الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المسلم الذي يضئ طريق المكفوفين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    المسلم الذي يضئ طريق المكفوفين

    المسلم الذي يضئ طريق المكفوفين

    لي ينغ
    في قلب مدينة ينتشوان عاصمة منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي، يقع مركز آيده للتدليك، الذي أسسه وانغ جيه رئيس جمعية المكفوفين التابعة لاتحاد نينغشيا للمعاقين. أمام هذا المركز العلاجي المشهور الذي يعمل فيه معالجون وأطباء مكفوفون، ينتظر مرضى كثيرون طلبا للعلاج.
    وانغ جيه، مسلم من ناحية باييا بمحافظة شيجي في المنطقة الجبلية بجنوبي نينغشيا. فقد وانغ جيه بصره وهو صغير، ولكنه تغلب على إعاقته وكافح بجلد في سبيل دراسة الطب، وأسس مركز آيده للتدليك بمنطقة نينغشيا ومدرسة آيده المهنية للمعاقين في مدينة ينتشوان، وأتى بالمكفوفين من المناطق الجبلية إلى مدينة ينتشوان لتدريبهم كي يعملوا معه ويعتمدوا على أنفسهم بكرامة. يعالج المركز مرضى من نينغشيا ومن مناطق الصين الداخلية الأخرى وبعض المرضى من هونغ كونغ وماكاو وتايوان، ومن اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وغيرها من بضع عشرة دولة. أضاء وانغ جيه درب الحياة للمعاقين والمرضى.
    فقد البصر في الشباب
    ولد وانغ جيه في قرية جبلية في محافظة شيجي، وكان ذكيا ونشيطا في الطفولة. ورغم كون أسرته فقيرة، كانت حياته بسيطة وسعيدة. ولكن، بينما كان يتمتع بمباهج الحياة متطلعا إلى مستقبل مشرق، أصيب بانفصال شبكية العين، فتحولت حياته إلى ظلام وهو لم يزل في الثالثة عشرة من عمره. لم يعد الفتى وانغ يقدر على الحركة ولو خطوة واحدة، فينام ليلا ونهارا وعندما يستقيظ ويفتح ناظريه لا يرى شيئا. هذا الواقع المرير لم يخمد همته، فاختار وانغ أن يتحدى هذا المصير. شرع يهتم بأموره الخاصة، وزاره معلموه وزملاؤه في المدرسة، وقرءوا عليه قصص هيلين كيلر وبافل كورتشاجين، وغيرهما من مشاهير المكفوفين لتشجيعه، فأقسم على التعلم من هيلين وبافل.
    بفضل مساعدة الأقرباء والمعلمين، درس وانغ جيه كل المواد الدراسية للمرحلة الإعدادية مستخدما طريقة برايل في القراءة والكتابة والمسجل الصوتي، ثم التحق بمدرسة تسيتشيانغ الثانوية المهنية بمقاطعة شنشي وعمره ست عشرة سنة.
    بعد أربع سنوات، تخرج وانغ جيه في المدرسة بنتيجة ممتازة، وأصبح أول طبيب مكفوف في مستشفى محافظة شيجي، وكان ذلك خبرا في المحافظة، فزاره كثير من المكفوفين طلبا لمساعدته لهم أن يعيشوا اعتمادا على أنفسهم. يدرك وانغ جيه ألم الأصدقاء المكفوفين، فقرر دراسة المزيد من المعلومات لمساعدتهم. تطوع بعض المعلمين لتدريس وانغ جيه كل المواد الدراسية للمرحلة الثانوية بدون مقابل. في عام 1995، سافر وانغ جيه بصحبة أبيه إلى مدينة تشانغتشون للمشاركة في اختبار القبول للجامعات. اجتاز الاختبار ليصبح أول طالب جامعي مكفوف في منطقة نينغشيا. في ذلك الوقت، عقد وانغ جيه العزم على مساعدة الأصدقاء المكفوفين للخروج من الظلام و"إعادة النور لهم".
    خلال فترة التدريب في مدينة شنتشن قبل تخرجه في الجامعة، أُعجب مدير من هونغ كونغ بأسلوب وانغ جيه في التدليك وكرم أخلاقه، فدعاه إلى منطقة هونغ كونغ للتعاون معه في فتح عيادة للتدليك ووعده بمكافأة مجزية. قال وانغ جيه: "في ذلك الوقت، كنت مترددا، لأن أسرتي فقيرة منذ صغري وتحتاج إلى المال." بيد أن مشهد الأصدقاء المكفوفين في بلدته والوعد الذي قطعه لهم جعله يرفض هذه الدعوة المغرية، اعترافا بالجميل ووفاء بالوعد. وعاد إلى بلدته.
    عمل وانغ جيه طبيبا في مستشفى محافظة شيجي، وبدأ رحلة مساعدة المزيد من المكفوفين على تحقيق حلمهم بالتوظيف. لم يكن لديه من المال ما يكفي لتعليم المكفوفين فنون التدليك، فنظم المعاقين لتقديم عروض خيرية لجمع الأموال، واستأجر مكانا وبدأ دورة تدريبية لتعليم المكفوفين التدليك. لاحظ الشاب المسلم أن عدد المكفوفين في الدورة التدريبية قليلا، فذهب بنفسه إلى بيوت المكفوفين في القرى لتشجيعهم على تعلم فنون التدليك. وبفضل مساعدة اتحاد المعاقين لمحافظة شيجي، جاء أكثر من ثلاثين مكفوفا إلى عاصمة المحافظة وتعلموا على يديه، وهم الذين لم يبرحوا بيوتهم من قبل.

    مشروعات لمساعدة المعاقين
    من خلال التدريب، أجاد كل الطلاب القواعد والأساليب الأساسية للتدليك، ولكن الوعي الصحي لأبناء المناطق الجبلية ضعيف ودخلهم محدود، ومن الصعب أن يجد هؤلاء الطلاب عملا. قرر الذهاب إلى مدينة ينتشوان المزدهرة عاصمة نينغشيا وبدأ مشروعه هناك. في سبتمبر عام 1999، استقال وانغ جيه من عمله بمستشفى محافظة شيجي، واصطحب رفاقه المكفوفين إلى ينتشوان لتأسيس مركز تدليك المكفوفين. منذ ذلك الوقت، طفق المكفوفون يخرجون من الأركان المظلمة ليبدءوا حياة جديدة يحققون فيها ذاتهم وقيمهم. يؤمن وانغ جيه أن الإنسان يمكنه التغلب على إعاقته الجسدية ويحقق منجزات عظيمة طالما يتمتع بالطموح والحب.
    مع ذيوع شهرة مركز التدليك، جاء المعاقون إليه من أنحاء الصين، بل وأتاه نفر غير قليل من الموظفين المسرحين من أعمالهم لتعلم التدليك.
    يشعر وانغ جيه بالسعادة والاعتزاز لأنه يستطيع تقديم مساهمة في المجتمع. قال: "توظيف معاق واحد يعني تخفيف أعباء أسرة كاملة؛ وتوظيف آلاف المعاقين يعني تخفيف أعباء المجتمع كله."
    في يوليو عام 2001، وبدعم من اتحاد نينغشيا للمعاقين ومديرية العمل والضمان الاجتماعي وغيرهما من الأجهزة المعنية بالمنطقة، أسس وانغ جيه أول مدرسة مهنية للمعاقين في نينغشيا، ألا وهي مدرسة آيده المهنية للمعاقين في ينتشوان، وفتح في المدرسة أقساما مثل "تدليك المعاقين"، "فنون التصميم والزخرفة للصم والبكم" و"الأشغال الفنية لمشوهي الأطراف". ويتمسك وانغ جيه بالمفهوم التعليمي المتمثل في "المساواة والمشاركة والتمتع المشترك" لشق طريق إخراج المعاقين من الصعوبات وتحقيق أحلامهم.
    رد جميل المجتمع
    ينخرط وانغ جيه بحماسة في أعمال الرعاية الاجتماعية الخيرية، فيذهب إلى التجمعات السكنية ومؤسسات الرعاية الاجتماعية لفحص وعلاج المسنين والأسر الفقيرة ومساعدة الأطفال المحرومين من دخول المدرسة، وينظم نشاطات خيرية مع الأطفال في دور الأيتام، ويساعد ويعلم المحبوسين في السجون، وقاد المكفوفين لزراعة "غابة النور" بجانب الطريق الدائري الثاني الشمالي في مدينة ينتشوان.
    قال وانغ جيه: "قد لا نستطيع أن نختار لأنفسنا أجسادا سليمة، ولكننا نستطيع أن نخلق حياة رائعة." أثرت أفكاره في الطلاب المعاقين فخرجوا من عزلتهم وتخلصوا من عقدة النقص والعقلية الاتكالية، وارتفعت ثقتهم وقدرتهم على الاندماج في المجتمع.
    خلال خمس عشرة سنة، وبدعم من اتحاد المعاقين وغيره من الأجهزة المعنية، أنجز وانغ جيه تدريب أكثر من سبعة آلاف معاق ومتعطل عن العمل، حصل أكثر من تسعين في المائة منهم على مؤهلات مهنية وأوصى ببعض طلابه للعمل في بكين وشانغهاي وتيانجين، وسافر بعضهم إلى اليابان وسنغافورا وأستراليا وغيرها من الدول للعمل بالتدليك هناك.
    في طريق الحياة المليئة بالنكسات، اجتهد وانغ جيه في الغرس فحصد ثمارا طيبة. أصبح أول مكفوف صيني يدرس للحصول على الماجستير المزدوج، وأول مكفوف يجتاز اختبار مؤهلات كبير الأطباء وأول مكفوف في العالم يجتاز اختبار الحصول على شهادة مؤهلات المعلم من برنامج "ابدأ وأسس عملك" (START & IMPROVE YOUR BUSINESS) لمنظمة العمل الدولية للأمم المتحدة، كما ألف أول كتاب لإرشاد تأسيس مشروعات المكفوفين في الصين وأول مدرسة مهنية للمعاقين في نينغشيا، وشارك في تأليف ((كراس المعلم لتدريب المعاقين لتأسيس المشروعات)) تلبية لدعوة من منظمة العمل الدولية ووزارة العمل والضمان الاجتماعي الصينية، فقدم بحكمته وقلبه الرحيم مساهمة في قضية المعاقين الدولية.
    كسب وانغ جيه اعتراف واحترام المجتمع بإرادته القوية، وكان ضمن قائمة "العشرة شباب البارزين في منطقة نينغشيا" و"العشرة شباب البارزين في الصين" و"العامل المتقدم في الصين" وحصل على "وسام العمل للأول مايو" و"وسام الشباب للرابع من مايو" و"الماهر في الفنون" و"الشخص البارز في مجال التعليم في الصين" و"الشخص النموذجي ذو الأخلاق الممتازة في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي" و"العامل المتقدم لإعداد الكفاءات الفنية في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي" و"الشخص المؤثر في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي لعام 2007"، و"الشخص النموذجي ذو الأخلاق الممتازة في الصين" وغيرها. قلب وانغ جيه عامر بالإيمان والثقة والكرامة والاعتماد على النفس، وهي مبادئ مدرسته. يحرص وانغ وزملاؤه على مساعدة المعاقين للدراسة بالمحبة، مهما كانت الصعوبات والانتكاسات. قال وانغ جيه إنه يحلم بمساعدة المزيد من المعاقين على تحقيق أحلامهم بالتوظيف وتأسيس المشروعات وإضاءة الطريق وغرس الأمل في نفوس المعاقين.


    في قلب مدينة ينتشوان عاصمة منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي، يقع مركز آيده للتدليك، الذي أسسه وانغ جيه رئيس جمعية المكفوفين التابعة لاتحاد نينغشيا للمعاقين. أمام هذا المركز العلاجي المشهور الذي يعمل فيه معالجون وأطباء مكفوفون، ينتظر مرضى كثيرون طلبا للعلاج.


    رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ..

  • حجم الخط
    #2
    رد: المسلم الذي يضئ طريق المكفوفين

    بارك الله فيك

    تعليق

    Loading...


    يعمل...
    X