الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلامة الصدر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    سلامة الصدر

    ســلامـة الصــــدر

    من أعظم نِعَمِ الله تعالى على العبد المسلم أن يجعل صدره سليماً من الشحناء والبغضاء ، نقياً من الغلِّ والحسد ، صافياً من الغدر والخيانة ، معافىً من الضغينة والحقد ، لا يطوي في قلبه إلا المحبَّة والإشفاق على المسلمين .

    قد يجد المرء من بعض إخوانه أذىً أو يصيبه منهم مكروه ، وربما يسرف بعض إخوانه في جرحه أو الحط من قدره ، بل قد يصل الأمر والعياذ بالله إلى أن يفتري أحد إخوانه عليه الكذب ويتهمه بالسوء .. ومع ذلك كله تراه يدعو الله عز وجل بقلب صادق أن يتوب على إخوانه ، ويتجاوز عنهم ، ويهديهم سبيل الرشاد ، ولا يجد في نفسه سبيلاً إلى الانتقام أو الانتصار للنفس . وبقدر إدبارهم عنه وأذاهم له ، يكون إقباله عليهم وإحسانه إليهم ، يهتدي دائماً بقول الله تعالى : ( وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) ( فصلت : 34-35 )

    كما يهتدي بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسول الله ! إن لي قرابة أصِلُهم ويقطعونني ، وأُحسِنُ إليهم ويسيئون إليّ ، وأحلُمُ عنهم ، ويجهلون عليّ !! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لئن كنت كما قُلتَ فكأنما تُسِفُّهم المَلَّ [1] ، ولا يزال معك من الله تعالى ظهير عليهم ما دمتَ على ذلك » [2] .


    وما أجمل قول الشاعر :
    إذا أدْمَتْ قوارِصُكم فُؤادي ...... صبرتُ على أذاكُم وانطويتُ
    وجئت إليكمُ طَلْقَ المُحَيَّا ...... كأنِّي ما سمعتُ ولا رأيتُ

    كم يعلو قدر الإنسان ، وتشرُف منزلته حينما يصل إلى هذه المنقبة العظيمة والخَلَّة الكريمة التي لا يقوى عليها إلا ذوو الصدق والإخلاص .. ولا يستطيع أن يصل إلى أعتابها إلا من جاهد نفسه حق المجاهدة ، وفطمها عن شهواتها .. ؟!


    أرأيت إلى ذلك الصحابي الجليل رضي الله عنه الذي أشار النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً إلى أنه من أهل الجنة ، فلما ذهب إليه عبد الله بن عمرو بن العاص وبات عنده ثلاث ليال فلم يره فعل كبير عمل ، فعجب عبد الله من حاله وسأله : ما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال الرجل : « ما هو إلا ما رأيت ، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه » . فقال عبد الله : هذه التي بلغت بك ، وهي التي لا نطيق ! [3] .


    إن هذه الصفة الجليلة من الصفات التي رفعت أقدار الصحابة رضي الله عنهم فها هو ذا سفيان بن دينار يقول : قلت لأبي بشير وكان من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه أخبرني عن أعمال من كان قبلنا ؟ قال : ( كانوا يعملون يسيراً ويؤجَرون كثيرا ً» ). فقال سفيان : ولِمَ ذلك ؟ قال : ( لسلامة صدورهم )[4] .

    ولهذا بيَّن ابن القيم أن سلامة القلب : « مشهد شريف جداً لمن عرفه وذاق حلاوته ، وهو أن لا يشغل قلبه وسره بما ناله من الأذى وطلب الوصول إلى درك ثأره ، وشفاء نفسه ؛ بل يفرغ قلبه من ذلك ، ويرى أن سلامته وبرده وخلوه منه أنفع له ، وألذ وأطيب ، وأعون على مصالحه ؛ فإن القلب إذا اشتغل بشيء فاته ما هو أهم عنده ، وخير له منه ، فيكون بذلك مغبوناً ، والرشيد لا يرضى بذلك ، ويرى أنه من تصرفات السفيه ؛ فأين سلامة القلب من امتلائه بالغل والوساوس ، وإعمال الفكر في إدراك الانتقام ؟ » [5] .

    إن ثمة حقيقة في غاية الأهمية والخطورة :

    وهي أن بعض صفوف الدعاة قد يكدرها بعض الأذى والسوء ، فقد أصبح الشغل الشاغل لبعض الجهلة والقاعدين البطالين هو الوقوع في أعراض إخوانهم ، ثم اشتغل آخرون بإشاعة السوء والنميمة، يفرون في أعراض الناس فرياً ، ولا يقيمون وزناً لكبير ولا صغير ، ولا يخافون الله تعالى في لحوم إخوانهم !! ،

    واشتغل بعض من جرحهم هؤلاء بالرد عليهم وتبرئة ساحتهم ، وإذا كان بعض ذلك مشروعاً ، إلا أن الخوف كل الخوف أن يتحول إلى مجرد انتصار للنفس وتنفيس للهم ، ينشغل بذلك عن الأوْلى والأهم .


    أما النفوس العليَّة الكبيرة العامرة بنور القرآن ، وذكر الرحمن فإنها لا تلتفت إلى هذه الصغائر ، ولا تشغلها تلك التوافه عن السير قُدُماً في هذا الطريق ؛ فالناس في شغل ، وأولئك الأبرار في شغل آخر .. الناس في قيل وقال ، وأولئك الأطهار لهم شأن آخر وهم أعظم ، ومن نذر نفسه وجنّد وقته لخدمة دين الله تعالى فأسهر ليله وأشغل نهاره في تتبع أحوال المسلمين وعلاج مشكلاتهم أيجد في نفسه اطمئناناً لسماع الوشاة ، أو رغبة في الانتصار للذات ؟!

    قد رشَّحوك لأمرٍ لو فَطِنْتَ له فاربأْ بنفسك أن تَرعَى مع الهَمَلِ

    إن الأمة الإسلامية تمر بمرحلة خطيرة تكالبَ فيها الأعداء عليها من كل مكان ، وأمامها مفرق طريق ، ولا وقت هنا للهو والعبث والاشتغال بهذه الهموم الوضيعة التي أدنى ما فيها أنها تشتت الفكر ، وتقبض الصدر ، وتلهي الإنسان عن معالي الأمور
    منقول للفائدة

  • حجم الخط
    #2
    رد: سلامة الصدر


    بارك الله فيك

    تعليق


    • حجم الخط
      #3
      رد: سلامة الصدر

      بارك الله فيك
      برد المشاعر جمد اطراف الحكي

      تعليق


      • حجم الخط
        #4
        رد: سلامة الصدر

        المشاركة الأصلية بواسطة الغادة مشاهدة المشاركة

        بارك الله فيك
        وفيك الله باارك يالغادة
        اسعدني مرورك

        تعليق


        • حجم الخط
          #5
          رد: سلامة الصدر

          بارك الله فيك
          أثث قـبرك بأجـمل الأثـاث
          .الــصـلاة ،
          ....الــصدقة ،
          .الــقـــرءآن ،
          .......حب.الخير.للناس ،
          .الأستغفــــار،
          .الذكـــــــر،
          (بـادر قبل أن تغـّـادر ~ولاتُكْــــابر تْرِى آخر الرحله مقابــــــر)

          تعليق


          • حجم الخط
            #6
            رد: سلامة الصدر

            جزاك الله خيرا
            طرح أكثر من رائع الله يعطيكِ العافيه



            عذراً يآ آم آلمؤمنين ,,

            وآلله لو عرفوآ من آنتي مآ مسوكي بسوء

            تعليق


            • حجم الخط
              #7
              رد: سلامة الصدر

              مشكورة على هذا سلامة الصدر المفيد جدا
              جزاك الله خيرآ
              اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

              تعليق


              • حجم الخط
                #8
                رد: سلامة الصدر

                [table1="width:95%;"][cell="filter:;"]
                بارك الله فيك ِ وجزاكِ الجنه يارب
                [/cell][/table1]

                تعليق


                • حجم الخط
                  #9
                  رد: سلامة الصدر

                  المشاركة الأصلية بواسطة الراضية مشاهدة المشاركة

                  إذا أدْمَــتْ قوارِصُكم فُؤادي ...... صبرتُ على أذاكُم وانطويتُ
                  وجـــــئت إليكمُ طَلْقَ المُحَيَّا ...... كأنِّي ما سمعـــتُ ولا رأيتُ




                  كم يعلو قدر الإنسان
                  وتشرُف منزلته حينما يصل إلى
                  هذه المنقبة العظيمة والخَلَّة الكريمة التي لا يقوى عليها إلا
                  ذوووو الصدق والإخلاص



                  ولا يستطيع أن يصل إلى أعتابها إلا من
                  جاهد نفسه حق المجاهدة
                  وفطمها عن شهواتها .. ؟!





                  طمعان أنا
                  في تلك الصفة و هذيك المنزلة

                  سأجاهد أن أصل إليها !
                  و أقـول يارب


                  و أحاول أن لا يكتظ بهم الصدر
                  فأذاهم و هم
                  كـــــــــــــثير

                  نقى ربي جوارحك من الشوائب
                  و غفر لناولك ... و لهم إن شاء جلا علاه


                  كثيراً ممتن
                  الراضية

                  الله يرضى عليكِ





                  تعليق


                  • حجم الخط
                    #10
                    رد: سلامة الصدر

                    المشاركة الأصلية بواسطة الحنان كله مشاهدة المشاركة
                    بارك الله فيك
                    وفيكِ الله بارك
                    شاكرة لكِ مرورك الغالي

                    تعليق


                    • حجم الخط
                      #11
                      رد: سلامة الصدر

                      المشاركة الأصلية بواسطة سفير قحطان مشاهدة المشاركة
                      بارك الله فيك
                      وفيك الله بارك اخي سفير

                      تعليق


                      • حجم الخط
                        #12
                        رد: سلامة الصدر

                        المشاركة الأصلية بواسطة الفردوس مشاهدة المشاركة
                        جزاك الله خيرا
                        طرح أكثر من رائع الله يعطيكِ العافيه
                        وجزاك الله بالمثل
                        اسعدني مرورك العطر

                        تعليق

                        Loading...


                        يعمل...
                        X