الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

((الفرق بين الصبر والمصابرة))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    ((الفرق بين الصبر والمصابرة))

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفرق بين الصبر والمصابرة

    يعرف العلماء "الصبر" بأنه حبس النفس على ما تكره، وذلك يشمل الصبر على فعل الطاعة، ولو كرهت ذلك نفس الصابر، مثل: القيام لصلاة الفجر في أيام البرد القارص، مع شدة ثقل النوم ورغبة النفس في الاستمرار على الراحة وبقاء الجسم متغطيا بما يقيه البرد، ومثل الصبر على مقارعة الأعداء في ميدان القتال، أمام هجمات الأعداء بالنبال والسيوف، أو المدافع والصواريخ، و تحت نقع غبار الخيل أو الدبابات أو أزيز الطائرات ذات السلاح الفتاك.

    ويشمل كذلك الصبر على ترك المعصية، مع شدة دواعيها، ورغبة النفس في اقتحام أبوابها للتمتع بما تهواه منها، مع إمكان الوصول إليها بسهولة أو بمشقة، مثل: من تتوق نفسه لتناول الخمر، أو لارتكاب فاحشة الزنا، مع تيسر ذلك، فيترك ذلك، رغبة فيما عند الله من الثواب، وخوفا مما عنده من العقاب، ومن أمثلة ذلك ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم عن الثلاثة الذين أووا إلى غار فانحدرت عليهم صخرة فسدته عليهم، فاستغاث كل منهم ببعض عمله الصالح، فانفرجت عنهم، وقال أحدهم : ( اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي، فأردتها عن نفسها، فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار، على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلتْ حتى إذا قدرت عليها، قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، فتحرجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه) الحديث في البخاري برقم: 2152

    ومن ذلك أن يشتد على المجاهدين في ميدان المعركة الأمر، لقوة عدوهم فتدعو بعضَهم أنفسُهم إلى الفرار والتولي عن الزحف، فيذكرون ما أعده الله للصابرين من الثواب، وما أعده من عقاب للمتولين يوم الزحف، فيحبسون أنفسهم على ما تكره ويبقون في مواجهة عدوهم.

    هذا هو معنى الصبر، وهو أن يحبس المسلم نفسه على ما تكره، سواء كان ما تكرهه فعل طاعة، أو ترك معصية.
    وقد ينفد صبر الصابر، فتغلبه نفسه وهواه والشيطان، فيترك طاعة الله، أو يرتكب معصيته.

    أما المصابرة، فهي أن يجاهد المسلم نفسه مجاهدة لا تنقطع، حتى يحقق المجاهد رضا ربه عنه، بفعل الطاعة وترك المعصية، ذاكرا قول الله تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)(99)) الحجر.
    وقوله تعالى: (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير) الحج: (78)

    ومن أهم أمثلة ذلك: مصابرة المجاهد عدوه، أي أن يشارك عدوه في الصبر، ولكنه يثبت على صبره ويلازمه ويستمر عليه حتى ينفد صبر عدوه وهو ثابت، فينتصر على عدوه ويهزمه، وقد يكون صبره دقائقَ محدودةً مصابرةً، ونفاد صبره في الدقائق هزيمة.

    ولهذا أمر الله تعالى بالصبر والمصابرة معا، فقال تعالى: (ياأيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) آل عمران: (200) فلم يكتف بالأمر بالصبر وحده.
    وهنالك آيات تدل على أن هذه المصابرة لا تكون إلا مع الشدة والضيق اللذين لا يثبت فيهما ويصبر عليهما إلا الأشداء من الرجال، كما قال تعال عن حالة المسلمين في غزوة الأحزاب: (إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا(10) هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا)11
    ( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما(22) الآيات الثلاث من سورة الأحزاب.

    وقال تعالى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) البقرة (214)
    وقال: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) آل عمران: (142)
    المصابرة توهن العدو وتقلقه
    وهنا لا بد أن أشير إلى أن المسلم قد يغلبه عدوه لسبب من الأسباب، بل قد يأسره، ولكنه مع غلبته، يبقى عازما على عزته وكرامته، وإن أصابه القرح والقتل. فتبقى إرادته وعزمه على مقارعة عدوه وانتصاره عليه قويين، وهو في هذه الحالة لم يخرج عن المصابرة، بخلاف من فقد العزة والكرامة، فإنه يستسلم لعدوه ظاهرا وباطنا، وإن كان قادرا على الانتصار على عدوه.

    ولهذا قال ابن تيمية رحمه الله:
    ((.. فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن، فإن من استُعبِد بدنه واستُرِق، لا يبالي إذا كان قلبه مستريحا من ذلك مطمئنا بل يمكنه الاحتيال في الخلاص، وأما إذا كان القلب-الذي هو الملك-رقيقا مستعبدا لغير الله، فهذا هو الذل والأسر المحض.. فالحرية حرية القلب، والعبودية عبودية القلب.....-إلى أن قال-: وكذلك طالب الرئاسة والعلو في الأرض، قلبه رقيق لمن يعينه عليها، ولو كان في الظاهر مقدمهم والمطاع فيهم ... فهو في الظاهر رئيس مطاع، وفي الحقيقة عبد مطيع لهم..) [مجموع الفتاوى: (10/186-189)]،


    [line]-[/line]

    لا تقرأ وترحل ساهم برد
    او دعوة لأحمد

  • حجم الخط
    #2
    رد: ((الفرق بين الصبر والمصابرة))

    جزاك الله كل خير اخي الغالي كلام يستحق التقييم شكري وتقديري لك ،،
    سبحان الله والحمد لله ولااله الا الله والله اكبر ،،

    تعليق


    • حجم الخط
      #3
      رد: ((الفرق بين الصبر والمصابرة))

      شكرا اخي الفاضل علي التقيم والتعليق

      تعليق

      Loading...


      يعمل...
      X