: 0
: 5
تويت
الناجح من اتبع الصراط المستقيم
حامد المهيري
سئل حكيم عن صفات الإنسان الناجح فأجاب: "لا يؤجل، لا يرواغ، سريع الفكر، يحب المعاشرة، يضحك للنكتة، أخلاقه فاضلة، يحافظ على الوقت، لا يبدل كلامه، ولا يتبدل، طموح وواقعي، وخيالي، محب للغير".
ولهذا قيل "سبب النجاح العمل وسبب الخيبة التفريط" ومن دعائم النجاح "لا يمكن للإنسان أن ينحج ما لم يفكر في الإستنباط" وعلى هذا الأساس كما جاء في المثل المأثور "على المرء أن يسعى وعلى الله النجاح" وفي المثل الفرنسي "الثقة بالنفس أو الإيمان الذاتي هو أول أسرار النجاح"، وقد قيل "النجاح ليس قضية حظ أو عبقرية، إنه يتوقف على الاستعداد الصحيح والتصميم الذي لا يقهر" وفي الحكمة "من جدّ وجد، ومن زرع حصد، ومن سار على الدرب وصل".
وقد سأل أحد الشبان عن أخطر المنعطفات التي تعترض الإنسان الناجح، فكان الجواب "أخطر المنعطفات في حياة الإنسان الناجح تلك التي يضعها له منافقوه" قال لله تعالى "ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقيه فأولئك هم الفائزون" "النور آية 52"، "ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون" "الحشر آية 9"، "والله يؤيد بنصره من يشاء" "آل عمران آية 13". في المثل الأنجليزي "أعظم المنتصرين من انتصر على نفسه" وأيضا "حلاوة الظفر تمحو مرارة الصبر" وقد قال كورناي "الفوز من دون المغامرة كالانتصار من دون المجد" ويقول فوش "ليس النصر وليد العلم وحسب، بل وليد الإيمان أيضا" وفي المثل التركي "خلق الإنسان ليربح السعادة باجتهاده".
حقيق عليّ أن لا أقول إلا ما آمنت به وحذقته، ففي طيلة مسيرتي لاحظت في واقع الحياة أن "الخبرة تعلم، فهي أستاذة الأغبياء" لأن "بأغلاط الغير يصلح العاقل أغلاطه"، وأن "الممارسة تعلم كل شيء"، وكذلك "التمرين خير أستاذ"، وأن "الكفاءة لا تنتظر عدد السنين"، ومن هذا المنطلق قال بعض النقاد "إذا أسندت المناصب بغير محلها، ووضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب، فقل لي بربك كيف نتقدم وهذا حالنا"؟ إذا كان ميكل سن يقول "إن طموحي الأعظم هو أن أتحدى المستحيل"؛ فهل بمقدوره أن يفيدني بتحقيق شيء ما بنجاح دون أن يكون ذلك بالخبرة والكفاءة؟.
وفي المثل الأنجليزي "إذا أردت أن تحلق فحلق عاليا" بينما في المثل الصيني "إن أعلى الأبراج تبدأ من سطح الأرض" وفي المثل الألماني "من أراد صعود السلم وجب عليه أن يبدأ من الدرجة الأولى"، ومن العبث أن يحصل الرقي والنجاح والفوز والنصر بالطريقة التي وصفها بعض المفكرين "رأيت الذين يرتقون إلى المجد يسيرون إما على أكتاف أصدقائهم، وإما على جماجم أعدائهم".
ومن هنا كان النهي عن التأجيل والمراوغة وغيرهما من الصفات التي بدأت بها حديثي، وهي إجابة عن صفات الإنسان الناجح يجب أخذها بعين الاعتبار. أي "أكمل استعدادك قبل البدء بأي عمل كان"، وقد قيل "الذوق سمة الرجل المهذب، والخيال سمة الرجل المنتج، واتزان العاطفة سمة الرجل الناضج". ولنأخذ برأي فولتير "لا تنظر إلى قدميك، انظر دائما إلى الأمام واستكشف نهاية العقل".
من الأمثال اللاتينية "التعليم بالتوجيه طويل الطريق، أما بالقدوة فأسرع وأنجح" و"لا يحسن تعليم شيء أو تعلمه إلا بقدوة"، فنتساءل أتقبل العقول حصول نجاح أو فوز أو نصر وظفر أو فلاح بدون سعي مبذول وجهد موصول وعقل حكيم، ومجالسة خبير، واقتداء بأسوة حسنة؟. "لقد كان في رسول الله أسوة حسنة" "الأحزاب آية 21" وقال تعالى أيضا "قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه" "الممتحنة آية 4" إن لم يظهر هذا ظهورا واضحا قولا وفعلا على أرض الواقع فمن العسير تحقيق ذلك.
لا أعتقد أن النجاح هو حليف الحظ، خصوصا إن كانت المعرفة ضئيلة، فقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه عن سنّته فقال "المعرفة رأس مالي، والعقل أصل ديني، والحب أساسي، والشوق مركبي، وذكر الله أنيسي، والثقة كنزي، والحزن رفيقي، والعلم سلاحي، والصبر ردائي، والرضا غنيمتي، والفقر فخري، والزهد حرفتي، واليقين قوتي، والصدق شفيعي، والطاعة حسبي، والجهاد خلقي، وقرة عيني في الصلاة". فأين نحن من هذه الخصال لصاحب العلم والمعرفة والخبرة في عهد النبوة؟ زيادة على أنه ابن عم الرسول عليه الصلاة والسلام، وصهره، زوج ابنته فاطمة رضي الله عنهما.
فالتلميذ الناجح والتاجر الناجح والعامل الناجح والمهندس الناجح والطبيب الناجح، وكل صاحب مهنة أو حرفة ناجح، هو من تحلى بتلك الخصال الحكيمة، وانتهج سلوك الاستقامة والمواظبة على العمل بصدق وإخلاص وإتقان.
أما من انحرف عن هذا المنهج فلا يقبل لا عقلا ولا منطقا أن يفوز ويفلح؛ وكذلك الأسر الناجحة، والمجتمعات الناجحة والأمم الناجحة، تلك التي اعتصمت بالله "ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم" "آل عمران آية 101" وتمسكت بأمر الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا" "آل عمران آية 103"، "وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد" "الحج آية 24"، "قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى" "طه آية 135" "أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمّن يمشي سويا على صراط مستقيم" "الملك آية 22".
وبعد أن كشف الله الغطاء عن صراطه المستقيم في تنزيله الحكيم قال تعالى "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون" "الأنعام آية 153".
سئل حكيم عن صفات الإنسان الناجح فأجاب: "لا يؤجل، لا يرواغ، سريع الفكر، يحب المعاشرة، يضحك للنكتة، أخلاقه فاضلة، يحافظ على الوقت، لا يبدل كلامه، ولا يتبدل، طموح وواقعي، وخيالي، محب للغير".
ولهذا قيل "سبب النجاح العمل وسبب الخيبة التفريط" ومن دعائم النجاح "لا يمكن للإنسان أن ينحج ما لم يفكر في الإستنباط" وعلى هذا الأساس كما جاء في المثل المأثور "على المرء أن يسعى وعلى الله النجاح" وفي المثل الفرنسي "الثقة بالنفس أو الإيمان الذاتي هو أول أسرار النجاح"، وقد قيل "النجاح ليس قضية حظ أو عبقرية، إنه يتوقف على الاستعداد الصحيح والتصميم الذي لا يقهر" وفي الحكمة "من جدّ وجد، ومن زرع حصد، ومن سار على الدرب وصل".
وقد سأل أحد الشبان عن أخطر المنعطفات التي تعترض الإنسان الناجح، فكان الجواب "أخطر المنعطفات في حياة الإنسان الناجح تلك التي يضعها له منافقوه" قال لله تعالى "ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقيه فأولئك هم الفائزون" "النور آية 52"، "ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون" "الحشر آية 9"، "والله يؤيد بنصره من يشاء" "آل عمران آية 13". في المثل الأنجليزي "أعظم المنتصرين من انتصر على نفسه" وأيضا "حلاوة الظفر تمحو مرارة الصبر" وقد قال كورناي "الفوز من دون المغامرة كالانتصار من دون المجد" ويقول فوش "ليس النصر وليد العلم وحسب، بل وليد الإيمان أيضا" وفي المثل التركي "خلق الإنسان ليربح السعادة باجتهاده".
حقيق عليّ أن لا أقول إلا ما آمنت به وحذقته، ففي طيلة مسيرتي لاحظت في واقع الحياة أن "الخبرة تعلم، فهي أستاذة الأغبياء" لأن "بأغلاط الغير يصلح العاقل أغلاطه"، وأن "الممارسة تعلم كل شيء"، وكذلك "التمرين خير أستاذ"، وأن "الكفاءة لا تنتظر عدد السنين"، ومن هذا المنطلق قال بعض النقاد "إذا أسندت المناصب بغير محلها، ووضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب، فقل لي بربك كيف نتقدم وهذا حالنا"؟ إذا كان ميكل سن يقول "إن طموحي الأعظم هو أن أتحدى المستحيل"؛ فهل بمقدوره أن يفيدني بتحقيق شيء ما بنجاح دون أن يكون ذلك بالخبرة والكفاءة؟.
وفي المثل الأنجليزي "إذا أردت أن تحلق فحلق عاليا" بينما في المثل الصيني "إن أعلى الأبراج تبدأ من سطح الأرض" وفي المثل الألماني "من أراد صعود السلم وجب عليه أن يبدأ من الدرجة الأولى"، ومن العبث أن يحصل الرقي والنجاح والفوز والنصر بالطريقة التي وصفها بعض المفكرين "رأيت الذين يرتقون إلى المجد يسيرون إما على أكتاف أصدقائهم، وإما على جماجم أعدائهم".
ومن هنا كان النهي عن التأجيل والمراوغة وغيرهما من الصفات التي بدأت بها حديثي، وهي إجابة عن صفات الإنسان الناجح يجب أخذها بعين الاعتبار. أي "أكمل استعدادك قبل البدء بأي عمل كان"، وقد قيل "الذوق سمة الرجل المهذب، والخيال سمة الرجل المنتج، واتزان العاطفة سمة الرجل الناضج". ولنأخذ برأي فولتير "لا تنظر إلى قدميك، انظر دائما إلى الأمام واستكشف نهاية العقل".
من الأمثال اللاتينية "التعليم بالتوجيه طويل الطريق، أما بالقدوة فأسرع وأنجح" و"لا يحسن تعليم شيء أو تعلمه إلا بقدوة"، فنتساءل أتقبل العقول حصول نجاح أو فوز أو نصر وظفر أو فلاح بدون سعي مبذول وجهد موصول وعقل حكيم، ومجالسة خبير، واقتداء بأسوة حسنة؟. "لقد كان في رسول الله أسوة حسنة" "الأحزاب آية 21" وقال تعالى أيضا "قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه" "الممتحنة آية 4" إن لم يظهر هذا ظهورا واضحا قولا وفعلا على أرض الواقع فمن العسير تحقيق ذلك.
لا أعتقد أن النجاح هو حليف الحظ، خصوصا إن كانت المعرفة ضئيلة، فقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه عن سنّته فقال "المعرفة رأس مالي، والعقل أصل ديني، والحب أساسي، والشوق مركبي، وذكر الله أنيسي، والثقة كنزي، والحزن رفيقي، والعلم سلاحي، والصبر ردائي، والرضا غنيمتي، والفقر فخري، والزهد حرفتي، واليقين قوتي، والصدق شفيعي، والطاعة حسبي، والجهاد خلقي، وقرة عيني في الصلاة". فأين نحن من هذه الخصال لصاحب العلم والمعرفة والخبرة في عهد النبوة؟ زيادة على أنه ابن عم الرسول عليه الصلاة والسلام، وصهره، زوج ابنته فاطمة رضي الله عنهما.
فالتلميذ الناجح والتاجر الناجح والعامل الناجح والمهندس الناجح والطبيب الناجح، وكل صاحب مهنة أو حرفة ناجح، هو من تحلى بتلك الخصال الحكيمة، وانتهج سلوك الاستقامة والمواظبة على العمل بصدق وإخلاص وإتقان.
أما من انحرف عن هذا المنهج فلا يقبل لا عقلا ولا منطقا أن يفوز ويفلح؛ وكذلك الأسر الناجحة، والمجتمعات الناجحة والأمم الناجحة، تلك التي اعتصمت بالله "ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم" "آل عمران آية 101" وتمسكت بأمر الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا" "آل عمران آية 103"، "وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد" "الحج آية 24"، "قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى" "طه آية 135" "أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمّن يمشي سويا على صراط مستقيم" "الملك آية 22".
وبعد أن كشف الله الغطاء عن صراطه المستقيم في تنزيله الحكيم قال تعالى "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون" "الأنعام آية 153".
تعليق