الإخوة الكرام:
أنا معاق فلسطيني طحنني الانقسام البغيض في بلدي ولم يبقِ لي فيها مقام.
فخرجتُ من فلسطين على غير هدى وقد ضاقت علي الأرض بما رحُبت وها أنا أكتبها للملك عبد الله لكن كيف تصل؟!!!
أرجو الله أن يكتب لها الوصول.
يا خادم الحرمين بابك أطرقُ، وببحر جودك مهجتي تتعلقُ
لو أغلقت كل البرية بابها، ثقتي ببابك أنه لا يغلقُ
لا شيء يسعدني كيوم لقائكم، يا شمس عزٍ في العروبةِ تُشرِقُ
وإقامتي وسط الحجازِ فمولدي، فيها ولي فيها مُنىً تتحققُ
فأنا الفلسطينيُ في جنسيتي، لكن سعوديُ الهوى إذ أعشقُ
الخيرُ كلُ الخير فيك فدُم لنا ، نجماً بنورك عزنا يتألقُ
سارت بحكمتك الأمور بأرضنا، وسمت بك الأفكار بل والمنطقُ
يا خير عبد الله قد شرُفت بهِ، أرض الجزيرةِ كلها والمشرقُ
قد جئتُ من بلدي وفي قلبي أسىً ، وتركتُ في بلدي أسىً يتدفقُ
فوق احتلال الأرض قُسّمَ شعبنا، انظر بعينِكَ، جُرحُنا لك ينطِقُ
ودمُ الفلسطينيّ صار محللاً، عند الفلسطينيِّ كيف أُصدِّقُ
قاداتُ شعبي مزقوا أوصالهُ، وإلى الأعاجمِ حكمهُ قد أطلقوا
في صلح مكةَ قد جمعتَ شتاتهم، لكنهم لجوا بهِ وتفرقوا
يا أيها الملِك المعظم إنني، لك أُسمع الآهات علك تُشفِقُ
قادات شعبي ضيعوا ميراثهُ، وجنوا على مجدٍ لغزةَ يُعْشَقُ
ضاعت قضيتُنا وضاع كفاحُنا، صارت بلادي في حماهم تُسْرَقُ
دمُنا استبيحَ مِن الولاةِ لأمرنا، وعيوننا بدموعها تغرورِقُ
حُزناً على حالٍ لنا وتألُّماً، لقضيةٍ في بحرِ غزةَ تغرقُ
يا ابنَ الكرام إليكَ أرفع حاجتي، ثقةً بأنك بحرُ جودٍ يُغدِقُ
وبأن عطفكَ رايةٌ خفاقةٌ، وبظلها قلبي إليكَ مُعلَّقُ
تعليق