الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مخاطر الغفلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    مخاطر الغفلة

    مخاطر الغفلة





    حامد المهيري

    الإنسان إما مهتد موفق للخير، وإما ضال غارق في الشرّ، فإن استعمل وسائل الهداية من العقل، والعين للبصر، والأذنين للسمع، في الطريق الصحيح كان مهتديا، وإن استعمل تلك الوسائل المعرفية في متاهات الانحراف والضلال كان جاحدا ضالا؛ فالذين عطلوا عقولهم، وحواسهم هم كالأنعام السائمة، لا همّ لهم إلا التمتع بلذائذ الحياة الدنيا، بل هم أضل سبيلا منها، لأن الأنعام تحرص على ما ينفعها وتنفر مما يضرها. قال الله تعالى واصفا إياهم "لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون" "الأعراف آية 179".

    ولسعة مدلول لفظ "الغفلة" أرفع الستار عن بعض مشتقاتها. إذا كانت الغفلة تعني الترك والسهو، وهي طبيعية في الإنسان، فإذن التغافل يعني تعمد الغفلة وهو التحيل، أما المغفل فهو الذي لا فطنة له ويبقى الضحية. ومن هذا المنطلق نلاحظ من خلال النص القرآني أنواع الغفلة عند الإنسان:

    أولا: الغفلة عن الآخرة: قال الله تعالى "يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون" "الروم آية 7" أي أكثر الناس يعلمون العلم الواسع عن الدنيا لكنهم غافلون في أمور الآخرة وما ينفعهم دينيا في الآخرة.

    ثانيا: الغفلة عن آيات الله: قال الله تعالى "وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون" "يونس آية 92" وقال "وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذّبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين" "الأعراف آية 146".

    ثالثا: الغفلة عن الله: قال الله تعالى "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه" "الكهف آية 28" أي شغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا.

    رابعا: الغفلة عن العهد مع الله: قال الله تعالى "وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين" "الأعراف آية 172" أي ما أخذه الله على البشر كافة من ميثاق في بدء الخلق يتضمن الاعتراف على أنفسهم أن الله ربهم ومالكهم، وأنه لا إله إلا الله، وذلك حين خلق آدم أخذ من ظهور ذريته ذريتهم في عالم الذرة، وأحياهم، وجعل لهم عقلا وإدراكا وقد التزموا بذلك.

    خامسا: الغفلة في الحرب: بمعنى الحذر منها قال الله تعالى "ودّ الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة" "النساء آية 102" ومن هنا ظهرت صلاة الخوف وقد فصلتها كتب الفقه...

    سادسا: غفلة معبودات المشركين: والمقصود عبدة الأوثان والشرك بالله، قال تعالى "ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دائهم غافلون" "الأحقاف آية 5".

    سابعا: غفلة المغفلات: قال الله تعالى "إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم" "النور آية 23". هذه الآية في خصوص من يرمي العفيفات من النساء، واتهامهن، وهن بعيدات عن المعاصي، والفواحش وهن طاهرات، مطهرات، فعقابهم شديد بسبب القذف.

    ثامنا: نفي الغفلة عن الله تعالى: قال الله تعالى في آيات عديدة: "وما الله بغافل عما تعملون" "البقرة آيات 74- 140- 149" "آل عمران آية 99" "هود آية 123"، "وما الله بغافل عما يعلمون" "البقرة آيتان 86-44" "الأنعام آية 123" مع تغير بسيط ففي سورة هود "وما ربك.." وكذلك في سورة الأنعام. إلى جانب ذلك بداية آية الكرسي في سورة البقرة "آية 255" ثم نجد تخصيصا في خصوص الظالمين في قوله تعالى "ولا تحسبن الله غافلا عمّا يعمل الظالمون" "إبراهيم آية 42" وفي كل الخلق في قوله عز وجل "وما كنا عن الخلق غافلين" "المؤمنون آية 17". وليس لنا إلا أن نردد قول خالقنا جل شأنه "وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون" "النمل آية 93".

    مما لا شك فيه قولا وفعلا عبر التاريخ أن الدين الإسلامي، كما نص عليه القرآن في الأمة الوسط "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" "البقرة آية 143" يجعل المسلمين سعداء، إن تمسكوا بهذا الدين القويم الذي جمع بين الأدب، والعلم والحكمة والتبصرة والجد والسعي وطلب معالي الأمور، وهجر سفاسفها. وللأسف المسلمون اليوم كثيرون لكن العاملون بالدين منهم قليلون، بسبب تفرقهم وتشتتهم وجهلهم عمق الدين وعمق أحكامه وبعدهم عن نور مبادئه القويمة وإهمالهم للتربية السليمة النظيفة القائمة على مكارم الأخلاق وفضائل الإنسانية الطيبة.

    انظروا معي إلى هذه الآية الكريمة التي تتضمن في ظاهرها وباطنها أعز موعظة، وأطيب أسلوب في الإرشاد وأرفقه "أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات" "الجاثية آية 20"، هل يظن الذين اقترفوا الآثام والمعاصي في الدنيا وكفروا بالله ورسله، وعبدوا غيره، أن نجعلهم كالذين صدقوا بالله ورسله وعملوا الأعمال الصالحة من إقامة الفرائض، واجتناب المحارم بأن نسوي بينهم في الجزاء والثواب في الدنيا والآخرة، وأن محياهم ومماتهم سواء؟

    كيف يكون هذا والله تعالى يقول "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون" "الأنعام آية 153"؟.

    هذه الوصية عن الدين القويم المعتدل، هي سبب فساد الأخلاق، وانتشار الفوضى، وقساوة القلوب، وكثرة الفسق والانحراف المهلك. فماذا ينتظر من الله تعالى من ينافق ولا يخلص لله في عمله؟ إذ فقد النية الصالحة والطوية الصادقة، وأصبح العمل مجرد رياء للناس، ليمدحوه بالصلاة والزكاة ويعدوه في عداد الطيبين المخلصين وهو من الخبيثين المنافقين، صاحب هذا السلوك لا يرجى خيره، فهو مخادع، إن غفل الناس عنه عاد إلى الإفساد والإيذاء فهو ذو نفس خبيثة ملونة؛ بينما صاحب النفس المخلصة الطيبة سواء بحضور الناس أو غيابهم فأعماله دوما مستقيمة نظيفة لا خبث فيها.

  • حجم الخط
    #2
    رد: مخاطر الغفلة

    نعوذ بالله من شر الغفله
    جزيت خيرا رابعه
    [flash=http://m3aq.net/vb/uploaded/5955_01309911933.swf]WIDTH=450 HEIGHT=88[/flash]

    تعليق


    • حجم الخط
      #3
      رد: مخاطر الغفلة

      شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... زهرة الياسمين لك مني أجمل تحية .

      تعليق

      Loading...


      يعمل...
      X