بسم الله الرحمن الرحيم
من هو العارف بالله .؟
إليك هذه الصورة الحية التى سترى من خلالها أن المعرفة من أهم أسباب الرقى والوصول إلى الله تعالى:
خلاصة هذه الصورة الفريدة أن معاوية رحمه الله بعد إستشهاد على بن أبى طالب رضى الله عنه ،قال لضرار الصدائى ــــ وقد كان من أحباب على ــــ :
ياضرار .. صف لى عليا .قال : أعفنى ياأمير المؤمنين .
قال لتصفنه،
قال : أما إذ لابد من وصفه ، فكان والله بعيد المدى ،شديد القوى ، يقول فصلاً ، ويحكم عدلاً ،
يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ،
ويستأنس بالليل ووحشته ، وكان والله غزير العبرة (أى الدموع) طويل الفكرة ، يقلب كفه ،
ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس الخشن ما قصر ، ومن الطعام ما خشن ، وكان فينا كأحدنا ،
يجيبنا إذا سألناه ، وينبئنا إذا إستنبأناه ، ونحن مع تقربه إيانا وقربه منا : لانكاد نكلمه لهيبته ، ولا نبتدئه لعظمته يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين لا يطمع القوى فى باطله ،
ولا ييأس الضعيف من عدله ، وأشهد لقد رأيته فى بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه ، وقد مثل فى محرابه قابضاً على لحيته يتململ تململ السليم (أى اللديغ)، ويبكى بكاء الحزين ،
ويقول :
يا دنيا غرى غيرى ، آلى تعرضت ؟ أم إلى تشوقت ، هيهات هيهات .. قد باينتك ثلاثاً لارجعة فيها (أى طلقتك طلاقاً لارجعة بعده.)،
فعمرك قصير وخطرك(هو القدر والمنزلة) حقير ، آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق .
فبكى معاوية ، وقال : رحم الله أبا الحسن ، فلقد كان كذلك ، فكيف حزنك عليه يا ضرار ؟
قال كحزن من ذٌبح وحيدها فى حجرها "
فهذه الصورة الحية تريك بوضوح كيف (لعبت ) المعرفة فى حياة على رضى الله عنه دوراً كبيراً حتى أصبح بطلاً من أبطال الإسلام وعلماً من أعلامه ،
وحتى أصبح اهلاً لمصاهرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الذى زوجه إبنته الزهراء التى كان يحبها حباً جماً لدرجة أنه كان يقول لها مرحباً: " مرحباً بأم أبيها ".
فإذا أردت أن تكون من العارفين بالله فإليك هذا التعريف حتى تكون منهم عملاً لاقولاً : :
" العارف بالله :
من إذا ذكر الله إفتخر ،
وإذا ذكر نفسه إحتقر ،
وإذا نظر فى آيات الله إعتبر ،
وإذا هم بمعصية أو شهوة إنزجر ،
وإذا ذكر ذنوبه إستغفر ،
وإذا ذكر عفو الله إستبشر ".
فكن من هؤلاء العارفين الذين إنتفعوا وكانو هداة مهدين ببركة المراقبة لله فى الظاهر والباطن حتى أصبحت الدنيا طوع إرادتهم وتحت تصرفهم ،
ودانت لهم الأمم وخضعت لسلطانهم الرقاب وكان فضل الله عليهم عظيما .
المصدر : من وصايا الرسول ـــ أستاذ/ طه عبد الله العفيفى..
نفعنا الله وإياكم
من هو العارف بالله .؟
إليك هذه الصورة الحية التى سترى من خلالها أن المعرفة من أهم أسباب الرقى والوصول إلى الله تعالى:
خلاصة هذه الصورة الفريدة أن معاوية رحمه الله بعد إستشهاد على بن أبى طالب رضى الله عنه ،قال لضرار الصدائى ــــ وقد كان من أحباب على ــــ :
ياضرار .. صف لى عليا .قال : أعفنى ياأمير المؤمنين .
قال لتصفنه،
قال : أما إذ لابد من وصفه ، فكان والله بعيد المدى ،شديد القوى ، يقول فصلاً ، ويحكم عدلاً ،
يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ،
ويستأنس بالليل ووحشته ، وكان والله غزير العبرة (أى الدموع) طويل الفكرة ، يقلب كفه ،
ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس الخشن ما قصر ، ومن الطعام ما خشن ، وكان فينا كأحدنا ،
يجيبنا إذا سألناه ، وينبئنا إذا إستنبأناه ، ونحن مع تقربه إيانا وقربه منا : لانكاد نكلمه لهيبته ، ولا نبتدئه لعظمته يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين لا يطمع القوى فى باطله ،
ولا ييأس الضعيف من عدله ، وأشهد لقد رأيته فى بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه ، وقد مثل فى محرابه قابضاً على لحيته يتململ تململ السليم (أى اللديغ)، ويبكى بكاء الحزين ،
ويقول :
يا دنيا غرى غيرى ، آلى تعرضت ؟ أم إلى تشوقت ، هيهات هيهات .. قد باينتك ثلاثاً لارجعة فيها (أى طلقتك طلاقاً لارجعة بعده.)،
فعمرك قصير وخطرك(هو القدر والمنزلة) حقير ، آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق .
فبكى معاوية ، وقال : رحم الله أبا الحسن ، فلقد كان كذلك ، فكيف حزنك عليه يا ضرار ؟
قال كحزن من ذٌبح وحيدها فى حجرها "
فهذه الصورة الحية تريك بوضوح كيف (لعبت ) المعرفة فى حياة على رضى الله عنه دوراً كبيراً حتى أصبح بطلاً من أبطال الإسلام وعلماً من أعلامه ،
وحتى أصبح اهلاً لمصاهرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الذى زوجه إبنته الزهراء التى كان يحبها حباً جماً لدرجة أنه كان يقول لها مرحباً: " مرحباً بأم أبيها ".
فإذا أردت أن تكون من العارفين بالله فإليك هذا التعريف حتى تكون منهم عملاً لاقولاً : :
" العارف بالله :
من إذا ذكر الله إفتخر ،
وإذا ذكر نفسه إحتقر ،
وإذا نظر فى آيات الله إعتبر ،
وإذا هم بمعصية أو شهوة إنزجر ،
وإذا ذكر ذنوبه إستغفر ،
وإذا ذكر عفو الله إستبشر ".
فكن من هؤلاء العارفين الذين إنتفعوا وكانو هداة مهدين ببركة المراقبة لله فى الظاهر والباطن حتى أصبحت الدنيا طوع إرادتهم وتحت تصرفهم ،
ودانت لهم الأمم وخضعت لسلطانهم الرقاب وكان فضل الله عليهم عظيما .
المصدر : من وصايا الرسول ـــ أستاذ/ طه عبد الله العفيفى..
نفعنا الله وإياكم
تعليق