الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

استمتع بحياتك في ظل السيرة النبوية(متجدد)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    استمتع بحياتك في ظل السيرة النبوية(متجدد)





    استمتع بحياتك
    فنون التعامل مع الناس في ظل السيرة النبوية
    حصيلة بحوث ودورات وذكريات أكثر من عشرين سنه
    لفضيلة الشيخ الدكتور / محمد عبدالرحمن العريفي

    هؤلاء لن يستفيدوا
    أذكر أن رسالة جاءتني على هاتفي المحمول ..نصها:فضيلة الشيخ
    ماحكم الانتحار؟
    فأتصلت بالسائل فأجاب شاب في عمر الزهور..
    قلت له:عفواً لم أفهم سؤالك..أعد السؤال!
    فأجاب بكل تضجر :السؤال واضح..ماحكم الانتحار؟
    فأردت أن أفاجئه بجواب لا يتوقعه فضحكت وقلت مستحب..
    صرخ: ماذا؟!
    قلت مارأيك أن نتعاون في تحديد الطريقة التي تنتحر بها؟
    سكت الشاب..
    فقلت:طيب ..لماذا تريد أن تنتحر؟
    قال:لأني ماوجدت وظيفة..والناس مايحبونني..وأصلاً أنا إنسان فاشل ..
    و..وانطلق يروي لي قصة مطولة تحكي فشله في تطوير ذاته..وعدم استعداده للاستفادة
    بما هو متاح بين يدية من قدرات..
    وهذه آفة عند الكثير..
    لماذا ينظر أحدنا إلى نفسه نظرة دونية؟
    لماذا يلحظ ببصره إلى الواقفين على قمة الجبل ويرى نفسه أقل من أن يصل إلى القمة كما وصلوا.. أو على الأقل أن يصعد الجبل كما صعدو..
    ومن يتهيب صعود الجبال***يعش أبد الدهر بين الحفر
    تدري من الذي لن يستفيد من هذا الكتاب،ولا من أي كتاب آخر من كتب المهارات ؟!
    إنه الشخص المسكين الذي استسلم لأخطائه وقنع بقدراته, وقال:هذا طبعي الذي نشأت عليه..وتعودت عليه، ولا يمكن أن أغير طريقتي..والناس تعودوا علي بهذا الطبع..أما أن أكون مثل خالد في طريقة إلقائه..أو أحمد في بشاشته..أو زياد في محبة الناس له..
    فهذا محال..
    جلست يوما مع شيخ كبير بلغ من السن عتيا..في مجلس عام،كل من فية عوام متواضعو القدرات..وكان الشيخ يتجاذب أحاديث عامة مع من بجانبه
    لم يكن يمثل بالنسبة لمن في المجلس إلا واحد منهم له حق الاحترام لكبر سنه..فقط..
    ألقيت كلمة يسيرة..ذكرت خلالها فتوى للشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز..فلما
    انتهيت..قال لي الشيخ مفتخراً:أنا والشيخ ابن باز زملاء ندرس في المسجد عند الشيخ
    محمد بن ابراهيم..قبل أربعين سنة..
    التفت أنظر إليه..فإذا هو قد انبلجت أساريره لهذه المعلومه..كان فرحا جدا لأنه صاحب رجلاً
    ناجحاً يوما من الدهر..
    بينما جعلت أرددفي نفسي ولماذا يامسكين ماصرت ناجحا مثل ابن باز؟
    مادام أنك عرفت الطريق لماذا لم تواصل..؟
    لماذا يموت ابن باز فتبكي عليه المنابر..والمحاريب..والمكتبات..وتئن أقوام لفقده
    وأنت ستموت يوماً من الدهر..ولعله لايبكي عليك أحد..إلا مجامله..أوعادة..!!
    كلنا قد نقول يوماًمن الأيام..عرفنا فلاناً..وزاملنا فلاناً..وجالسنا فلاناً!! وليس
    هذا هو الفخر..إنما الفخر أن تشمخ فوق القمة كما شمخ..
    فكن بطلاً واعزم من الآن أن تطبق ما تقتنع بنفعه من قدرات..كن ناجحاً..
    اقلب عبوسك ابتسامة..وكآبتك بشاشة..وبخلك كرماً..وغضبك حلماً..اجعل المصائب أفراحاً..
    والإيمان سلاحاً..
    استمتع بحياتك..فالحياة قصيرة لا وقت فيها للغم..أما كيف تفعل ذلك ..فهذا ماألف الكتاب
    من أجله ..كن معي وسنصل إلى الغاية بإذن الله..
    بقي معنا ..
    البطل الذي لدية العزيمة والإصرار على أن يطور مهارته ..ويستفيد من قدراته



    اللهم أغفرلي وارحمني ولوالدي والمسلمين
    والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

  • حجم الخط
    #2
    رد: استمتع بحياتك في ظل السيرة النبوية(متجدد)

    متصفح قيّم
    جزا الله شيخنا الفاضل
    جنة الفردوس..
    بارك الله فيك غاليتي
    وجوزيتِ الجنة ووالديك
    كل الشكر والتقدير
    الإستغفار
    طوق للنجاااة
    إجعله دائمــــا معك ..

    تعليق


    • حجم الخط
      #3
      رد: استمتع بحياتك في ظل السيرة النبوية(متجدد)


      استمتع بحياتك..فالحياة قصيرة لا وقت فيها للغم
      عبارة مؤثرة وواقعية من مجموعة درر قرأتها بين طيات طرحك الممتع
      وماأجمل أن يكون استمتاعنا بالحياة في ظل السيرة النبوية
      سأكون متابعة لكل مايجود به قلمك المميز
      فبارك الله فيك وزادك علماً
      دمتِ بود ياغالية

      تعليق


      • حجم الخط
        #4
        رد: استمتع بحياتك في ظل السيرة النبوية(متجدد)

        المشاركة الأصلية بواسطة إشراقة مشاهدة المشاركة
        متصفح قيّم




        جزا الله شيخنا الفاضل
        جنة الفردوس..
        بارك الله فيك غاليتي
        وجوزيتِ الجنة ووالديك
        كل الشكر والتقدير
        اللهم آمين
        وبارك الله فيكِ اختي اشراقة المنتدى
        وجوزيتِ ووالديك الجنة
        لكِ شكري واحترامي

        اللهم أغفرلي وارحمني ولوالدي والمسلمين
        والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

        تعليق


        • حجم الخط
          #5
          رد: استمتع بحياتك في ظل السيرة النبوية(متجدد)

          المشاركة الأصلية بواسطة خيوط الفجر مشاهدة المشاركة

          استمتع بحياتك..فالحياة قصيرة لا وقت فيها للغم
          عبارة مؤثرة وواقعية من مجموعة درر قرأتها بين طيات طرحك الممتع
          وماأجمل أن يكون استمتاعنا بالحياة في ظل السيرة النبوية
          سأكون متابعة لكل مايجود به قلمك المميز
          فبارك الله فيك وزادك علماً
          دمتِ بود ياغالية
          منورة متصفحي اختي خيوط الفجر
          وبارك الله فيكِ
          شاكرة لكِ اضافتك الرائعة
          وان شاء الله سأكتب هنا كل نقطة استفيد منها
          لتستفيدوا منها باذن الله
          لكِ احترامي وتقديري

          اللهم أغفرلي وارحمني ولوالدي والمسلمين
          والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

          تعليق


          • حجم الخط
            #6
            رد: استمتع بحياتك في ظل السيرة النبوية(متجدد)

            ماذا سنتعلم؟
            يشترك الناس غالباً في أسباب الحزن والفرح..
            فهم جميعا يفرحون إذا كثرت أموالهم
            ويفرحون إذا ترقوا في أعمالهم..
            ويفرحون إذا شفوا من أمراضهم..
            ويفرحون إذا ابتسمت الدنيا لهم..وتحققت لهم مراداتهم..
            وفي الوقت نفسه..هم جميعا يحزنون إذا افتقروا..
            ويحزنون إذا مرضوا..
            ويحزنون إذا أُهينوا..
            فما دام ذلك كذلك..فتعال نبحث عن طريق نديم بها أفراحنا.. ونتغلب بها على أتراحُنا..
            نعم..سنة الحياة أن يتقلب المرء بين حلوة ومرة..أنا معك في هذا..
            ولكن لماذا نعطي المصائب والأحزان في أحيان كثيرة أكبر من حجمها..فنغتم أياماً..
            مع إمكانناأن نجعل غمنا ساعة..ونحزن ساعات على ما لا يستحق الحزن..لماذا؟!
            أعلم أن الحزن والغم يهجمان على القلب ويدخلانه من غير إستئذان..ولكن كل
            باب هم يفتح فهناك ألف طريقة لإغلاقه..
            هذا مما سنتعلمه..
            تعال إلى شئ آخر..كم نرى من الناس المحبوبين..الذين يفرح الأخرون بلقائهم..
            ويأنسون بمجالستهم..أفلم تفكر أن تكون واحداً منهم..؟
            لماذا ترضى أن تبقى دائماً معجَباً(بفتح الجيم) ولا تسعى لأن تكون معجِباً (بكسرها)!!
            هنا سنتعلم كيف تصبح كذالك..
            لماذا إذا تكلم ابن عمك في مجلس أنصت له الناس وملك
            أسماعهم..وأعجبوا بأسلوب كلامه..وإذا تكلمت أنت
            انصرفوا عنك..وتنازعتهم الأحاديث الجانبية؟!
            لماذا؟مع أن معلوماتك قد تكون أكثر..وشهادتك أعلى..
            ومنصبك أرفع..لماذا إذن إستطاع ملك أسماعهم وعجزت أنت؟!!
            لماذا ذالك الأب يحبه أولاده ويفرحون بمرافقته في كل ذهاب ومجيء.. وآخر لا
            يزال يلتمس من أولاده مرافقته وهم يعتذرون بصنوف الأعذار..لماذا؟!
            أليس كلاهما أب؟!!
            ولماذا..ولماذا..
            سنتعلم هنا كيفية الاستمتاع بالحياة ..
            أساليب جذب الناس..والتأثير فيهم..تحمل أخطائهم..
            التعامل مع أصحاب الأخلاقيات المؤذية ..إلى غير ذلك..
            فمرحباً بك..
            كلمة..
            ليس النجاح أن تكتشف مايحب الآخرون..
            إنما النجاح أن تمارس مهارات تكسب بها محبتهم..

            اللهم أغفرلي وارحمني ولوالدي والمسلمين
            والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

            تعليق


            • حجم الخط
              #7
              رد: استمتع بحياتك في ظل السيرة النبوية(متجدد)


              ما اروعه من كاتب وكتاب
              وما اروعكِ غاليتي الفجر المضئ التي اقتبستي لنا منه
              جزاكِ الله الجنة وأقر عينيكِ بإبنتك؛؛
              هذا الكتاب من الكتب المحببة إلى نفسي واقراءه بإستمرار؛
              في كل كلمة اجد بها فائدة وحكمة
              ومنها ماكتب عن الناس

              لو تأملت في الناس لوجدت أن لهم طبائع كطبائع الأرض..
              فمنهم الرفيق اللين..ومنهم الصلب الخشن..ومنهم الكريم كالأرض المنبته الكريمة.. ومنهم البخيل كالأرض الجدباء التي لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ..

              ولو تأملت لوجدت أنك عند تعاملك مع أنواع الأرض تراعي حالها وطبيعتها..
              فطريقة مشيك على الارض الصلبه..تختلف عن مشيك على الأرض اللينه..

              فأنت حذر متان في الأولى..بينما مرتاح في الثانيه..
              وهكذا الناس..



              [mark=#000000] " حسبي الله لآ إله إلآ هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم "[/mark]

              تعليق


              • حجم الخط
                #8
                رد: استمتع بحياتك في ظل السيرة النبوية(متجدد)

                المشاركة الأصلية بواسطة إحسآسي مشاهدة المشاركة

                ما اروعه من كاتب وكتاب
                وما اروعكِ غاليتي الفجر المضئ التي اقتبستي لنا منه
                جزاكِ الله الجنة وأقر عينيكِ بإبنتك؛؛
                هذا الكتاب من الكتب المحببة إلى نفسي واقراءه بإستمرار؛
                في كل كلمة اجد بها فائدة وحكمة
                ومنها ماكتب عن الناس

                لو تأملت في الناس لوجدت أن لهم طبائع كطبائع الأرض..
                فمنهم الرفيق اللين..ومنهم الصلب الخشن..ومنهم الكريم كالأرض المنبته الكريمة.. ومنهم البخيل كالأرض الجدباء التي لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ..
                ولو تأملت لوجدت أنك عند تعاملك مع أنواع الأرض تراعي حالها وطبيعتها..
                فطريقة مشيك على الارض الصلبه..تختلف عن مشيك على الأرض اللينه..
                فأنت حذر متان في الأولى..بينما مرتاح في الثانيه..
                وهكذا الناس..

                منورة متصفحي اختي احساسي
                وجزاك ووالديك جنات النعيم
                شاكرة لكِ إضافتك الاكثر من رائعة
                شكري وتقديري لكِ

                اللهم أغفرلي وارحمني ولوالدي والمسلمين
                والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

                تعليق


                • حجم الخط
                  #9
                  رد: استمتع بحياتك في ظل السيرة النبوية(متجدد)


                  لماذا نبحث عن المهارات؟
                  زرت إحدى المناطق الفقيرة لإلقاء محاضرة..
                  جاءني بعدها أحد المدرسين القادمين من خارج المنطقة..
                  قال لي:نود أن تساعدنا في كفالة بعض الطلاب..
                  قلت: عجباً!! أليست المدرارس حكومية..مجانية؟!
                  قال:بلى.. لكننا نكفلهم للدراسة الجامعية ..
                  قلت: كذلك الجامعة.. أليست حكومية.. بل تصرف للطلاب مكافآت..
                  قال: سأشرح لك القصة..
                  قلت:هات..
                  قال: يتخرج من الثانوية عندنا طلاب نسبتهم المئوية
                  لا تقل عن 99%..يملك من الذكاء والفهم قدراً لو وزع على أمة لكفاهم..
                  فإذا تخرج وعزم أن يسافر خارج قريته ليدرس في الطب أو الهندسة..أو
                  الشريعة..أو الكمبيوتر..أو غيرها..منعه أبوه وقال:يكفي ماتعلمت..فأجلس عندي لرعي الغنم..
                  صرخت من غير شعور:رعي غنم!!
                  قال:نعم ..رعي غنم..
                  وفعلا يجلس المسكين عند أبية يرعى الغنم.. وتموت هذه القدرات والمهارات..
                  وتمضي عليه السنين وهو راعي غنم..بل قد يتزوج..ويرزق بأولاد..ويمارس معهم
                  أسلوب أبيه..فيرعون الغنم!!
                  قلت:والحل؟!
                  قال:الحل أننا نقنع الأب باستخدام عامل موظّف راعي غنم..يستأجره ببضع
                  مئات من الريالات..ندفعها نحن له..وولده النابغة يستثمر مواهبه وقدراته..
                  ونتكفل بمصاريف الولد أيضاً حتى يتخرج..
                  ثم خفض المدرس رأسه..وقال:حرام تموت المواهب
                  والقدرات في صدور أصحابها.. وهم يتحسرون عليها..
                  تفكرت في كلامه بعدها..فرأيت أننا لا يمكن أن نصل إلى
                  القمة إلا بممارسة مهارات..أو اكتساب مهارات..
                  نعم.. أتحدى أن تجد أحداً من الناجحين..سواء في علم..أو دعوة..أوخطابة..
                  أو تجارة..أو طب..أو هندسة..أو كسب محبة الناس..
                  أو الناجحين أسرياً..كأب ناجح مع أولاده..أو زوجه ناجحة مع زوجها..
                  أو اجتماعياً..كالناجح مع جيرانه وزملائه..
                  أعني الناجحين..ولا أعني الصاعدين على أكتاف الآخرين..!!
                  أتحدى أن تجد أحداً من هؤلاء بلغ مرتبة في النجاح..إلا وهو يمارس مهارات معينة
                  - شعر أو لم يشعر - استطاع بها أن يصل إلى النجاح..
                  قد يمارس بعض الناس مهارات ناجحة بطبيعته..وقد يتعلم آخرون مهارات
                  فيمارسونها..فينجحون..
                  نحن هنا نبحث عن هؤلاء الناجحين..وندرس حياتهم..ونراقب طريقتهم..
                  لنعرف كيف نجحوا؟وهل يمكن أن نسلك الطريق نفسه فننجح مثلهم..؟
                  استمعت قبل فترة إلى مقابلة مع أحد أثرياء العالم الشيخ سليمان الراجحي..
                  فوجدته جبلاً في خلقه وفكره..
                  رجل يملك المليارات..آلاف العقارات..بنى مئات المساجد..كفل آلاف الأيتام..
                  رجل في قمة النجاح..
                  تكلم عن بداياته قبل خمسين سنة..
                  كان من عامة الناس.. لايكاد يملك لإ قوت يومه وربما لا يجده أحياناً!
                  ذكر أنه ربما نظف بيوت بعض الناس ليكسب رزقه..وربما واصل ليله بنهاره عاملاً في دكان أو مصرف..
                  تكلم كيف كان في سفح الجبل..ثم لا يزال يصعد حتى وصل القمة..
                  جعلت أتأمل مهاراته وقدراته.. فوجدت أن الكثير منا
                  يمكن أن يكون مثله بتوفيق الله..
                  لو تعلم مهارات وتدرب عليها..وثابر وثبت..نعم..
                  أمر آخر يدعونا إلى البحث عن المهارات .. هو أن بعضنا
                  يكون عنده قدرات على الإبداع لكنه غافل عنها..
                  أو لم يساعده أحد على إذكائها..كقدرةعلى الإلقاء..
                  أو فكر تجاري..أو ذكاء معرفي..
                  قد يكتشف هذه القدرات بنفسه..أويذكي هذه المهارات مدرس..أو مسئول وظيفي..أو أخ ناصح..
                  وما أقلهم..
                  وقد تبقى هذه المهارات حبيسة النفس حتى يغلبها الطبع السائر بين الناس..وتموت في مهدها..
                  ونفقد عندها قائداً أوخطيباً أوعالماً..
                  أو ربما زوجاً ناجحاً أو أباً ناصحاً..
                  نحن هنا سنذكر مهارات متميزه نذكرك بها إن كانت عندك..
                  وندربك عليها إن كنت فاقداً لها..فهلم..
                  فكرة..
                  إذا صعدت الجبل فأنظر إلى القمة.. ولا تلتفت للصخور المتناثرة حولك..
                  اصعد بخطوات واثقة..ولا تقفز فتنزل قدمك..

                  اللهم أغفرلي وارحمني ولوالدي والمسلمين
                  والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

                  تعليق


                  • حجم الخط
                    #10
                    رد: استمتع بحياتك في ظل السيرة النبوية(متجدد)


                    طور نفسكــ...
                    تجلس مع بعض الناس وعمره عشرون سنة..فترى له أسلوباً ومنطقاً وفكراً معيناً..
                    ثم تجلس معه وعمره ثلاثون..فإذا قدراته هي هيَ..لم يتطور فية شيء..
                    بينما تجلس مع آخرين فتجدهم يستفيدون من حياتهم..تجده كل يوم متطوراً عن اليوم الذي قبله..
                    بل ماتمر ساعة إلا ارتفع بها ديناً أو دنيا..إذا أردت أن تعرف أنواع الناس في
                    ذلك..فتعال نتأمل في أحوالهم واهتماماتهم..
                    القنوات الفضائية مثلا..من الناس من يتابع ماينمي فكره المعرفي..ويطور ذكاءه..
                    ويستفيد من خبرات الآخرين من خلال متابعة الحوارات الهادفة..يكتسب منها
                    مهارات رائعة في النقاش..
                    واللغة..والفهم..وسرعة البديهة..والقدرة على المناظرة..وأساليب الإقناع..
                    ومن الناس من لا يكاد يفوته مسلسل يحكي قصة حب فاشلة..أو مسرحية
                    عاطفية..أوفلم خيالي مرعب..أو أفلام لقصص افتراضية تافهة..لا حقيقة لها..
                    تعال بالله عليك..وانظر إلى حال الأول وحال الثاني بعد خمس سنوات..أو عشر..
                    أيهما سيكون أكثر تطوراً في مهاراته؟
                    في القدرة على الاستيعاب؟
                    في سعة الثقافة؟
                    في القدرة على الإقناع؟
                    في أسلوب التعامل مع الأحداث؟
                    لا شك أنه الأول..
                    بل تجد أسلوب الأول مختلفاً..فاستشهاداته بنصوص شرعية..أو أرقام وحقائق..
                    أما الثاني فاستشهاداته بأقوال الممثلين..والمغنين..
                    حتى قال أحدهم يوماً في معرض كلامه..والله يقول:اسع ياعبدي وأسعى معاك!!
                    فنبهناه إلى أن هذه ليست آية..فتغيروجهه وسكت..ثم تأملت العبارة..فإذا الذي
                    ذكره هو مثل مصري انطبع في ذهنه من إحدى المسلسلات!!
                    نعم..كل إناء بمافية ينضح..
                    بل تعال إلى جانب آخر..في قراءة الصحف والمجلات..كم هم أولئك الذين يهتمون
                    بقراءة الأخبار المفيدة والمعلومات النافعة التي تساعد على تطوير الذات..وتنمية
                    المهارات..وزيادة المعارف..بينما كم الذين لا يكادون يلتفتون إلى غير الصفحات
                    الرياضية والفنية؟!
                    حتى صارت الجرائد تتنافس في تكثير الصفحات الرياضية والفنية..على حساب
                    غيرها..قل مثل ذلك في مجالسنا التي نجلسها..وأوقاتنا التي نصرفها..
                    فأنت إذا أردت أن تكون رأساً لا ذيلاً..احرص على تتبع المهارات أينما كانت..درب نفسك عليها..
                    كان عبدالله رجلاً متحمساً..لكنه تنقصه بعض المهارات..
                    خرجا يوماً من بيته إلى المسجد ليصلي الظهر..
                    يسوقه الحرص على الصلاة ويدفعه تعظيمه للدين..كان يحث خطاه خوفاً من أن
                    تقام الصلاة قبل وصوله إلى المسجد..
                    مر أثناء الطريق بنخلة في أعلاها رجل بلباس مهنته يشتغل بإصلاح التمر..عجب
                    عبدالله من هذا الذي ما اهتم بالصلاة..وكأنه ماسمع أذاناً ولا ينتظر إقامة..!!
                    فصاح به غاضباً:انزل للصلاة..
                    فقال الرجل بكل برود:طيب..طيب..
                    فقال:عجل..صل ياحمار!!
                    فصرخ الرجل:أنا حمار..!!ثم انتزع عسيباً من النخلة
                    ونزل ليفلق به رأسه!!غطى عبدالله وجهه بطرف
                    غترته لئلا يعرفه..وانطلق يعدو إلى المسجد..
                    نزل الرجل من النخلة غاضباً..ومضى إلى بيته وصلى
                    وارتاح قليلاً..ثم خرج إلى نخلته ليكمل عمله..
                    دخل وقت العصر وخرج عبدالله إلى المسجد.. مـــــــرَ
                    بالنخلة فإذا الرجل فوقها..فغير أسلوب تعامله..
                    قال:السلام عليكم..كيف الحال..
                    قال:الحمدلله بخير..
                    قال:بشر كيف الثمر هذه السنة..
                    قال:الحمدلله..
                    قال عبدالله:الله يوفقك ويرزقك..ويوسع عليك..ولا يحرمك أجر عملك وكدك
                    لأولادك..ابتهج الرجل لهذا الدعاء..فأمن على الدعاء وشكر..
                    فقال عبدالله:
                    لكن يبدو أنك لشدة إنشغالك لم تنتبـــــه إلى أذان العصر!!
                    قد أذن العصر..والإقامة قريبة.. فلعلك تنزل لترتاح وتدرك الصلاة..وبعد
                    الصلاة أكمل عملك..الله يحفظ عليك صحتك..
                    فقال الرجل:إن شاء الله..إن شاء الله..
                    وبدأ ينزل برفق..
                    ثم أقبل على عبدالله وصافحه بحرارة..
                    وقال: أشكرك على هذه الأخلاق الرائعة..أما الذي مر بي الظهر فيا ليتني أراه
                    لأعلمه من الحمار!!
                    نتيجة...
                    مهاراتك في التعامل مع الآخرين..
                    على أساسها تتحدد طريقة تعامل الناس معك..

                    اللهم أغفرلي وارحمني ولوالدي والمسلمين
                    والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

                    تعليق


                    • حجم الخط
                      #11
                      رد: استمتع بحياتك في ظل السيرة النبوية(متجدد)


                      لا تبكِـــــ على اللبن المسكوب..

                      بعض الناس يعتبر طبعه الذي نشأ عليه..وعرفه الناس به..وتكونت في أذهانهم الصورة الذهنية عنه على أساسه..يعتبره شيئاً لازماً له لا يمكن تغييره..فيستسلم
                      له ويقنع..كما يستسلم لطول جسمه أو لون بشرته..إذ لا يمكن تغيير ذلك..
                      مع أن الذكي يرى أن تغيير الطباع لعله أسهل من تغيير الملابس!!فطباعنا ليست
                      كاللبن المسكوب الذي لا يمكن تداركه أو جمعه..بل هي بين أيدينا..بل نستطيع بأساليب معينة أن نغير طباع الناس..بل عقولهم-ربما-!!
                      ذكر ابن حزم في كتابه طوق الحمامة:أنه كان في الأندلس تاجرمشهور..وقع
                      بينه وبين أربعة من التجار تنافس..فأبغضوه..وعزموا على أن يزعجوه..
                      فخرج ذات صباح من بيته متجهاً إلى متجره..لا بساً قميصاً أبيض وعمامة بيضاء..
                      لقيه أولهم فحياه ثم نظر إلى عمامته وقال:ما أجمل هذه العمامة الصفراء..
                      فقال التاجر:أعميَ بصرك؟!!هذه عمامة بيضاء..
                      فقال:بل صفراء..صفراء لكنها جميلة..
                      تركه التاجر ومضى..فلما مشى خطوات لقيه الآخر..فحياه ثم نظر إلى عمامته
                      وقال:ما أجملك اليوم.. وما أحسن لباسك..خاصة هذه العمامة الخضراء..
                      فقال التاجر:يارجل العمامة بيضاء..
                      قال: بل خضراء..
                      قال:بيضاء..اذهب عني..ومضى المسكين يكلم نفسه..وينظر بين الفينة والأخرى إلى طرف عمامته المتدلي على كتفه..ليتأكد أنها بيضاء..
                      وصل إلى دكانه..وحرك القفل ليفتحه..فأقبل إليه الثالث:وقال:يافلان..
                      ما أجمل هذا الصباح..خاصة لباسك الجميل..وزادت جمالك هذه العمامة الزرقاء..
                      نظر التاجر إلى عمامته ليتأكد من لونها..ثم فرك عينيه..
                      وقال:يا أخي عمامتي بيضاااااااء..
                      قال:بل زرقاء..لكنها عموماً جميلة..لا تحزن..
                      ثم مضى..فجعل التاجر يصيح به..ا
                      لعمامة بيضاء..وينظر إليها..ويقلب أطرافها..
                      جلس في دكانه قليلاً..وهو لا يكاد يصرف بصره عن طرف عمامته..
                      دخل عليه الرابع..وقال:أهلاً يافلان..ما شاء الله!!من أين أشتريت هذه العمامة
                      الحمراء؟!
                      فصاح التاجر:عمامتي زرقاء..
                      قال:بل حمراء..
                      قال التاجر:بل خضراء..لا..لا ..بل بيضاء..لا ..زرقاء..سوداء..
                      ثم ضحك..ثم صرخ..ثم بكى..وقام يقفز!!
                      قال ابن حزم:فلقد كنت أراه بعدها في شوارع الأندلس مجنوناً يحذفه الصبيان بالحصى!! والقصة على ذمة ابن حزم..رحمه الله.
                      فإذا كان هؤلاء بمهارات بدائية غيروا طبع رجل..بل غيروا عقله..
                      فما بالك بمهارات مدرسة..منورة بنصوص الوحيين..يمارسها المرء تعبدا ًلله تعالى بها..
                      فطبق ماتقف عليه من مهارات حسنة لتسعد..
                      وإن قلت لي: لا أستطيع..!
                      قلت: حاول..
                      وإن قلت: لا أعرف..!!
                      قلت: تعلم
                      وقد قال الرسول صل الله عليه وسلم: إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم..
                      وجهة نظــــر..
                      البطل يتجاوز القدرة على تطوير مهاراته..
                      إلى القدرة على تطوير مهارات الناس..وربما تغييرها!!

                      اللهم أغفرلي وارحمني ولوالدي والمسلمين
                      والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

                      تعليق


                      • حجم الخط
                        #12
                        رد: استمتع بحياتك في ظل السيرة النبوية(متجدد)


                        كن متميزاً


                        لماذا يتحاور اثنان في مجلس فينتهي حوارهما بخصومة..
                        بينما يتحاور آخران وينتهي الحوار بأنس ورضا..إنها مهارات الحوار..
                        لماذا يخطب اثنان الخطبة نفسها بألفاظها نفسها..فترى الحاضرين عند الأول
                        ما بين متثائب ونائم..أو عابث بسجاد المسجد..أو مغير لجلسته مراراً..بينما
                        الحاضرون عند الثاني منشدون متفاعلون..لا تكاد ترمش لهم عين أو يغفل لهم قلب..إنها مهارات الإلقاء..
                        لماذا إذا تحدث فلان في المجلس أنصت له السامعون..ورموا إليه أبصارهم..بينما
                        إذا تحدث آخر انشغل الجالسون بالأحاديث الجانبية..أو قراءة الرسائل من
                        هواتفهم المحمولة..إنها مهارات الكلام..
                        لماذا إذا مشى مدرس في ممرات مدرسته رأيت الطلاب حوله..هذا يصافحه..وذاك يستشيره..وثالث يعرض عليه مشكلة..ولو جلس في مكتبه وسمح للطلاب بالدخول لا متلاْت غرفته في لحظات..
                        الكل يحب مجالسته..
                        بينما مدرس آخر..أو مدرسون..يمشي أحدهم في مدرسته وحده..ويخرج من
                        مسجد المدرسة وحده..فلا طالب يقترب مبتهجاً مصافحاً..أو شاكياً مستشيراً..
                        ولو فتح مكتبه من طلوع الشمس إلى غروبها..وآناء الليل وأطراف النهار..لما اقترب منه أحد أو رغب في مجالسته..
                        لماذا؟!!
                        إنها مهارات التعامل مع الناس..
                        لماذا إذا دخل شخص إلى مجلس عام هش الناس في
                        وجهه وبشوا..وفرحوا بلقائه..وود كل واحد لو
                        يجلس بجانبه..بينما يدخل آخر..فيصافحونه
                        مصافحة باردة- عادة أو مجاملة -ثم يلتفت
                        يبحث عن مكان يجلس فيه فلا يكاد أحد يوسع
                        له أو يدعوه للجلوس إلى جانبه..لماذا؟!!
                        إنها مهارات جذب القلوب والتأثير في الناس..
                        لماذا يدخل أب إلى بيته فيهش أولاده له..ويقبلون إليه فرحين..بينما يدخل
                        الثاني على أولاده..فلا يلتفتون إليه..إنها مهارات التعامل مع الأبناء..
                        قل مثل ذلك في المسجد..وفي الأعراس..وغيرها..
                        يختلف الناس بقدراتهم ومهاراتهم في التعامل مع الآخرين..وبالتالي يختلف
                        الآخرون في طريقة الاحتفاء بهم أو معاملتهم..والتأثير في الناس وكسب محبتهم أسهل مما تتصور..!
                        لا أبالغ في ذلك فقد جربته مراراً..فوجدت أن قلوب أكثر الناس يمكن صيدها
                        بطرق ومهارات سهلة..بشرط أن نصدق فيها ونتدرب عليها فنتقنها..
                        والناس يتأثرون بطريقة تعاملنا ..وإن لم نشعر..
                        أتولى منذ ثلاث عشرة سنة الإمامة والخطابة في جامع كلية عسكرية..
                        كان طريقي إلى المسجد يمر ببوابة يقف عندها حارس أمن يتولى فتحها وإغلاقها..
                        كنت أحرص إذا مررت به أن أمارس معه مهارة الابتسامة..فأشير بيدي مسلماً مبتسماً ابتسامة واضحة..وبعد الصلاة أركب سيارتي راجعاً للبيت..
                        وفي الغالب يكون هاتفي المحمول مليئاً باتصالات ورسائل مكتوبة وردت أثناء الصلاة..فأكون مشغولاً بقراءة الرسائل فيفتح الحارس البوابة فأمر به وعيني على هاتفي وأغفل عن التبسم..
                        حتى تفاجأت به يوماً يوقفني وأنا خارج ويقول:يا شيخ..! أنت زعلان مني؟!
                        قلت:لماذا؟
                        قال: لأنك وأنت داخل تبتسم وتسلم وأنت فرحان.. أما وأنت خارج فتكون غير مبتسم ولا فرحان!! وكان رجلاً بسيطاً..فبدأ المسكين يقسم لي أنه يحبني ويفرح برؤيتي..فاعتذرت منه وبينت له سبب انشغالي..
                        ثم انتبهت فعلاً إلى أن هذه المهارات مع تعودنا عليها تصبح
                        من طبعنا.. يلاحظها الناس إذا غفلنا عنها..
                        إضاءة..
                        لا تكسب المال وتفقد الناس..
                        فإن كسب الناس طريق لكسب المال..

                        اللهم أغفرلي وارحمني ولوالدي والمسلمين
                        والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

                        تعليق


                        • حجم الخط
                          #13
                          رد: استمتع بحياتك في ظل السيرة النبوية(متجدد)


                          أي الناس أحب إليكــــ؟

                          تكون أقوى الناس قدرة على استعمال مهارات التعامل مع الآخرين عندما تتعامل مع كل أحد تعاملاً رائعاً يجعله يشعر أنه أحب الناس إليك.. فتتعامل مع أمك تعاملاً رائعاً مشبعاً بالتفاعل والأنس والاحتفاء إلى درجة أنها تشعر أن هذا التعامل الراقي لم يلقه أحد منك قبلها..
                          وقل مثل ذلك عند تعاملك مع أبيك.. مع زوجتك.. أولادك.. زملائك.. بل
                          قل مثله عند تعاملك مع من تلقاهم مرة واحدة.. كبائع في دكان..
                          أو عامل في محطة وقود..
                          كل هؤلاء تستطيع أن تجعلهم يجمعون على أنك أحب الناس إليهم إذاأشعرتهم أنهم أحب الناس إليك.. وقد كان صل الله عليه وسلم قدوة في ذلك..إذ إن من تتبع سيرته.. وجد أنه كان يتعامل بمهارات أخلاقية راقية.. فيعامل كل أحد يلقاه بمهارات من احتفاء وتفاعل وبشاشة.. حتى يشعر ذلك الشخص أنه أحب الناس إليه.. وبالتالي يكون هو أيضاً صل الله عليه وسلم أحب الناس إليهم.. لأنه أشعرهم بمحبته..
                          كان عمرو بن العاص رضي الله عنه داهية من دهاة العرب.. حكمة وفطنة وذكاءً.. فأدهى العرب أربعة.. عمرو واحد منهم..
                          أسلم عمرو وكان رأساً في قومه.. فكان إذا لقي النبي صل الله عليه وسلم في طريق رأى البشاشة والبشر والمؤانسة.. وإذا دخل مجلساً فيه النبي صل الله عليه وسلم رأى الاحتفاء والسعادة بمقدمه.. وإذا دعاه النبي صل الله عليه وسلم ناداه بأحب الأسماء إليه..
                          شعر عمرو بهذا التعامل الراقي.. ودوام الاهتمام والتبسم أنه أحب الناس إلى رسول الله صل الله عليه وسلم.. فأراد أن يقطع الشك باليقين.. فأقبل يوماً إلى النبي صل الله عليه وسلم وجلس إليه.. ثم قال: يارسول الله.. أي الناس أحب إليك؟
                          فقال صل الله عليه وسلم: عائشة..
                          قال عمرو: لا.. من الرجال يا رسول الله؟ لست أسألك عن أهلك..
                          فقال صل الله عليه وسلم: أبوها..
                          قال عمرو: ثم من؟
                          قال: ثم عمر بن الخطاب..
                          قال: ثم أي.. فجعل النبي صل الله عليه وسلم يعدد رجالاً.. يقول: فلان.. ثم فلان.. بحسب سبقهم إلى الإسلام.. وتضحيتهم من أجله..
                          قال عمرو: فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم..
                          فانظر كيف استطاع صل الله عليه وسلم أن يملك قلب عمرو بمهارات أخلاقية مارسها معه.. بل كان عليه الصلاة والسلام ينزل الناس منازلهم.. وقد يترك أشغاله لأجلهم.. لإشعارهم بمحبته لهم وقدرهم عنده..


                          اللهم أغفرلي وارحمني ولوالدي والمسلمين
                          والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

                          تعليق


                          • حجم الخط
                            #14
                            رد: استمتع بحياتك في ظل السيرة النبوية(متجدد)


                            تابع أي الناس أحب إليكــــ؟

                            لما توسع صل الله عليه وسلم بالفتوحات وبدأ ينتشر الإسلام..
                            جعل صل الله عليه وسلم يرسل الدعاة من عنده لدعوة القبائل إلى الإسلام..
                            وربما احتاج الأمر أن يرسل جيشاً.. وكان عدي بن حاتم الطائي.. ملكاً ابن ملك..
                            أرسل النبي صل الله عليه وسلم جيشاً إلى قبيلة "طيء".. وكان عدي قد هرب من الحرب فلم يشهدها.. واحتمى بالروم في الشام..
                            وصل جيش المسلمين إلى ديار طيء.. كانت هزيمة طيء سهلة.. فلا ملك يقود..ولا جيش مرتب.. وكان المسلمون في حروبهم.. يحسنون إلى الناس..
                            ويعطفون وهم في قتال.. كان المقصود صد كيد قوم عدي عن المسلمين..
                            وإظهار قوة المسلمين لهم..
                            أسر المسلمون بعض قوم عدي.. وكان من بينهم أخت لعدي بن حاتم.. مضوا بالأسرى إلى المدينة..
                            حيث رسول اللهصل الله عليه وسلم.. وأخبروا النبي صل الله عليه وسلم بفرار عدي إلى الشام.. فعجب صل الله عليه وسلم من فراره!! كيف يفر من الدين؟ كيف يترك قومه؟
                            ولكن لم يكن إلى الوصول إلى عدي سبيل.. لم يطب المقام لعدي في ديار الروم.. فاضطر للرجوع لديار العرب.. ثم لم يجد بداً من أن يذهب إلى المدينة للقاء النبي صل الله عليه وسلم ومصالحته.. أو التفاهم على شيء يرضيهما..
                            (وقيل إن أخته هي التي ذهبت إليه في الشام وردته إلى العرب)
                            يقول عدي وهو يحكي قصة ذهابه إلى المدينة:
                            ما رجل من العرب كان أشد كراهة لرسول الله صل الله عليه وسلم مني.. وكنت على دين النصرانية.. وكنت ملكاً في قومي لما كان يصنع بي.
                            فلما سمعت برسول الله صل الله عليه وسلم كرهته كراهية شديدة..
                            فخرجت حتى قدمت الروم على قيصر..
                            قال: فكرهت مكاني ذلك..
                            فقلت: والله لو أتيت هذا الرجل.. فإذا كان كاذباً لم يضرني.. وإن كان صادقاً
                            عملت.. فقدمت فأتيته..
                            فلما دخلت المدينة جعل الناس يقولون.. هذا عدي بن حاتم.. هذا عدي بن حاتم.. فمشيت حتى أتيت فدخلت على رسول الله صل الله عليه وسلم في المسجد فقال لي: عدي بن حاتم؟
                            قلت: عدي بن حاتم..
                            فرح النبي صل الله عليه وسلم بمقدمه.. واحتفى به.. مع أن عدياً محارب
                            للمسلمين وفارٌ من الحرب.. ومبغض للإسلام.. ولاجىء إلى النصارى..
                            ومع ذلك لقيه صل الله عليه وسلم بالبشاشة والبشر.. وأخذ بيده يسوقه معه
                            إلى بيته.. عدي وهو يمشي بجانب النبي صل الله عليه وسلم يرى أن الرأسين متساويان..!!
                            فمحمدصل الله عليه وسلم ملك المدينة وما حولها..وعدي ملك على جبال طيء وما حولها..
                            ومحمد صل الله عليه وسلم على دين سماوي"الإسلام"..وعدي على دين سماوي"النصرانية"..
                            ومحمد صل الله عليه وسلم عنده كتاب منزل"القرآن".. وعدي عنده كتاب منزل"الإنجيل"..
                            كان عدي يشعر أنه لا فرق بينهما إلا في القوة والجيش..
                            في أثناء الطريق وقعت ثلاثة مواقف:
                            بينما هما يمشيان إذا بامرأة قد وقفت في وسط الطريق فجعلت تصيح: يا رسول الله.. لي إليك حاجة.. فانتزع النبيى صل الله عليه وسلم يده من يد عدي ومضى إليها.. وجعل يستمع إلى حاجتها..
                            عدي بن حاتم.. الذي قد عرف الملوك والوزراء جعل ينظر إلى هذا المشهد..
                            ويقارن تعامل النبي صل الله عليه وسلم مع الناس بتعامل من رآهم من قبل الرؤساء والسادة.. فتأمل طويلاً ثم قال: والله ما هذه بأخلاق الملوك.. هذه أخلاق الأنبيااااااء..
                            وانتهت المرأة من حاجتها.. فعاد النبي صل الله عليه وسلم إلى عدي..
                            ومضيا يمشيان.. فبينما هما كذلك.. فإذا برجل يقبل على النبي صل الله عليه وسلم..
                            فماذا قال الرجل؟
                            هل قال: يا رسول الله عندي أموال زائدة أبحث لها عن فقير؟!
                            أم قال: حصدت أرضي وزاد عندي الثمر.. فماذا أفعل به؟
                            يا ليته قال شيئاً من ذلك..لعل عدياً إذا سمعه يشعر بغنى المسلمين وكثرة أموالهم..
                            قال الرجل: يا رسول الله.. أشكو إليك الفاقة والفقر..
                            ما يكاد هذا الرجل يجد طعاماً يسد جوعة أولاده.. ومن حوله من المسلمين
                            يعيشون على الكفاف ليس عندهم ما يساعدونه به..
                            قال الرجل هذه الكلمات وعدي يسمع.. فأجابه النبي صل الله عليه وسلم بكلمات
                            ومضى.. فلما مشيا خطوات.. أقبل رجل آخر.. قال: يا رسول الله أشكو إليك قطع
                            الطريق!!
                            يعني أننا يا رسول الله لكثرة أعدائنا حولنا لا نأمن أن نخرج عن بنيان المدينة
                            لكثرة من يعترضنا من كفار أو لصوص..
                            أجابه النبي صل الله عليه وسلم بكلمات ومضى.. جعل عدي يقلب الأمر في نفسه.. هو في عز وشرف في قومه.. وليس له أعداء يتربصون به..
                            فلماذا يدخل هذا الدين الذي أهله في ضعف ومسكنة.. وفقر وحاجة..

                            ..

                            اللهم أغفرلي وارحمني ولوالدي والمسلمين
                            والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

                            تعليق


                            • حجم الخط
                              #15
                              رد: استمتع بحياتك في ظل السيرة النبوية(متجدد)

                              تابع أي الناس أحب إليكــــ؟

                              وصلا إلى بيت النبي صل الله عليه وسلم .. فدخلا.. فإذا وسادة واحدة فدفعها
                              صل الله عليه وسلم إلى عدي إكراماً له.. وقال:خذ هذه فاجلس عليها.. فدفعها عدي إليه قال: بل اجلس عليها أنت.. فقال صل الله عليه وسلم
                              بل أنت .. حتى استقرت عند عدي فجلس عليها..
                              عندها .. بدأ النبي صل الله عليه وسلم يحطم الحواجز بين عدي والإسلام..
                              ياعدي أسلم.. تسلم..أسلم.. تسلم.. أسلم تسلم..
                              قال عدي: إني على دين..
                              فقال صل الله عليه وسلم :أنا أعلم بدينك منك..
                              قال: أنت أعلم بديني مني؟
                              قال: نعم.. ألست من الروكوسية..
                              والروكوسية ديانة نصرانية مشربة بشيء من المجوسية..
                              فمن مهارته صل الله عليه وسلم في الإقناع أنه لم يقل ألست نصرانياً.. وإنما تجاوز هذه المعلومة إلى معلومة أدق منها فأخبره بمذهبه في النصرانية تحديداً..كما لو لقيك شخص في أحد بلاد أوروبا وقال لك:لماذا لا تتنصر؟
                              فقلت: إني على دين..
                              فلم يقل لك: ألست مسلماً.. ولم يقل: ألست سنُيّاً.. وإنما
                              قال: ألست شافعياً.. أو حنبلياً..
                              عندها ستدرك أنه يعرف كل شيء عن دينك..
                              فهذا الذي فعله المعلم الأول صل الله عليه وسلم مع عدي..
                              قال: ألست من الركوسية..
                              فقال عدي بلى..
                              فقال صل الله عليه وسلم :فإنك إذا غزوت مع قومك تأكل فيهم المرباع؟
                              يقصد بالمرباع: إذا غزت قبيلة قسم رئيسها الغنيمة أربعة أقسام فأخذ
                              الربع له وحده، وهذا حرام في دين النصراينة، جائز عند العرب.
                              قال:بلى..
                              فقال صل الله عليه وسلم : فإن هذا لا يحل لك في دينك..
                              فتضعضع لها عدي.. وقال: نعم..
                              فقال صل الله عليه وسلم : أما إني أعلم الذي يمنعك من الإسلام..
                              أنك تقول: إنما اتبعه ضعفة الناس ومن لا قوة لهم..
                              وقد رمتهم العرب..
                              يا عدي.. أتعرف الحيرة؟
                              مدينة بالعراق
                              قلت: لم أرها وقد سمعت بها..
                              قال: فو الذي نفسي بيدي ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد..
                              أي سيقوى الإسلام إلى درجة أن المرأة المسلمة الحاجة تخرج من الحيرة حتى تصل إلى مكة ليس معها إلا محرم.. من غير أحد يحميها..
                              وتمر على مئات القبائل فلا يجرؤ أحد أن يعتدي عليها أويسلبها مالها..لأن المسلمين صار لهم قوة وهيبة.. إلى درجة أن أحداً لا يجرؤ على التعرض لمسلم خوفاً من انتصار المسلمين له..
                              فلما سمع عدي ذلك.. جعل يتصور المنظر في ذهنه.. امرأة تخرج من العراق حتى تصل إلى مكة.. معنى ذلك أنها ستمر بشمال الجزيرة..يعني ستمر بجبال طيء.. ديار قومه..
                              فتعجب عدي وقال في نفسه : فأين عنها ذُعّار طيء الذين
                              سعروا البلاد!! ثم قال صل الله عليه وسلم وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز..
                              قال: كنوز ابن هرمز؟
                              قال: نعم كسرى بن هرمز.. ولتنفقن أمواله في سبيل الله..
                              قال صل الله عليه وسلم: ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج بملء كفه
                              من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله منه..
                              يعني من كثر المال يخرج الغني يطوف بصدقته لا يجد فقيراً يعطيه إياها..ثم
                              بدأ صل الله عليه وسلم يعظ عدياً ويذكره بالآخرة..
                              فقال: وليلقين الله أحدُكم يوم يلقاه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر عن يمينه
                              فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن شماله فلا يرى إلا جهنم"..
                              سكت عدي متفكراً..
                              ففاجأه صل الله عليه وسلم قائلاً: ياعدي.. فما يفرك أن تقول لا إله إلا الله؟..
                              أو تعلم من إله أعظم من الله؟!
                              قال عدي: فإني حنيف مسلم..
                              أشهد أن لا إله إلا الله..وأشهد أن محمداً عبده ورسوله..
                              فتهلل وجه النبي صل الله عليه وسلمفرحاً مستبشراً..
                              قال عدي بن حاتم: فهذه الظعينة تخرج من الحيرة تطوف بالبيت في غير جوار..ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى.. والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة
                              لأن رسول الله صل الله عليه وسلم قد قالها".. رواه مسلم وأحمد
                              فتأمل كيف كان هذا الأنس منه صل الله عليه وسلملعدي.. وهذا الاحتفاء
                              الذي قابله به..حتى شعر به عدي.. تأمل كيف كان كل ذلك جاذباً لعدي للدخول في الإسلام..
                              فلو مارسنا هذا الحب مع الناس.. مهما كانوا..لملكنا قلوبهم..
                              فكرة..
                              بالرفق واستعمال مهارات التعامل والإقناع..
                              نستطيع أن نحقق ما نريد..

                              اللهم أغفرلي وارحمني ولوالدي والمسلمين
                              والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

                              تعليق

                              Loading...


                              يعمل...
                              X