الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

امنية ثمينة لام...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    امنية ثمينة لام...

    أحببتُ مقالتها وأهديها لكل أم تريد أن تكون أماً لأبطال في المستقبل مع بعض التحفظ .. وإضافتي المتواضعة ..
    تقول :
    كم أتمنى أن أعيد دور الأمومة في حياتي وهو دور رغم صعوبته لكنه من أجمل فترات العمر لم أكن وقتها أعلم أنها أجمل فترة ذهبية في حياتي ..
    لأننا نساهم في تكوين إنسان..
    لا أدري لماذا لا نعرف قيمة الزمن حتى يصبح ماضيا ..
    تثقفتُ عندما حملتُ أول مرة بكل شيء كيف أجهز اللباس الغذاء ،السرير ،الضيافة وجميع المظاهر التي تخصّني وتخصّ المولود وتركتُ الأهم وهو الثقافة التربوية ..
    والاستعداد نفسياً لتنشئة هذا القادم ..
    لم أكن وقتها أعلم أن تربية الطفل تبدأ قبل أن يوجد وذلك بالدعاء ..
    رب هبْ لي من الصالحين ..
    وطوال مدة الحمل رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء ..
    رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي وغيرها من الأدعية ..
    لم اكترثْ لتغذيتي ولو كنتُ في نضجي الآن لتغذيتُ أغذية صحية لكي أرضع أبنائي سنتين ..
    فلا يوجد أجمل ولا أغنى من حليب الأم الذي يحوي نكهة لا يوفرها أي منتج وهي نكهة الحنان الرحمانية ..
    لو كنتُ في نضجي الآن لأدركتُ أن الأمومة رسالة وأمانة عظيمة ..
    ولجعلتها في قائمة أولياتي ولقضيتُ مع أبنائي أوقاتاً أكبر ولما خرجت من بيتي إلا للضرورات ..
    ولعرفتُ أن التعليم المبكر يبدأ من أول يوم يرى فيه المولود النور ..
    وأن التعلم بالقدوة العملية هو أقصر الطرق فالأطفال لا يحسنون الاستماع لكن لديهم براعة في التقليد فائقة ..
    ولو عادت تلك الفترة لاهتممتُ بتوجيه أبنائي والحوار معهم أكثر من اهتمامي بملابسهم وأحذيتهم (صحيح أن المظهر مطلوب ولكن ليس على حساب الجوهر)
    و لأعطيتهم حرية التعبير والاكتشاف ولما استصغرت عقولهم ولاهتممت بأسئلتهم ومناقشتهم بهدوء وبدون صراخ حتى أعلمهم أولا دينهم وأن الله هو المنعم والمتفضل علينا لنحمده دائما ونشكره ..
    ولما أغدقتُ عليهم الألعاب والهدايا فكثرتها تفقد قيمتها وينشأ الطفل على الإسراف واحتقار الأشياء ..
    تعلمتُ أ ن أجمل هدية تقدمها لطفلك هو وجودك وتفاعلك معه ..
    ولكنتُ ربيتهم بعيدا عن الألعاب الالكترونية ووفرتُ لهم بيئة ألعاب تعليمية تحترم عقولهم وتنميها ..
    ولابتسمتُ دائما في وجوههم فالطفل لا يطلب أكثر من التفاتة و ابتسامة ..
    كم أتمنى أن تعود مرحلة طفولة أبنائي الجميلة لأشاركهم ألعابهم ولأعطيهم من وقتي الكثير ألعب معهم كأني في عمرهم ..
    لأعيش معهم طفولتهم البريئة ..
    ولو عادت طفولة أبنائي:
    لعاملتهم كالكبار وخففتُ من تدليلهم ولعلمتهم كيف يعتمدون على أنفسهم في كل شيء ويثقون بقدراتهم وكيف يهتم كل واحد منهم بشئؤونه الخاصة ..
    يرتبُ سريره وعندما يدخل المدرسة يتعلم كيف يحل واجباته بنفسه ويرتب أغراضه ..
    كلّ ذلك بإشراف مني ولكن عن بعد أراقب ..
    ولعلمتهم استغلال الوقت بما يفيد فلا يسافر أحدهم إلا ومعه كتاب يحوي ألعاباً تعليمية عن الكلمات والحروف والأرقام والألوان ..
    ولعظّمتُ من نجاحاتهم ولو كانت بسيطة ولأكثرتُ من مدحهم وتشجيعهم بشكل يدفعهم لحب التعلم والعمل ..
    فالطفل لديه قدرات وطاقات تخرج لمن يعرف كيف يستثمرها ويحولها إلى إبداع بشرط أن يكون الاستثمار في وقت مبكر جدا وبدون محاولة سيطرة وتحكم ..
    ولو عاد الزمن لتحدثتُ معهم باحترام حتى ينشئوا محترمين لأنفسهم بشكل يدفع الآخرين لاحترامهم ولينشئوا أقوياء محبين للضعفاء ومحبين لفعل الخير والحلال ..
    ومترفعين عن فعل الحرام والكذب والخيانة والحقد والحسد بالفطرة ..
    ولكنتُ تجنبتُ الاستهزاء بتصرف أحدهم أو مقارنتهم بغيرهم أو نقل أخبارهم .. للآخرين ولحافظت على أسرارهم الصغيرة ولأخفيت ما أستطيع إخفائه من أخطائهم حتى عن والدهم ..
    والتمست لهم الأعذار ..
    للأسف أننا نعيش في مجتمع متصحّر عاطفيا كل الأمهات من حولي كن يمارسْن نفس الأسلوب إن لم يكن بعضهن أسوأ فترى من تصرخ على ابنها وتؤدبه في مجلس يمتلئ بالنساء ..
    ليشعر الطفل بحرج شديد ومع الوقت يتبلد حسياً وينشأ عدوانياً ..
    وهناك من تتشكّى منهم أو تخرج أسرارهم أمام الناس كنتُ ألاحظ نظرات أبنائها البريئة وخجلهم الواضح من حديثها الذي يعتبرونه فضيحة كبرى وهي مسترسلة في الحديث ..
    لا تعي ما تسببه من تدمير و أضرار نفسية تهز أعماقه وتؤلمه ..
    وهناك من تنعتُ ابنها بصفات سيئة ليصدق الابن أمه فهي أعرف منه ويتوقف عن إصلاح نفسه ويعتقد انه لا فائدة ترجى منه فهو كما وصفته أمه ..
    كنتُ لاأعلم أن أكثر الأبناء عنادا هو من يستحق المزيد من الحب وليس كما كنا نعتقد ..
    لم يكن لدينا طموح :
    أتذكر أني حضرت دورة تربوية فسألتنا المدربة ماذا نتمنى أن يكون أبناءنا في المستقبل فكانت إجابتي تقليدية قنوعة كإجابة غيري وهي أنه ما يهمنا فقط أن يكونوا صالحين ..
    عندها صدمتنا عندما قالت :
    لماذا لم تقلن أن يكونوا صالحين ومصلِحين في نفس الوقت؟
    لماذا لا يوجد لديكن طموح لتربيتهم .. زعماء .. قادة ..مفكرين... مخترعين ؟؟؟
    اكتشفت بعدها أن تربيتنا لأبنائنا قاصرة ..
    وأن لدينا قناعة في غير محلها وتذكرت حديث الرسول الكريم ( إذا سألت فاسأل الفردوس الأعلى من الجنان) ..
    لو عاد بي الزمن لاتفقتُ مع والدهم على التعامل الراقي بيننا أمامهم ولتخلصنا من التصحّر العاطفي الجاف ولأكثرنا من كلمات الود والشكر والاعتذار أمامهم ولو تصنعا حتى نكون قدوة عملية لهم ..
    ولاحتويتكِ أكثر يا ابنتي وتعاملتُ معكِ برقة أكثر ولتحملت فترة مراهقتك وقدرت التغييرات التي تمرين بها ..
    ولاستخدمت الحوار الهادئ معك ولما وضعت رأسي برأسك في مواقف كثيرة و دفعتك للصراخ وإغلاق باب غرفتك والبكاء بمرارة ..
    ولكنتُ وفّرتُ لأطفالي الحيوانات الأليفة التي كانوا يتمنونها وكنت أرفضها من أجل نظافة المنزل فهي من أجمل العلاقات الثنائية والذكريات للطفل صحيح أنني سمحت لهم باقتنائها ..
    لفترات لكني اكتشفت الآن أن أجمل ذكرياتهم عندما قضوا شهرا كاملا في بيت جدتهم القديم في الطائف مع ثلاثة أرانب وثلاث بطات ومجموعة كتاكيت وما أن يستيقظ أحدهم ..
    حتى يصعد إلى السطح ليتفقد حيواناته وينادي كل منها باسمه .
    وإذا خرجنا للنزهة البرية قضوا وقتهم في صيد الحشرات وجمعها والعودة بها كهدية لحيواناتهم وطيورهم ..
    كانت شغلهم الشاغل وحديثهم كله يدور حولها ..
    إن أجمل ما تقدمه لا بنائك هو أن تربطهم بالطبيعة والحيوانات الأليفة ..
    ولو عادت تلك الفترة لأعدت ترتيب أولياتي في الحياة ولم أنسَ نفسي ولفرّغت أوقاتا لنفسي ولهواياتي وما يمتعني ولن أكون أما مستهلكة .. ولن أكون شمعة تحترق لتضيئ للآخرين ..
    ولاستقطعت أوقاتاً للاسترخاء والصمت والتأمل فالانسحاب إلى الملاذ الداخلي يمنح قوة تدفعك إلى الأمام ..
    والانفراد بالنفس والبعد عن الصخب هو سياحة داخلية غير مكلفة تعيد لك صفاءك الذهني ..
    هذا ما تعلمته من تجربتي التي استنتجتُ منها أن الأم ينبوع الأمان والحنان والعلم وأن بناء الإنسان يكون بتثقيفها وتوعيتها ثقافة دينية وتربوية واجتماعية ..
    فإن صلحت صلح المجتمع كله والعكس صحيح ..
    وأن من يبحث عن السعادة والبهجة خارج أسرته مثل من يبحث عن كنز تحت قدميه
    وأن الأسرة مزرعتك التي تخرج أطيب الثمار إذا وجدت منك العناية والاهتمام .
    لكنها الحياة تعاكسنا فعندما تصبح لدينا عقول وخبرات ومخططات يكون قد انتهى دورنا في التربية ..
    لذلك أتمنى أن تصل خواطري هذه إلى كل امرأة مُقدمةٍ على أهم وأجمل أدوارها ..
    كيف تصنع إنساناً أمرت الملائكة أن تسجد له تكريما وتشريفا لأعظم أمانة يحملها !!
    سارة صالح الشايع ..
    كاتبة سعودية ..

    بوركت سطور من كتبها ومن استوعبها وطبّقها وساهم في نشرها لنساهم جميعا بتوعية الأم فهي الإنسانة الراقية عندما تربي إنساناً يكون للمجتمع دعامة أساسية في أسرته ومجتمعه بإذن الله ..
    sigpic

  • حجم الخط
    #2
    رد: امنية ثمينة لام...

    كلام مرصع بالالماس، قرأته واعدت القراءة ثلاث مرات متتالية، وفي كل مرة استمتع اكثر بالقراءة والتمعن مابين حروفها واسطرها، جميل ان تشعرنا صاحبة هذه الكلمات بأمومتها، وخوفها على ابنائها، وحرصها اللامحدود عليهم.
    الابناء نعمة من الله عز وجل، وما اجملها من نعمة لا تقدر بثمن، ولن يحس بها الا من ذاقها سواء ام او اب، ويجب علينا ان نحافظ عليهم لانهم امانة في اعناقنا، ويجب ان نعاملهم كأصدقاء لا ابناء.
    موضوع يستحق التقييم والترشيح والشكر والعرفان، ارفع القبعة لك اختي احترامآ وتقديرآ لك على هذا الموضوع الاكثر من رائع، وفعلآ من اجمل ما قرأت في هذا المنتدى.

    تعليق


    • حجم الخط
      #3
      رد: امنية ثمينة لام...

      اسعدني مرورك واعجابك وتقييمك وتعليقك ...
      sigpic

      تعليق

      Loading...


      يعمل...
      X