الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصه جوال إمرأه ميتـه !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    قصه جوال إمرأه ميتـه !





    تـحذير لأصحاب القــلوب الرقيقه
    بـعدم الدخـول و المتابعـه

    يـُفضل للمتابعيـن
    أن لايكونوا منفردين
    في حال القراءاه و تبع الأحداث و السطور
    و أن لايكونوا بليل


    صباح الذكر و الخير
    اهـلاً بكـم





  • حجم الخط
    #2
    رد: قصه جوال إمرأه ميتـه !


    قنوع أنا دوماً بسيطٌ في حياتي
    ولذلك .. انا محسود ورغم هذا سعيد

    لم تهبنيالظروف وظيفة فقررت انا أعلو عليها واسعى لمحاولة العيش
    فكرت ثم قدرت ثم توكلت
    واعلنت افتتاح محلي الخاص لبيع الجوالات
    او بالاصح الهواتف حتى اصبح اكثر جزالة

    محلي لم يكن يتعد الـ 4 امتار طولا ومثلها عرضا
    كنت اتعيش من البيع والشراء على طبقة الكادحين مثــلي !
    من بين كل هؤلاء
    كان يتردد علي الموظف بجمعية الهلال الاحمر ( علي ) مرارا
    كم هو حقير هذا العلي
    يستغل عمله كسائق في اسعاف المصابين لسرقة مايجد في موقع الحادث

    يقسم أنه احيانا حين يصل لموقع الحادث يتفرغ للبحث عن محفظة
    او هاتف جوال ملقى قبل وصول احد !
    لانه يرى ان لم يسرق هذه الاشياء هو فسيظفر بها لص اخر

    كنت ألعنه كثيرا لطريقته هذه ولكني اعود واقول :
    الله يرزقك ياعلي الحرامي
    خصوصا حينما اشتري منه جوالا سرقه و أبيعه بفائدة كبيرة

    نعم هكذا هي الحياة
    متضادات


    في ليلة الثــــــلاثاء تلك إشتريت من علي الحرامي هاتفا جوالا كالعادة
    الفرق أنه هذه المرة قال أنه لسيدة وجدوها ميتة في موقـع الحادث
    وابتسم إبتسامة صفراء وهو يقول :
    " وجدت بجانب الجوال شنطة يد
    كانت تحوي مبلغا كبيرا وورقة مُزقت من تقويم سنوي
    وكانت تحمل تاريخ يوم
    الثــــــلاثاء
    قبل 14 عاما تماما

    والمُدهش أنه أقسم أن تلك الورقة كانت كالجديدة !
    رغم مرور كل تلك الاعوام !!!
    وصارحني بأن عبارة صغيرة كانت مكتوبة اسفل تلك الورقة
    كانت حكمة عادية كالتي تملأ أوراق التقويم حاليا وكانت تقول
    " راس الحــكـــــــمــة مخـــافــــــــــة الله "

    قاطع حديثنا دخول احد الزبائن للمحل مما جعل اللص علي ( يسارعني ) بطلب المبلغ
    وانصرف بعدها وصار جوال تلك الميتة في طاولة العرض الخاصة بمحلي

    الساعة 11 مساء اقفلت محلي وكعادتي كلما اشتريت جوالا جديدا
    أصطحبه معي للمنزل استمتع على فراشي بقراءة الرسائل النصية
    التي يتركها عادة اصحابها عند البيع أو الرغبة بتبديل جوالاتهم القديمة
    فأنا أستمتع بقراءة مايتناقله الناس بينهم ( نكات ..رسائل حب ..طرائف .. )


    انتهيت من تناول عشائي تلك الليلة و تمددت على فراشي
    تذكرت ذلك الـــجـــــــوال ( جوال الميتة )
    ترى ؟ قبل موتها ماذا ارسلت !؟ ماذا استقبلت ؟

    إنتزعت الهاتف وضغطت زر التشغيل
    وفتحت صنـدوق الرسـائـل الــواردة كان خاليا !
    الا من رسالة واحدة غريبة !!
    كانت رسالة تحوي عبارة واحدة ( لن تصلي للبيت )
    ورقم المرسل كان موجودا







    حقيقة أصابني الرعب
    توقيت هذه الرسالة يوم موت هذه المرأة !
    هل الامر فيه شبهة جنائية ؟؟هل اغتيلت ؟

    ظللت افكر كثيرا
    اعدت التقليب كثيرا في ذلك الهاتف
    وبينما انا ابحث وجدت رسالة في صندوق الحفظ الخاص بالرسائل
    كانــت مــن ذات الـرقـم ! و لكنها كانت قديمة قليلا
    كانت عبارة عن دعوة لحضور مراسم حفل زواج
    أوضح فيها مكان القاعة وموقعـــها في المدينة

    الحقيقة كان الموقع الموضح بالرسالة بعـــــيــدا قـلــيــلا
    كان خارج المدينــة
    بالتحديد في احدى ضواحي مدينة الخـرج جـنـوب الرياض

    قررت في اليوم التالي ان استشير شخصا اثق كثيرا برأيه
    لكبر سنه وحكمته قال لي :
    لاتحاول المغامرة بأخطار الجهات الامنية
    فربما لفقت لك عـِده تُهم و ليس تهمه و احـده
    منها سرقة محتويات المرأة الميتة وربما أيضا
    جعلوا منك قاتلها !





    نـــــعــم صحــيح
    كيف فاتتني هذه
    ربما اتهموني انا !

    لماذا إذن
    لاابحث أنا عن حل لهذا اللغـــــز

    وفعلاً
    انطلقت انا واحد الاصدقاء ولم اخبره بالحقيقة
    فقط قلت له :
    سأذهب للتحقق من موقع أحد الإستراحات التي سيقام فيها
    مناسبة قريبا لأحد الاقارب
    كان عاطلاً بلا عمل فرافقني بدون تردد
    فقط كان يريد مني أن أشتري له علبة سجائركثمن لمرافقتي
    ولو حتى لولاية تكســاس


    وصلت الى مدينة الخرج

    تجاوزت اطراف المدينة
    ثم بدأ الرعب يدب فيني


    المنطقة ... عبارة عن مزارع وأحراش قديمة
    لااثر لحياة هنا !


    تقــــدمنا كثيرا
    أحسست ان صديقي بدأ يدب فيه الخوف
    ثم بدأ يمازحني بخوف قائلا :
    من المجنون الذي سيقيم زواجا هــنا ؟
    هل العروسة جنية ؟





    لم يكد ينهي تلك العبارة
    إلا ودوى صوت تكسر الزجاج الخلفي لتك السيارة
    التي كنا نستقلها


    توقفت تلقائيا
    أصابنا الرعب
    كانت هناك شجرة قد وقعت على السيارة بشكل غامض !!؟؟؟

    أستعذنا بالله و أزحناها وواصلنا السير

    وجدت لافتة كتب عليها بحروف ممسوحة
    الإســــــــــم الذي ورد على تلك الرسالة
    لكن .. كانت تلك المزرعة خاوية ..مهجورة
    لاحياة فيها !



    وماهي إلا ثواني
    وصديقي يشدني للنظر إلى موقع بعــيــد داخل تلك المزرعة
    كانت هناك نار تشتعل في مجموعة من النخل
    ثم تنطفي وتعود للاشتعال في مجموعة اخرى وتنطفي وهكذا



    ذكرنا الله كثيرا ..
    خرجنا بسرعة من الموقع

    وصادفنا بعد مسافة
    مجموعة من العمال يجلسون داخل إحدى المزارع
    نزلت اليهم تاركا صديقي
    سألتهم عن تلك المزرعة قالوا :
    كل مايعرفونه عنها أنها فيها بيت من الطين كــبـيـــر
    يُقال أنه مسكون وأنها مهجورة
    مـــنــذ 14 عــــاما
    وصاحبها اختفى في ظروف غامضة .


    لم أصدق هذه الحكايات فالناس تتناقل كل ماهو مثير ومخيف
    ولــكـــن الغريب انهم قالوا انها مهجورة
    مـــنــذ 14 عــــاما

    الا يتوافق الزمن هذا !
    مع قصاصة التقويم التي ذكر ( اللص علي )
    أنه وجدها تحمل تاريخا قديما
    مـــنــذ 14 عــــاما
    ايضا ؟؟

    هل هي مجرد مصادفة ؟

    عدت لسيارتي وانا اضحك كثيرا
    متذكرا تلك الحلقة من ذلك المسلس المحلي طاش ماطاش ..
    و ـــــــــــــــــــــــــ
    صاعــقــة هـــوت عــــلي فجـأة

    صديقي لم يعد موجودا في السيارة !؟؟

    لم أكد ألتقط أنفاسي ألا والصدمة تطالعني
    باب السيارة من جهة الراكب مفتوح
    ولا أثر لصديقي !؟؟

    كل شي كان كما هو عليه
    جواله ...
    علبة سجائرة ..
    ولكــــــــــــــن
    لا أثر له هـــو ؟!!


    أستجمعت قواي و قررت النظر حول المكان
    تســاءلت هل ذهب ليقضي حاجــتـه ؟

    رفعت صوتي أنادي
    ناصــــر .. ناصـــر
    و لاااا مجيب

    ركبت سيارتي وبدأت أدور في دوائر حول المنطقة
    و لا جــــديـــد

    أبتـــعدت ببحثي قليلا عن المنطقة
    ثـــــم !!
    أدركت وقتها كم كــنت غــبــيا أنا


    لماذا لم أراقب الاثار بجانب السيارة
    خصــوصا أن الارض كانت طــيـنيـة
    يبقى الاثر عليها واضحا


    عدت الى مكاني السابق
    و وجدت الاثـــر ..
    ولكنه أثر واضح لسحب شخص بالقوة

    كانت الاثار عميقة ومتناثرة
    مما يدل على الحمل الثقيل الذي تركه صاحب الاثر
    ويتضح أنه كانت توجد مقاومة وقتها


    تتبعت الأثر ولكنه أنتهى حول بئر قديــم مهجــور

    هل يعقل ؟؟!

    صديقي في البئر ؟؟

    ماهذا الجنــــون ؟؟

    تأملت حولي من جديد

    ظلام يلفــني

    تذكرت أنني وحيدا في هذه المنطقة

    أنتابتني حالة غريبة ...رعـب شديـد ..
    هربت بشدة الى السيارة

    أنطلقت بسرعة خرافية من حيث أتيت

    كنت أبكي بشدة ..
    صديقي أين هو ؟؟
    أنا السبب ..


    اللعنة على ذلك الجوال وصاحبته و سارقه


    نعم سأذهب للجهات الامنية إنها مهمتهـم
    ولــــكـــــن ...
    لو وجدوا صديقي مقتولا ! من سيتهمون ؟؟؟


    بكيت بشدة وخالط بكائي نوع من النياح
    و عدت للرياض من جديد
    وذهبت للبحث عن ذلك اللـــــص عــلي
    ولكــن .. كيف أبحث عنه ؟ و كل مااعرفه عنه
    أنه منتسب لجمعية الهلال الاحــمــــر فــقــــط


    لااعرف من اسمه الا علي !

    هل حلت بنا لعنات الموتى ؟

    سرق تلك المرأة
    ولم يراعي كرامة الموت ورهبته

    أحسست لفترة وكأن الزمن توقف


    بالامس كنت شخصا يعيش حياة طبيعية
    والان !
    انا اعيش دوامة من القلق والغموض


    صديقي لااعلم هل لازال حيا أم ميتا ؟

    أهله يعلمون تماما أنه كان برفقتي !
    مالذي بيدي لأفعله ؟؟

    صرت تائها وسط تلك المدينة الكبيرة


    قررت أن أذهب الى بيت صديقي
    والده رجل طيب و إمام مسجـــد
    ربما يقدر ماسأقوله ..

    سيعلم أن هذه الاحداث لها علاقة بـظواهــر الجن ..
    نعم أقسم أنها كــــذلك

    وماهي الا دقائق و أنا أطــرق باب مــنزل صديقي

    لم يصلــــني رد

    واصلت الطرق
    ولكن لا مجـيب

    واضح جــدا مــــن الهــدوء أن المنـــزل خــاوي

    عدت لسيارتي والقيت بجسدي على مقعد السيارة
    عادت حالة البكاء للسيطرة علي من جديد


    أغمضت عيني وقررت الانتظار أمام منزل صديقي

    عدت بالذاكرة الى وقت ليس ببعيد
    صديقي المختفي ناصر
    كان رفيقي منذ الصغر

    شخص طبيعي ..
    هادئ وانطوائي نوعا ما


    أنهى دراسته الثانوية ثم قبع بعدها في المنزل
    كان شخصا حماسيا
    ولكن البطالة خلقت فيه روحا أنهزامية غريبة


    كان يتحــدث عن أمنيـاته بالهجـرة الى الخارج

    كان يحب كثيرا القراءة خصوصا الكتب الكبيرة
    ينفق كثيرا على شرائها

    كان مـن المـتـفـوقـــيـن

    وهاهو الان
    شخص عاق ..منحرف !

    حتى والدته كثيرا ماكنت تدعو علـــيه بالهــــلاك

    كان شخصا عنيدا ويكره أن يوجهه أحد إلى شيء

    حتى والده كان كثيرا مايقول انا لست براضي عليك
    وكان .....

    ماهــــــــذا ؟
    شخص بقترب من سيارتي و يسير بــهـدوء

    كان الشارع شبه مظلم
    والرجل يقترب من سيارتي
    ثــم ..توقف أمامي مباشرة
    ومد يده ...


    نظرت الى وجهه وبادرني بالسؤال
    من أنت ؟


    كان والد صديقي ..
    ولكن لا أعلم لماذا لم أستطع تمييز وجهه


    نظر الى كثيرا !
    ثم قـــال : عبدالرحمن !!؟
    أيـــن ناصــــــر ؟
    هل هو بالداخل ؟


    ترددت كثيرا ولاحظ هو هذا التردد الذي كان يملأني
    ثم قـــــال :ابني ناصر مالذي حدث له ؟ وأين هو ؟؟


    قلت له :
    أريد أن أجلس معك أرجوك
    كلام كثير سأقوله لك !

    لاحظ بكائي وحالتي المرثية
    وطلب مني النزول

    لم ندخل لمنزله بل توجهنا الى المسجد ..
    هناك بديت أروي قصــتي لوالد ناصـــر ..
    كان مشدودا ومهتما لقصتي
    وضح عليه التأثر وبكى عندما وصلت لقصة أختفاء أبنه !

    كان يريد قول شي
    ولكنه كان يتردد

    تغيرت ملامح وجهه

    صرخّ فيني :
    أين ذلك الجوال ؟


    كان كمن أنتزعني من حالة عجيبة

    قلت :
    في منزلي ..


    ركبت معه في سيارته وأنطلقنا لمنزلي

    تناولت ذلك الجوال
    وعدت للسيارة وناولته لوالد ناصـــــر

    نظر فيه ..
    تلى بعض الاذكار

    فتح صندوق الرسائل ..
    وياللمفاجأة .... كان خاويا تماما !!


    قلب صندوق حفظ الرسائل فطالعته تلك الرسالة
    التي كانت توضح مكان الدعوة ..

    كانت مذيلة برقم ...


    رقم يوضح المرسل ..

    تناول هاتفه وأتصل بذلك الرقم ...
    وبدأ الجرس يرن ....
    ولكن دون أجابة ....


    أعاد الاتصال أكثر من مرة دون أي أجابة ...
    ألتفت لي وقال :
    هل أنت محافظ على الصلاة ؟؟!


    صدمني بذلك السؤال !

    قلت : نعـــم

    قال :
    وأين الذي باع لك الجوال ؟

    قلت : أتقصد علي اللص ؟؟

    قال : نعم .

    قلت :
    انا لااعرفه شخصيا
    كل مااعرفه انه يعمل بقطاع الاسعاف ...


    قال : هل تملك رقم جواله ؟؟

    سؤاله هذا كان صدمة بالنسبة لي ..
    طوال تلك الفترة التي كان يتردد فيها ذلك اللص علي
    على محلي لم يحصل يوما أن طلبت رقمه أو سألته حتى عن سكنه أو ....

    قاطعني والد ناصر :
    ليش ماترد ؟؟

    قلت : لا مااعرف رقمه ..
    أنطلقنا الى مركز ادارة الهلال الاحمر .

    والد ناصر كان أمام لأحد مساجد المدينة المعروفة
    و كان رجلا وجيها ومعروفا لكثير من أعيان المدينة

    أجرى بعض الاتـصـــالات ..
    ثم دخلنا الى مبنى الادارة ..

    صعدنا الى مكتب احد الموظفين ..
    صافحه والد ناصر ..
    تهامسا قليلا ثم أخذنا الى غرفة تحوي بعض اجهزة الحاسوب ..


    سألني عن مااذا كــنت اعرف السائق علي المذكور ..
    قلت اعرفه فقط بشكله ..

    ثم قال لي الموظف دعك من الشكل ..
    هل تميزه من صوته ؟؟ قلت اكــيــد .

    قلبّ بعض البيانات على الحاسوب ..
    أجرى أتصالا بشخص ثم طلب منه مكالمتي

    حدثني الشاب قليلا ثم سألني الموظف
    هل هذا صوته ؟؟

    قلت : لا .

    اغلق الهاتف وكرر الامر مع 3 اخرين
    كلهم كنت لاول مرة اسمع نبرات صوتهم .

    نعم ..
    ذلك اللص علي كانت له نبرة حادة مميزة
    يمكنني تمييزها من بين الالاف .

    أحسست ان الموظف بدأ عليه الضيق ثم سألني
    علي هذا صف لي شكله
    بدأت أعطيه المواصفات تباعا ..

    كانت عليه علامات الدهشة
    قال : هذه المواصفات لم تمر علي أبـــدا
    وأنا أعرف كل السائقين القدامى والجدد

    بدأ القلق يسري بداخلي ..
    ثم قلت : أنا لدي الحل ....


    مااسم السائق الذي باشر يوم امس حادثا ماتت فيه سيدة ...

    قلب ذلك الموظف قليلا من بعض بياناته ثم قال مندهشا :
    لم تخرج أي سيارة أسعاف من مركزنا لحادثة
    كانت فيها وفاة سيدة منــــذ اكثر من 6 ايام !!

    أصابتني نوبة غريبة ..
    كنت أشعر ببرود يملأ أطرافي ...

    هل علي هذا كاذب ؟؟
    هل هو سائق اسعاف فعلا ؟؟
    هل له وجود أصلا ؟؟


    قطع حبل هذه الاسئلة صوت والد ناصر
    وهو يردد على الموظف :
    هل أنت متأكد ؟؟

    كان الموظف يهز رأسه مؤكدا ما يقول .



    كنت ارى الحيرة والخوف ترتسم على وجه والد ناصر ..
    ثم ألتفت الي وقـــــال : تعال معاي .


    ركبنا السيارة وأنطلقنا ...

    قرر والد ناصر أن نعود الى ذلك المكان
    الذي اختفى فيه ناصر !



    قطعنا الطريق بسرعة
    وصلنا الى مشارف تلك المزارع

    وصلنا لتلك المزرعة التي حذرني العمال منها
    و من ذلك المنزل والمزرعة المهجورين ...


    كان والد ناصر يلهج بالذكر سرا ..

    توقفنا قليلا ..
    قلت له :
    هنا عدت من هذه المزرعة ولم أجد ناصر

    رأينا تلك الاثار ..
    تتبعناها من جديــد الى ذلك اليئـر القديـم


    كانت رائحة عفنة تفوح منه

    تجاوزناه قليلا لنبحث خلفه
    لنـــرى ارضا فـــــــضــــاء
    كانت تعلوها بعض الاحجار الصغيرة المرتكزة أفقيا
    مما يوضح انها كانت مقبرة قــديمة


    لااعلم لماذا طــار خـــيالي بـعـيــدا
    الى حالات السحر التي يعالج فيها المصابون بفك السحــــر
    وغالبا مايكون السحر مدفون في مثل هذه المقبرة القديمة
    حيث تعترف تلك الشياطين بمكان السحر .



    جذبني والد ناصر ..
    وقال :
    انت متاكد ان ناصر كان هنا ؟؟


    تغيرت ملامح وجهه وصارت غاضبة
    وهو يهزني ويصرخ :
    انـــــت مـجــــنون ؟؟

    انت تستخدم شي من هالبلاوي ؟؟
    وواصل صـــــــراخه ودفـعـه لي

    انسكبت الدموع من جديد في عيوني ...

    تركته و عدت الى السيارة ..

    كنت منهكا واحس بانني ساقع أرضا لفرط التعب .


    عاد والد ناصر الى قيادة السيارة ..
    كان كمن بدأ يكتشف شيئا يعلمه أو يخاف منه ..


    وصلنا الى تلك المزرعة المهجورة ...
    سألني والد ناصر :
    هل يعقل ان هذا المكان المذكور في الرسالة ؟؟

    قلت :
    نعم ..


    نزل بقوة وكأن المكان لايخيفه ...
    وقف على باب المزرعة ....

    شاهد نلك الحرائق التي كانت تنطفي وتعود في مواقع مختلفة ...

    كان يشاهدها وكأنه يعرفها تماما !

    قرأ الكثير من الاذكار ... ثم فجأة سقط ...
    سقط على مقدمة السيارة
    وبكــى بصـوت مرتـفـع

    كان يبكي بحرارة !!!
    لم اقاطع بكاءه ابدا

    ارتفع صوته اكثر
    ثم التفت الي ووجهه مغرقا بالدموع
    وقال لي :

    أانا السبب !!
    أنا السبب !!


    ازدادت دهشتي
    لكني لم أقاطعه


    رددها مرارا :
    أانا السبب .. أنا السبب


    انا ياعبد الرحمن كنت في هذا المكان
    قــبل 14 سنـــة


    وناصر ليس ابني


    لقد وجدناه هنا
    وربيته انا

    ابوه هو صاحب هذه المزرعة

    عاش معتزلا الناس
    ويقال انه تزوج بجنية


    وناصر ابني كان نتاج زواجهما


    وجدوه هنا وعمره 3 سنوات


    انا هربت من هذه المناطق الى الرياض
    حتى اتجنب هذه الذكرى
    لقد عادوا بعد 14 سنة

    لقد ...


    قاطع حديثه رنين جواله داخل السيارة
    التقط والد ناصر هاتفه بسرعة ..



    كان الرقم المتصل !!!
    هو ذلك الرقم الموجود في جوال المرأة الميتة !


    هو نفسه الذي كان يرسل اليها الرسائل


    وهو نفس الذي ارسل الدعوة الخاصة بهذا الموقع المهجور


    وهو ذاته الرقم الذي حاول والد ناصر الاتصال به
    ولكن لم يكن يجيب ..

    هاهو الان يتصل بنا هو ..

    ضغط والد ناصر على زر الرد بسرعة ..
    كان متلهفا ..

    سأل :
    من المتحدث ؟؟


    ثم ظل صامتا وكأنه يسمع شيئا مخيفا ..

    سألته :
    مالذي حدث ؟؟؟

    لم يجـب .
    بدا شاردا مما قاله ذلك المتصل

    التقطت منه الهاتف بسرعة
    وسمعت صوت المتحدث

    كان صوته واضحا جدا !
    صوت لايمكن أن أخطئه أبدا


    أنه صوت اللص ..
    سارق الاموات ..
    انه سائق الاسعاف .. علي !!


    نعم أنه اللص علي ...
    أقسم بذلك ..

    أذناي لم تخـــــطىء ..

    هو صوته الذي استطيع تمييزه
    من بين الالاف الاصوات ..


    صرخت في المتصل :
    علي ..
    علي ..
    لم يجيب ..


    زاد انفعالي وانا اصرخ :
    علي .. اعلم أنــه أنـــت
    فقط اخبرني ماذا يحصل !؟؟


    كان صدى صوتي فقط يتردد في الهاتف ..
    اغلقت الهاتف بعدما يئست ان يجيبني


    نظرت الى وجه والد ناصر ..

    كان شاردا ..
    لم يكن ينظر لي ..


    كان ينظر تارة الى داخل ذلك البيت المرعب
    الذي يتوسط المزرعة المهجورة ..

    واخرى الى الطريق الذي جئنا منه

    ثم نظر الي نظرة مرعبة وقال :
    اتبعني ..

    ترددت قليلا .. ثم لحقت به


    كان الرجل يتجه نحو
    مدخل تلك المزرعة المهجورة

    وكانت خطواته متسارعة

    كان اشبه بمن يعلم الى اين يسير ..
    وماذا يريد ..

    حارت الاسئلة بداخلي ..

    وتوقفت قليلا .....


    سألت نفسي سؤالا بدا لي غريبا ...
    اذا كان ناصر صديقي !
    والذي كنا فيه لسنوات طويلة معا اصدقاء
    تنــقـّلب كل الامور حوله لاكتشف انه لم يكن بشريا


    ثم اللص علي !!!
    الذي كان يزورني بأستمرار في محلي
    لم يكن كذلك ايضا
    فهل يعقل ان يكون ابو ناصر ايضا منهم ؟
    نعم ربما ...
    تصرفاته غريبة ومخيفة ..

    ولـــــــــكـــــــــن !!

    ولكنه امام مسجد ..
    رجل فيه كثير من الخير ..
    كان يقرأ الاذكار أمامي أو هكذا بدأ لي ...
    ورجـــل ...


    قطع حبل افكاري انتباهي لبوابة المزرعة
    التي فتحت وتجاوزها والد ناصر
    وانا لاازال افكر هنا ؟



    سارعت في خطواتي لكي الحق بوالد ناصر ..
    تجاوزت الباب
    واتجهت صوب ذلك البيت المخيف ..

    ولـــكن ....
    توقفت تلقائيا ..



    اين ذهــــــب والد ناصـــــر ؟؟

    هل سبقني بكل هذه الامتار ؟

    لقد كان قبلي بقليل !!

    لايلام الرجل
    فما راه الليلة لم يكن بالشي البسيط

    استعجلت الخطى نحو ذلك المـــنــزل
    كان لساني يلهج بالذكر

    بدأت بالاقتراب من ذلك المنزل المرعب ..
    ثم توقفت قليلا
    و بدأت انـــادي : ابــو ناصــــر .. ابـو نـاصـــر

    لم يصلني أي رد !!!!!

    بدأت من جديد أرتعد
    وعاد شبح الخوف يسيطر علي
    وانا اتساءل ؟؟

    هل فقدته هو ايضا ؟








    وصلت لذلك المنزل ..كان منظره كئيبا ومرعبا .
    وكان واضحا انه ظل بدون عناية لسنين طويلة

    كانت الناحية التي وصلت لها تحوي نافذتين مغلقة بأحكام
    بدأت بالدوران حول ذلك المنزل باحثا عن باب الدخـــــــول
    كنت اتساءل وادعو ان اجد والد ناصر بالداخل ..
    بدأت بالدوران اكثر حول المنزل ...
    ولـــــــــكـــن !! ياللــــغـــــــرابة !

    ذلك المنزل المهجور لم يكن له باب !
    نعم ..
    كل جدران البيت كانت تحتوي على نوافذ !

    ماهــــــــــــذا ؟؟
    أي بناء هذا ؟؟


    أي لغز اراه امامي ؟؟


    كيف لانسان ان يبني مثل هذا المبنى ؟؟
    أو بالاصح هل هو مبنى أنشأه انسان ؟؟



    قاطع تساؤلي صوت بدى لي كأنين شخص !


    كان هناك خلف بعض الاشجار ...
    كان الصوت واضحا ..شخص يئن ويتألم ...


    هل هو والد ناصر ؟

    ترى هل أصابه مكروه ؟؟


    ناديت بصوت متحشرج وخائف :
    ابو ناصر
    ابو ناصر


    لا رد !
    تقدمت قليلا .. وصلت الى خلف تلك الاشجار
    لم أرى شيئا

    تعجبت !
    اين مصدر ذلك الصوت ؟؟!


    أدرت ظهري وابتعدت قليلا واذا بالنار
    تنتشر بسرعة في تلك الاشجار بطريقة مخيفة







    لم اكد المح تلك النيران الا واطلقت ساقاي للريح ..


    هربت بشدة ..


    كنت ألتفت لأرى تلك النار وهي تبتلع تلك الاشجار ..

    ولكــن
    ماهذا ؟؟


    مالذي
    يحدث ؟


    كانت الاشجار كما هي
    تتمايل بهدوء ..
    ولااثر لتلك النار .. !؟!



    جنّ جنوني ...

    لم اعد افكر بشي الا الخروج من هذا المكان ..


    وصلت الى سيارة والد ناصر ..
    كانت السيارة لاتزال كما تركناها
    والمحرك يعمل ...


    ركبت السيارة ..
    وانـــــطـــلقــت ..


    انطلقت وانا لم اعد افكر سوى بشي واحد ...
    شي واحد لاغيره ...

    لقد أصابتني اللعنة ...
    نعم لعنة الاموات .....









    خرجت من تلك المنطقة بسرعة ..
    اتجهت صوب الطريق المؤدي الى العاصمة الرياض ..


    بحر من الاسئلة تعصف في رأسي ..

    مالذي يحدث ؟؟
    أي مصير بات مكتوب لي ؟

    أسترجعت شريط حياتي البائس والمرير ..

    كانت محاولة مني لشحــذ أي نقطـة او فعـلة
    قد ارتكبتها طوال عمري
    حتى تتحول حياتي الى هذا الجزء من الخوف


    كانت الاسئلة لاتتوقف ..
    والبحث عن الاجابات يزداد ..


    الان ...
    نعم هذه اللحظة ..
    من أنا ؟؟

    ماذا يحدث لي ؟؟


    خلال ساعات فقدت صديقي ..
    ثم لم أكد أكتشف حقيقته هو وذلك اللص ...
    ألا وأفقد والده ...



    بدوت أكثر شرودا
    والسيارة تقطع الطريق بسرعة جنونية خلقها الخوف ..


    كنت مازلت أتساءل وأحلل ..
    من هم الذين قال والد ناصر أنهم عادوا ؟


    كيف عادوا ؟؟!
    وأين كانوا حتى يعودون ؟؟!

    نعم قال
    عادوا
    بعـــــــد 14 ســنــة
    ماسر هذا الرقم الذي يتكرر منذ بداية هذه الاحداث ؟



    بدأ صداع رهيب يطغى على وسط رأسي .
    ثــــــــــــم ..
    لاحظت شي غريب ...
    هناك سيارة تتبعني ...


    كانت سيارة الشرطة ...


    كان قائدها يطلب مني بوضوح التوقف ...

    لم يكن بنيتي التوقف ..
    ولكنه كان يلح علي بالتوقف ..


    أستسلمت لهذا الامر ..
    أبطئت من سرعة السيارة ..

    توقفت جانبا ...

    لم أتحرك من مكاني ...


    كنت أراقب في المرأة الداخلية
    تحركات ذلك الشرطي ...


    ترجل من سيارته تاركا صديقه ..


    كنت اراقبهم بوضوح يخالطه شك ..


    واصل السير نحوي ...
    كان حذرا جدا ...

    أخفض رأسه قليلا ...
    وقال لي :
    مساء الخير .

    لاحظ شحوبي وخوفي !
    فواصل متسائلا :
    هل كنت تحاول الطيران ؟؟
    أنت تجاوزت السرعة المسموحة
    بفارق كبير .


    لم أجب وأكتفيت بالتحديق فيه ...


    طلب مني أوراق
    ثبوتيات التحقق من شخصيتي ومن السيارة ...


    كان هذا الطلب بمثابة الصاعقة التي هوت علي
    السيارة وملكيتها تعود لوالد ناصر
    والرجل الان في عداد المفقوديــن
    وسيارتي تقف عند منزله .



    أخ ...
    كيف تناسيت هذا الامر ؟؟

    هذه الورطة التي تناسيتها ...
    أنا الان أقود سيارة رجل ربما يكون ميت الان ...
    وموته سيكون متوافق
    مع وقت قيادتي لهذه السيارة ...


    قاطع تساؤلتي رجل الشرطة بقوله :
    ألا تفهم ماقلت ...


    خطرت ببالي فكرة
    فأستطردت قائلا :

    أنا في طريقي الى الرياض قادما من الخرج .
    كان لدينا حالة وفاة لاحد الاقارب ..
    وانا الان في طريقي الى الرياض
    لاحضار بقية ذوي المتوفي وهم لايعلمون بوفاة ذويهم
    وأنا المكلف باحضارهم
    وهذه السيارة هي لأحد الجيران في الحي و ...


    شعرت بتعاطف ذلك الشرطي نحوي وهو يقاطعني قائلا :
    انتظر دقيقة فقط ....


    كان من الواضح انه ذهب ليتأكد عبر جهازه اللاسلكي
    من احتمالية كون السيارة مسروقة ..


    مضت 7 دقائق عاد بعدها ذلك الشرطي ...
    كان متعجلا قليلا ...


    أبتسم لي أبتسامة صفراء ...
    وواساني ببعض العبارات ثم قال لي :
    تستطيع الذهاب ..ولكن كن حذرا ...


    أنطلقت فورا ...
    وبدون توقف ...





    وفي الجانب الاخر ...
    عاد الشرطي الى سيارته ....
    همس الى صديقه الذي يقود سيارة الشرطة وقال :

    أتبعه ولاتجعله يغيب عن نظرك
    ولكن بدون أن يشعر بنا ...

    سأله زميله بأستغراب :
    لماذا مالذي حصل ... ؟


    رد ّوقال :
    ذلك الشاب لديه سر غريب ...
    فهيئــته كانـت مريبة ..وحالته مزرية ..
    والغريب والغامض ..
    أن السيارة التي يقودها
    ليست مسجلة أصلا بسجلات المرور ..
    ولاوجود لها في أي جهاز حكومي ..!!



    كنت أنا أجوب شوارع العاصمة
    متجها الى صديقي المسن ...

    نعم ...
    أبا سعيد هو الحل ...

    وأبا سعيد رجل كبير وقور ..عاش حياته مكافحا ..


    تناسى نفسه حتى بدأ يرى
    أن قطار الزواج فاته وأصبح عجوزا عليه ...


    عندما رأني أبا سعيد ...
    أحتضنني ...
    كان يقول أنني أبنه ...


    بكيت بين أحضانه بحرارة ...


    حكيت له القصة ...
    بدأ غير مصدق ...
    ولكنه كان يجاملني كثيرا ...

    قال لي :
    أنني مخطئ بتركي والد ناصر هناك ...


    طلب مني أن نتجه نحو بيت والد ناصر
    عل الاجابات وحل هذه الاسرار تبدأ من هناك .. ...


    وماهي الا دقائق ونحن نطرق باب منزل والد ناصر ..


    كانت سيارتي تقف امام المنزل تماما
    كما تركناها انا ووالد ناصر ..


    أتتني الاجابة سريعة هذه المرة بعكس سابقتها ...
    كانت والدة ناصر ...


    طلبنا منها فتح الباب .. ووقفنا خلفه ..
    نظرت الى أبا سعيد ونظر لي ..
    وأشار لي بعينه في دلالة لدفعي الى بداية الحديث ..

    بادرت والدة ناصر بالحديث ...
    قـــلت : ياأم ناصر ...
    أنتي تعلمين مقدار حبي لناصر ووالده ..
    ولـــــــــــــكـــــــن ...


    بدأ القلق عليها ...
    قالت : والد ناصر هل حصل له شي ؟

    تبادلنا أنا وأبا سعيد النظرات ..
    لماذا لم تتساءل عن ناصر ؟
    هل لأنها تعلم شيئا عنه ؟؟!


    قاطعت تساؤلاتي بقولها :
    عبدالرحمن أصدقني القول
    أين والد ناصر ؟


    لم أكن أكترث هذه المرة لها أو لما قد يصيبها ..
    وربما مامريت به هذه الليلة
    قد خلق فيني هذا الشعور ...


    بدأت أسرد عليها القصة ...


    كانت تنتحب ...
    كانت دموعها تختلط بحرارة مع نياحها ...
    ثم قالت :
    كان يعلم أنهم لن يتركوه ...

    حاولوا حرقه ...

    بيتنا السابق أشعلوا فيه النيران
    أكثر من 20 مرة ...
    كان الله يحفظنا في كل مـــــــــرة ..


    كانت والدة ناصر تتحدث
    كمن كانت تنتظروقوع مثل هذا الشي !


    أستوقفتها قائلا :
    أم ناصـــــر ...

    قالت بعصيبة :
    أنا لست أمه .

    هـــو السبب ...
    هو من دمر حياتنا ...
    هو و ذلك الكــتاب ..

    أنهم يريدون الكتاب ...
    ماذنب ذلك المسكين زوجي ...
    وعادت للبــكــاء من جديد ...

    نظر الي أبا سعيد كثيرا ثم قال :
    أي كتاب ياام ناصر ؟؟

    كانت ماتزال تبكي ..
    ثم توقفت فجأة وعادت للصراخ :
    قلت لك اني لست امه ..


    كرر أبا سعيد سؤاله بعصيبة مخيفة هذه المرة ...
    أي كتاب ياام ناصر ؟

    لم تجب علينا ...
    بل تحولت من البكاء الى الضحك !


    كانت تضحك بهستيرية ...
    كانت ضحكاتها مخيفة ...


    ثم سقطت ...


    سقطت مغشية ...
    وبدون مقدمات ...



    " أنها مسحورة أو مصابة بمس شيطاني " .

    هكذا بادرنا الشيخ سلمان
    الذي حكينا له قصة والدة ناصر ..


    الشيخ سلمان رجل معروف بالرقية الشرعية ..
    كان يستمع لقصتنا بأهتمام بالغ ...


    قرر أن يكلف زوجنه بمرافقته
    لمتابعة حالة أم ناصر ..


    نصف ساعة
    ثم كنا في منزل والد ناصر ..



    الشيخ سلمان هو وزوجته
    كانا قد بدأ الاعداد للقراءة على ام ناصر ..


    كنا نستمع من خارج تــلك الغـــرفة
    إلى ضحكات وحديث طويل وصراخ ..


    مضــت ساعـــة خرج علينا فيها الشيخ سلمان ...
    قال : مايسكنها هو روح خبيثة ترفض الخروج ...

    وزاد بقوله :
    أن مايسكنها قال أنها جاء لجسدها الليلة من أجل شي واحد ..

    أزدادت دهشتي وتساءلت :
    كيف يسكنها روح خبيثة
    و هي امرأة متحصنة مؤمنة ومصلية و ...


    قاطعني الشيخ سلمان :
    الغضب ياعبدالرحمن أنه من ( مداخل الجن )


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ


    ( مداخل الجن )
    حـــقيقة كلام الشيخ سلمان حقيقي
    فالجـن عندما يوكل من ساحر بسكن انسان
    فأنه ينتظر اللحظة المناسبة للسكــن داخله


    فمثلا / ينتظر لحظة غفلة كسماع غناء او ممارسة معصية ايا كانت ..
    او أمرأة عارية و لم تسمي ..
    أو أمرأة تتزين في الحمام أعزكم الله ولم تذكر اسم الله ..
    وأذكر خصوصا الفتيات من مرتادات الزواج والحفلات
    حيث يجتمع التبرج والغناء والغفلة



    أو الخوف الشديد ...
    أو الغضـب وهـــذا اكثـر الحالات ..


    علما أن أحد الجن ذكر لأحد المشايخ أثناء جلسة رقية
    أن أصعب خطوة في حياة الجن
    هي وقت السكن حيث أنها تستغرق فترة ليست عادية ..

    وأن الانسان لو ذكر الله وقت احدى مراحل السكن هذه
    فأن الجني يحترق ..

    هذا والله أعلم ...



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





    عاد الشيخ سلمان للحديث معي ..
    وصدمني بطلب هذا الجني ..



    قال لي :
    أنه يشترط للخروج
    أن تعطوهم الكتاب وتخرجوا منه السكين ..



    كان الامر غامضا وبدا غير مفهوم ...
    تعجبنا انا وابا سعيد وقلنا : أي كتاب ؟؟!



    قال :
    أنه يقول أنك ياعبدالرحمن كنت الليلة في المقبرة
    التي بجانب المزرعة المذكورة ..
    والكتـــاب دفـــنه ابو ناصر قبل 14 ســنة هنــاك ..



    أبحثوا عنه هناك وأتركوه في تلك المزرعة المهجورة
    وسينتهي كل شي ....
    نعم سينتهي كل شي ..



    ساد صمت طويل بعد مقولة الشيخ ..
    أحسست أن الشيخ سلمان كان مترددا في قول شي ...



    قلت له ياشيخ : ماالامر ؟؟


    قال : امر غريب ..


    قلت : اي امر ياشيخ ؟؟


    تردد قليلا ثم قال :
    طلبهم كان غريب ...







    أنهم يطلبون كتابا حرم على الانسان قراءته ...

    كتاب خبيث ....

    كتاب ملعون ...







    يحتوي على طلاسم وعبارات سحر وشعوذة باللغة السيرالية ...
    لها معاني شرك ويستخدم في تحضير الجن والسحر ...



    والمعروف انه له العديد من الكتب التي تشرح الطلاسم ومعناها ...



    وهو كتاب ضخم من ثلاث مجلدات ..
    وقد قالوا انهم لديهم النسختين ...
    ويريدون النسخة الثالثة التي دفنها والد ناصر في نلك المقبرة ...


    وعليك ياعبدالرحمن ان تذهب وحيدا لانهاء مايريدون ..
    هناك في تلك المقبرة ...


    توقف الشيخ سلمان قليلا وعيناه بدت دامعتين ...
    ثم قال :

    ياعبدالرحمن ...
    لااخفيك سرا ...
    أنهم يريدون هذا الكتاب ...
    كتاب ....." ( شمس المعارف )"....
    والعياذ بالله


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    ( شمس المعارف )
    كل ماورد اعلاه في كلام الشيخ حقيقي ..


    فهذا الكتاب هو من تأليف احمد بن علي البوني
    وهو كتاب يحوي طلاسم ورموز تتمكن من عقل الانسان
    وتوقعه بحبائل السحر والجن ولايمكن الخلاص منـــها ..

    يكثر هذا الكتاب مؤخرا في :123:
    وأعرف أناسا سخروا الجن من خلاله
    وهم الان يعملون بعلاج الناس أي فك السحر بالسحر .

    ويلزمك لتحضير الجن ان تكون على قدرة
    للحكم بينهم تماما كشيخ قبيلة ..

    وسينفذون لك كل ماتريد
    ولكنك تكون وقعت في الكفر ودخلت دوامة الشيطان ..

    واستغل الكثير مؤخرا شهرة هذا الكتاب
    فتجد في السوق من اصدر كتاب مشابة من اجل الربح المادي
    ولكنه يختلف كثيرا ..

    اضافة الى انه يجب التفريق بينه وبين كتاب شمس المعرفة الكبرى ...
    فالاخير يختص بمكنونات دينية على حسب ماقرأت وسمعت ..

    لذلك ...
    انصح الاخوة بالإبتعاد عن مثل هذة الكتب
    لأنها علم لا ينفع بل له الضرر الكبير

    وبعض المواقع على الانترنت تعرض بعض من صفحاته ..
    فحذاري من الوقوع عليها ... وحماكم الله تعالى ....



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    كتاب " شمس المعارف " !!


    دفنه والد ناصر قبل 14 سنة ..
    في نفس المقبرة التي كنت فيها الليلة ..


    هكذا كان يردد الشيخ سلمان
    هذه العبارات على مسامعي ..

    كنت انا شاردا بتفكيري بعيدا ... بعيدا ...
    هناك حيث المقبرة ..وحيث البئر المهجور ...
    الذي انتهت اثار اختفاء ناصر حوله ..


    ذلك البئر الكئيب
    الملئ بتلك الرائحة المنتنة !




    كنت كمن يتقاتل مع عقله ..
    اتساءل ..

    كيف سأجد ذلك الكتاب في تلك المقبرة ؟

    كيف لشاب مثلي أن يظل يحفر ويبحث بين تلك الحفر ..



    ياترى أي مصيبة
    قد تنتظرني هناك ؟


    هل حان الدور علي الان ؟؟


    هل ستكون هذه الليلة
    هي اخر ليلة أشهدها ؟؟!


    اااااااااه
    ماأطول هذه الليلة !!





    نعم ؟؟؟
    كيف فاتتني هذه ؟؟
    لماذا هذه الليلة طويلة ؟؟




    الساعة الان تشير الى الساعة الواحدة صباحا ...
    شي عجيب فعلا يحدث ...
    كل هذه الاحداث مرت ببطء وكأن عقارب الساعة متوقفة ...





    " تذكر جيدا ياعبدالرحمن " .

    أنتشلتني تلك العبارة من تفكيري
    والشيخ سلمان يرددها بحذر ..
    تذكر ياعبدالرحمن لاتنسى ذكر الله ...
    وخذ هذه الزجاجة معك ..



    كانت زجاجة ماء عادية
    لونه صافي وبها قطع لم اعرفها ..



    قال لي الشيخ سلمان
    انها رقية وأستخدامها فيه الخير ان شاء الله ..



    كانت دموع ابا سعيد تنهمر ..
    كان يرثو لحالي ..


    قرر ان يرافقني لتلك الرحلة ..
    رحلة العودة الى تلك الاماكن المهجورة ...


    لكن الشيخ سلمان عارض ذلك وبقوة ..

    قال :
    عليك العودة وحيدا ياعبدالرحمن ..
    هم يريدونك وحيدا لتنهي المهمة وتذهب ..



    وقد حذرني ذلك الشيطان
    الذي يسكن والدة ناصر
    من خطورة ان يرافقك احد ..



    وأقسموا ان يقتلوها ان خالفت اوامرهم ..



    بدأت الدموع تتساقط من عيني الشيخ سلمان ..
    كان يردد هذه التحذيرات وهو يعتصر ألما ..


    يعلم ماقد يمكن ان يفعله هؤلاء الخلق ..


    نعم خلقهم الله و
    وهبهم من القدارت مالايدركه عقل الانسان ..
    انهم يستطيعون التشكل والتحول ..

    يمكن لهم أن يتقمصوا هيئة الانسان كما جاء
    في الرجل الذي كان يتردد على أبو هريرة .. وهيئة الحيوان ..
    وربما كانوا على شكل شجرة او صخرة .


    حقيقة
    كان الشيخ سلمان يحاول مواساتي والتخفيف علي ...
    ثم التفت ابا سعيد الى الشيخ سلمان وقال : سأرافقه ..
    ودار بينهما جدال ...


    فالشيخ سلمان كان حتما يعلم أشياء نجهلها نحن ..
    يعلم ماسيحدث لمن يرافقني ..
    لذلك حتما سأذهب وحدي ..



    نعم ...
    " سأذهب لوحدي " ..


    قاطعت جدالهم بهذه العبارة ..


    تركتهم وهم ينظرون لي ..
    مندهشين ..ومتعاطفين ..


    كانوا فقط يدعون ..
    ويرجون الله أن تنتهي هذه الحادثة بخير ...




    غادرت منزل والد ناصر ..
    أتجهت صوب سيـــارتي ..
    كانت كما تركتها انا وابو ناصر قبل اتجاهنا لتلك المنطقة واختفاءه ..


    ادرت المحرك ..
    كان كل شي فيها كما هو ..
    حتى ذلك الجوال الخاص بتلك الميتة كان كما هو ..


    أنطلقت بسرعة ..
    تجاوزت تلك الشوارع المزدحمة
    وأتجهت الى الطريق السريع المؤدي الى تلك المنطقة ..



    وصلت بداية تلك الطريق المهجورة ..
    كانت هناك سيارة تتبعني من بعيد ..
    كانت بعيدة بدرجة لم تمكنني من معرفة هويتها ..



    الحقيقة تلك السيارة رغم انها كانت تتبعني
    الا اني كنت اشعر بالطمأنينة أكثر ..
    كيف لا ...
    وهناك على الاقل من يرافقني في هذه المنطقة المهجورة ..




    كنت أقترب من تلك المزرعة المهجورة ..
    وتساءلت :
    هل أتوقف للبحث عند تلك المقبرة ؟؟
    أم أواصل حتى تلك المزرعة المهجورة
    علني أجد ماقد يساعدني هناك ..




    وبينما أنا غارق في هذه الاختيارات والتساؤلات ...
    حدثت مفاجأة من العيار الثقيل ...



    كان هاتف تلك الميتة يطلق نغمة أرعبتني ...
    نغمة معروفة لكل مستخدمي الجوالات عامة ..
    نغمة تعلن عن تلقي رسالة ...
    نعم رسالة نصية ...


    أوقفت السيارة فورا بحركة لاارادية ...


    لم ألمس ذلك الجوال وهو يردد تلك النغمة ..


    فقط كنت أتساءل ...
    كيف يعمل هذا الجوال ؟!!


    تلك القطعة النحاسية
    التي توضع بداخله ليتدفق وينبض فيه الارسال
    غير موجودة ..أي سحر هذا ؟




    مزيج من الخوف والتردد والفضول كانت تمتزج بداخلي ...
    وكانت النصرة للأخير ..


    نعـــــــم الفضول ..


    ألتقطت الجهاز ..
    وفتحته ..



    وصدق ظني ..
    كانت رسالة نصية ..



    رسالة كانت تنظر القراءة ..
    وكانت من رقم واحد ..
    رقـــم معـــروف جدا ..



    أنه اللص ..
    علي ..










    كانت الرسالة غامضة ..
    فقط كانت تحوي عبارة واحدة ورقمين ..
    كانت الرسالة تقول ..
    " المقبرة 14 " !!



    أندهشت كثيرا ...
    مالذي تعنيه هذه الرسالة ؟؟


    كان يساورني شك أن مرسل هذه الرسالة
    هو من يطلب الكتاب ..



    ورسالته هذه كانت مساعدة منه لي ..


    كانت أشبه بالمفتاح ..
    ولكن ؟؟



    أين القفل ؟؟



    نعم أين القفل
    حتى يمكنني أستخدام هذا الحل ..



    المقبرة تلك كبيرة ..
    كيف سأجد ذلك الكتاب ؟؟



    كانت تساؤلاتي تلك تبدو بلا نهاية ..



    صرت أشعر وكأن أطرافي بلا حراك ..
    وكأنها ترفض الاستمرار في هذا الرعب ..


    الان فقط عرفت أن تلك المعلومة التي قرأتها
    في تلك المجلة صحيحة ..


    المعلومة كانت تقول :
    * أنه كلما أزداد المرء حيرة وغموض
    صار أقرب الى الشلل النصفي


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    **حقيقة علمية

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ




    أقسم أنني أشعر وكأنني مشلول تماما ..
    كنت ماازال اسير ...


    تجاوزت تلك المقبرة ..
    لااعلم لماذا كنت اتعمد تجاوزها ..


    كنت امني نفسي بالذهاب الى تلك المزرعة المهجورة
    على أمل أن أجد والد ناصر أو ناصر أو حتى اللص علي


    رغم صعوبة الموقف عند مواجهتهم
    الا انني افضل صحبة احدهم على البقاء وحيدا هكذا ..


    عدت للنظر حولي ...
    أترقب تلك المزرعة من بعيد ..

    ثم ...
    ماهذا ؟؟



    غير معقول !!
    كانت الاضاءة الخاصة بالوقود مضيئة ..


    وأضاءتها كانت تعلن قرب نفاذ الوقود من سيارتي ..

    كيف يحدث ذلك ؟

    لقد تزودت قبل وصولي الى هذه المنطقة بالوقود ..

    كيف يحدث هذا ؟؟!!!


    واصلت السير حتى توقفت تماما
    أمام تلك المزرعة المهجورة ..


    كانت تماما كما هي ..
    البوابة الرئيسية مفتوحة ..

    ترددت كثيرا في الدخول ..


    في تلك اللحظة كانت هناك رائحة وقود واضحة ..
    كانت قوية جدا ..

    بدأت بالدوران حول سيارتي ..


    وفعلا ..
    وجدت ماكنت أخشاه ..
    شخص ما عبث بخزان الوقود ..


    كان مثقوبا ..


    شخص ما تعمد ذلك ..
    شخص كان قد تعمد أن يثقب الخزان بطريقة ذكية ..
    طريقة تضمن عدم خروجي من هنا ....
    على الاقل .....






    كان الشيخ سلمان يتبادل نظرات القلق مع ابا سعيد ..
    ابا سعيد كان رجل يجيد قراءة تعابير وجه من امامه ..

    كان يستشعر أمرا ما من تصرفات الشيخ سلمان ..
    كان يشعر بأن الشيخ سلمان يخفي أمرا ما ..


    قطع الصمت بينهما طرقات زوجة الشيخ سلمان
    لباب الصالة كتعبير لنداء زوجها !

    كانت تتهامس والشيخ سلمان بصوت خفيف ..
    لم يكن ابا سعيد يستطيع تمييز أي شي من هذا الكلام ..


    كل ماكان يجول بخاطره وقتها ..
    أن الشيخ سلمان يخفي أمرا ما
    أمرا مجهول عن الجميع ..


    مضت دقائق ...
    ثم عاد الشيخ سلمان ...


    كان يرى القلق البادي على وجه ابا سعيد ..
    بدى الشيخ سلمان مرتبكا
    على غير عادته المعروفة بالهدوء ..

    كان ابا سعيد يطيل النظر في الشيخ سلمان ..
    مما جعل الشيخ السلمان يعاجل بقوله :


    أبا سعيد لدينا مشكلة ..

    أجاب ابا سعيد بحذر ...
    أي مشكلة ؟؟


    أستطرد الشيخ : أم ناصر تعاني من نوبات شيطانية
    وعلاجها يتطلب أن نحصن الغرف ومحيطها وأسقفها
    بالحناء المذكور عليه اسم الله **



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

    ** حقيقة

    بعض الجن يهوى العبث تماما كما يهواه بعض الناس ..
    فهو يسكن المريض حتى اذا ماذهب المريض الى شيخ أو راقي
    فسرعان مايهرب اذا احس بخطورة القراءة ..


    وهنا يختلف ذكاء وقوة وحنكة القراء وخبراتهم ..
    فيتم وضع حناء ممزوج بماء مرقي
    ويتم تلطيخ اجزاء من الجدران والاسقف وزوايا المكان !

    حتى تصبح كالسجن لذلك الشيطان
    ومن رحمة الله ان الشيطان لايستطيع الهرب من هذه الحيلة ..

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ





    تعجب ابا سعيد قليلا ثم قال :
    توكل على الله أذن ..


    ثم أنصرف الشيخ تاركا ابا سعيد في تلك الغرفة
    واغلق الباب بهدوء وراءه ...


    ظل ابا سعيد قرابة الـ 20 دقيقة ينتظر ..


    الغريب هو الهدوء الذي كان يلف المنزل ..


    كان يتوقع أن يسمع صرخات أو ضحكات
    كالتي سمعها وقت القراءة ..


    ولكن لااثر لكل ذلك !


    بدأ القلق يتسلل الى نفس ابا سعيد ..
    فبدأ ينادي
    ياشيخ سلمان ...
    ياشيخ سلمان ..

    لم يجيبه أحد ..

    كرر النداء ..
    ولكن مامن مجيب ..


    اتجه ابا سعيد الى باب الغرفة
    ليستطلع الخبر ...

    ولكن ...
    كانت هناك مفاجأة ...

    الباب كان مغلقا من الخارج ...
    والشيخ سلمان تعمد حبس ابا سعيد
    لــــــــــــــــــماذا ؟؟؟







    بدأ القلق يدب في كل أنحاء جسمي ...

    أصبحت عليقا في هذا المكان ..
    سيارتي بلا وقود ...
    ماذا سأفعل الان ؟؟


    كررت النظر الى ذلك المنزل المهجور ..


    كان كما هو ...
    مخيفا ..
    كئيبا ...


    والغريب ان صوت الانين الذي سمعته سابقا
    لازال يتكرر بصوت خافت ..
    لااعلم مصدره ..


    كان وكأنه ينتشر في الفضاء ..


    تراجعت وقررت العودة الى المقبرة ..
    نعم هناك مفتاح كل الاسرار ...

    يجب ان ابحث عن ذلك الكتاب مهما كلف الثمن ..


    أنطلقت أركض ..

    كانت سيارتي وقتها قد فرغت تماما من الوقود ..
    سأقطع كل تلك المسافة أجري ..

    لايهم سأجري ...

    وأنطلقت بسرعة
    لم أتذكر أنني عدوت بمثلها من قبل ..


    كان الخوف هو الوقود الاول لي ..


    واصلت حتى بدت تظهر لي تلك المقبرة ..


    كانت كما هي ساكنة ..
    كان ذلك البئر يتوسطها كأم تحتضن طفل رضيع ..
    كان بينهما تناسق غريب وعجيب ..


    وصلت الى المقبرة تماما ..
    توقفت لحظة ..


    لااعلم لماذا توقفت ؟؟
    هل كنت أريد ألتقاط أنفاسي ؟؟
    أم أن حالة التردد بدأت تعود من جديد ...


    كانت فكرة تعطل سيارتي
    وصعوبة الخروج من هذا المكان ..
    أضافة الى امنيتي بالعثور على صديقي ناصر ووالده
    تدفعاني دفعا الى تلك القبور ..



    كنت اسير بين تلك القبور كالضائع ..

    مئات من القبور ...
    كيف لي أن أبحث بداخلها ؟؟


    كان الامر محيرا ..
    بل ومحيرا جدا ...


    بدأت أقلب بيدي التراب
    حول بعض القبور علي أجد مايمكنني الاستدلال به ..


    بدأ التعب يعتليني ...


    واصلت بحثي ..
    وجدت نفسي أنساق الى ذلك البئر ...


    نظرت فيه ..
    كانت المياه راكدة ..
    وتصدر منها رائحة كريهة ...


    لم يكن هناك أي شي واضح حول هذا البئر ..


    أحسست بالتعب ..
    ألقيت بجسمي على الارض ...
    كنت أعيد شريط بداية الاحداث ..
    وكيف بدأت تلك الامور ..
    أمور قديمة يجمع الكل على أنها قبل
    14 سنة
    مضت !



    كيف لي أن .....

    نعم ...
    صحيح ...
    كيف نسيت تلك الرسالة ...
    رسالة اللص علي ..
    كانت تقول : " المقبرة 14 "



    أنا الان في المقبرة كما طلب ...
    ولكن ماذا يقصد بـ 14 ؟؟؟


    كررت النظر الى المقبرة ..
    لم أجد مايمكن أن يسوقني الى الرقم 14 ..


    أعدت النظر الى البئر ..
    هو كذلك لم يكن يرشدني لشي ...


    أحسست بالضياع ..
    تقدمت قليلا ..
    فخطرت لي فكرة ...


    سأبدأ بعد القبور ..
    لماذا لااختار العد من احدى الجهات ..؟؟
    فربما توصلت لحل ..


    كانت المقبرة ذات شكل دائري ..
    مما يصعب عليك اختيار جهة كبداية للعد ..


    ثم خطرت لي الفكرة ...
    البئر هو الحل ...


    صعدت على حافته ..
    بدأت أراقب المكان ..


    كنت أرى هناك في طرف المقبرة
    صخرة كبيرة غريبة ..

    كيف لم أشاهدها من قبل ؟


    نزلت بسرعة ...
    كنت أتنقل بين القبور حتى وصلت اليها


    كانت تحتل ركنا واضحا من المقبرة ..
    والاغرب كانت القبور التي تبدأ من تحتها تصطف بشكل غريب
    وكأنها قطار متتالي ..

    كانت تختلف عن القبور الاخرى لمن ينظر اليها
    من هذه الجهة فقط ..
    كانت وكأنها صنعت لهدف ما ...
    تركت التفكير في كل الاجابات
    وبدأت العد ...



    1
    2
    3
    حتى وصلت الى الرقم 14


    كان قبرا عاديا كسابقيه !


    تأملته ..
    كانت عليه نقوش غير واضحة ..
    كانت مكتوبة على رأس القبر ..


    بدأت أحاول جاهدا بيدي أن أنظف تلك النقوش
    حتى أستطيع فهمها ..
    كنت أفرك بشدة ..
    ثم ...


    أحسست بشي غريب ...
    شي أشبه بالزلزال ..
    كانت الارض تتحرك من تحتي ...


    أبتعدت ..
    كان ذلك القبر ينهار جزءه العلوي تماما ..


    سقط الى الاسفل
    تاركا سحابة صغيرة من التراب تتطاير ..



    بقيت متجمدا لحظات ..
    حتى عاد الهدوء الى المكان ..


    ثم تقدمت بهدوء ..
    كنت أرى ذلك القبر بوضوح ..


    سطحه العلوي لم يعد موجودا !




    تقدمت أكثر ...
    حتى وصلت حافة القبر ...
    وكانت تنتظرني مفاجأة
    قلبت الموازين تماما ..


    ذلك القبر ...
    لم يكن قبرا عاديا ...
    بل كان يحتوي على سلم !


    نعم سلم خشبي قديم يقود الى أسفل ..
    وكان واضحا أنه بات لزاما علي أن أنزل ..


    وكان واضحا أنني أسير في الطريق الصحيح ..

    نعم الطريق الذي أجهل نهايته ..



    ومع كل هذا بدأت في النزول
    النزول الى الجحيم والى الضياع ...





    كانت سيارة الشرطة تقطع تلك الطريق بتباطئ ...
    كان قائدها قلقا بعكس زميله
    الذي كان يغوص في تفكير عميق
    كان كمن يخشى شي أو فوات شي ..


    قاطع هذا الصمت السائق وهو يخاطب زميله :
    أتمنى أن أعرف مالذي يجعلنا نطارد هذا الشاب
    الى العاصمة ثم ألى هنا ؟


    كان زميله صامتا وغير مبال بتساؤلاه ..


    فواصل السائق قائلا :
    هل تعتقد أنه ساحر ؟


    هذه الاماكن موحشة ومرعبة
    ماذا سيفعل فيها !
    ثم أنك تقول أن سيارته غير مسجلة


    لم يكن يحصل ذلك السائق على اجابات ..
    فصرخ بشدة ..
    لماذا لاترد على أسئلتي ؟


    كان زميله مايزال صامتا ويفكر بشرود
    وفجأة توقف السائق بالسيارة وصرخ في زميله :

    لماذا تتجاهلني
    هل تريد أرعابي ؟؟

    هل لأن رتبتك أعلى مني
    ستجعلني كالخادم معك ؟؟


    لن نواصل مطاردة ذلك الشاب
    وسأعود بالسيارة الان الى ....


    لم يكد ينهي جملته الاخيرة حتى تفاجأ بزميله
    يخرج مسدسه ويطلق عليه النار


    نعم ..
    أطلق رصاصتين أستقرت في رأس السائق المسكين











    لم يكن منظر سائق سيارة الشرطة وهو غارق في دمائه
    قد هز أي شي بداخل زميله
    بل ترجل من مقعده و أزاح جثة ذلك المسكين عن مقعد السائق
    و قذف به في الطريق و أعتلى مقود السيارة ..
    وهو يقول :

    هكذا أصبحت أنعم بالهدوء
    ياله من ثرثار أبله ..

    وأنطـــــــــــــــــــلق

    أنطلق قاصدا تلك المزرعة المهجورة
    تماما حيث كانت سيارة عبدالرحمن تقف
    وحتما كان يريد شيئا ما
    شيئا غامضا !







    كان ذلك السلم يبدو بلا نهاية
    أو هكذا الظلام جعلني أشعر


    كانت هناك بالاسفل نقطة ضوء صغيرة
    مما يعني وجود شيئا ما هناك !!؟


    واصلت نزولي بسرررعة ..
    كان الفضول بدأ يقتلنــي

    بدأ ذلك الضوء يوضح

    وصــــلت الى الارض ..
    ووجدت شي غريب ..


    كان هناك نفق ..
    بدأ أنه سيوصلني الى مكان ما ..


    كان ذلك المكان مضاء بشئ غريب







    كانت هناك السنة لهـــب ..
    السنة متعلقة في الهواء ..






    تماما كتلك التي كانت تشتعل في الاشجار وتختفي ..



    كنت اشق طريقي بسرعة ..
    كنت اعدو بسرعة ..
    أحسست بطول ذلك الممر ..



    اكثر ماكان يدفعني للمواصـــلة !
    هو أمنيات بنهاية لهذه الاحداث


    كم أتمنى أن أعود لحياتي الطبيعية
    متى ينتهي كل هذا ؟؟




    أنتزعني من تساؤلاتي هذه
    مشاهدتي لسلم اخر أمامي !

    كان شبيها تماما بذلك السلم السابق ..
    لم أتردد لحظة في الصعود


    واصلت صعودي حتى وصلت الى قمته
    كانت نهاية القمة مثل باب يلزمني دفعه
    دفعته بحذر وهدوء ..
    لاح لي من خلاله وكأني وصلت الى غرفة ما
    كانت أضاءتها ضعيفة جدا ..

    رفعت جسدي وصعدت الى تلك الغرفة ..
    كانت خالية !

    وبدأ لي صوت أنين عالي ...
    كان مصدره الغرفة المجاورة

    توقفت بحذر قليلا ..
    ثم أقتربت من أحدى النوافذ
    وحاولت أستشفاف مابالخارج ..

    وكانت صدمة مذهلة


    نعم مارأيته خارجا كان مذهل بحق
    لقد رأيت طرفا من سيارتي وسيارة والد ناصر خارجا ..


    وهذا لايعني سوى شي واحد ..
    نعم ...
    أنا الان في تلك المزرعة المهجورة
    وتحديدا ..
    في داخل ذلك البيت المهجور ..


    بدأ الرعب يأخذني أكثر فأكثر
    كان ذلك الصوت يزعجني ..صوت الأنين ..


    أخذت في الاقتراب من تلك الغرفة الجانبية بحذر
    أقتربت أكثر ...
    ثم وقفت أمام بابها ...


    ورأيت منظرا كان غاية في البشاعة
    كان رجلا كبيرا في السن ..
    ولكنه مقطوع الايدي والارجل ..
    وذا جسد نحيل ...



    كان يبتسم لي ..
    وكأنه يتوقع مجيئي ..


    والاغرب بجانبه تماما ..
    كانت هناك منضدة صغيرة


    وموضوع عليها كتاب قديم
    وكان يتوسط ذلك الكتاب
    سكين ..


    سكين
    كانت تخترق كل صفحاته










    حاول أبا سعيد جاهدا أن يفتح ذلك الباب
    لكنه كان موصدا بأحكام ..


    تساءل ابا سعيد عن السر في حبسه ؟؟
    ولماذا يمكن أن يفعل الشيخ سلمان مثل هذه الفعلة ؟



    كانت الشكوك تحاصره قرر أن لايقف حائرا
    كان يدرك أن هناك شي غير طبيعي يحدث هنا ..

    بدأ بالدوران حول نفسه ..
    كان يتفحص تلك الغرفة جيدا ..
    لاحظ وجود فتحة للتهوية ..

    كسر الحاجز الخشبي الذي يفصلها عن الممر الداخلي
    وقفز قفزة كانت أكبر من عمره بكثير
    ولكنها أقوى غريزة يمتلكها الكائن الحي ..
    أنها غريزة الرغبة بالبقاء ..


    نزل من الناحية الاخرى ..
    كان قد وصل الى ممر الصالة


    قصد مسرعا أحدى الغرف
    وأصابه الذهول حين وصل الى أحدى الغرف


    ماشاهده كان مخيفا

    كان يرى الشيخ سلمان ملقى على الارض
    وبجانبه تماما زوجته ..

    ولم يكن هناك أثر لأم ناصر !
    وكأن الارض أبتلعتها ..


    كان واضحا أن الشيخ سلمان وزوجته
    ليسا بوعيهما ...


    أسرع ابا سعيد الى الغرفة الجانبية
    وشاهد شيئا غريبا ..شيئا جعل شعر رأسه يقف

    شاهد أم ناصر تتوسط الغرفة تماما ..
    ولكنها كانت ... بــــدون رأس
    بل كان الجسد فقط موجودا



    كنت أراقب ذلك العجوز المبتسم ...
    كان يضحك ثم قال لي : عبدالرحمن
    لقد أتعبوك كثيرا الليلة ..
    أجلس ولاتنظر للكتاب أو تفكر بفك السكين
    عن صفحاته ..


    أنهم يريدون به خراب ودمار كثير من البشر

    أرجوك لاتعطهم هذا الكتاب ..


    ثم تحولت ضحكاته الى بكاء طويل !!!
    وصار يرجوني بشدة أن أمتنع عن هذا الكتاب


    أحسست وقتها أنني أبتلعت لساني
    حاولت جاهدا الكلام ثم نطقت اخيــرا
    من أنت ؟


    عادت أبتسامته المخيفة تعلو وجهه
    وهو يقول :

    أنا والد ناصر الحقيقي


    واصل حديثه

    أعتزلت الناس من سنين طويلة بسبب هذا الكتاب


    عندما كنت أحفر داخل تلك المقبرة
    كنت أعمل على تجهيز القبور للأموات
    حتى عثرت على هذا الكتاب
    قرأته
    بل وأحسست أني مشدود إليه

    لم أكن أسنطيع مقاومة سحره
    جمعـتهم مــن كل حدب وصوب

    كانوا يخدمونني كل الــجن
    حتى تزوجت منهم أم ناصر
    نعم ..
    جميلة جميلات الجن ..

    ثم ساد خلاف كبير بين أقوامها بسببي
    و بسبب هذه الزيجة ..

    كانوا يريدون الكتاب
    ليتخلصوا مني ومن نفوذي عليهم


    قررت العمل بنصيحة الكتاب
    ووضعت السكين بداخله


    وكانت هذه تعويذة
    لكف الجن عن الكتاب

    كانوا يريدون هذه النسخة لاكمال المجموعة
    المجموعة ذات الـ 3 كتب


    علموا بناصر ..
    وبمقدمه للحياة ..


    حاولوا الا تختار امه له التشكل كأنسي
    ولكنها فعلت
    فقتلوها

    قطعوني كما ترى ..
    فقط حينما أحاول الصراخ أو أرفع صوتي
    لاأملك سوى الانين ..


    قاموا بتربية ناصر حتى سن الثالثة

    كانوا يرون فيه بطلهم الذي سيكبر
    ويحرر هذاالكتاب وفاء لجنس امه على الاقل ..
    ولـــــــكـــــــــن ...


    قاطعته أنا قائلا :
    ولكن والد ناصر المسكين الذي وجده ورباه
    كان هو الضحية ..


    بدأت بالبكاء معه ...

    كنت أنظر حولي ..
    وياللعجب ..

    خلفي هناك في الغرفة الاخرى ..
    كان هناك باب واضح للمنزل ..


    أذن كيف لم أشاهده وأنا خارج المنزل ؟؟
    كان الرجل لايزال يطلق ذلك الأنين المخيف ...


    حاولت الأقتراب من ذلك الكتاب ..
    ولكن ..
    كنت أشعر بشي يدفعني لفك السكين
    ولكن كلام هذا الرجل يخيفني ..



    كنت واقعا في بحر من الحيرة ...
    من أصدق ؟


    كيف لي أن أعرف الحقيقية
    لأنهي كل هذا الخوف ..



    ثم قررت أن أنهي ماجئت من أجله ..


    سأخرج السكيـــن وليحدث مايحدث ..



    تقدمت بقوة وذلك الرجل يزداد أنينه ..
    كان وجهه يتغير الى اللـــون الاسود ..


    تجاهلته تماما ..
    وأنتزعت السكين ...
    وأنفتح الكتاب ...











    لم أكد أبتعد عن الكتاب ألا
    وأشتعلت نيران مخيفة ..








    كنت أشعر بحرارتها ..
    هربت الى الغرفة الثانية ..
    أبحث عن المخرج ..
    ولكن ..


    كانت هناك جثث ملقاة
    وجميعها بلا رؤوس ..


    كلها كانت لابا سعيد ..
    والشيخ سلمان وفيما يبدو زوجته ..
    وأمرأة أخرى يبدو أنها والدة ناصر ...



    جن جنوني ...
    هل ماأراه حقيقة ؟؟


    أين وعدهم لي بترك ناصر ووالده
    وعودة الامور الى ماكانت عليه ..؟


    أنهم كاذبون !
    نعم حتى لو قالوا ووعدوا أنهم كاذبون


    كانت النيران تزداد أشتعالا ..
    دفعت ذلك البــاب بقــدمي ..
    فأنفتح بكل سهولة ..



    في الخارج ..
    كما رأيت تماما ..


    كنت داخل ذلك البيت المهجور
    و هاأنا ذا الان أرى بوابة المزرعة


    كل ماأريده الان هو الخروج والهروب من هنا
    كيفما كان ..



    ركبت سيارتي بسرعة ..
    أدرت المحرك لكنه لايستجيب ..


    عاودت المحاولات أكثر فأكثر ولكن بدون فائدة ...


    لمحت تلك الاضاءة
    التي تعني نفاذ الوقود ..


    تذكرت ماحل بخزان الوقود ..
    وقعت عيني على زجاجة ماء بجانبي ..
    تناولتها وهربت ..


    قررت قطع الطريق ماشيا ..
    ولكن ! كيف لم أنتبه ؟؟

    كانت خلفي بأمتار قليلة
    تقف سيارة من سيارات الشرطة !!
    ترى هل هي حقيقية ؟؟

    تقدمت نحوها ..
    كان محركها يعمل ..


    ولكن مالذي جاء بها هنا ؟
    هل هي تلك السيارة التي كانت
    تتبعني قبل مجيئي الى هنا ؟؟


    تركت كل تلك الاسئلة جانبا ..
    صعدت الى السيارة ..
    أحكمت أغلاق كل الأبواب
    وأنــــــــطــــلــقـــــت


    نــعــم لـن أتـــوقــف ..

    لن ألقى حتفي هنا ..


    كنت قريبا من تلك المقبرة ..
    ثم رأيت جثة شرطي ملقاة على الطريق ..
    كانت تتوسط الطريق ..



    ترى مالذي حدث له ؟


    تجاوزنه قليلا متعمدا أن لاأقترب منه
    كي لاأدهسه ..


    ثم أنعطفت قليلا ...
    و إذا بشخص يحاول أن يفتح باب السيارة الجانبي







    لم أكن أستطيع تمييز ملامحه ..
    كان فقط يحاول أقتحام السيارة ..


    ثم قررت الأنطلاق بلا أدنى تردد ..


    لكنه كسر زجاج السيارة الجانبي ..
    زدت من ســـــرعة السيارة ..
    لكنه ظل متعلقا بيد وحيدة ..


    نظرت حولي ..
    لم أجد سوى زجاجة الماء تلك التي أعطاني
    أياها الشيخ سلمان ..


    قذفت بها على يده ..
    تحطمت الزجاجة وتناثرت محتوياتها على يده ..
    ليعقبها صرخة مدوية منه ..

    صرخة هزت كياني ..
    كان يتألم ..
    ثم سقط تاركا السيارة ..



    والمخيف ..
    أنه سقط ..
    تاركا ذراعه التي أنقطعت داخل السيارة ..

    أنقطعت بفعل تلك المياة الطاهرة ..
    نعم ..


    المياة التي ذكر اسم الله عليها ..
    كان شكل اليد المقطوعة مخبفا ...




    بدأت أستعيد كل شي ..
    ذلك الرجل الذي أنقطعت يده قبل قليل
    لم يكن سوى ذلك الشرطي الذي أوقفني حين عودتي الاخيرة
    للرياض !

    أيعقل هذا ؟!!


    هل باتوا يعيشون ويتكاثرون حولنا ونحن لانعلم ..
    هل أصبحوا يخالطوننا حتى أصبح من الصعب تمييزهم ..



    كنت أنطلق بقوة متجاوزا تلك المزارع والاحراش ..
    فقط لي هدف واحد سأقف عنده ..


    نعم ..
    سأتجه الى مركز الشرطة ..
    بل أقـــرب مركــز شـــرطة ..




    كان الفجر قريبا وباتت خيوطه في الارتسام ..
    قطعت المسافات سريعا ..
    تجاوزت تلك الطرق ..

    وأخــــــــــــــــــيــــرا ..


    هاهو ذا مركز الشرطة ..


    أوقفت السيارة بشكل عشوائي على الطريق
    ودخلت مسرعا الى ذلك المركز ..



    وصلت الى غرفة أحد الضباط ..
    كان ينظر لي بخوف ..


    ثم قال لي : مــــاذا حــدث لك ..
    طلبت منه ماء ..
    فأعطاني ...


    ثم طلب بالجرس مجموعة من المساعدين

    كانوا مندهشين لحالتي ..
    طلب منهم الضابط تركي لأارتاح ..
    ثم بدأت أحكي لهم القصة ..


    نعم .. كل القصة ..
    بكل تــفــاصـــيلها ..
    وبكل صغيرة وكبيرة ..


    كانوا يسجلون كل شي ..
    كل شي ..


    ثم ...
    سقطت أنا في غيبوبة ..
    غيبوبة تامة ..



    كنت أفتح عيني جاهدا ..
    كان ضوء الشمس يملأ المكان ..
    وكنت ماازال كما أنا بحالتي الرثة


    ولكني كنت على أحد الاسرة البيضاء
    في مستشفى على مايبدو !


    كانت غرفتي تحوي الكثير من الأطباء والضباط
    كانوا يتبادلون الحديث ..
    كنت أسمعهم بوضوح ..
    دون أن ينتبــهــوا لي ..



    كان أحد الضباط يقول :
    لقد أرسلنا رجال الشرطة للتأكد من المزرعة التي يقول
    ولكننا لم نجد هناك مزرعة أصلا ..


    ثم بحثنا عن المقبرة والقبر التي يقول
    ولكن لاوجود لها في تلك المنطقة ..


    وسألنا بعض من يعيشون هناك
    عن رؤيتهم لشاب بمواصفاته ولكنهم أنكروا رؤية مثل ذلك ..



    ثم قاطعه ضابط اخر :
    حتى بيتهم الذي يقول في الرياض لم نعثر عليه
    بل أن الموقع الذي وصف لنا فيه بيتهم
    كان هو موقع مقبرة كبيرة في الرياض


    ومحله الذي يدعي ان اللص صاحب الاسعاف
    كان يتردد عليه فيه ليس له وجود ..



    بل أن مكان وصفه كان يوجد أرض خالية كانت معروضة للبيع ..
    حتى ابا سعيد الذي ذكر و الشيخ سلمان و ناصر صديقه و والده
    ليس لهم وجود وحتى عناوينهم كانت لمنازل خاطئة ..




    كان كبير الضباط ينظر بحيرة اليهم
    ثم واصل ضابط اخر :


    حتى وصوله الى مركز الشرطة صباحا
    كان بدون سيارة !
    فكيف يقول انه جاء بسيــــارة شــرطـة


    ثم أننا خاطبنا كل الجهات المعنية ومراكز الشرطة
    في كل الدولة
    فلم يبلغوا عن مقتل أو أختفاء أي فرد منهم

    فكيف يقول أنه رأى شرطيا مقتول
    وقطع يد اخر ؟



    تدخل كبير الاطباء وخاطب الضباط قائلا :

    أيها السادة لقد أخبرتكم مرارا
    أن هذا الشاب مريض نفسي

    وهو مصاب بمرض الفصام **
    الذي هو واحد من الأمراض الذُّهانية أو العقلية الرئيسية ..

    والاكيد أن هذا الشاب مصاب بما
    يعرف بالفصام الظناني أو الباروني **
    وهو ناتج عن الضغوط التي قد يتعرض لها


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    مرض الفصام **
    يعتبر مرض الفصام الذهاني (schizophrenia)
    أهم الأمراض العقلية

    ومن الأخطاء الشائعة ما يسميه البعض بانفصام الشخصية
    ويشكل المصابون بهذا المرض
    أكثر نزلاء مستشفيات الأمراض النفسية والعقلية
    نظراً لصعوبة هذا المرض وتأثيره على المريض وعائلته
    وكذلك على المجتمع...

    وهذا المرض موجود منذ زمن بعيد
    و أول وصف لهذا المرض يرجع الى عام 1400 قبل الميلاد .

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ




    دخل في ذلك الوقت شرطي اخــر
    ســلم ّرسـالة مــا الى كبير الضباط

    فتحها ثم قال موجها حديثه للضباط والاطباء :
    الغريب
    أنهم الان وجدوا سيارة تخصه ولكن !!
    يقولون أنهم وجدوها في قرابة أحدى مقابر المدن الشمالية !
    و الاغرب
    أنهم عثروا على زجاجها الجانبي محطم
    وعلى المقعد الجانبي كانت هناك يد مقطوعة كما أدعى

    ولكن الغريب انها لم تكن يد أنسان كما أدعى ..
    بل كانت يد كلب !!







    قرر الأطباء أن حالتي صعبة وتحتاج الى علاج مكثف ..
    والآن
    هاهم ينقلونني في عربة الاسعاف
    الى مستشفى الامراض النفسية بالعاصمة

    سيتم أيـــداعي هنـاك حتى تـتـحسن حالتي ..

    من يعلم !!
    قد أكون عاقلا بين مجانين رفضوا تصديقي ..

    وقد أكون مجنونا
    يحتاج الى علاج ..



    هذه التجربة
    ستظل محفورة بعقلي وذاكرتي ماحييت ..
    أقسم أن ماعشته حقيقي .. مارأيته حقيقي ..
    ولايهمني أن يصدقني أحد ..


    دعوني أبقى في هذا المستشفى ..
    دعوني فربما كان عقلي بحاجة الى راحة طويلة جدا ..


    لقد تحمل مالايطيقه انسان ..

    دعوه يرتاح حتى لو كان الثمن أتهامي بالجنون ..
    لايهم ..



    لقد مرت علي ليلة من اصعب ماعاشه الانسان ..


    أغمضت عيني ..
    ورحت في نوم عميق ..
    ولــــــــــكـــــــن ..


    لم أكد أنعم بتلك الغفوة ألا بصوت
    باب سيارة الاسعاف يفتح ..


    كنت مقيدا كمتهم .. و كانوا يسوقونني كمجرم ..



    يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاالله ..
    هربت اليهم طالبا النجدة عاقلا ..
    فأخرجوني من مركزهم مريضا ومختلا ..





    كانوا يقولون أن المستشفى يتخذ أجراءات إحتراسية
    لاستقبال حالتي الحرجة ..


    وصلت ..
    وكانوا يقودونني الى حجرة خاصة ..

    حجرة كنت أرى اللوحة التي كتبت عليها
    كانت "
    عـــنبر الحـــالات الخـطــرة
    " ..


    وصلنا ..
    فتح الباب الاول ..

    ثم سرنا قليلا
    ففتح الباب الثاني ..


    ثم وصلنا الى باب ثالث ..
    كانت تبدو خلفه حجرة معزولة وكئيبة ومظلمة ..


    كنت أتساءل قبل أن ندخل ..
    مـــاذا لو مات شخــصا هـنا ..
    مع كل هذه الابواب والمسافات ..

    هل سيكون هناك من يسمعه ؟؟


    أبتسمت وتذكرت ..
    من سيهمه موت مثل هؤلاء الشريحة من المجتمع ..
    أنهم مجانين وميتين بعيون الاصحاء ..





    أوصلني الممرض وزميله الى فراشي الابيض
    و الذي كنت أميزه بصعوبة بالغة بسبب ضعف الاضاءة ..


    أستلقيت بجسدي الهالك أبغي الراحة ..
    حتى لو كانت هــنا بين هؤلاء المجانين ..


    كان يشاركني الغرفة 3 نزلاء ..
    هؤلاء هم رفقتي ..


    كنت أتساءل واناأنظر أليهم ..
    ياترى هل بينهم عقلاء أتهمهوهم بالجنون ؟


    هل فيهم من مر بتجربة ما
    فرفض المجتمع تصديقه ؟


    أبتسمت من جديد سخرية
    بهذا المجتمع !!!



    كنت أهم بالاستلقاء والنوم ..
    النوم بعمق
    ولـــــكـــن !!


    أنتبتهت لحركة أحد هؤلاء المجانين
    الذين يرافقونني ..
    ثم تبعه المريض الثاني ..
    وأصطف ورائهم الثالث ..


    كانوا يمشون ببطء ..
    زيقتربون مني !!؟


    حتى أقتربوا من سريري ..
    و كــأنهم كانــوا بأنتظاري ..
    وبأنتظار لحظة دخولي ومغادرة الممرضون

    كانت تعلو محياهم أبتسامة واحدة

    أٌقتربوا أكثر ..


    أضأت المصباح الذي كان يعلو سريري
    ثـــــم



    أصابتني صدمة لاحدود لها ..
    كانت الوجوه الثلاثة معروفة جدا بالنسبة لي ..
    أقــــــــــسم أنهـــا كـــــذلك ..


    أنـــــهــــم ..

    ناصر ..
    ووالده ...
    واللص علي سائق الاسعاف ..وسارق الاموات

    تعليق


    • حجم الخط
      #3
      رد: قصه جوال إمرأه ميتـه !



      إنتهت القصـه
      و تــــمّ النــقل


      جعلكم ربي مـن أهـل الذكـر و الشـكـــر
      و حفكم و أحبتـكم بعــنايــتـه

      آمـيـــــــــــــن

      لاتـنـســـــوا
      تحصنوا بالذكـر فــي كـــل و قـت و حيــن
      لاكتبنا الله و إياكم مـن الغافليـن



      تعليق


      • حجم الخط
        #4
        رد: قصه جوال إمرأه ميتـه !

        الراقي انت شرير اش هذا الرعب
        بعدين هذي ثاني مره اقراءه ماستوعبت
        هل عبدالرحمن برضو منهم؟؟؟؟ كيف مالقو محله؟؟
        احاول فك الرموز هل المراء الميته هى الجنه ام ناصر الحقيقه
        والمقطع ابوه بشري تزوج منهم
        طيب وابوه وامه البشرين اخذوهم علي يطلع مين؟ جني يبي الكتاب
        الشيخ !!!!
        مرررررررره معقده القصه احس فيه جزء مفقود

        بس حلوه تحمست فيها وانرعبت كثيييييير في اول مره اقراها

        تعليق


        • حجم الخط
          #5
          رد: قصه جوال إمرأه ميتـه !

          الراقى القصه ياليل مطولك ماكملت قرايتها انا جانى النوم راح ارجع اكملها تقبل مرور اخوك ابو سجاوه .

          تعليق


          • حجم الخط
            #6
            رد: قصه جوال إمرأه ميتـه !

            يابيشو
            أنت قاعدة تنفضين و تنظفين المنتدى للعيد



            من وين طلعت هالقصة
            لها هنا سنة

            جن و بالفجر
            و تقولي أنا شرير

            زادك العلي القدير
            بركة و بسطة في الذوق و العلم و الفهم
            و أجزل أجرك على طيب الحضور و كريم المتابعة

            أجرك على الله

            تعليق


            • حجم الخط
              #7
              رد: قصه جوال إمرأه ميتـه !


              هههههههههههههههه

              فديتك أبوالغالية

              أحد يقرأ قصة رعب
              يجيه نوم

              جاي عكس الناس أنت

              قسم أنك شجاع

              ترى ممتعة القصة
              بس لا تقرأها و أنت لوحدك بالغرفة

              تعليق


              • حجم الخط
                #8
                رد: قصه جوال إمرأه ميتـه !

                هههههههههههههههه اما جاءك النوم !!
                متاكد بتنام ولا .......... هع

                يابيشو
                أنت قاعدة تنفضين و تنظفين المنتدى للعيد



                من وين طلعت هالقصة
                لها هنا سنة
                لا وانت الصادق سنتين إلا
                يب يب هذا هو بضبط ملف ملف عضو عضو
                بعدها بنسوي مسابقه يلي يلاقي موضوع مكرر له جازه ومبلغ مالي
                ويمكن نسلمه المنتدى

                كان الله معنا ومعكم << محد يقلد احد بالاسلوب

                الف تحيه لك استاذنا الراقي

                تعليق


                • حجم الخط
                  #9
                  رد: قصه جوال إمرأه ميتـه !

                  يالله عفوك قصة عجيبه

                  تحياتي لك
                  .
                  . فل آلحجآج وخل عنڪَ آلهوآجيس... ڪَلن يموٺ وحآجٺة مآ قضآهآ .

                  تعليق


                  • حجم الخط
                    #10
                    رد: قصه جوال إمرأه ميتـه !

                    المشاركة الأصلية بواسطة بيشوو مشاهدة المشاركة

                    ملف ملف
                    عضو عضو

                    بعدها بنسوي مسابقه
                    يلي يلاقي موضوع مكرر له جازه ومبلغ مالي







                    قلتِ لي
                    ملف ملف و عضو عضو و قسم قسم
                    و زنقة زنقة new14



                    ربي يجزل لكم الأجر
                    و يحقق لكم و على ايديكم المنى



                    أما مبلغ مالي
                    و ربي لأغتني من وراء الشبكة



                    لا تدخلي الفكرة براسي
                    يكفيني ( التبليغ عن إساءة )
                    و انقلوا ذاك و هذا محله مش هنا



                    فالك مراقب عام بيشو
                    مشكـــورة أول و تالي

                    تعليق


                    • حجم الخط
                      #11
                      رد: قصه جوال إمرأه ميتـه !

                      حياك الله
                      يعين الله

                      الله يحقق كل أمانيك أخونا
                      إسمك و حضورك طيـــب

                      أشكرك

                      تعليق


                      • حجم الخط
                        #12
                        رد: قصه جوال إمرأه ميتـه !

                        المشاركة الأصلية بواسطة الراقي مشاهدة المشاركة


                        قلتِ لي
                        ملف ملف و عضو عضو و قسم قسم
                        و زنقة زنقة new14



                        ربي يجزل لكم الأجر
                        و يحقق لكم و على ايديكم المنى



                        أما مبلغ مالي
                        و ربي لأغتني من وراء الشبكة



                        لا تدخلي الفكرة براسي
                        يكفيني ( التبليغ عن إساءة )
                        و انقلوا ذاك و هذا محله مش هنا



                        فالك مراقب عام بيشو
                        مشكـــورة أول و تالي
                        ههههههههههههههههه
                        هذا مشروع توظيف بدون دوام
                        بس لحظه لاتتحمس
                        من الشروط يمنع
                        مشاركه المسنين وشياب احتراما لعمرهم
                        وخوفا ع صحتهم..!!
                        ولا اقول يمنع منعا تاما
                        دخول المسابقه يلي اكبر منى واصغر مني
                        يلا توكل ع الله ودورلك وظيفه ثانيه
                        لا الله يرحم والديك كافي كنس عند عتبه الباب..!

                        ~ عذار للخروج عن المسار ~

                        تعليق


                        • حجم الخط
                          #13
                          رد: قصه جوال إمرأه ميتـه !



                          سلمت يمينك اخي الراقي ..

                          ههههه داخلة ابحث عن شيء طلعت قصتك عن جد رعب !!

                          بس فيها شويا قطع أفكار توقعت في الأخير تطلع مقلب ..

                          والله اني لحالي الله يحميني بس .. باقي ماقريت الاذكااااار ..

                          اليوم خلص ونسيت اتحصن!!

                          تعليق

                          Loading...


                          يعمل...
                          X