الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خطبة منبرية حول الوقاية من مرض معد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    خطبة منبرية حول الوقاية من مرض معد

    خطبة منبرية حول الوقاية من مرض معد





    حامد المهيري

    الحمد الله الذي جعل العافية من أكبر النعم، وأمرنا بالمحافظة عليها لنتقي السقم، وتقوى أبداننا وتعلو الهمم، وأوجب الطهارة للعبادة ليحقق المسلم في صحتها سداده، وليبلغ من النشاط مراده، وأنزل من السماء ماء طهورا يطهرنا، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    أما بعد، فالإسلام جاءنا بالأحكام الوافية، وأمرنا بما يحفظ علينا الصحة والعافية، فحكم الشارع الحكيم بنجاسة كل ضار مما يأتي كي يبتعد المسلم عنه، ويحذر من أضراره، وجعله محرما.

    قال الله تعالى "إنما حرّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله" "البقرة آية 173" فالمراد بالميتة هنا ميتة الحيوان المأكول اللحم الذي زالت حياته بغير ذبح شرعي، أو بغير صيد جارح؛ وإنما حرمت هذه الميتة لأنها إما أن تكون ماتت لمرض قام بها وبقيت جراثيم المرض في جسمها، فيضر أكلها بلا شك، والإسلام يحرم الضرر؛ وإما أن تكون قد ماتت باختناق أو وقعت من مرتفع أو بضرب أو ما شابه ذلك، فيضر أكلها خصوصا وأنها ماتت بغير الذبح المشروع أو الصيد الجارح.

    وإنما حرم الدّم وهو المادة السيالة التي تتوقف عليها حياة الجسم لأنه يجمع السموم من جميع أجزاء البدن بدورانه في الأعضاء الداخلية، كالكبد والمعدة، والأمعاء والغدد الصم والرئتين، فيحمل منها الماء والعناصر الغذائية، ويحمل من الرئتين الأكسجين الحاصل بواسطة التنفس، ويوزعها في دورته المنظمة في خلايا الجسم، وتطرح فيه المواد السامة المتخلّفة، مثل البولة، وحامض البول، وغيرهما من السموم، ويطرح قسما منها بواسطة الكليتين، وهو السائل البولي. وكلما زادت العناصر الغذائية في الدم تضاعفت فيه مقادير السموم فصار ضارا فجعله الشارع نجسا، وحكم بنجاسة البول، وأوجب التطهر منهما.

    وإنما حرم الخنزير وهو الحيوان المعروف، لأنه ضار ضررا مؤكدا، وقد أفاض الأطباء ببيان أضراره لما يحمله من الجراثيم، وأدركوا حكمة تحريم الإسلام له، فاعترفوا بفضل الإسلام العظيم، الذي جاء بمبادئ قويمة يرجع إليها الرأي العالمي أخيرا في قراراته العلمية الثابتة. إن الاكتشافات الطبية الحديثة أثبتت بعدما شاع أكل لحم الخنزير زمانا طويلا في البلاد، أن لحمه يحتوي على بيوض تتولد منها أنواع شتى من الديدان المضرة التي تنتشر بأكله غالبا، مثل "ديدان تريشين"، وهي لا توجد إلإ في البلاد التي يأكله أهلها وتسبب مرض "التريشينوز" الفتاك "مرض دودة الخنزير"، ومنها أنواع كثيرة تسبب أمراضا متعددة، ومنها الدودة الوحيدة التي تعلّ الجسم وتضعفه وتورثه الآلام وتتلقف غذاء البدن، فتذهب بفائدته وتحرمه إياها.

    لقد أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تحول مرض "أنفلونزا الخنازير" إلى وباء عالمي، وهو فيروس، ينتقل من شخص إلى آخر، ومصدره الأول نقله من الخنزير لجسم الإنسان. والملاحظ أنه ظهرت حكمة التطهير بالتراب في الطب الحديث، إذ ثبت بالاكتشاف أن التراب يتكون من جزيئات صغيرة تحتوي على كائنات حيوانية، أو نباتات فطرية، وطحالب بنسبة المحاليل الغذائية فيه فتقتل الميكروبات قتلا ذريعا. وفي هذا كله يظهر سر أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في التطهّر به النجاسة المغلظة، ومن أين علم الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك لولا الوحي؟ فصدق الله بقوله: "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى" "النجم آيتان 4-3".

    ماهي "أنفلونزا الخنازير؟"، هي مرض معد جدا يسبب علة تنفسية لدى الخنازير، ومعظم حالات تفشي المرض تحدث بالمزارع نهاية الخريف والشتاء عندما يقتل الفيروس نحو 1 إلى 4 بالمئة من الحيوانات التي يصيبها؛ ويسبب المرض فيروس "الأنفلونزا" من النوع "إيه"؛ وتنتمي السلالة الجديدة إلى أكثر الأنواع الثانوية شيوعا المسماة "اتش 1 إن1". ويتركز اهتمام الخبراء في فيروسات "الأنفلونزا" التي تنتشر من الخنازير للبشر، لأن الحيوانات يمكنها أن تستضيف عدة فيروسات في وقت واحد الأمر الذي يمكن من تبادل الجينات فيما بينها، وتصير أخبث.

    وتنتقل "أنفلونزا الخنازير" إلى البشر بطريقتين: يصابون بالفيروس بعد الاحتكاك بخنازير مصابة أو مناطق كان فيها خنازير أو يلتقطونها من شخص مصاب، وينتقل المرض بنفس طريقة انتقال "أنفلونزا" البشر من خلال: الكحة، والعطس، أو بلمس سطح ملوث، ومن ثمّ لمس الأنف أو الفم؛ وفي معظم الحالات تجعل الإصابة الشخص في حالة من الإعياء لكنها لا تهدد حياته. وأعراض هذا المرض مشابهة للأنفلونزا العادية، وتشمل الحمى والكحة والتهاب الحنجرة وآلاما بدنية، ورعشة وإعياء، وبعض المرضى يصابون بالإسهال والقيء؛ وبالنسبة للأطفال الصغار تشمل العلامات التحذيرية حالة من التنفس السريع أو المضطرب ومسحة من زرقة بالجسم وعدم التجاوب مع الآخرين، وسرعة الغضب.

    وكما هو الحال مع "الأنفلونزا" الموسمية تتفاوت حدة "أنفلونزا الخنازير" وتؤدي أسوأ الحالات إلى التهاب رئوي قاتل وقصور بالتنفس، وتبدو السلالة الجديدة أشد فتكا لمن هم بين سن 25 و45، مما يجعل الأمر نذير شؤم لأن هذه كانت سمة وباء "الأنفلونزا الإسبانية" التي فتكت بعشرات الملايين من البشر بأنحاء العالم عام 1918، ومازال العلم يجهل سبب سرعة انتشاره. وينصح العلماء بتجنب التحيات التقليدية عن طريق المصافحة بالأيادي، والقبلات على الخدود، "في حالات المرض"، وبمزيد المراقبة الصحية، والاحتياط من السعال، والعطس، وارتفاع درجة الحرارة، والحرص على النظافة المتواصلة.

    والملاحظ أن قواعد الدين ثابتة في وضعها الإلهي، ومهما اختلفت الآراء في أمم الأرض وشعوبها، ومهما اعترضوا عليها في أولياتهم، فإنهم باكتشافاتهم الطبية والعلمية والاجتماعية يرجعونه إليها فيقررونها ويثبتون صحة تعاليم الإسلام التي لا تقبل النقض، فيعترف العلماء بأن الإسلام هو الدين الذي يلائم الحياة وتطوراتها ويتناسب مع الاجتماع البشرى العام.

    فالوقاية خير من العلاج، ومنها "أي الوقاية": الحجر الصحي، فإذا وقع الوباء في بلد والإنسان فيها فلا يخرج منها حتى لا يحمل الميكروب إلى مناطق نظيفة؛ أو كان خارجها فلا يدخلها حتى لا يصاب به؛ وقد حصل في عهد الطاعون، في عهد عمر بن الخطاب.

    اللهم احفظنا من كل ضرر ومرض إنك أرحم الحافظين. الله اهدنا لفهم أسرار ديننا، وأرشدنا إلى ما ينفعنا فيه إنك نعم المجيب. وسبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

  • حجم الخط
    #2
    رد: خطبة منبرية حول الوقاية من مرض معد

    موضوع قيم يستحق التثبيت
    كل الشكرررررررررابعه
    [flash=http://m3aq.net/vb/uploaded/5955_01309911933.swf]WIDTH=450 HEIGHT=88[/flash]

    تعليق


    • حجم الخط
      #3
      رد: خطبة منبرية حول الوقاية من مرض معد

      شكرا لك زهرة الياسمين

      تعليق

      Loading...


      يعمل...
      X