الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رسالة لكل حزين وحزينة مهموم ومهمومة .. متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #271
    رد: رسالة لكل حزين وحزينة مهموم ومهمومة .. متجدد

    هيلين كيلر.. أعجوبة التحدي!

    ولدت هيلين كيلر في مدينة (تسكمبيا) بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1880م، وقبل أن تبلغ الثانية من عمرها, أصيبت بمرض أفقدها السمع والبصر، وبالتالي عجزت عن الكلام لانعدام السمع.

    سعت والدتها إلى تعليمها استعمال يديها في عمل إشارات؛ تفصح بها جزئيًا عما تود قوله، ثم وضعها والدها في معهد للعميان، وطلب من رئيس القسم أن يرشدها إلى معلمة لها، فأرشدها إلى (آن سوليفان) التي كانت قد أصيبت أول عمرها بمرض أفقدها بصرها، ودخلت معهد العميان في الرابعة عشرة من عمرها، وبعد حين عاد إليها بصرها جزئيًا. وقد التقت بعد انتهاء دراستها بهيلين كيلر لتبدأ معها رحلة طويلة مثيرة هي أشبه بالأعجوبة وتمثل في الحقيقة أروع إنجاز تم في حقل تأهيل المعوقين.

    رحبت أسرة كيلر بالمعلمة سوليفان ترحيبًا حارًا، وكانت هيلين آنذاك في حوالي السادسة من عمرها، بدأت سوليفان تعلمها الحروف الأبجدية بكتابتها على كفها بأصابعها واستعملت كذلك قطعا من الكرتون عليها أحرف نافرة، كانت هيلين تلمسها بيديها وتدريجيا بدأت تؤلف الكلمات والجمل بنفسها.

    وبدأت المعلمة الجديدة مهمة تعليمها الكلام، بوضع يديها على فمها أثناء حديثها؛ لتحس بطريقة تأليف الكلمات باللسان والشفتين. وانقضت فترة طويلة قبل أن يصبح باستطاعة أحد أن يفهم الأصوات التي كانت هيلين تصدرها. ولقد أتقنت هيلين الكتابة وكان خطها جميلاً مرتبًا. ثم التحقت هيلين بمعهد كمبردج للفتيات، وكانت الآنسة سوليفان ترافقها وتجلس بقربها في الصف لتنقل لها المحاضرات التي كانت تلقى, وأمكنها أن تتخرج
    من الجامعة عام 1940م حاصلة على بكالوريوس علوم وهي في سن الرابعة والعشرين.

    ذاعت شهرة هيلين كيلر؛ فراحت تنهال عليها الطلبات لإلقاء المحاضرات وكتابة المقالات في الصحف والمجلات. بعد تخرجها من الجامعة عزمت على تكريس كل جهودها للعمل من أجل المكفوفين، وشاركت في التعليم وكتابة الكتب ومحاولة مساعدة هؤلاء المعاقين قدر الإمكان. وفي أوقات فراغها كانت هيلين تخيط وتطرز وتقرأ كثيرًا، وأمكنها أن تتعلم السباحة والغوص وقيادة المركبة ذات الحصانين.

    ثم قفزت قفزة هائلة بحصولها على شهادة الدكتوراة في العلوم والدكتوراة في الفلسفة. في الثلاثينات من هذا القرن قامت هيلين بجولات متكررة في مختلف أرجاء العالم في رحلة دعائية لصالح المعوقين؛ للحديث عنهم وجمع الأموال اللازمة لمساعدتهم، كما عملت على إنشاء كلية لتعليم المعوقين وتأهيلهم، وراحت الدرجات الفخرية والأوسمة تتدفق عليها من مختلف البلدان، وانتخبت من أهم عشر سيدات في العالم. ألفت هيلين كتابين، وكانت وفاتها عام 1968م عن ثمانية وثمانين عامًا.

    من أقوالها:
    * (إن الذين يراقبوني من شرفة وجودهم المعافى؛ يرثون لحالي ولكن مهما بدا طريقي مظلما في أعينهم, فإني أحمل نورًا عجائبيًا في قلبي، فالإيمان ينير كل سبيل أسلكه).

    * في حين صرحت (هيلين كيللر)- يوما وهي العمياء، والصماء، البكماء – بقولها: لقد استمتعت بمباهج الحياة، ونعمت بجمالها!

    * وقالت وهي الصماء البكماء العمياء (لا تحن رأسك لمشاكلك, ولكن أبقها عالية، وحينها سترى العالم مستقيما أمامك).

    * وأظن أن كل يائس سيشعر بالخجل كثيرا حين يقرأ قصة هذه الأعجوبة التي تحدت كل إعاقاتها الجسيمة وفوق ذلك ترى من جمال الحياة ومباهجها ما لا يراه اليائس المحبط الذي يملك السمع والبصر والنطق!

    فسبحان الله!
    عود لسانك في حياٺك على قول
    شيء يفيدك في نهاية حياٺك


    سبح وكبر واذكرر الل? على طول
    هذا الرصيد اللي يفيد بــ وفاٺك

    تعليق


    • حجم الخط
      #272
      رد: رسالة لكل حزين وحزينة مهموم ومهمومة .. متجدد

      سعيد رغم إعاقته

      أحد السلف كان أقرع الرأس.. أبرص البدن. أعمى العينين.. مشلول القدمين واليدين،

      وكان يقول: (الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه، وفضلني عليهم تفضيلا)

      فمر به رجل فقال له: مما عافاك؟؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول.. فمما عافاك؟

      فقال: ويحك يا رجل؛ جعل لي لسانا ذاكرًا، وقلبا شاكرًا، وبدنًا على البلاء صابرًا، اللهم ما أصبح بي من نعمة, أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر.

      قال تعالى: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) [الزخرف:36].
      عود لسانك في حياٺك على قول
      شيء يفيدك في نهاية حياٺك


      سبح وكبر واذكرر الل? على طول
      هذا الرصيد اللي يفيد بــ وفاٺك

      تعليق


      • حجم الخط
        #273
        رد: رسالة لكل حزين وحزينة مهموم ومهمومة .. متجدد

        عطاء ابن رباح .. سيد العلماء .

        لقد كان سيد التابعين عطاء بن أبي رباح أسود، أعور، أفطس، أشل، أعرج، ثم عمي بعد ذلك، وقال عنه إبراهيم الحربي: كان عطاء عبدًا أسود لامرأة من أهل مكة وكانت أنفه كأنه باقلاء.. ستة عيوب كانت في عطاء ماذا تظنه قد فعل بها؟ هل تكسرت عزائمه؟ هل بكى على قدره يائسًا منتظرًا يوم موته للخلاص من الدنيا والخلاص من تهكمات الناس وسخريتهم؟ هل قال عطاء لنفسه: عبدًا مملوكًا سأظل هكذا إلى الأبد، أنا أسود وأعور وأشل و.. لن يقبلني أحد؟!



        لقد كان لعطاء أذنان تسمعان، ورجلان تمشيان، كان لعطاء لسان يتكلم، ويد تكتب، وعقل يفكر ويحفظ.. هذا ما وجده عطاء في نفسه، كان ينظر بعين المتفائل الراضي الذي يمتلك الكثير من النعم.. لقد كان يعلم أن التغيير يبدأ من الداخل، المهم كيف أرى نفسي لا كيف يراني الناس، إذا كنت ترى نفسك قويًا ذكيًا فهكذا ستبدو وبهذا سيعاملك الناس، إن السعيد هو من يرى الوجود سعيدا.



        لقد صاح المنادي في زمن بني أمية في مكة أيام الحج: لا يفتي الناس إلا عطاء، وقال عنه الإمام أبو حنيفة: ما رأيت أفضل من عطاء. وقال الإمام إبراهيم الحربي: جاء سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين إلى عطاء هو وابناه، فجلسوا إليه وهو يصلي، فلما صلى التفت إليهم، فما زالوا يسألونه عن مناسك الحج، وقد حول قفاه إليهم، ثم قال سليمان لابنيه: قوما، فقاما.. فقال: يا بني لا تنيا في طلب العلم، فإني لا أنسى ذلنا بين يدي هذا العبد الأسود.
        لقد أصبح عطاء بن أبي رباح عالم الدنيا في زمنه.. لأنه رسم صورة ذهنية متفائلة مشرقة عن نفسه وواقعه، فكان له ما رأى وتوقع.. تفاءلوا بالخير تجدوه.. هذه كانت قصة عطاء الذي مكث في الحرم 30 سنة يطلب العلم.
        عود لسانك في حياٺك على قول
        شيء يفيدك في نهاية حياٺك


        سبح وكبر واذكرر الل? على طول
        هذا الرصيد اللي يفيد بــ وفاٺك

        تعليق


        • حجم الخط
          #274
          رد: رسالة لكل حزين وحزينة مهموم ومهمومة .. متجدد

          ينتظر الفرج رغم القصاص



          حكى محمد بن الحسن بن المظفر، قال:

          حضرت يوما في مجلس، أيام نازوك، فأخرج وزيره، وجماعة حكم بقتلهم والناس ينظرون دون أن يستطيعوا حتى الاحتجاج، فقتل بعضهم.
          ثم أخرج غلامًا حدث السن، مليح المنظر، فرأيته لما وقف بين يدي وزير نازوك، تبسم.
          فقلت: يا هذا، أحسبك رابط الجأش شجاعًا؛ لأني أراك تضحك في مقام يوجب البكاء، فهل في نفسك شيء تشتهيه؟
          فقال: نعم، أريد رأس خروف حار، ورقاقًا.
          فسألت صاحب المجلس أن يؤخر قتله إلى أن أطعمه ما يريد، ولم أزل أرجوه وأتوسله، إلى أن أجاب، وهو يضحك مني، ويقول أي شيء ينفعه هذا، وهو سيقتل بعد قليل؟
          قال: وأرسلت بسرعة من أحضر ما طلبه من رأس حار ورقاق، واستدعيت الفتى، فجلس يأكل غير مكترث بالحال، والسياف قائم، والقوم يساقون، فتضرب أعناقهم.
          فقلت: يا فتى، أراك تأكل بسكون، وقلة فكر.
          فأخذ قشة، من الأرض، فرمى بها، رافعا يده، وقائلاً وهو يضحك: يا هذا، إلى أن تسقط هذه إلى الأرض مائة فرج!!
          قالوا: فوالله، ما استتم كلامه، حتى وقعت صيحة عظيمة، وقيل: قد قتل نازوك.
          وأغارت العامة على الموضع، فوثبوا بصاحب المجلس، وكسروا باب الحبس، وخرج جميع من كانوا فيه.



          فاشتغلت أنا عن الفتى، وهربت بنفسي، حتى ركبت دابتي مهرولاً، وصرت إلى الجسر، أريد منزلي.

          فوالله، ما توسطت الطريق، حتى أحسست بإنسان قد قبض على يدي برفق، وقال: يا هذا، ظننا بالله – عز وجل – أجمل من ظنك، فكيف رأيت لطيف صنعه.
          فالتفت، فإذا هو الفتى بعينه، فهنأته بالسلامة، فأخذ يشكرني على ما فعلته، وحال الناس والزحام بيننا، وكان هذا آخر عهدي به.



          حسن ظن بالله رغم سيف السياف الذي يلمع فوق رأسه.. هكذا الأمل بالله وإلا فلا!
          عود لسانك في حياٺك على قول
          شيء يفيدك في نهاية حياٺك


          سبح وكبر واذكرر الل? على طول
          هذا الرصيد اللي يفيد بــ وفاٺك

          تعليق


          • حجم الخط
            #275
            رد: رسالة لكل حزين وحزينة مهموم ومهمومة .. متجدد

            رسالة إلى مهموم



            أيها المهموم: اصبر وما صبرك إلا بالله،
            استقبل المكاره برحابة صدر...
            استقبل الهموم والغموم بقوة وشجاعة تناطح السحاب...
            اصبر مهما داهمتك الخطوب..
            اصبر مهما أظلمت أمامك الدروب...
            فإن مع العسر يسرًا... وإن مع الكرب فرجًا...
            أيها المهموم:
            إذا أصابك ما يهمك...
            ونزلت عليك النوازل...
            وأصابتك الملمات...
            وقهرك الرجال...
            وفشلت في الأعمال...
            فلا تغضب...
            ولا تجزع... ولا تنهر أهلك... ولا تشتك إلى أحد...
            ولا تجعل شدة المصيبة على أبيك أو على ولدك أو على أخيك أو على سيارتك ولكن قل... الحمد لله... قل.. الشكر لله...
            قل قدر الله وما شاء فعل...
            استسلم للقدر... لا تتسخط...
            لا تتذمر... اعترف بالقضاء والقدر... وليهدأ بالك...
            ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا, ولكن قل قدر الله وما شاء فعل...


            أيها المهموم:
            سوف أدلك على واسطة تحقق لك كل ما تريد...
            ولكن إذا نويت الدخول عليه.
            فتهيأ تهيؤاً كاملاً والتزم بالشروط التي يجب إحضارها إليه؛ من أجل أن يقبل ما عندك...
            أرسل له برقية مباشرة بينك وبينه؛ حتى تخرج من عنده بثقة كاملة في الحصول على المطلوب...
            من الواسطة الذي ستذهب إليه هذه الليلة؟
            إنه ملك الملوك... إنه رب الوزراء... إنه إله الرؤساء...
            إنه الله الذي أمره بين الكاف والنون... (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).

            فاستعد قبل الدخول عليه.
            وادخل عليه لوحدك في ظلمة الليل...
            ادخل عليه في ذلك الوقت الذي ينام فيه أهل الواسطة الذين نتعلق بهم...
            ولكن... ما نام الذي ما تنام عينه... ما نام الحي القيوم...
            يقول للعباد...
            ...هل من داعٍ فأستجيب له... هل من مستغفر فأغفر له...


            في هذا الوقت قدم ما لديك على ربك... ادعه... ناده...
            ثم إذا فرغت من دعائك له، فإنك سوف تفوز بأحد ثلاثة أشياء.
            إما أن يحقق لك طلبك...
            وإما أن يدخر لك يوم القيامة بشيء أفضل بكثير, وكثير مما تطلبه في هذه الدنيا...
            وإما أن يدفع الله بهذا الدعاء بلاء ينزل عليك من السماء...



            أيها المهموم: إذا ضاق صدرك... وصعب أمرك...

            ...وأظلمت في وجهك الأيام... فعليك بالصلاة...
            الصلاة مستشفى تداوي البشر من السقم وتشرح الصدر من الهم والألم، كان الرسول في المهمات العظيمة يشرح صدره بالصلاة، وكان العظماء يحاطون بالنكبات، فيفزعون إلى الصلاة، فيفرج الله عنهم.



            أيها المهموم: أبشر باللطف الخفي... أبشر بالأمل المشرق... أبشر بالمستقبل الحافل... فقد آن أن تداوي شكك باليقين...
            قد آن أن تقشع عنك غياهب الظلام بفجر صادق...
            قد آن أن تقشع مرارة الأسى بحلاوة الرضا...
            أبشر أيها المهموم... بصبح يملؤك نورًا...



            أيها المهموم... اطمئن فإنك تتعامل مع اللطيف بالعباد والرحيم بالخلق.
            أيها المهموم... اطمئن فإن العواقب حسنة، والنتائج مريحة، والخاتمة كريمة.
            عود لسانك في حياٺك على قول
            شيء يفيدك في نهاية حياٺك


            سبح وكبر واذكرر الل? على طول
            هذا الرصيد اللي يفيد بــ وفاٺك

            تعليق


            • حجم الخط
              #276
              رد: رسالة لكل حزين وحزينة مهموم ومهمومة .. متجدد

              هذه قصة رواها روبت مور، من نيوجيرسي، قال:


              تعلمت أكبر درس في حياتي في شهر مارس 1945. تعلمته وأنا على عمق 276 قدما تحت سطح الماء خارج السواحل الهندية الصينية. كنت واحدا من ثمانية وثمانين شخصا على متن الغواصة (بايا. إس. إس. 318)..

              كشف لنا الرادار عن زورق طوربيد تحت سطح الماء استعدادا للهجوم.

              رأيت عبر عدسات البيروسكوب مدمرة يابانية، وناقلة بترول، وزارعة ألغام، فأطلقنا ثلاثة قذائف طوربيدية باتجاه المدمرة، لكنها أخطأت جميعا، فقد حدث ارتباك منا في أجهزة تشغيل هذه الطوربيدات وكانت المدمرة قد أدركت أنها تتعرض للهجوم، فاستأنفت سيرها باتجاهنا، وكنا نستعد لمهاجمة زارعة الألغام عندما فوجئنا بها تستدير وتتجه هي الأخرى نحونا (كما كانت هناك طائرة يابانية قد التقطت موقعنا على عمق ستين قدما، وكانت قد أبلغت عن موقعنا بالرادار إلى زارعة الألغام اليابانية).


              ولتفادي الاكتشاف فقد غصنا إلى عمق مائة وخمسين قدما، ووضعنا كاتمة الصوت على فتحات الغواصة، وأطفأنا المراوح كلها، وأجهزة التبريد، وجميع الأجهزة الكهربائية في المؤخرة، انفجرت حولنا ست قذائف فدفعت بنا إلى قاع المحيط على عمق 286 قدما، وعندما تتعرض غواصة للهجوم من مسافة أقل من ألف قدم مائي، وعلى عمق لا يزيد عن ارتفاع الركبة، فهل هناك مجال لمناقشة النجاة؟


              مرت خمس عشرة ساعة وزارعة الألغام تلقي بشحناتها إلى الأعماق، تملكني الذعر وصرت أتنفس بصعوبة

              وكنت أقول في نفسي:

              (هذا هو الموت) ومع توقف المراوح وإطفاء أجهزة التكييف ارتفعت حرارة الهواء داخل الغواصة إلى مائة درجة مئوية، لكنني كنت أرتجف من الخوف حتى إنني تدثرت ببطانية جاكيت مبطن بالفراء، كنت مرعوبا وراحت أسناني تصطك، وتصببت عرقا باردا.

              استمر الهجوم مدة خمس عشرة ساعة، ثم توقف فجأة، فقد أفرغت زارعة الألغام حمولتها من شحنات الأعماق وابتعدت عن الموقع.


              مرت تلك الخمسة عشر ساعة، وكأنها خمسة عشر مليون عام، مرت فلا لها أحداث حياتي وتذكرت كل الأشياء التافهة التي أصابني القلق بسببها.. فقد كنت موظفا في أحد البنوك قبل أن ألتحق بالبحرية. وكنت قلقا بسبب ساعات العمل الطويلة.. ومن المرتب الضئيل.. وكنت قلقا لأنني لا أملك بيتا خاصا بي..
              تذكرت كيف كنت أعود للبيت كل مساء منفعلا متذمرا، وأتشاجر مع زوجتي على أتفه الأشياء.


              كم بدا هائلا حجم ذلك القلق في تلك السنين.. لكنه بدا تافها أمام شحنات الأعماق.

              وقتها، عاهدت نفسي – وإلى الأبد – أنني إذا قدر لي أن أرى الشمس مرة أخرى فلن أسمح للقلق أن يتسرب إلى نفسي أبدا.. أبدا.. أبدا..

              فقد تعلمت الكثير عن فن الحياة في تلك الساعات الخمسة عشرة المرعبة أكثر مما تعلمته من دراسته بالكتب لمدة أربع سنوات في جامعة سيراكيوز .


              *حقا إن الإنسان لا يدرك جمال ما لديه من نعم حتى يفقدها فعش بالأمل ففي الحياة الكثير من الجمال والسعادة التي نغفل عنها!!
              عود لسانك في حياٺك على قول
              شيء يفيدك في نهاية حياٺك


              سبح وكبر واذكرر الل? على طول
              هذا الرصيد اللي يفيد بــ وفاٺك

              تعليق


              • حجم الخط
                #277
                رد: رسالة لكل حزين وحزينة مهموم ومهمومة .. متجدد

                شيخ.. وأسد!!


                قال الشيخ أبو جعفر الدينوري:
                كان أحمد بن طولون رجلاً طائش السيف، يجوز ويعسف، وقد أحصي من قتلهم صبرا أو ماتوا في سجنه فكانوا ثمانية عشر ألفا!

                ولما ذهب الشيخ أبو الحسن بنا يعنفه ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر، طاش عقله، فأمر بإلقائه إلى الأسد.
                وكان الأسد الذي اختاروه للشيخ أغلظ ما عندهم، جسيما ضاريا، عارم الوحشية، متزيل العضل، هراسا فراسا، يلوح شدقه من سعته وعمقه كفتحة القبر كأنما ينبئ أن جوفه مقبرة!



                وأجلسوا الشيخ في قاعة، وأشرفوا عليه ينظرون، ثم فتحوا باب القفص من أعلاه، فجذبوه فارتفع، ودفعوا بالأسد يزجرونه، فانطلق يزمجر ويزأر زئيرا تنشق له المرائر، ويتوهم من يسمعه أنه الرعد وراءه الصاعقة!



                ورأينا الشيخ ساكنا مطرقا لا ينظر إلى الأسد ولا يحفل به وما منا إلا من كاد ينتهك حجاب قلبه من الفزع والرعب والإشفاق على الرجل.



                ولم يرعنا إلا ذهول الأسد عن وحشيته، فأقعي على ذنبه، ثم لصق بالأرض هنيهة، يفترش ذراعيه، ثم نهض نهضة أخرى كأنه غير الأسد، فمشي مترفقا ثقيل الخطو، تسمع لمفاصله قعقعة من شدته وجسامته، وأقبل على الشيخ وطفق يحتك به ويلحظه ويشمه، كما يصنع الكلب مع صاحبه الذي يأنس به، وكأنه يعلن أن هذه ليست مصاولة، بين الرجل التقي والأسد، ولكنها مبارزة بين إرادة ابن طولون وإرادة الله!



                قال الدينوري: وانصرفنا عن النظر في السبع إلى النظر في وجه الشيخ، فإذا هو ساهم مفكر، ثم رفعوه، وجعل كل منا يظن ظنا في تفكيره.
                فمن قال: إنه الخوف أذهله عن نفسه.
                وقائل: إنه الانصراف بعقله إلى الموت.
                وثالث: يقول: إنه سكون الفكرة يمنع الحركة عن الجسم فلا يضطرب. وزعم جماعة أن هذه الحالة من الاستغراق يسحر بها الأسد!


                وأكثرنا من ذلك، وتجارينا فيه، حتى سأله ابن طولون:

                -ما الذي كان في قلبك، وفيم كنت تفكر؟
                -فقال الشيخ: لم يكن علي بأس، وإنما كنت أفكر في لعاب الأسد: أهو طاهر أم نجس؟!



                *ما أعظم حسن الظن بالله وعدم اليأس من رحمته حين يجعل حتى أسود الغاب الضارية تهاب المؤمن المتوكل وتترفق به بأمر ربها.
                عود لسانك في حياٺك على قول
                شيء يفيدك في نهاية حياٺك


                سبح وكبر واذكرر الل? على طول
                هذا الرصيد اللي يفيد بــ وفاٺك

                تعليق


                • حجم الخط
                  #278
                  رد: رسالة لكل حزين وحزينة مهموم ومهمومة .. متجدد

                  أيها المؤمن!

                  نادِ ربك بقلب حاضر، بصوت خافت،

                  وتأمل حال نبي الله زكريا [إذ نادى ربهُ ندَاءً خفيًا..]

                  فرزقه الله يحيى نبيا!
                  عود لسانك في حياٺك على قول
                  شيء يفيدك في نهاية حياٺك


                  سبح وكبر واذكرر الل? على طول
                  هذا الرصيد اللي يفيد بــ وفاٺك

                  تعليق


                  • حجم الخط
                    #279
                    رد: رسالة لكل حزين وحزينة مهموم ومهمومة .. متجدد

                    أيها المؤمن!

                    نادِ ربك بقلب حاضر، بصوت خافت،

                    وتأمل حال نبي الله زكريا [إذ نادى ربهُ ندَاءً خفيًا..]

                    فرزقه الله يحيى نبيا!
                    عود لسانك في حياٺك على قول
                    شيء يفيدك في نهاية حياٺك


                    سبح وكبر واذكرر الل? على طول
                    هذا الرصيد اللي يفيد بــ وفاٺك

                    تعليق


                    • حجم الخط
                      #280
                      رد: رسالة لكل حزين وحزينة مهموم ومهمومة .. متجدد

                      هل فاتتك أمنية كنت تتمناها بشدة أم ضاع من بين يديك حلم.. وأصبحت تتألم لأجل ذلك ؟

                      لا تأسَ ولا تحزن .

                      قال تعالى ( لكي لا تأسوا على ما فاتكم ) .

                      لا تحزن ولا تبتأس على أمور فاتتك .. لا تبقى أسير أحداث الماضي .

                      بل

                      انظر للمستقبل وتفائل بالخبر

                      واعلم أنك اذا استعنت بالله ووثقت به وشمرت عن ساعد الجد فستعوض بإذن الله ما فاتك ..

                      والله والله والله أن الحزن يضرك ولا ينفعك ..

                      لا تستسلم للحزن

                      اترك الحزن ..

                      لديك حياة واحدة فقط !

                      اسئل نفسك : هل سأمضي كامل حياتي حزينا .. مهما كانت أسباب حزنك عظيمة .. فأنت تستطيع تجاوز مرحلة الحزن !

                      واستعن بالله وثق به واذكره وادعوه

                      ثم اجتهد وحاول واملىء وقتك بكل عمل مثمر واقرأ وطالع وجرب واعمل واعلم وتعلم ..

                      تحرك .. فالحركة بركة !

                      وسيختفي الحزن من حياتك !

                      ما خاب من قال يا رب
                      ومن سار على الدرب وصل

                      جربها ..

                      نعم جربها ..
                      عود لسانك في حياٺك على قول
                      شيء يفيدك في نهاية حياٺك


                      سبح وكبر واذكرر الل? على طول
                      هذا الرصيد اللي يفيد بــ وفاٺك

                      تعليق


                      • حجم الخط
                        #281
                        رد: رسالة لكل حزين وحزينة مهموم ومهمومة .. متجدد

                        كان شيخ يدور في المجالس فيقول:

                        " من سره أن تدوم له العافية فليتق الله عز وجل ".
                        عود لسانك في حياٺك على قول
                        شيء يفيدك في نهاية حياٺك


                        سبح وكبر واذكرر الل? على طول
                        هذا الرصيد اللي يفيد بــ وفاٺك

                        تعليق


                        • حجم الخط
                          #282
                          رد: رسالة لكل حزين وحزينة مهموم ومهمومة .. متجدد

                          أمن يجيب المضطر إذا دعاه


                          قد ذكر ابن كثير في تفسيره عند قول الله تعالى: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) [النمل: 62].

                          أن الحافظ ابن عساكر ذكر في ترجمة أبي بكر محمد بن داود الدينوري أنه قال:

                          كنت أكاري على بغل لي من دمشق إلى بلد الزيداني، فركب معي ذات مرة رجل فمررنا في بعض الطريق على طريق موحشة غير مسلوكة، فقال لي : خذ مع هذه الطريق فإنها أقرب، فقلت: لا خيرة لي فيها، فقال: بل هي أقرب فسلكناها حتى انتهينا إلى مكان وعر، وواد عميق وفيه قتلى كثير، فقال لي: أمسك رأس البغل حتى أنزل فنزل وتشمر وجمع عليه ثيابه وسل سكينًا معه وقصدني يريد قتلي ففرت منه فتبعني فناشدته الله تعالى وقلت له: خذ البغل وما عليه فقال: هو لي وفي يدي ولا أشاورك فيه. فقلت له: فماذا تريد؟ قال: أريد قتلك.

                          فخوفته الله وذكرته العقوبة فلم يقبل مني فاستسلمت بين يديه وقلت له: إن رأيت أن تتركني حتى أصلي ركعتين؟ قال: نعم، صل فيهما قبل أن اقتلك...

                          وهكذا يعرف الصالحون يتعاملون مع الرب ويحسنون الاتصال به ويقدمون العمل الصالح ويلجؤون إليه ويوقنون أن الاتصال البشري لا يجدي فهم في مناجاة مع الرب، وصاحب هذا العمل لا يخسر؛ بل إن قتل فيكون قد ودع الدنيا بأفضل الأعمال، وإن بقي فيكون قد تسلح بسلاح قوي وزادت علاقته وصلته بربه ولو عرف الناس هذا الخير ما تركوه، ولقضيت حاجاتهم في كل وقت، وفي كل حين، ونسأل الله أن يلهمنا رشدنا وأن يقينا شر أنفسنا.

                          نكمل الحادثة .

                          قال اللص للدينوري عجّل عليَّ فقام الدينوري يصلي فأرتج عليه القرآن ونسيه كله من هول الموقف، إذ السيف على رأسه واللص يقول عجل قبل أن يكبر وعند التكبير وبعد التكبير وفي كل لحظة فما تذكر من القرآن شيئًا حتى الفاتحة ..

                          يقول الدينوري : فبقيت واقفًا متحيرًا واللص يقول: هيه أفرغ..

                          فبينما أنا في همّ وضيق ألقى الله على لساني: ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ).
                          فقرأتها..
                          فإذا بفارس قد أقبل من رأس الوادي وبيده حربة فرمى بها الرجل، فما أخطأت فؤاده - أي اصابت الحربة قلب اللص - فخر صريعًا من فوره ومات.

                          فتعلقت بالفارس وقلت: بالله من أنت؟
                          قال: أنا رسول الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.

                          قال الدينوري: فأخذت البغل والحمار ورجعت سالمًا([1]).
                          عود لسانك في حياٺك على قول
                          شيء يفيدك في نهاية حياٺك


                          سبح وكبر واذكرر الل? على طول
                          هذا الرصيد اللي يفيد بــ وفاٺك

                          تعليق


                          • حجم الخط
                            #283
                            رد: رسالة لكل حزين وحزينة مهموم ومهمومة .. متجدد

                            تلمسوا أسباب الفرج


                            في غرفة ذات ثلاثة أَسِرَّة بيضاء، كان يرقد على السرير الأوسط رجل في غيبوبة تامة، لا يعي ما حوله من أجهزة مراقبة التنفس والنبض وأنابيب المحاليل الطبية.


                            وفي كل يوم منذ أكثر من عام ودون انقطاع كانت تزور ذلك الرجل امرأة ومعها صبي في الرابعة عشرة من عمره ينظران إليه بحنان وشفقة ويغيران ملابسه ويتفقدان أحواله ويسألان الجهاز الطبي عنه ولا جديد في الأمر. الحالة كما هي لا تقدم ولا تأخر في صحته. غيبوبة تامة وأمل مفقود من شفائه وقبل أن تغادر المرأة والصبي يرفعان أكف الضراعة إلى الله، ثم يغادران المستشفى ويعودان مرة أخرى للزيارة الثانية في نفس اليوم وهكذا دواليك.


                            المرضى وهيئة التمريض والأطباء في استغراب تام من زيارة المرأة والصبي رغم أنه لا جديد في حياة المريض، ما هذا الإصرار العجيب على تكرار الزيارة مرتين في اليوم رغم أنه لا يعي أي شيء حوله، وفي غيبوبة تامة... كلموها بعدم جدوى زيارتها له ودعوها للزيارة مرة في الأسبوع.

                            وكانت المرأة لا ترد إلا بكلمة «الله المستعان»... «الله المستعان»... وهكذا.

                            وذات يوم، وقبل موعد زيارة المرأة والصبي بوقت قصير، تحرك الرجل في سريره وتقلب من جنب إلى جنب آخر ثم فتح عينيه وأبعد جهاز الأوكسجين واعتدل في جلسته ثم نادى الممرضة وسط ذهول الحضور وطلب منها إبعاد الأجهزة الطبية المساعدة، فرفضت واستدعت الطبيب الذي كان في حالة ذهول تام، وأجرى فحوصًا سريعة له، فوجد الرجل في منتهى الصحة والعافية وطلب إبعاد الأجهزة وتنظيف مكانها في جسده.


                            وكان موعد الزيارة قد بدأ. ودخلت المرأة والصبي وما أن رأياه حتى اختلطت الدموع بالابتسامات، والبكاء بالدعاء والحمد والثناء لله الذي أتم نعمة العافية على زوجها.

                            وهنا قال الطبيب للمرأة: هل توقعت أن تجديه يومًا ما بهذه الحالة؟ فقالت: نعم والله كنت أتوقع أن أدخل عليه يومًا وأجده جالسًا بانتظارنا... فقال لها: إن هناك شيئًا ما حصل، ليس للمستشفى أو الأطباء دورٌ فيه. فبالله عليك أخبريني لماذا تأتين يوميًا مرتين، وماذا تفعلين؟ قالت: بما أنك سألتني بالله فأقول لك: كنت أزور زوجي الزيارة الأولى للاطمئنان عليه والدعاء له، ثم أذهب أنا وابني إلى الفقراء والمساكين في الأحياء الشعبية ونقدم لهم الصدقات بغية التقرب إلى الله لشفائه. فلم يخيب الله رجاءنا ودعاءنا.

                            فخرجت في آخر زيارة وزوجها معها إلى البيت الذي طال انتظاره لعودة صاحبه إليه، لتعود البسمة والنور والفرحة له وإلى أفراد أسرته.

                            وأنا بدوري أكرر لكم ما أقوله: لا تيأسوا ولكن تلمسوا الأسباب واجتهدوا في الدعاء والصبر والصلاة والله المستعان
                            عود لسانك في حياٺك على قول
                            شيء يفيدك في نهاية حياٺك


                            سبح وكبر واذكرر الل? على طول
                            هذا الرصيد اللي يفيد بــ وفاٺك

                            تعليق


                            • حجم الخط
                              #284
                              رد: رسالة لكل حزين وحزينة مهموم ومهمومة .. متجدد

                              شعرة معاوية



                              تزوجت إلهام قريبها بِنَاءً على رغبة أبداها لأهلها، فلم تمانع لأنه رفيق الطفولة. وعاشا في سعادة بضعة أشهر، ثم بدأت تطفو على السطح خلافات يمكن تجاوزها بالمرونة قليلاً، والتفاضل أحيانًا كثيرة، ولكن حبهما للأطفال جعلهما أكثر حساسية وأعمق تأويلاً لكل حركة، أو كلمة، وخاصة بعد مضي سنتين دون إنجاب، مع أن الأطباء أخبروهما بسلامتهما من كل عيب أو مانع للإنجاب، لكن إرادة الله فوق كل علم.



                              بدأت الخلافات تتجاوز غرفتهما لتصل إلى أسماع أهل الزوج الذين يسكنان معهم، وكثيرًا ما يُستدعى الوالدان للإصلاح أو للتحاكم وتقاربت فترات الخلافات والشجار حتى أصبحت الشغل الشاغل لأهل البيت، ووصلت إلى أهل الزوجة فأُسندت إليهم مهمة الإصلاح التي قبلوها متفائلين تفاؤلاً مريضًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ومما يؤسف أنها خلافات كخلافات الأطفال، يثورون لأتفه سبب ويرضون بأسرع وقت، ولكن هذه الخلافات المتكررة على مدى سبع سنوات تركت آثارًا وترَّات كما تترك المعصية نقطة سوداء في قلب المؤمن، وضاق الأهل ذرعًا فوجد أهل الطرفين أن العلاقة الزوجية بينهما صارت مرضًا عضالاً لا برء منه إلا بمشرط يعيد الصحة لكليهما، فكان الطلاق.




                              خطب كثيرًا من الفتيات لكنه كان يحجم في آخر لحظة خوفًا من المجهول، فهو يعرف قريبته ولم يستطع التفاهم معها، ومضى على ذلك سبع سنوات كانت هي أيضًا تُخْطَب ولكنها ترفض أن تعيد التجربة. وما زالت مرارة الفشل في فمها، وعاث بعض المتطفلين في إفساد العلاقة خوفًا أن تعود لغايات في نفس يعقوب، ولكن كَلَّا لا يصدق عن الآخر شيئًا، فأرادوا شيئًا وأراد الله شيئًا آخر.




                              عندما وجد أهل الزوجين أن المدة طالت دون زواج منهما، اقترحوا عليهما أن يعودا إلى بعضهما عسى أن تكون التجربة قد أفادتهما، ورغم تخوف الأهل وتخوف الزوجين لكنهما عادا بعد سبع سنوات بروح وعزم على تخطي العقبات وتجاوز الهفوات وتحكيم العقل والحفاظ على شعرة معاوية بأن يشد أحدهما عندما يرخي الآخر، ولتكن المرونة والحوار الهادئ المثمر علاجًا لمشاكلها، وهذا أفضل من الخوض في مجهول جديد ومخاطر قد لا تحمد عقباها.



                              بدأ الأمر صعبًا لكن نفوسهما كانت أكثر تكيفًا وقلوبهما أكثر تجاوبًا وعقولهما أوسع إدراكًا فاجتازا الصعوبات. وتشاء قدرة الله أن تمنحهما طفلاً بعد تسعة شهور، وعندما سألوا الطبيب قال: قد تكون حالة نفسية؛ لأن كلاً منهما كان يرفض الآخر في عقله الباطن، أو أن كثرة الخلافات وعدم الأمن النفسي كان سببًا في ذلك وأولها إرادة الله وحكمته.




                              وبعد الطفل أعقبه سبعة أطفال بنين وبنات، وعندما تزوجت أول ابنة لهما وهما في الخمسين من العمر كانا ينصحانها بالصبر والتعقل، ويحكيان لأولادهما تجربتهما ويضحكان لأنها صارت ذكرى، وأن قدرة الله تجعل المستحيل ممكنًا والحزن سهلاً.
                              عود لسانك في حياٺك على قول
                              شيء يفيدك في نهاية حياٺك


                              سبح وكبر واذكرر الل? على طول
                              هذا الرصيد اللي يفيد بــ وفاٺك

                              تعليق


                              • حجم الخط
                                #285
                                رد: رسالة لكل حزين وحزينة مهموم ومهمومة .. متجدد

                                لا تيأس من روح الله



                                كان ينزل بباب الشام من الجانب الغربي من بغداد رجلٌ مشهورٌ بالزهد والعبادة يقال له: لبيب العابد، لا يعرف إلا بهذا، وكان الناس ينتابونه، وكان صديقًا لأبي، فحدثني لبيب وقال: كنت مملوكًا روميًا لبعض الجند، فرباني، وعلمني العمل بالسلاح حتى صرت رجلاً، ومات مولاي بعد أن أعتقني، فتوصلت إلى أن حصلت رزقة لي، وتزوجت بامرأته، وقد علم الله أنني لم أرد بذلك إلا صيانتها، فأقمت معها مدة، ثم اتفق أنني رأيت يومًا حية داخلة في جحرها، فأمسكت ذنبها، فانثنت علي فنهشت يدي فشلت ( أي لدغته الحيّة ) ومضى على ذلك زمان طويل، فشلت يدي الأخرى لغير سبب أعرفه، ثم جفت رجلاي ثم عميت ثم خرست.


                                وكنت على تلك الحال ملقى سنة كاملة، لم تبق لي جارحة صحيحة إلا سمعي أسمع به ما أكره، وأنا طريح على ظهري لا أقدر على الكلام ولا على الحركة.



                                وكنت أسقى وأنا ريان، وأترك وأنا عطشان، وأهمل وأنا جائع، وأطعم وأنا شبعان، فلما كان بعد سنة دخلت امرأة على زوجتي، فقالت: كيف أبو علي؟ فقالت لها زوجتي: لا حي فيرجى ولا ميت فيسلى.
                                فأقلقني ذلك وآلمني ألمًا شديدًا.



                                وبكيت ورغبت إلى الله عز وجل في سري بالدعاء، وكنت في جميع تلك العلل لا أجد ألمًا في جسمي، فلما كان في بقية ذلك اليوم ضرب على جسمي ضربانًا عظيمًا، كاد يتلفني، ولم أزل على تلك الحال إلى أن دخل الليل، وانتصف، فسكن الألم قليلاً فنمت.



                                فما أحسست إلا وقد انتبهت وقت السحر، وإحدى يدي على صدري، وقد كانت طوال هذه السنة مطروحة على الفراش لا تنشال ولا تشال، ثم وقع في قلبي أن أتعاطي تحريكها، فحركتها، فتحركت، فقبضت إحدى رجلي، فانقبضت، فرددتها فرجعت، ففعلت مثل ذلك مرارًا، ثم رمت الانقلاب من غير أن يقبلني أحد كما كان يفعل بي أولاً فانقلبت بنفسي، وجلست، ورمت القيام فأمكنني، فقمت، ونزلت عن السرير الذي كنت مطروحًا عليه وكان في بيت الدار، فمشيت ألتمس الحائط في الظلمة؛ لأنه لم يكن هناك سراج إلى أن وقعت على الباب وأنا لا أطمع في بصري، فخرجت من البيت إلى صحن الدار، فرأيت السماء والكواكب، تزهر.

                                فكدت أموت فرحًا.


                                وانطلق لساني بأن قلت: يا قديم الإحسان لك الحمد.


                                سبحانك يا رب ما أعظم لطفك وأرأفك بعبادك
                                عود لسانك في حياٺك على قول
                                شيء يفيدك في نهاية حياٺك


                                سبح وكبر واذكرر الل? على طول
                                هذا الرصيد اللي يفيد بــ وفاٺك

                                تعليق

                                Loading...


                                يعمل...
                                X