يؤكدون على أهمية التوعية بالمرض
أولياء أمور يطالبون بضرورة الاهتمام بأبنائهم المصابين بالتوحد
علياء الهاجري – الدمام
لكل فرد من أفراد المجتمع مطالبه وحاجاته بما يتوافق وميوله ورغباته فذوو الاحتياجات الخاصة يطمعون في تحقيق رغباتهم وتوفير احتياجاتهم سواء فيما يخص التعليم أو الصحة أو الترفيه على اعتبار أنهم يعانون من مرض مما جعلهم يحتاجون لعناية خاصة واهتمام كبير فالمعاقون لهم احتياجاتهم والصم والبكم هم الآخرون وكل يسعى لتحقيق مطالبهم إلا أن المصابين بالتوحد صغارا وكبارا تزيد معاناتهم في طلب احتياجاتهم وتعريف الناس بهم حيث يجهل الكثيرون من أفراد المجتمع على اختلاف فئاتهم العمرية ومستوياتهم التعليمية ماهية التوحد وكيفية التعامل مع المصاب بالتوحد مما يشكل حاجزا أمام ذوي التوحد وأفراد المجتمع « اليوم « التقت أولياء أمور عدد من المصابين بالتوحد الذين عرضوا تجربتهم مع أبنائهم وطالبوا بضرورة نشر التوعية بين أفراد المجتمع .
جهد
أم عبد العزيز لها من الأبناء توأم في 11 من العمر أحدهما مصاب بالتوحد تحدثت عن تجربتها مع مراكز تدريب ذوي التوحد وقالت : منذ أن اكتشفنا إصابة ابني بالتوحد ونحن في جهد لتعليمه وتدريبه في المراكز الخاصة بمثل حالته والتي هي ليست بكثيرة في المنطقة هذا عدا أنها مراكز تجارية بالدرجة الأولى تعنى بالكسب المادي الباهظ الثمن على حساب تعليم الطفل فأغلب هذه المراكز تستغل جهل أولياء أمور الطفل التوحدي بالطريقة التي يمكن من خلالها تدريبه وتعليمه وتعد أولياء الأمور وعود في غير محلها حيث لا تمتلك أغلب هذه المراكز منهجا معينا خاصا بذوي التوحد يتناسب وقدراتهم الذهنية والحركية ولا يعمدون إلى تدريبات خاصة من شأنها أن تعلم الطفل التوحدي كيفية التعامل مع المجتمع وطالبت أم عبدالعزيز الجهات المعنية بضرورة الرقابة على مثل هذا النوع من المراكز مؤكدة على الحاجة لتنظيم عدد من المحاضرات والدورات حول التوحد سواء لأولياء أمور المصابين بالتوحد أو لأفراد المجتمع من أجل التوعية بمرض التوحد .
اهتمام
و استنكرت أم أحمد المصاب بالتوحد والذي يبلغ من العمر 18 عاما عدم وجود اهتمام بمرضى التوحد من الكبار سواء من ناحية التعليم أو الصحة أو البرامج الترفيهية مقارنة بالأطفال حيث تقول أم احمد : معاناتي مع ابني هي بشكل يومي تقريبا وتزيد المعاناة آخر الأسبوع حيث تحرص العائلات على اصطحاب أبنائهم للتنزه والخيارات أمامهم متعددة أما نحن أولياء أمور المصابين بالتوحد فنحزن على أبنائنا حيث لا نجد متنزها نخرجهم إليه يقضون فيه وقتا ممتعا ووجهت أم أحمد نداءها للمسئولين بخصوص إنشاء ناد خاص بالتوحديين يشمل صنوف الرياضة من السباحة وكرة القدم وركوب الخيل والألعاب الإلكترونية كمتنفس لهم كي يشعروا أنهم مثل باقي أفراد المجتمع مع ضرورة فتح مركز خاص ومجاني يستوعب التوحديين ويلبي احتياجاتهم باعتبارهم من أفراد المجتمع .
تعامل
ولا تهتم أم عيسى: كثيرا بموضوع خروج ابنها المصاب بالتوحد من المنزل حيث يعاني من فرط الحركة ويصعب التعامل معه من قبل أهله بالمنزل حتى أن الجيران ومن يحرصون على زيارة أم عيسى بمنزلها يعانون كثيرا خلال هذه الزيارة بسبب حالة عيسى العدوانية تجاه من يقابله ورغم أننا حريصون على توفير احتياجات عيسى وكل ما يريد إلا أنه كثيرا ما يغضب وينفعل ويخرب كل ما حوله ويحتاج إلى رقابة شديدة فمن الصعب أن يترك لوحده وتزداد معاناتنا معه حين نأخذه إلى الطبيب فكثرة حركته تحول دون كشف الطبيب عليه والتعرف على إصابته كذلك تشكو أم عيسى من النظرة الدونية والغريبة من قبل أفراد المجتمع للطفل التوحدي حيث أن هناك من يخافون التقرب منه وينظرون إليه بأعين كلها أسئلة لماذا وكيف ومتى أصيب بالتوحد مما يجعل الطفل التوحدي يشعر بالعزلة عن المجتمع وأنه شخص غير مرغوب فيه .
توعية
فيما يؤكد رئيس الجمعية السعودية الخيرية للتوحد بالمنطقة الشرقية علي حصوصة : حرص الجمعية على نشر التوعية فيما يخص التوحد حيث ترتكز نشاطات الجمعية على 3 نواح أولها اهتمام أعضاء الجمعية ومؤسسيها بنشر هذا الوعي بمختلف الطرق وثانيها استضافة الجمعية لخبراء ومختصين بالتوحد يلقون الضوء على تجاربهم في هذا المجال وثالثا الحرص على المطالبة بإنشاء مركز متخصص للتوحد يعنى بالمصاب بالتوحد من المهد وحتى اللحد وهذا ما عزمت الحكومة عليه حيث تمت الموافقة على بناء هذا المركز بالشرقية حيث أن المراكز الموجودة التي تعنى بذوي التوحد لا تغطي سوى نسبة 10 % مع ازدياد عدد المصابين بالتوحد بالمملكة إلى 120 ألف مصاب
دعم
ونوه حصوصة: إلى قلة الدعم المقدم لهذه الفئة مما يعيق توفير مطالبها وتلبية احتياجاتها معزيا ذلك إلى جهل الكثيرين بالتوحد تعريفه وكيفية التعامل مع المصاب بالتوحد وقلة الأبحاث العلمية في هذا الجانب مقارنة بدول أمريكا وهولندا وبريطانيا مؤكدا على ضرورة تعاون مختلف الجهات والأفراد في المجتمع لنشر التوعية.
تعليق