الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسير بعض من آيات هود ( متسلسل )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    تفسير بعض من آيات هود ( متسلسل )



    بِسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم

    (ا ل ر) سبق تفسيرها (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ) أي أحكمت في نظمها بأن جُعِلَت على أبلغ وجوه الفصاحة حتّى صار معجزاً ، ثمّ فصّلت في مكان آخر من القرآن ليفهموها ، وهي (مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ) بالأمور (خَبِيرٍ) بالعباد .

    5 – (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ) أي من محمّد ، والمعنى إذا صار طريقهم على محمّد ورأوه يثنون أنفسهم لكيلا يراهم فيكلّمهم ويدعوهم إلى الإسلام وينهاهم عن عبادة الأوثان لأنّهم يتضجّرون من كلامه ولا يقبلون دعوته وكان بعضهم إذا رآه يغطّي رأسه بعباءته لكيلا يراه النبيّ فيكلّمه ، وذلك قوله تعالى (أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ) أي يغطّون رؤوسهم بثيابهم (يَعْلَمُ) الله (مَا يُسِرُّونَ) في أنفسهم من العداوة لمحمّد (وَمَا يُعْلِنُونَ) من حربه وقتاله . ونظيرها في قصّة نوح وهي قوله تعالى [في سورة نوح] {جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا} .

    7 – (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء) سبق تفسيرها في كتابي (الكون والقرآن) مفصّلاً .



    8 – (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ) يعني عن أهل مكّة ، لأنّ العذاب إذا نزل يعمّ الجميع ونحن لا نريد إهلاكهم بل نريد هدايتهم أمّا المعاندون منهم فنهلكهم بالسيف أو بالموت ولذلك نؤخّر العذاب (إِلَى) آخر (أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ) تنتهي عندها الحياة في الأرض وتموت الناس كلّها وذلك في آخر يوم من أيّام الدنيا وهو اليوم الذي يكون طوله ألف سنة من سنيّنا وذلك قوله تعالى في سورة الحج {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} يعني يوم طوله ألف سنة معدّ لعذابهم .

    (لَّيَقُولُنَّ) المعاندون (مَا يَحْبِسُهُ) يعني أيّ شيء يؤخّر هذا العذاب عنّا ، وذلك استهزاءً بالعذاب غير موقنين بنزوله (أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ) أي لا يمكنهم الخلاص منه في ذلك اليوم ولا نصرفه عنهم إذا تابوا وآمنوا حيث لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل (وَحَاقَ بِهِم) أي وأحاط بهم (مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ) من نزول العذاب .

    13 – (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ) يا محمّد لهؤلاء المشركين (فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ) بزعمكم (وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ) يعني وادعوا المسلمين إلى عبادة الأوثان إن استطعتم ، فإنّ محمّداً جاء بالقرآن ليدعو المشركين إلى عبادة الله واستطاع فعل ذلك لأنّ القرآن منزل من الله وهو معجزة له فإن أنكرتم ذلك عليه فأتوا بعشر سور مثله وادعوا الناس بعكس ما يدعو إليه محمّد (إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) في قولكم بأنّ محمّداً افتراه .

    14 – (فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ) المسلمون (لَكُمْ) ولم ينقادوا لدينكم ولم يعبدوا أصنامكم لأنّها جماد لا تضرّ ولا تنفع (فَاعْلَمُواْ) أيّها المشركون (أَنَّمَا أُنزِلِ) القرآن (بِعِلْمِ اللّهِ) بالمغيّبات حيث أخبرناكم فيه بِما كان قبلكم وبِما يكون بعدكم والغيب لا يعلمه إلاّ الله وحده وهذا أحسن برهان لكم على إنزاله من الله وليس من محمّد ، ومثله قوله تعالى في سورة طه {أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى} ، (وَ) اعلموا (أَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ) أي مستسلمون ومنقادون .

    17 – استمع المشركون لقول أبي سفيان واتّبعوه ، وكذّبوا النبيّ وعادَوه ، فردّ الله عليهم وأنّبهم على ذلك فقال (أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ) وهو محمّد كمن لا يعلم شيئاً من كتابه ، يعني أتتركون محمّداً وتكذّبونه الذي هو على بيّنةٍ من ربّه وتتّبعون أبا سفيان الذي ليس على بيّنة ولا علم له بشيء من الكتاب ولا من الدين (وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ) يشهد له بصحّة قوله ، والمعنى ويتبع محمّداً شاهد من أمّته يشهد له بأنّه رسول الله ، والشاهد هو المهدي (وَ) شاهد آخر جاء (مِن قَبْلِهِ) أيضاً ، أي من قبل محمّد يشهد له بأنّه رسول الله ، وذلك الشاهد هو (كِتَابُ مُوسَى) أي التوراة حيث جاء فيها ذكر النبيّ وصفته ، وذاك الكتاب (إَمَامًا) يؤتمّ به ويعمل بنو إسرائيل بأحكامه (وَرَحْمَةً) لهم (أُوْلَـئِكَ) إشارة إلى من أسلم من أهل الكتاب (يُؤْمِنُونَ بِهِ) أي بالقرآن . ثمّ أخذ سبحانه في تهديد المشركين فقال (وَمَن يَكْفُرْ بِهِ) أي بالقرآن (مِنَ الأَحْزَابِ) يعني أهل مكّة ومن حولها (فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ) في الآخرة فلا يحزنك كفره يا محمّد (فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ) أي فلا تكُ في شكّ من نزول القرآن عليك حيث كفرت به الأحزاب ولم تؤمن (إِنَّهُ) أي القرآن (الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ) لجهلهم بالحقيقة .

    23 – (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ) يعني سكنت نفوسهم إلى لقاء ربّهم ، فكلمة (أَخْبَتُواْ) معناها سكنوا والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة الإسراء في وصف جهنّم {كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} أي كلّما سكنت وهدأت ، والمعنى اطمأنّوا إلى لقاء ربّهم وإلى ما وعدهم به من النعيم (أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) . ونظيرها قوله تعالى في سورة الفجر {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً . فَادْخُلِي فِي عِبَادِي . وَادْخُلِي جَنَّتِي} .



    منقول من كتاب
    المتشابه من القرآن
    للمرحوم محمد علي حسن



    اضغط هنا للمزيد...
Loading...


يعمل...
X