يطلق اسم ذوي الاحتياجات الخاصة على من فقد السمع والبصر والنطق والحركة فأصبح غير قادر على ممارسة حياته الطبيعية بمفرده ، وانتشر لفظ معاق وذلك لأن الهيئات المتخصصة أطلقت عليهم ذلك بمعنى وجود عائق يعوقهم عن التكيف مع المجتمع ، وساد هذا اللفظ دون أدراك لحقيقة المسمى الصحيح لهذه الفئة ، وإذا قسنا الأمر على معنى كلمة معاق لوجدنا أنها لا تقتصر على ذوي الاحتياجات الخاصة بل تشمل كل فرد في المجتمع يجد عائقا في التكيف مع المحيط الذي يعيش فيه ، فنجد من يتمتع بكامل صحته وقوته يملك المال والجاه ولا يستطيع التكيف مع من حوله لأسباب تتعلق بشخصيته ومع الوقت تتكون عوائق عديدة تتسبب في عجزه التام في الاختلاط بالآخرين ، وهذا يثبت أن العجز والعاهة والاعاقه هي مرض حقيقي يصيب الأسوياء ، ولكن نظرة المجتمع الظالمة سجنت ذوي الاحتياجات الخاصة داخل هذه المسميات ، لنتوهم أن هذه الفئة هي عاجزة لا تملك القدرة على الانجاز والمنافسة والإبداع ، فقدمنا الرحمة و ا لعطف لعقول جبارة تخجل النفوس المدركة لحقيقتها أن تقف أمامها ، وتستعرض النفوس المريضة جبروتها وكبريائها مقابل الإحسان إليها ، ولم ينتظر هؤلاء أن نفهم ماذا يعني الاحتياج الخاص بل أعطونا دروسا عظيمه وسجلوا انجازات مشرقه ، عكست لنا حجم إعاقتنا ، وقدمت كشف طبي لعجزنا العقلي ، فكيف لا تكون معاقا وأنت محاطا بمفاهيم ونظريات اجتماعيه تسير حياتك عليها على نغمة روتين الزمن المملة ، ونفسك تجلس على كرسي متحرك تدفعها المجاملة والمظاهر الكذابة لتتباهى رغم انكسارك وتتفاخر رغم مذلتك وتضحك رغم حزنك ، فلم تقدم علما نافعا ولا حلا شافيا ولا فكرا نيرا ، فلتقف الآن أمام مرآة المجتمع لتنظر إلى معاق زائد على الحياة ، ولتستمع لفتيات يصرخن نريد أن نتزوج من ذوي الاحتياجات الخاصة ، بعد ما تأكدنا من حقيقة المعاق في المجتمع ، فتوجهن لمن يقدر وجودهن ويحترم مكانتهن ، ليتركن رسالة جميله عن إحساس يضحي بلا ثمن ، ويعطي بلا مقابل ، يخلص بكل تفاني ، ويخدم بلا تعب ، يحب بكل صفاء ، فيكون البذل والعطاء ، هن شقائق الرجال ، خلقنا من ضلع اعوج كان للجاهل حيره فكيف يصلح اعوجاجه ، وما فطن انه للقلب حامي فمن يحمي حياته؟
ولابد من ذكر نماذج عن هؤلاء الصالحات العظيمات ، الآتي قدمنا سعادة حياتهن مكملات لاحتياجات خاصة ،ففي الأسابيع الماضية زفت التهاني والتبريكات إلى الشاب ياسر العنزي عبر قناة بدايه الفضائية حيث أرسلت إحدى الأخوات المتابعات وأعلنت رغبتها بالزواج منه ، وقبلها بسنوات من نذرت نفسها لخدمة الشيخ عبدالله بانعمه فجزآهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا .
أنباء ـ ( وجود رغبه صادقه من قبل الفتيات للزواج من ذوي الاحتياجات الخاصة يترك رسائل عميقة للأسوياء في المجتمع )
الحقيقة ـ ( المعاق هو من تمضي سنوات حياته وهو محلك سر ) .
بقلم منيرة الشهراني
.
.
http://www.anbaanews.com/?page=view_news&Id=3568
تعليق