لا أجرئ على أن أسأله من أنت? لكنه دائماً يسألني من أنا؟
مع أنه الوحيد الذي يعرفني! لا يهتم أبداً بمبرراتي مهما
بانت قوية ومقنعة يرميها على كرسيٍ قريب
ويشعل سيجارته وكأن الأمر لا يعنيه!
لا أستطيع أن أصرخ في وجهه كما يصرخ هو في وجهي!
لا أستطيع النظر في عينيه كما يفعل هُوَ; حين أنظر للمرآة أثناء
حلاقة دقني، أو عند التأكد من أناقتي، يعرف كل أفكاري السرية
مهما حاولت تجميلها;
حين أصحو مردداً بعض الأدعية; أراه يرمُقنِي بنظرته الساخرة
وعلىشفتيه يحوم سؤال لئيم; كما يحوم ذئبٌ بالليل
"هل أنت خائف؟!" هذا هو السؤال!
أسكت أحاول عدم الألتفات إليه والنظر عبر نافذة الليل
العمياء هرباً منه أو هرباً من الإجابة;
لافرق فهو دائماً السؤال وهو دائماً الإجابة التي أهرب منها!
وحين أنظر لساعة يدي; يسألني عما فعلت قبل ساعةً من الزمن،
يعرف كل أخطائي مهما كانت صغيرة أو كبيرة ويحفظ أسمائها
وتواريخ ولاداتها، ويذكرني بها مابين شهيقٍ وزفير! لا أذكر يوماً أنه نام قبلي،
يضلُ يُشكِك في قناعاتي مهما كانت راسخة! ويمنعني من الاطمئنان التام
إلى حقيقةٍ تامة، دائماً لديه ملاحضةٌ ما على شيء ما،
ولديه استعدادٌ دائم لتذكيري بما أريدُ نسيانهُ
! إنه أنا
منقووول
في الختام
طرحت إحدى الصحف البريطانية سؤالا مفاده : ما المال ؟
فكانت الإجابة الفائزة : المال جواز سفر عالمي يمكن لحامله السفر
إلى أي مكان ماعدا السماء وهو يجلب أي شي ماعدا السعادة.
تعليق