة ومكارمها وتكوين إطار شبابي متخصص يجمع بين الخبرة الطويلة والتأهيل العالي؛ وأن تقوم وسائل الإعلام المختلفة بتوعية صحيحة سليمة للشباب وبعمل دائب منتج ومحاربة الفساد، والإكثار من اللقاءات الشبابية المدروسة بإشراف مختصين مخلصين حتى تتوحد آراء الشباب حول أمثل السبل لتربيتهم تربية إسلامية إنسانية نابعة من واقع مجتمعاتهم لا غريبة عنها ومتناقضة مع الواقع الحياتي.

    أصبح اليوم من الضروري إنشاء مجمع ثقافي عربي إسلامي يضم صفوة العلماء والمفكرين والأدباء الإسلاميين لتغذية ثقافة الشباب بمؤلفات ممتعة ومقنعة في شتى مجالات الثقافة الإنسانية بروح أخلاقية رفيعة. يتأكد نشر تراثنا الثقافي الأصيل، والتفتح على العالم بمختلف توجهاته؛ أما أن نهمل أصالتنا وننفتح كليا على الآخر فهذا خطر يفسد ولا يصلح. وقد أعطى الإسلام كل شيء الحجم الموازن له، فالواجب يفرض تنظيم أوقات الشباب.

    يقول الدكتور التهامي نقرة رحمه الله "لقد رسم الإسلام منهجا متكاملا لحياة المسلم، فبين له كيف ينظم أوقاته فيجعل ساعة يشغل فيها لمعاشه، وساعة يتزود لمعاده، وأخرى يتفرغ لشؤونه الخاصة". وهذا المنهج يرضي الجسد والروح ويستوعب الجد والكد والتسلية والترفيه ويستكمل الحاجات والأشواق أو يستجيب لضغط الضرورة ودواعي الزينة والجمال والكمال في غير إسراف وفسوق. ولكن يجب أن نميز هنا بين اللهو المباح الذي يجدد النشاط ويعبئ الطاقة للكدح، وأمراض الغرائز الدنيا التي تحاول أن تتسلل إلى كل مجالات الحياة، ولن تطبع نشاط المجتمع كله بطابعها السقيم إذ ليس في المجتمع الإسلامي نظام خاص بالليل وآخر بالنهار، "فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون" "الروم آيتان 17- 18".

    فما الذي يمنع أن يكون لكل شاب هوايته حسب اختصاصه إن شاء، أو في غير اختصاصه وفيه توسعة ثقافية؟ إنما من الأصلح والأنفع أن يتجنب كل سلوك فيه طابع الانحراف وعنف وتفحش وتدمير للجسم أو العقل، أو إلقاء باليد إلى التهلكة "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين" "البقرة آية 195".

  • حجم الخط
    #2
    رد: نريد شباب هوية ولا يعيش في فراغ

    المشاركة الأصلية بواسطة رابعة الحراكي مشاهدة المشاركة
    أما السيئة الثانية فهي ضياع الهوية والانتماء وتعدد الانتماءات واختلافها حتى أصبح الشباب يميل إلى صنف "اللامنتمين" وكثر هذا الصنف؛ أما المنتمون فقد تعددت انتماءاتهم واختلفت حتى صدق فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وسوف تتفرق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة هي الآخذة بكتاب الله وسنة رسوله" رواه الترمذي وابن ماجة.

    اللهم نسألك العفو والرضى ونعوذ بك من سخطك




    تعليق


    • حجم الخط
      #3
      رد: نريد شباب هوية ولا يعيش في فراغ

      شكرا غاردينيا على المرور تحياتي

      تعليق

      Loading...


      يعمل...
      X