الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حماقة الظالم فتنة وشر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    حماقة الظالم فتنة وشر

    حماقة الظالم فتنة وشر





    حامد المهيري

    "ليس على المقهور يمين" حديث حسن رواه أبو أمامة، والمقصد منه باعتباره مغلوب على أمره، ومكره على الحلف، لا تنعقد يمينه، ولا يلزمه كفارة ولا يقع طلاقه. هذا هو العدل الإلهي الصحيح، الإنسان مكرم ولن يسمح الله تعالى أن يقهره أحد، ألم يكف قوله تعالى وهو القاهر القهار "فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر" "الضحى آية 9- 10"؟ ففي حديث قدسي "لأنتقم من الظالم في عاجله وآجله ولأنتقمن ممن رأى مظلوما فقدر أن ينصره لا ينصره"؛ وقد قيل "بئس الزاد إلى المعاد ظلم العباد".

    ليعلم الظالم أن "ظلم المرء يصرعه"، قال علي بن أبي طالب "من ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده"، قال أرسطو "الظلم من طبع النفوس، إنما يصدها عن ذلك إحدى علتين: دينية، أو سياسية" لكن للأسف، وللحسرة كما قال غوته "الظلم الذي ينزل بك لا يلحظه أحد"، وفي المثل الهندي "قد ينسى المرء الأذى، ولكنه لا ينسى الإساءة".

    كم من مظلوم مقهور يتسلى بمقولة عمر بن عبد العزيز إلى أحد عماله: "إذا دعتك قدرتك لظلم الناس، فتذكر قدرة الله عليك"، وبمقولة علي بن أبي طالب "من سل سيف البغي قُتل به، ومن حفر لأخيه بئرا وقع فيه"، وقد صف أفلاطون أسوأ أنواع الظلم فقال "أسوأ أنواع الظلم هو الادعاء بأن هناك عدلا". لكن الذي يقوي إيمان المظلوم والمقهور، وينزل عليه السكينة هو قول الله تعالى "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار" "إبراهيم آية 42".

    إنني مع رأي جان كاك روسو "إنني لا أحمل حقدا لأحد، ولا أفكر في إيذاء أحد، لكنني حينما أرى الظلم يتزايد في هذا العالم أسلي نفسي بالتفكير في الجحيم الذي ينتظر هؤلاء الظالمين". قال بعض الحكماء "لا تطمئن إلى العدو وإن أبدى لك المقاربة، وإن بسط لك وجهه، وخفض لك جناحه، فإنه يتربص بك الدوائر، ويضمر لك الغوائل، ولا يرتجي صلاحا، إلا في فسادك، ولا رفعة إلا بسقوط جاهك".

    يا للحماقة، كم من أمثال عنها، ففي المثل الاثيوبي "الأحمق يتكلم والعاقل
    يستمع"، وفي المثل الروسي "لو أعطيت الأحمق خنجرا، أصبحت قاتلا"، وفي المثل الفرنسي "الأحمق يعجب بمن هو أحمق منه"، وفي المثل الألماني "من يناقش الأحمق عليه أن يتحمل إجاباته"... ولهذا قال علي بن أبي طالب "ولاية الأحمق سريعة الزوال". ولوصف الحماقة قيل "تعرف حماقة الرجل في ثلاث: كلامه فيما لا يعنيه، وجوابه عما يسأل عنه، وتهوره في الأمور". وصدق الشاعر في قوله:

    لكل داء دواء يستــطب به
    إلا الحماقة أعيت من يداويها

    حتى السيد المسيح يروى أنه قال: "عالجت الأبرص، والأبكم فأبرأتهما، وعالجت الأحمق فأعياني"، ولهذا نصح لقمان الحكيم بقوله "لا تعاشر الأحمق وإن كان ذا جمال، فإنه كالسيف حسين مخبره، قبيح أثره" وأكد حكيم ألماني "الأحمق إذا احتل مكانا رفيعا، يصير كأنه في جبل، هو يرى الأشياء صغيرة، والآخرون يرونه أصغر".

    فماذا نفعل عند الجمع بين القهر والظلم والحماقة؟ إنها الفتنة، وقد قال الله تعالى "والفتنة أشدّ من القتل" "البقرة آية 191". وقال أيضا "والفتنة أكبر من القتل" "البقرة آية 217" وخير موقف هو التوكل على الله، ونقول ما قال موسى للمؤمنين بالله "يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين، فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين" "يونس آيتان 84-85" وفي القول المأثور "الفتنة نائمة لعلن الله من أيقظها"، بالسعاية والنميمة والغيبة.

    قال المأمون يوما لبعض ولده "إياك وأن تصغى لاستماع قول السعادة، فإنه ما سعى رجل برجل إلا انحط عن قدره عندي ما لا يتلافاه أبدا"؛ وقال الفضل بن سهل "قبول السعاية شر من السعاية، لأن السعاية دلالة والقبول إجازة"، وقال حكيم "إنني لا أصغي للوشايات أبدا، فإنها إن كانت غير صحيحة اضطررت أن أبغض أناسا لا يستحقون أن أفكر بهم".

    وشى واش إلى الإسكندر برجل فقال "أتحب أن نقبل منك ما قلت فيه على أن تقبل منه ما قال فيك؟ قال لا. قال فكف عن الشر يكف عنك". روي عن عمر بن عبد العزيز أن رجلا سعى برجل عنده فقال "إن شئت نظرنا في أمرك فإن كنت كاذبا فأنت من هذه آية "إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" "الحجرات آية 6" وإن كنت صادقا فأنت من هذه الآية "هماز مشاء بنميم" "القلم آية 11"، وإن شئت عفونا عنك؟ فقال: العفو يا أمير المؤمنين. قال: على عدم العودة مرة ثانية".

    ومن حكم التراث "النمام لا يعاشر"، وفي حديث خاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام "إذا قلت في الرجل ما فيه فقد اغتبته، وإن قلت ما ليس فيه فقد بهتّه"؛ ويروى عنه "المغتاب والمستمع شريكان في الإثم".

    فماذا يا من تظلمون وتقهرون الكرام الصالحين، وقد تجمعت فيكم صفات الخبث: ظلم وقهر وحماقة وفتنة وسعاية ونميمة وغيبة؟ تتأملون في قول الله تعالى "أيحسب الإنسان أن يترك سدى" "القيامة آية 36" "أيحسب أن لم يره أحد" "البلد آية 7" "أيحسب أن لن يقدر عليه أحد" "البلد آية 5" "أيحسب أن ماله أخلده" "الهمزة آية 3" "لعلكم تهدون" "البقرة آية 53".

    لقد جاهرت بما أحسست "ليطمئن قلبي" "البقرة آية 260" "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" "الرعد آية 28" حتى يحمينا الله من حماقة الظالم، فحماقة الظالم فتنة وشر؛ ومن يتق الله لا يضره شيء وفي الأرض ولا في السماء.

  • حجم الخط
    #2
    رد: حماقة الظالم فتنة وشر

    موضوع اكثر من رررررررررائع
    نسأل الله السلامة والعافية
    كل الشكرررررررررابعه
    [flash=http://m3aq.net/vb/uploaded/5955_01309911933.swf]WIDTH=450 HEIGHT=88[/flash]

    تعليق


    • حجم الخط
      #3
      رد: حماقة الظالم فتنة وشر

      شكرا لك زهرةالياسمين وجودك الدائم يسعدني

      تعليق

      Loading...


      يعمل...
      X