الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دمج المعاق في المجتمع كيف قرره القران الكريم والسنة النبوية ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    دمج المعاق في المجتمع كيف قرره القران الكريم والسنة النبوية ؟

    دمج المعاق في المجتمع كيف قرره القران الكريم والسنة النبوية ؟

    وقد أعطى الإسلام لهؤلاء المعاقين حقوقهم فحرص على دمج المعاق في مجتمعه ، فقد ولى الرسول صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم على المدينة عندما خرج لإحدى غزواته ، كما يتجه الإسلام إلى المجتمع والمحيط الذي يعيش فيه المعاق فيعلمهم ويربيهم على السلوك الذي يجب عليهم أن يسلكوه في معاملتهم لإخوانهم وأهليهم من ذوي العاهات فهو يعلن بصريح العبارة أن ما حل بإخوانهم من بلاء لا ينقص قدرهم ولا ينال من قيمتهم في المجتمع فهم جميعاً سواء لا تفاضل بينهم إلا بالتقوى فقد يكون صاحب العاهة أفضل وأكرم عند الله من ألف صحيح معافى فقال تعالى :{ إن أكرمكم عند الله أتقاكم } فالميزان الحقيقي هو التقوى وليس المال أو الجاه أو الصحة أو الصورة الخارجية أو غير ذلك لأنه لا يمكن أن تتحقق الغاية السامية من هذه الحياة إلا إذا تحقق ميزان التقوى ، هذا الميزان الذي له وقع أخّاذ في ضمير المسلم بما يحويه من الخير والاستقامة والصلاح والإصلاح للفرد والمجتمع وللإنسانية جمعاء ، فالتقوى جماع لكل فضيلة .

    وقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم هذه القيمة في أكثر من حديث ففي حجة الوداع التي حوت جوامع الكلم وأخطر قواعد الإسلام قال صلى الله عليه وسلم : [ أيها الناس ، إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ، ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، خيركم عند الله أتقاكم ]ولكي ينزع من النفوس بقايا القيم الأرضية قال صلى الله عليه وسلم : [ إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ] .

    ومن حقوقهم عدم السخرية منهم قال تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم ..الآية ] فالمجتمع الذي يزدري الأصحاء فيه أهل البلاء يكون مصدر شقاء وألم لهؤلاء قد يفوق ألم المصيبة وربما فاقها فعلاً ، فكم من ذوي البلاء من حمل عاهته ورضي بواقعه إلا أنه لا يمكن أن ينسى نظرة احتقار من أحد الناس ، بل إننا جميعاً قد ننسى كل متاعب الحياة ومصاعبها ولا ننسى بسمة سخرية أو كلمة استخفاف تلقيناها من الآخرين ، ألم يقل أبو الطيب : جراحات السنان لها التئام ولا يلتام ما جرح اللسان وليعلم هؤلاء الأصحاء أن ما يرفلون به من صحة ومن ضروب النعم والخير ليس إلا من فضل الله وجوده وكرمه ، قال تعالى : { وما بكم من نعمة فمن الله }، وأن الذي وهبهم هذه النعم لقادر على سلبها منهم ، وقادر أيضاً على إعطائها لمن كانت أعين أهل النعمة تزدريهم، فقد قال تعالى : { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير }

    كما أن لأهل البلاء مكانة في المجتمع بمساهمتهم في خيره وإسعاده فقد رأى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن له فضلاً على من دونه ، فقال صلى الله عليه وسلم : [ هل تنصرون ، وترزقون إلا بضعفائكم ]رواه البخاري ، وعند النسائي :[ إنما نصر الله هذه الأمة بضعفتهم بدعواتهم وصلا تهم وإخلاصهم ] قال ابن بطال تأويل الحديث أن الضعفاء أشد إخلاصاً في الدعاء وأكثر خشوعاً في العبادة لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا )، وقال الحافظ المهلب : ( أراد صلى الله عليه وسلم بذلك حض سعد على التواضع ونفي الزهو على غيره وترك احتقار المسلم في كل حاله )، وقد نهى الإسلام عن الغيبة وذكر المسلم أخيه بما يكره ، فبذلك يكون المجتمع ميدان رحب أنشأه الإسلام للحياة السعيدة الكريمة فيكون مجتمع لا يستخف بهؤلاء الضعفاء والمعاقين ولا يزدريهم .

    وفي مقابل ذلك يتوجه الإسلام إلى خير علاج وأصلحه لنفس المعاق ليجتث منه القلق والشعور بالنقص ويحل مكانه الرضى والثقة والسعادة حيث يرشده إلى أن ما يعانيه من شدة العاهة لا ينقص من كرامته كما لا يحط من قيمته في الحياة ، لأن العاهة الحقيقية هي تللك التي تصيب الدين والخلق للمسلم وبمعادلة بسيطة يقارن الإنسان بين فقد البصر مثلاً وفقد الشرف ويقارن بين بتر اليد أو الرجل وبتر الكرامة والأخلاق و تشوه الدين والضمير، إن تلك المقارنة لتحمل على الحمد والرضى بسلامة ذي العاهة الجسدية من الإصابة بعاهة النفس على النحو الذي ذكر في قوله تعالى : { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }.

    ومع هذا فإن الإسلام لم يهمل العاهة والإعاقة ولم ينكر وجودها ولم يتجاهل أثرها على صاحبها لذلك وجه الإنسان إلى الصبر على ما يواجهه من نكبات وكوارث تحل في جسمه أو ماله أو أهله ، وليرجع كل منا إلى نفسه فإنه لا شك يجد في سيرته أو في سيرة من يعرف شدائد صنعت نعماً ومصائب صنعت رجالاً قال تعالى : { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ، لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور}فالآية الأولى تعلن حقيقة أزلية وهي أن كل ما يجري في هذا الكون وما يتعرض له الإنسان في حياته إنما هو بقضاء الله وقدره وقيمة هذه الحياة أنها تسكب في النفس البشرية السكون والطمأنينة عند إستقبال الحوادث والمتاعب بيقينها أن كل ذلك كان بقضاء وقدر، وتأتي الآية الثانية لتوجه النفس البشرية إلى ما يجب أن تكون عليه عند المصيبة وعند النعمة فلا يأس في الأولى ولا افتخار في الثانية ، وقد قررت السنة هذا المعنى فقال صلى الله عليه وسلم : [ عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن ، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ]وأحاديث أخرى تحث على الصبر منه قوله صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى قال [ إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة ].

    ماهي الأمور التي جعلها الإسلام للوقاية من الإعاقة بإذن الله ؟

    الإسلام أرشد إلى الوقاية من الإعاقة ونلخص ذلك فيما يلي :

    1. الحد من أثر الوراثة فحض على انتقاء المرأة ذات الأصل الجيد من حديث : [ تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن ] رواه ابن عدي وابن عساكر،وكذلك اختيارها صالحة ذات شرف ليست صاحبة فاحشة ، فإن ذلك يحمي بإذن الله من كثير من الأمراض والعاهات.
    2. أجازت قواعد الفقه الإسلامي التعقيم والتطعيم ضد الأمراض المنتشرة التي قد تسبب الإعاقات ، ويرى الدكتور مصطفى السباعي استناداً إلى القواعد الشرعية جواز التعقيم للأشخاص المصابين بأمراض وراثية بثلاثة شروط:
    • تحقق انتقال هذه الأمراض .
    • أن لا يكون هناك أمل للشفاء عن طريق العلاج الطبي.
    • أن لا يكون هناك وسيلة لمنع انتقال هذه الأمراض إلى الورثة إلا بتعقيم الشخص المصاب به .
    3. تحريم الزنى والخمر لأن الفوضى الأخلاقية والجنسية تنتج ذرية سيئة ينتقل من خلالها الأمراض المعدية الخطيرة ومن ذلك الزهري الذي يسبب الشلل والعمى والتشوهات الجسمية وسرطان اللسان قال تعالى:{ ولا تقربوا الزنى....}
    ولذلك حرم الإختلاط والتبرج والسفور والأسباب الداعية إليه ، أما الخمر فيجمع الأطباء على أنه يسبب الجنون وتخلف العقل والإعاقات العصبية والهزل والضعف الجنسي والصرع .
    4. تحريم الدخان قال تعالى : { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة }. فعلى الأم أن تجتنب ذلك وغيره من المواد الضارة ، فقد ثبت علمياً تسببها في حصول الإعاقة للجنين وخصوصاً في مراحل الحمل الأولى أو أثناء الولادة .

    وما ذكرنا من أسباب للوقاية من الإعاقات من منظور إسلامي على سبيل المثال وليس الحصر . ونسأل الله أن ينفع بهذه الكلمات .وصلى الله على نبينا وآله وصحبه



    وهنامراجع تفيد في الموضوع بتوسع
    1. المعوق والمجتمع في الشريعة الإسلامية
    المؤلف : سعدي أبو حبيب .
    2. ذوو الصعوبات السمعية وكيفية ربطهم بالمجتمع .
    المؤلف : سلمان ظافر الشهري.
    3. رسالة ماجستير في التربية الخاصة .
    الباحث : محمد الذبياني

  • حجم الخط
    #2
    رد: دمج المعاق في المجتمع كيف قرره القران الكريم والسنة النبوية ؟


    رابعة الحراكي

    موضوع جداً جميل ،، يستحق القراءة والوقوف والتفكر فيما يحمله بين طياته ..

    ثم إن فيه معلومات كنت أجهلها ولم أكن أفكر فيها ، به فوائد عظيمه تعود بالنفع على القارئ


    لكِ التحيه والتقدير

    تعليق


    • حجم الخط
      #3
      رد: دمج المعاق في المجتمع كيف قرره القران الكريم والسنة النبوية ؟

      كل الشكر والتقدير لك أخي ليل بارك الله فيك

      تعليق


      • حجم الخط
        #4
        رد: دمج المعاق في المجتمع كيف قرره القران الكريم والسنة النبوية ؟


        جزاك الله خير الجزاء غاليتي
        اللهم وفقني لما تحب وترضى

        تعليق


        • حجم الخط
          #5
          رد: دمج المعاق في المجتمع كيف قرره القران الكريم والسنة النبوية ؟

          موضوع رائع جدا شكرا لجهودك

          تعليق


          • حجم الخط
            #6
            رد: دمج المعاق في المجتمع كيف قرره القران الكريم والسنة النبوية ؟

            الله يعطيك العافية فعلا موضوع في القمة

            تعليق


            • حجم الخط
              #7
              رد: دمج المعاق في المجتمع كيف قرره القران الكريم والسنة النبوية ؟

              المشاركة الأصلية بواسطة اميرة الخيال مشاهدة المشاركة

              جزاك الله خير الجزاء غاليتي
              واياكم باذن الله عزيزتي أميرة الخيال

              تعليق


              • حجم الخط
                #8
                رد: دمج المعاق في المجتمع كيف قرره القران الكريم والسنة النبوية ؟

                شكرا لمرورك أختي الهدهد تحياتي القلبية

                تعليق


                • حجم الخط
                  #9
                  رد: دمج المعاق في المجتمع كيف قرره القران الكريم والسنة النبوية ؟

                  شكرا لك أخي محمد عابد تحياتي

                  تعليق


                  • حجم الخط
                    #10
                    رد: دمج المعاق في المجتمع كيف قرره القران الكريم والسنة النبوية ؟

                    موضوع رائع جدا يعطيك العافية

                    تعليق


                    • حجم الخط
                      #11
                      رد: دمج المعاق في المجتمع كيف قرره القران الكريم والسنة النبوية ؟

                      أعجبني الموضوع جدا جدا اخت رابعة موفقة باذن الله

                      تعليق


                      • حجم الخط
                        #12
                        رد: دمج المعاق في المجتمع كيف قرره القران الكريم والسنة النبوية ؟

                        ڪِآنڪْ تبغى غٍ ـِيريْ
                        بـ تلقـى ..~
                        ۈ ڪْآنڪْ تبغى م`ـِـِثلي
                        بـ /تبطِـِيْ ـ-ـ <ايه والله بتبطيanger2

                        تعليق

                        Loading...


                        يعمل...
                        X