ماذا يحدث للمعاق عندما يحرم فرصة الزواج؟
يجيب د. حمدان عن هذا السؤال قائلة: في حال حرم المعاق من الزواج، فعادة يحدث ما يلي:
ـ الكبت: عدم الزواج يؤدي بصاحب التحدي الخاص أي المعاق إلى كبت عاطفته وحاجته الجسدية. والكبت كما هو معروف في علم النفس يؤدي إلى عقد نفسية يترتب عليها أنماط سلوكية شاذة، حيث يتحول إلى شخص سلبي غير متفاعل مع مجتمعه، كاره وحاقد، مفهومه لذاته متدنٍ، لديه الكثير من العدوانية، إنسحابي وغير إجتماعي، وقد تتكوّن لديه عقدة الشعور بالنقص وهذا ما يؤدي به إلى الإكتئاب الذي يعتبر الإنتحار أخطر وآخر مراحله. فالكبت هو أساس كل العقد النفسية.
ـ التسامي: تتحول الطاقات العاطفية والإحتياجات الجسدية الغريزية التي تخلق مع كل إنسان إلى طاقات إبداعية فنية، مهنية، علمية، إلخ ... فإصرارهم على التسامي على احتياجاتهم ونقصهم يجعلهم مبدعين، وكما يقال فإن كل ذي عاهة جبّار.
ـ التعويض: يكون عن طريق تكوين علاقات إجتماعية متشعبة وكثيرة يترتب عليها إلتزامات وواجبات إجتماعية تشغل تفكيرهم وعقلهم ووقتهم وفراغهم العاطفي.
مع ذلك للزواج تأثير شديد الإيجابية على المعاق، فهو يرفع مفهوم الذات لديه بشعوره أنه يمتلك الحق مثل غيره بالزواج ويخلصه من العقد النفسية.
حكاية ريما
فتاة في أواخر العشرينات في كامل أناقتها، ريما تتحدث عن تجربتها فتقول "أصبت بإعاقة حركية في قدمي منذ كنت طفلة، فكنت اعرف أنني مختلفة عن الأطفال وأن لديهم مميزات كثيرة لا يمكنني ان اتمتع بأبسطها كاللعب مثلاً، كبرت وكبر معي هذا الشعور، ولكن شيئاً في داخلي كان أقوى من كل هذا، أكملت دراستي وحصلت على شهادة تخولني أن أكون سكرتيرة وتميزت في عملي بعدما تقدمت لأحد المراكز المهتمة. وبعد دخولي المجال العملي تعرفت إلى الكثير من الأصدقاء ورأيت من هم اصعب حالاً مني فحمدت الله عزّ وجل، فانا أرى وأسمع وأستطيع التحدث وكلها نِعم عظيمة، فالله كريم معي فلماذا أحزن إن أعطاني كل شيء وأخذ مني شيئاً واحداً؟! أنا أفضل حالاً من غيري بمراحل عديدة، كذلك تفوقي في عملي وثناء مديريّ عليّ عزز ثقتي بنفسي".
وعن الزواج تقول ريما: "بصراحة في داخلي قلب ككل فتاة، لكنني دوماً أقول لنفسي انه حتى الفتاة التي ليس لديها احتياج خاص يمكن ألا يرزقها الله الزوج ويعوضها بشيء آخر، وأنا عوضني الله بحب أهلي وأصدقائي ومع هذا لا شيء يعوض عن الزوج والحبيب، ولعلني أجد من يحب بداخلي المرأة الإنسان والمرأة الروح ..".
رأي أولياء الأمور
أولياء أمور الشباب والشابات من ذوي الإعاقات لهم آراء مختلفة حول زواج أبنائهم، فإيمان والدة سامر تقول: "أحاول أن أعلمه كيف يعتمد على نفسه، يأكل، يستحم، يتعلّم أي حرفة لينفع نفسه، أما الزواج فلا، لأن الزواج لا يكفي فيه أن يستطيع الشخص الإنفاق على بيته، فحتى إن وصل ابني إلى مرحلة يستطيع فيها كسب عيشه فلن يستطيع القيام بمهمة تربية الأبناء وتكوين الأسرة أو حتى القيام بعلاقة سويّة مع زوجته".
أما والدة ابراهيم فترى أن ابنها "في حالة تمكنه من الزواج، فهو ليس من شديدي الإعاقة الذهنية، وبشكل عام الزواج تحصين له وهو يعمل ويستطيع كسب رزقه. وعندما سألت طبيباً عن إمكانية أن ينجب أطفالاً أسوياء، قال لي انه ليس هناك ما يؤكد أنه سينجب أطفالاً معاقين ذهنياً خصوصاً إذا تزوج من فتاة طبيعية".
ما هي حالات الزواج المرفوضة طبياً؟
يجيب الدكتور في الأمراض النفسية والعصبية رامي خليفة عن هذا السؤال قائلاً: "تعتمد قدرة المتخلف عقلياً والمعاق على درجة إعاقته ومقدرته على أداء واجباته الزوجية بغض النظر عن إمكان الإنجاب لأن هناك حالات كثيرة من أصحاب التخلّف العقلي لا يمكنهم الإنجاب طبياً مثل الأشخاص حاملي جين "منغوليان" أو "التوحد". لكن لو افترضنا وجود طرف آخر يقبل الزواج بمثل هؤلاء ليساعدهم على حياتهم ومتطلباتهم فنظرياً يمكن أن نرحب بذلك".
ويضيف خليفة "يجب أن يكون أهل الفتاة او الرجل الذين لديهم حالة خاصة صريحين في حال تزويج ابنهم أو ابنتهم، فمثلاً لا يجوز إخفاء مرض "الفصام" عن الطرف الآخر حتى لو تم الشفاء لأن آثار هذا المرض تبقى. وبشكل عام فإن معظم الأمراض النفسية كـ"الفصام" و"الإكتئاب" تتحسن مع الزواج إذا كان الطرف الثاني متفهماً". وعن سؤالنا إذا ما كانت الأمراض العقلية والنفسية يمكن أن تورث للأبناء يقول د. خليفة: "كأي مرض آخر موجود لدى الأهل يمكن أن تورث الأمراض النفسية والعقلية من الناحية العلمية، ولكن هذا ليس حتمياً، إذ يمكن أن ينجب المريض نفسياً أو عقلياً أولاداً أصحاء معافين.
ويبقى الزواج حقاً طبيعياً لكل فرد قادر على القيام بواجبات هذا الزواج وأعبائه وتكوين أسرة حتى لو لم يكن الأبناء ثمرتها كما في الأحوال الطبيعية".
منقول للإفادة
شـــــــــــروق
يجيب د. حمدان عن هذا السؤال قائلة: في حال حرم المعاق من الزواج، فعادة يحدث ما يلي:
ـ الكبت: عدم الزواج يؤدي بصاحب التحدي الخاص أي المعاق إلى كبت عاطفته وحاجته الجسدية. والكبت كما هو معروف في علم النفس يؤدي إلى عقد نفسية يترتب عليها أنماط سلوكية شاذة، حيث يتحول إلى شخص سلبي غير متفاعل مع مجتمعه، كاره وحاقد، مفهومه لذاته متدنٍ، لديه الكثير من العدوانية، إنسحابي وغير إجتماعي، وقد تتكوّن لديه عقدة الشعور بالنقص وهذا ما يؤدي به إلى الإكتئاب الذي يعتبر الإنتحار أخطر وآخر مراحله. فالكبت هو أساس كل العقد النفسية.
ـ التسامي: تتحول الطاقات العاطفية والإحتياجات الجسدية الغريزية التي تخلق مع كل إنسان إلى طاقات إبداعية فنية، مهنية، علمية، إلخ ... فإصرارهم على التسامي على احتياجاتهم ونقصهم يجعلهم مبدعين، وكما يقال فإن كل ذي عاهة جبّار.
ـ التعويض: يكون عن طريق تكوين علاقات إجتماعية متشعبة وكثيرة يترتب عليها إلتزامات وواجبات إجتماعية تشغل تفكيرهم وعقلهم ووقتهم وفراغهم العاطفي.
مع ذلك للزواج تأثير شديد الإيجابية على المعاق، فهو يرفع مفهوم الذات لديه بشعوره أنه يمتلك الحق مثل غيره بالزواج ويخلصه من العقد النفسية.
حكاية ريما
فتاة في أواخر العشرينات في كامل أناقتها، ريما تتحدث عن تجربتها فتقول "أصبت بإعاقة حركية في قدمي منذ كنت طفلة، فكنت اعرف أنني مختلفة عن الأطفال وأن لديهم مميزات كثيرة لا يمكنني ان اتمتع بأبسطها كاللعب مثلاً، كبرت وكبر معي هذا الشعور، ولكن شيئاً في داخلي كان أقوى من كل هذا، أكملت دراستي وحصلت على شهادة تخولني أن أكون سكرتيرة وتميزت في عملي بعدما تقدمت لأحد المراكز المهتمة. وبعد دخولي المجال العملي تعرفت إلى الكثير من الأصدقاء ورأيت من هم اصعب حالاً مني فحمدت الله عزّ وجل، فانا أرى وأسمع وأستطيع التحدث وكلها نِعم عظيمة، فالله كريم معي فلماذا أحزن إن أعطاني كل شيء وأخذ مني شيئاً واحداً؟! أنا أفضل حالاً من غيري بمراحل عديدة، كذلك تفوقي في عملي وثناء مديريّ عليّ عزز ثقتي بنفسي".
وعن الزواج تقول ريما: "بصراحة في داخلي قلب ككل فتاة، لكنني دوماً أقول لنفسي انه حتى الفتاة التي ليس لديها احتياج خاص يمكن ألا يرزقها الله الزوج ويعوضها بشيء آخر، وأنا عوضني الله بحب أهلي وأصدقائي ومع هذا لا شيء يعوض عن الزوج والحبيب، ولعلني أجد من يحب بداخلي المرأة الإنسان والمرأة الروح ..".
رأي أولياء الأمور
أولياء أمور الشباب والشابات من ذوي الإعاقات لهم آراء مختلفة حول زواج أبنائهم، فإيمان والدة سامر تقول: "أحاول أن أعلمه كيف يعتمد على نفسه، يأكل، يستحم، يتعلّم أي حرفة لينفع نفسه، أما الزواج فلا، لأن الزواج لا يكفي فيه أن يستطيع الشخص الإنفاق على بيته، فحتى إن وصل ابني إلى مرحلة يستطيع فيها كسب عيشه فلن يستطيع القيام بمهمة تربية الأبناء وتكوين الأسرة أو حتى القيام بعلاقة سويّة مع زوجته".
أما والدة ابراهيم فترى أن ابنها "في حالة تمكنه من الزواج، فهو ليس من شديدي الإعاقة الذهنية، وبشكل عام الزواج تحصين له وهو يعمل ويستطيع كسب رزقه. وعندما سألت طبيباً عن إمكانية أن ينجب أطفالاً أسوياء، قال لي انه ليس هناك ما يؤكد أنه سينجب أطفالاً معاقين ذهنياً خصوصاً إذا تزوج من فتاة طبيعية".
ما هي حالات الزواج المرفوضة طبياً؟
يجيب الدكتور في الأمراض النفسية والعصبية رامي خليفة عن هذا السؤال قائلاً: "تعتمد قدرة المتخلف عقلياً والمعاق على درجة إعاقته ومقدرته على أداء واجباته الزوجية بغض النظر عن إمكان الإنجاب لأن هناك حالات كثيرة من أصحاب التخلّف العقلي لا يمكنهم الإنجاب طبياً مثل الأشخاص حاملي جين "منغوليان" أو "التوحد". لكن لو افترضنا وجود طرف آخر يقبل الزواج بمثل هؤلاء ليساعدهم على حياتهم ومتطلباتهم فنظرياً يمكن أن نرحب بذلك".
ويضيف خليفة "يجب أن يكون أهل الفتاة او الرجل الذين لديهم حالة خاصة صريحين في حال تزويج ابنهم أو ابنتهم، فمثلاً لا يجوز إخفاء مرض "الفصام" عن الطرف الآخر حتى لو تم الشفاء لأن آثار هذا المرض تبقى. وبشكل عام فإن معظم الأمراض النفسية كـ"الفصام" و"الإكتئاب" تتحسن مع الزواج إذا كان الطرف الثاني متفهماً". وعن سؤالنا إذا ما كانت الأمراض العقلية والنفسية يمكن أن تورث للأبناء يقول د. خليفة: "كأي مرض آخر موجود لدى الأهل يمكن أن تورث الأمراض النفسية والعقلية من الناحية العلمية، ولكن هذا ليس حتمياً، إذ يمكن أن ينجب المريض نفسياً أو عقلياً أولاداً أصحاء معافين.
ويبقى الزواج حقاً طبيعياً لكل فرد قادر على القيام بواجبات هذا الزواج وأعبائه وتكوين أسرة حتى لو لم يكن الأبناء ثمرتها كما في الأحوال الطبيعية".
منقول للإفادة
شـــــــــــروق
تعليق