الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الطلاب الصم والبكم: حقوق مهملة وبيئة دراسية تفتقد الوسائل ال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    الطلاب الصم والبكم: حقوق مهملة وبيئة دراسية تفتقد الوسائل ال

    الطلاب الصم والبكم: حقوق مهملة وبيئة دراسية تفتقد الوسائل التعليمية الخاصة

    الغد - عمان- "رائع لأبعد الحدود، غارق في الصمت، ومع ذلك يدخل القلوب دون مقدمات، ويستثير الحنان والحب، يرسم بيديه عالماً من الكلمات، لا يفهمه سوى القليل، ينأى بنفسه عن كثير من أبناء جيله"، بهذه الكلمات تصف الام سناء ابنها الأصمّ رأفت، ابن الصف السابع.
    وتضيف ام رأفت "نحن أصحاء، نتمتع بكامل حواسنا، لكن كثير منا للأسف؛ لا يبالي بمن حوله ممن فقد نعمتي السمع والنطق أو أحداهما، ولا عتب عليهم، لأنهم لا يَعُون بعد قدرات هذه الفئة وإمكاناتها، لكن العتب على مدارس الصم والبكم، التي تهمل كثيرا من حقوقهم، وتتجاهل ما يمتلكون من فِطنة، وفراسة، وصبر".
    "سناء" كغيرها من أمهات، تتمنى لابنها، الذي يدرس في الصف السابع، واقعا أجمل، وحياة أفضل، لكنها تتساءل، "كيف يكون ذلك ولا أحد يبالي به وبأمثاله؟".
    توافقها الرأي عهود، وابنتها في الصف الثامن، قائلة، "حضرت مع ابنتي حصة في مدرستها، المخصصة للصم والبكم، لأفاجأ أنّ المعلمة لا تجيد استعمال لغة الإشارة في الشرح، وتكتفي بالكتابة على اللّوح كوسيلة للشرح، وحين سألت ابنتي إن كانت تستوعب أسلوبها، أجابتني: تعودت وزملائي هذا الأسلوب، فغالبية المعلمات خاصّة الجديدات، لا يجدن الشرح إلا من خلال الكتابة على اللوح".
    ويقول مترجم لغة الإشارة في الجامعة الأردنية حسن الشدوح إنّ الطالب الأصم "يتمتع بقدرات عقلية قوية، ومن الممكن أن يتفوق على الطالب العادي، لكنه بحاجة إلى البيئة المناسبة، والوسائل التعليمية الجيدة، مؤكدا أنّ "المعلمين في المدارس الحالية لا يتقنون لغة الإشارة، ويستعيضون عنها بالشرح من خلال اللوح، ما يجعل الطالب يعجز عن استقبال المعلومات".
    ويضيف "تعقد بعض المدارس دورات لغة إشارة خاصة للمعلمين، لا تتجاوز 30 ساعة، ولا تكفي لتهيئة المعلم للتعامل مع طلبته"، مشيرا إلى أنّ من الطبيعي أن يتلقى الطالب من معلمه أساسيات اللغة وفنونها، لكن في مدارسنا العملية عكسية، فـ "الطالب هو من يعلم أساتذته لغة الإشارة وفنونها".
    وتلقي مديرة مدرسة الأمل للصم والبكم- فرع اللويبدة ريما شديفات، اللوم على وزارة التربية والتعليم، "فهي تقصر كثيرا بحق هذه الفئة"، بحسب وصفها، مضيفة "نستقبل كل فترةٍ معلمات جديدات، لنفاجأ بعدم امتلاكهن أي مؤهلات خاصة، تساعدهن على التعامل مع طلبتنا، وأنهن لا يفقهن شيئا من لغة الإشارة، فنلجأ إلى تعليمهن هذه اللغة من خلال دورات نعقدها في المدرسة، ويَرْسَخ ما تلقينه خلال الدورة، من تعاملهن مع الطلبة أثناء الشرح".
    وبخصوص اعتراض الأهالي على آلية الشرح في هذه المدارس، تؤكد شديفات أن مدرستها تعتمد أسلوب الشرح بلغة الإشارة، لكن معلماتها الجدد يلجأن أحيانا لوسائل أخرى، إلى أن يتقنّ اللغة، وغالبا ما يكون ذلك بالتعاون مع الطلبة، مبررةً، "أمرٌ طبيعي أن يتعلم المعلم من تلميذه".
    من جانبه يؤكد مدير إدارة التربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم الدكتور فريد الخطيب، على أن الوزارة تعقد بالتعاون مع المركز الأعلى لشؤون المعاقين، وجِهات محلية أخرى، دورات في لغة الإشارة تساعد المعلمين الجدد للتعامل مع طلبتهم وتزيد قدرة القدامى من المعلمين.
    وفيما يشتكي "زياد"، والد محمد الطالب في الصف السابع من المناهج المتبعة لتعليم هذه الفئة، قائلا، إنه "غير مقتنع بتوحيد المناهج لجميع فئات الطلبة"، مبررا ذلك بأن الطالب الأصم يحتاج لمعاملة خاصة، ولصياغة مختلفة في المنهاج تتناسب وقدراته الاستيعابية".
    ويوضح الخطيب، ان "المناهج التي يدرسها الطلبة الصُم، هي ذاتها في المدارس العادية"، وأنه لا مشكلة أو قصور في ذلك، لكن المشكلة قد "تكمن في الطريقة المستخدمة لإيصال المعلومة"، مشيرا إلى ضرورة استخدام الوسائل الإيضاحية بشكل أكبر، والتركيز على التطبيق العملي أثناء الشرح.
    ولفت الى أن الوزارة وفرت العام الماضي 150 سمّاعة للطلبة المدموجين في المدارس العادية، ما يسهل عليهم عملية التفاعل مع المدرس والزملاء.
    وهو ما يوافقه عليه الشدوح، مضيفا "نطالب بالمساواة ما بين الطالب ذي الإعاقة والطالب العادي، والمناهج الموجهة لهذه الفئة جيدة جدا، لكن ينقصها الإبداع بالأسلوب التعليمي المتبع كالوسائل الإيضاحية، والأمثلة التطبيقية، وغير ذلك، لكن الامر يتوقف على أفق المعلم، والإمكانيات المتاحة له".
    لكنّ شديفات تبدي تحفظها تجاه هذا الدمج، متسائلة "هل بالفعل مدارسنا مهيأة لدمج الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصّة مع الطلبة السليمين؟"، مبينة أنه من الجيد أن تكون هناك عملية دمج ومساواة بين الطلبة، لكن بشرط توافر البيئة المناسبة للفئات المدموجة.
    وحول إمكانية فرض تعليم لغة الإشارة كمادة أساسية في مدارس المملكة، قال الخطيب "يصعب إلزام المدارس بتعليم هذه اللغة، فهي تخدم فئة قليلة في المجتمع، ولا يحتاجه الشخص الطبيعي في حياته اليومية".
    وفي هذا السياق، تتوقع المديرة شديفات من وزارة التربية والتعليم، إمداد مدرستها وغيرها من مدارس الصم بوسائل إيضاحية كافية، تساعد على ترسيخ المعلومة في ذهن الطالب وعلى تجسيدها في مخيلته.
    مصاعب الطلبة من هذه الفئة لا تتوقف عند هذا الحد، بل تصل الى حد اهمالهم احيانا، فقد تلقى احد الزملاء الصحفيين في "الغد" اتصالا هاتفيا من والد إحدى الطالبات الصمّ، جاء فيه "تأخرت خمس دقائق عن ابنتي بعد نهاية الدوام، لأجدها وحدها في المدرسة، والدموع تملأ عينيها، والخوف يسيطر عليها"، ويوضح زهير والد الفتاة في اتصاله، "كنت أعتمد سابقاً على باص المدرسة في ذهاب ابنتي وعودتها، لكني أوقفت ذلك لأن الباص لم يعد يلتزم بإيصال الطلبة إلى أماكن سكناهم، وإنما يُقوم بإنزال كل مجموعة منهم عند نقطة مشتركة هي الأقرب لمنازلهم، وهذا أمر غير مقبول عند أهالي الطلبة السليمين، فكيف بأبنائنا المصابين؟ "لو كان المجتمع يمتلك ثقافة التعامل معهم لما اعترضت، لكنهم في خطر بمجتمع غير قادر على استيعابهم"، يتابع زهير، مشيرا الى أنه تكفل بعملية نقل ابنته من وإلى المدرسة، لكنه يتساءل "كم من الأهالي قادرون على الاستغناء عن الباصات، والتفرغ لهذه المهمة الشاقة؟"، ويقول، ان أكثر ما يزعجه رؤية ابنته في المدرسة دون أية عناية، فالأصل بحسبه، أن تبقى معلمة على الأقل حتى مغادرة آخر طالبة.
    وترد مديرة مدرسة الامل ريما شديفات على ذلك، قائلة، إن الباصات في مدرستها توصل الطلبة إلى منازلهم، وفي أحيان نادرة، إلى أقرب نقطة، حين يكونون مضطرين إلى ذلك، وتضيف "لدينا مشكلة في أماكن سكن الطلاب، وليس في عددهم، فعدد طلبتنا نحو 130 طالبا، مقابل خمسة باصات كبيرة"، مشيرة الى أن هذه المشكلة ستحل مع باصات اصغر حجما حتى تستطيع الوصول الى منازل الطلبة كافة، دون تأخر أو هدرٍ للوقت.
    وينهي أحد الأهالي شكواه، التي لا تختلف عن شكوى سابقيه بالقول "إذا آمنّا نحن الأصحاء، بأنّ سر السعادة والنجاح، يكمنان في قدرة الفرد على التواصل مع من حوله بشكل فعّال، فلن نغفل أو نتوانى لحظةً عن اتخاذ الخطوات السريعة والهادفة لمساعدة فئة الصم والبكم التي تمتلك احتياجات لا تقل عن احتياجاتنا".

    * تجدون التقرير كذلك على الموقع الإلكتروني لصحيفة الغد:

    http://www.alghad.com/index.php/article/512393.html
    رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ..
Loading...


يعمل...
X