يا بنتي
ما نجحنا و ما أظن أننا سننجح ! أتدرين لماذا؟ لأنا لم نهتد إلى اليوم إلى باب الإصلاح , و لم تعرف طريقة إن باب الإصلاح أمامك أنت يا بنتي و مفتاحه بيدك
صحيح أن الرجل هو الذي يخطو الخطوة الأولى في طريقة الإثم , لا تخطوها المرأة أبدا , و لكن لولا رضاك ما أقدم , و لولا لينك ما اشتد , أنت فتحت له وهو الذي دخل , فلت للص: تفضل! فلما سرقك اللص صرخت: أغيثوني يا ناس ! لو عرفت إن الرجل جميعا ذئاب و أنت النعجة لفررت منهم فرار النعجة من الذئب و أنهم جميعا لصوص لاحترست منهم احتراس الشحيح من اللص
إذا كان الذئب لا يريد من النعجة إلا لحمها فالذي يريده من الرجل أعز عليك من اللحم على النعجة, و شر عليك من الموت عليها يريد منك أعز شئ عليك : عفافك الذي به تشرفين و به تفخرين , و به تعيشين و حياة البنت التي فجعها الرجل بعفافها أشد فجعها الذئب بلحمها ..., ما رأى شاب فتاة إلا جردها بخياله من ثيابها ثم تصورها بلا ثياب
لا تصدقي قول الرجل إنهم لا يرودن في البنت إلا خلقها و أدبها و أنهم يكلمونها كلام الرفيق و يودونها ود الصديق كذب و الله , و لو سمعت أحاديث الشباب في خلواتهم لسمعت مهولا مرعبا و ما يبسم لك الشاب بسمة ولا يلين لك كلمة و لا يقدم لك خدمة إلا وهي عنده تمهيد لما يريد أو هي على الأقل إيهام لنفسه أنها تمهيد
و ماذا بعد؟ماذا يا بنت ؟ فكري
تشتركان في لذة ساعة , ثم ينسى هو , تظلين أنت أبدا تتجرعين غصصها , يمضى (خفيفا) يفتش عن مغفلة أخرى يسرق منها عرضها , و ينوء بكل أنت ثقل الحمل في بطنك , و الهم في نفسك و الوصمة على جبينك , يغفر له هذا المجتمع الظالم , و يقول :شاب ضل ثم تاب , تبقين أنت في حماة الخزي و العار طول الحياة , لا يغفر لك المجتمع أبدا
و لو أنك إذ لقيته نصبت له صدرك , و زويت عنه بصرك , و أريته الحزم و الإعراض لما تجرئ بعدها فاجر
و البنت مهما بلغت من المنزلة و الغني و الشهرة و الجاه , لا تجد البنت أملها الأكبر و سعادتها إلا في الزواج في أن تكون زوجا صالحة , و أما موقرة و ربة بيت
الزواج أقصى أماني المرأة و لو صارت عضوة البرلمان و صاحبة السلطان , و المستهترة لا يتزوجها أحد حتى الذي يغوى البنت الشريفة بوعد الزواج إن هي غوت و سقطت تركها و ذهب إذا أراد الزواج فتزوج غيرها من الشريفات لأنه لا يرضى أن تكون ربه بيته و أم بنته امرأة ساقطة !
و الرجل إن كان فاسقا داعرا , إذا لم يجد في سوق اللذات بنتا ترضى ان تريق كرامتها على قدميه , و أن تكون لعبة بين يديه إذ لم يجد البنت المغفلة التي تشاركه في الزواج على دين إبليس و شريعة القطط
فكساد سوق الزواج منكن يا بنات لو لم يكن منكن الفاسقات ما كسدت سوق الزواج ولا راجت سوق الفجور ....فلماذا لا تعملن , لماذا لا تعمل شريفات النساء على محاربة هذا البلاء؟انتن أولى به و أقدر عليه منا لأنكن أعرف بلسان المرأة , و طرق إفهامها , و لأنه لا يذهب ضحية هذا الفساد إلا أنتن : البنات العفيفات الشريفات البنات الرصينات الدينيات
في كل بيت من بيوت الشام بنات في سمن الزواج لا يجدن زوجا لأن الشباب وجدوا من الخليلات ما يغني عن الحليلات , قلن للغافلات: إنكن صبايا جميلات فلذلك يقبل الشباب عليكن , و يحومون حولكن , و لكن هل يدوم عليكن الصبا و الجمال ؟ و متى دام في الدنيا شئ حتى يدوم على الصبية صباها و على الجميلة جمالها ؟ فيكي بكن إذا صرتن عجائز محنيات الظهور مجعدات الوجوه ؟ من يهتم يومئذ بكن ؟ و من يسأل عنكن ؟ أتعرفن من يعتم بالعجوز و يكرمها و يوقرها ؟ أولادها و بناتها , و حفدتها و حفيداتها هنالك تكون العجوز ملكة في رعيتها و متوجة على عرشها على حين تكون أنتن أعرف بما تكون عليه
فهل تساوي هذه اللذة تلك الآلام؟ و هل تشتري بهذه البداية تلك النهاية ؟
فيمكن الرجوع إلى الخير خطوة خطوة , فالحال أصبح أسوأ من حال الحيوانات فالديكين إذا اجتمعا على الدجاجة اقتتلا غيرة عليها و ذودا عنه , و على الشواطئ في الإسكندرية و بيروت رجال مسلمون لا يغارون على نسائهم المسلمات أن يراهن الأجنبي و في النوادي و السهرات رجال مسلمون يقدمون نساءهم المسلمات ليراقصهن الأجنبي , في الجامعات المسلمة شباب مسلمون يجالسون بنات مسلمات متكشفات و لا ينكر ذلك أحد
إن دعاة المساواة و الاختلاط باسم المدنية قوم كذابون من جهتين : كذابون لأنهم ما أرادوا من هذا كله إلا إمتاع جوارحهم و إرضاء ميولهم و إعطاء نفوسهم حظها من لذة النظر و ما يأملون به من لذائذ أخر و لكنهم لم يجدوا الجرأة على التصريح به فلبسوه بهذا الذي يهرفون به من هذه الألفاظ الطنانة التي ليس وراءها شئ : التقدمية و التمدن .......الخ
فالاختلاط يكسر شره الشهوة , و يهذب الخلق و ينزع من النفس هذا الجنون الجنسي و أنا أحيل في الجواب على من جرب الاختلاط في المدارس , فيا ابنتي لا تقدمن نفوسكن ضحايا على مذبح إبليس لا تسمعن كلام هؤلاء الذين يزينون لكن حياة الأخلاط باسم الحرية و المدنية و التقدمية......الخ , فأكثر هؤلاء لا زوجة له و لا ولد , و لا يهمه منكن جميعا إلا اللذة العارضة أما أنا فإني أبو بنات فأنا حين أدافع عنكن أدافع عن بناتي , أنا أريد لكن من الخير ما أريده لهن
تعليق