الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دمج المكفوفين في المدارس العامة بين الدوافع والعقبات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    دمج المكفوفين في المدارس العامة بين الدوافع والعقبات

    منذ أن وجد الكفيف الأول ، عندما شاء الله ذلك ، وهو يعيش إلى جوار نظيره المبصر جنبا إلى جنب في بيئة واحدة دون تفرقة أو تمييز، فكلاهما بشر خلقه الله تعالى لعبادته وتوحيده والاستعانة به في تسخير ما منحهم في عبادته وحده وإعمار الأرض واستمرار الحياة ، لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، ولقد اصطفى الله من البشر رسلا جعلهم مصابيح الهدى وخيار الخلق وجعل خطيبهم تشعيبا نبيا أعمى دعي إلى الله وبلغ رسالته ونصح لقومه ، ولقد كرم الله الأعمى عندما عاتب فيه نبيه فخلده في كتابه مثلا لمن أبصر بقلبه ماعمي عنه كثير من المبصرين في زمانه ، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، وعندما لم يأذن النبي الكريم لصاحبه الأعمى بان يصلي في بيته ،رغم وعورة الطريق وافتقاد الدليل ، كان ذلك مكرمة له يرفع عنه كل شبهة قد تمس إيمانه فإنما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الآخر، وفي المساجد يتشاور المؤمنون فيشاركهم المشورة وتدرس العلوم فينهل منها ، فالمسلمون سواسية عند الله وفيما بينهم كأسنان المشط لا فرف في ذلك بين بصير ومبصر .

    هكذا قرر ديننا سنة متبعة وشريعة محكمة قبل أن يعترف الغرب بإدراكه المتأخر أربعة عشر قرنا من الزمان في قانونه الشهير التربية للجميع والذي إتخذه شعارا انطلق منه إلى دعوة قوية مصحوبة بدعاية واسعة نحو دمج الأطفال المعاقين مع الأطفال غير المعاقين في أكثر الظروف ملائمة واقل البيئات تقييدا Chigier ,163 ) )

    والاندماج بمعناه الحديث واحد من من أكثر موضوعات التربية الخاصة إثارة للجدل وتعددا في وجهات النظر وقد لعب التميز العلمي دورا بارزا في التمييز بين الدول المتقدمة والنامية في هذا الموضوع ، ففي الدول المتقدمة ، وفي مقدمتها إيطاليا والولايات المتحدة وبريطانيا ، اعتمد الدمج على التخطيط العلمي السليم والدعم القوي من قبل العديد من أجهزة هذه الدول كالمؤسسات العلمية ووسائل الإعلام ومراكز البحوث ، أما في الدول النامية فقد تبنته بعض المؤسسات من منظور التبعية والتقليد والانجذاب إلى بريق الحداثة دون تخطيط سليم أو دراسات مسبقة أو توعية مجتمعية وأحيانا دون إعداد الفريق المهني المتخصص اللازم لتنفيذه .، وخاصة مع وجود مناخ اجتماعي تسوده العديد من الاتجاهات السلبية والأفكار الخاطئة عن قدرات المكفوفين وإمكانياتهم ، وبين قصور الإعداد وقسوة الاتجاهات فضل العديد من المكفوفين البقاء في مجتمعهم المعزول الذي وفر لهم من الأمن والحماية ما عجز المجتمع الكبير أن يوفره لهم .

    إحتياجات خاصة أم مهارات خاصة ؟

    اعتدنا وكذلك تعود غيرنا من وسائل الإعلام والمهتمين ، بل والعديد من المكفوفين أنفسهم ، أن نستخدم في حديثنا وكتاباتنا مفهوم زوي الحاجات أو الاحتياجات الخاصة للتعبير به عن تصنيف يضم في داخله المكفوفين إلى جانب فئات أخرى ، وليس هذا هو المجال المناسب لطرح هذا الموضوع ، وربما نتعرض له في موضوع مستقل خاص به ،ولكني أجد نفسي مضطرا هنا لإثارة عدد من التساؤلات :

    1- إذا كنا نرفض الإعاقة ونتحرج منها فكيف نؤكد الاحتياج ونعرف بين الناس به ؟

    2- ألم يشبع المكفوفون احتياجاتهم من خلال مهارات خاصة فتحت أمامهم أبوابا من المعرفة ومكنتهم من العمل في مجالات لم

    يكن التفكير فيها قبل ذلك أمر مباح ؟

    3- وهل يعد محتاجا من يرى بيديه ويقرا بأنامله ويتواصل مع العالم من فوق سريره بحاسوبه الصغير والى جواره من

    المبصرين من لا يعرف كيف يفرق بين الباء والتاء ؟

    4- وأخيرا ألا تتفقون معي أن تنمية المهارات أعظم غاية من تلبية الاحتياجات ؟


    تعريف المصطلحات:

    المكفوف:

    التعريف اللغوي

    يقال كف بصره أي ذهب ورجل مكفوف أي أعمى ( بن منظور،277)

    التعريف القانوني

    المكفوف هو من كانت حدة إبصاره تساوي أو تقل عن 6/60 أو 20 /200 في أقوى العينين بعد التصحيح بالنظارات الطبية ومجاله البصري لا يزيد عن 20درجة (O,reily:2)

    التعريف التربوي

    المكفوفون هم الذين لا يمكنهم أن يتعلموا من خلال الكتب والوسائل والأساليب البصرية التي تستخدم مع أقرانهم المبصرين في العمر الزمني نفسه ومن ثم يحتاجون إلى طرق ووسائل وأدوات تعليمية خاصة ( القريطي : 369 ) ويميز التربويون إجرائيا بين فئات مختلفة من المكفوفين تبعا لدرجة الكف وتأثيرها على استعداداتهم للتعلم وهذه الفئات هي :

    المكفوفون كليا

    وتشمل هذه الفئة .

    الذين لا يرون شيئا على الإطلاق.

    الذين يرون الضوء فقط .

    الذين يرون الضوء ويمكنهم تحديد مسقطه.

    الذين يستطيعون عد أصابع اليد عن تقريبها من أعينهم فقط .

    المكفوفون وظيفيا

    وهم الذين توجد لديهم بقايا بصرية يمكنهم الاستفادة منها في مهارات الحركة والتنقل فقط .




    ضعاف البصر

    وهم القادرون على القراءة والكتابة بالخط العادي سواء عن طريق استخدام المعينات البصرية كالمكبرات والنظارات أو بدونها بعد تكبير المواد المطبوعة بأحرف كبيرة الحجم وتنحصر حدة إبصارهم بين 20 /70 و20 /200 في أقوى العينين بعد استخدام النظارات الطبية. ( سليمان، ج1: 52 )

    تعريف الاندماج

    التعريف اللغوي

    يقال دمج الشيء دموجا إذا دخل في الشيء واستحكم فيه ، وأدمجت الشيء إذا لففته في ثوب ( بن منظور : 1010 )

    التعريف الاصطلاحي للدمج الأكاديمي

    الدمج هو مفهوم يتضمن وضع الأطفال غير العاديين مع الأطفال العاديين في الصف العادي بشكل مؤقت أو دائم بشرط توفير عوامل تساعد على إنجاح هذا المفهوم ( الروسان : 29 )

    مبررات الدمج وأهميته

    1- الاندماج هو الأسلوب الطبيعي نتيجة تعايش المكفوفين والمبصرين في بيئة اجتماعية واحدة.

    2- يتيح الدمج فرصة التعارف والفهم الأفضل من قبل كل طرف لظروف وإمكانات الطرف الآخر وبلورة أفكار ومفاهيم واقعية وصحيحة كل منهما عن الآخر ومن ثم تعديل الاتجاهات السلبية.

    3- يساعد الدمج على تحسين مفهوم الذات لدى الشخص الكفيف وتنمية الشعور بالثقة بالنفس والثقة في الآخرين .

    4- ازدياد المطالب الحياتية تعقيدا يوما بعد يوم بحيث لم يعد من الممكن تلبيتها بدرجة مناسبة داخل البيئة المعزولة ذات الإمكانيات المحدودة .

    5- قلة مؤسسات التربية الخاصة، مع وجود عدد من الأطفال المكفوفين في عدد من المناطق النائية ، مما يجعل الدمج احد الحلول العملية لتعليم هؤلاء الأطفال وتأهيلهم .

    6- توفير الكلفة الاقتصادية اللازمة لإنشاء وتجهيز مؤسسات للتربية الخاصة .

    7- يساعد الندماج الكفيف على الشعور بالانتماء لدى المكفوفين تجاه المجتمع الذي يعيش فيه.

    8- عندما يرون طفلهم الكفيف يتفاعل مع الأطفال المبصرين ويتعلم في مدارسهم .

    العوامل التي تساعد على نجاح عملية الدمج :

    1- مشاركة أولياء الأمور وتفعيل دورهم بشكل ايجابي في هذا المجال .

    2- دمج الطالب في المدرسة الأقرب إلى محل إقامته.

    3- ألا يعاني الطالب المدمج من إعاقات أخرى.

    4- أن يعد الطالب إعدادا جيدا في المهارات الاستقلالية والحركة والتنقل.

    5- توفير الأدوات والوسائل التعليمية اللازمة للطلبة المكفوفين بالمدارس العادية مثل :

    - أجهزة الحاسوب.

    - الوسائل التعليمية.

    - العدسات المكبرة.

    - المناهج المكتوبة بحروف كبيرة.

    6- تهيئة وإعداد الإدارة المدرسية وأعضاء هيئة التدريس لتقبل فكرة الدمج .

    7- تحديد شكل الدمج المراد تنفيذه.

    8- الاعتماد على الأساس القانوني في قضية الدمج وانه حق من حقوق المكفوفين وليس مجرد شفقة أو منة عليهم .

    9- وضع معايير موضوعية لتقييم عملية الدمج بشكل مستمر.

    10-التخطيط العلمي المسبق لعملية الدمج ووضع الحلول للصعوبات المحتملة وليس

    مجرد وضع الأطفال المكفوفين مع المبصرين في مكان واحد.

    11- توفير المتابعة المستمرة من خلال المستشار التربوي أو المعلم الجوال على مدار العام.

    أشكال الدمج

    يذكر ووكر ( Walker : 66 ) خمسة أشكال للدمج الأكاديمي :

    1- الدمج طوال الوقت في فصول خاصة :

    ويتوفر لهذا النوع من الدمج معلمون متخصصون وفصل مجهز يتلقى فيه المكفوفون وضعاف البصر اغلب المواد الدراسية.

    2- الدمج في فصول خاصة مشتركة :

    يوجد في هذا النوع أساتذة متخصصون وغرفة مجهزة يتلقى فيه المكفوفون وضعاف البصر بعض المواد الدراسية بينما يقضون اغلب أوقاتهم في الفصل الدراسي العادي.

    3- غرفة المصادر:

    هي فصل مجهز يتردد عليه المكفوفون وضعاف البصر وفقا لجدول زمني معين أو كلما دعت الحاجة لذلك.

    4- المدرس الجوال :

    وهو نظام يقوم على أساس أن يقضى المكفوفون أو ضعاف البصر اغلب يومهم الدراسي في الفصل العادي بينما يتلقون إرشادات خاصة ، فرادى أو جماعات من المدرس الجوال الذي يقوم بمتابعة مدرسة أو أكثر لتقديم الإرشاد اللازم .

    5- المعلم المستشار:

    وهو متعلم متخصص موجود في المدرسة بصفة دائمة ويقوم بتقديم الاستشارات بجانب أعماله الأخرى .


    وهناك عدد من الباحثين يفضلون تقسيم الدمج إلى نوعين رئيسيين :

    الدمج الجزئي :

    ويقصد به دمج الطلبة المكفوفين مع نظرائهم المكفوفين لبعض الوقت .

    الدمج الكلي :

    ويقصد به إلحاق الطلبة المكفوفين مع الطلبة المبصرين في المدارس العامة طوال الوقت .


    الصعوبات التي تواجه دمج المكفوفين في المدارس العامة


    1- الاتجاهات السلبية لبعض مدراء المدارس والمعلمين تجاه عملية الدمج .

    2- قلة عدد مرات المتابعة بسبب بعد المناطق وعدم وجود الفريق المتخصص اللازم لعملية المتابعة .


    3- نقص المعلمين المتخصصين في تدريس المناهج الدراسية للمكفوفين وخاصة المناهج التي تحتاج إلى إعداد خاص كالرياضيات والحاسوب.

    4- قلة الخدمات التي تقدم في المدارس العامة مقارنة بالتي تقدم في مؤسسات التربية الخاصة.

    5- تقصير بعض أولياء الأمور في متابعة أبنائهم في المدارس العامة .

    6- تخوف عدد من المعلمين في المؤسسات الخاصة من ضياع وظائفهم في حالة نجاح عملية الدمج .

    7-

    كيف تساعد الطفل الكفيف داخل الفصل العادي ؟ 1- أثناء تعاملك مع الطالب الكفيف لا تتحرج من استخدام مفردات مثل انظر _ شاهد أو أسئلة مثل : هل رأيت ؟ هل شاهدت ؟ بشكل طبيعي تماما فهذه المفردات جزء من مفردات الكفيف التي يستخدمها بشكل معتاد في حياته اليومية .

    2- أدمج الطالب الكفيف جنبا إلى جنب نظيره المبصر في كل الأنشطة المدرسية .

    3- شجع الطالب الكفيف على أن ينافس على المراكز القيادية من خلال استغلله لقدراته المختلفة وتنمية علاقاته الاجتماعية.

    4- لا بد أن يخضع الطالب الكفيف لنفي القواعد الانضباطية التي يخضع لها كل التلاميذ داخل الفصل .

    5- شجع الطلبة المكفوفين على الحركة والحصول على أدواتهم بأنفسهم .

    6- اسعي إلى توفير الأدوات اللازمة للطالب الكفيف داخل الفصل .

    7- لابد أن تدرك أن تقبلك للطالب الكفيف سيدعم تقبله لنفسه وسيزيد من منى تقبل الطلبة الآخرين له .

    8- عندما تقترب من الطالب الكفيف عرفه بنفسك مالم يكن يعرفك جيدا ولا تعتمد على الصوت فقط أو تختبر فراسته .

    9- عندما تدون ملاحظات على السبورة عليك أن تقرئها بصوت مرتفع وأنت تكتبها .

    10- الطالب الكفيف يقرا أبطأ من الطالب المبصر ومن ثم فهو يحتاج إلى وقت إضافي أثناء الامتحانات .

    11- إذا كان في الفصل ضعيف بصر فمن الأفضل أن نضعه في الصفوف الأولى.

    12- استخدم الإرشادات اللفظية بدلا من الإيماءات والإشارات



    تم النقل للفائدة
    .
    .
    هل تطوع المعاق في مجالة مرمغة ام مغرمه ام مغنمه
Loading...


يعمل...
X