بسم الله الرحمن الرحيم
أنا معاق نشأتُ بشلل أطفال في رجلي اليسرى وأستخدم العكازات منذ صغري إلى الآن. بدأتُ مشواري الدراسي في سن العاشرة تقريباً. وقد كنت مُصرّاً منذ البداية أن لا أدرس في مكان غير المدارس الاعتيادية التي يدرس بها السليمون وأن لا أُعامَل كمعاق حيث لم أرَ في نفسي ذلك العجز الذي يمنعني عن ممارسة حياتي الطبيعية.
تدرّجت في دراستي حتى تخرجت من الثانوية بتفوق وبنسبة 94.97 % مما خوَّلني للقبول في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وهي كما يعلم معظمكم أرقى الجامعات السعودية من حيث أساليبها ومناهجها المتطورة وخير دليل على ذلك هم خريجوها الذين يتسنَّمون أعلى المناصب في كثير من البنوك والشركات الكبرى حول المملكة.
أنهيْتُ دراستي الجامعية في تخصص إدارة أنظمة المعلومات بتقدير جيد جداً بعد جهدٍ ومثابرة في سنواتٍ أُعدُّها من أجمل أيام حياتي وفي هذه الفترة أيضاً قام أحد أصدقائي بتعليمي قيادة السيارة حتى أجدتها واشتريت سيارتي الخاصة ولله الحمد والمنَّة.
حتى هذه المرحلة كان كل شيءٍ يسير على ما يرام، ولم يتبقَّ أمامي سوى الوظيفة والزواج وها قد أصبحا في متناول اليد التي تمسك بهذه الشهادة التي لا يشق لها غبار ولن يقف أمَامها شيء.
بدأتُ وأصحابي المتخرجون معي في البحث عن الوظيفة المناسبة، قضينا على ذلك عدة شهور بدأ فيها أصحابي بالحصول على وظائفهم، حتى بقيتُ وحيداً، في كثير من المقابلات التي أجريتها كان المقابِلُ يصرِّح لي عَلَناً بأنَّ مؤهَّلك هو المطلوب فعلاً للوظيفة لكن لا نستطيع توظيفك لإعاقتك. بالرغم من أن تخصصي يعتبر تخصصاً إدارياً وإعاقتي ليست بذلك الحجم الذي يعجزني عن أداء وظيفة إدارية.
في هذه الفترة كنت أرفض رفضاً تاماً النظر إلى إعلانات الوظائف المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة والتي كنت أنظر إليها أنها نوع من الصدقة لا أكثر وهي بالطبع لن تكون إلا في شركة مغمورة لن تضيف لي شيئاً كما أنَّ شهادتي كما كنت أرى ستؤمِّن لي أفضل من ذلك. إلا أنني رضخت في نهاية الأمر وتقدمت إلى عدد من هذه الوظائف وكان يتم الاتصال بي فوراً، لأصطدم حينها بحقيقة أخرى وهي توظيف المعاقين بغض النَّظر عن مؤهلاتهم برواتب مجحفة طمعاً في مغريات تقدمها وزارة العمل لهذه الشركات عند توظيف هذه الفئة ( الغالية على قلوبهم
) ولا علاقة للأمر بالصَّدقة ولا بأختها الشَّفقة :). وكثيراً ما عُرضَ عَلي الحصول على مبلغ زهيد والجلوس في البيت وبشرط أن لا أتوظف في شركة أخرى لعدة سنوات معينة. وقد كنت أرفض بالطبع.
المهم، أمضيتُ 3 سنواتٍ عجاف لم أجد فيها وظيفة، شعرت حينها باليأس وفقدان الأمل، كان أصحابي قد تزوَّجوا وأنجبوا الأولاد والبنات بينما كنتُ أنظر بحنَقٍ لشهادتي وأنوي ابتلاعها.
في النِّهاية حصلت على وظيفة في مؤسسة ناشئة لعمل المواقع الالكترونية براتب 2000 ريال. رضيتُ بها صاغراً إلى أن قيَّض الله لي وظيفةً في أحد البنوك عن طريق (واسطة) وبراتب متوسط نوعاً ما لكنه بالتأكيد أفضل من الأول.
الحمد لله أنا الآن متزوج وأنتظر مولودي الأول.
هذي قصتي والتي أردت من خلالها التركيز على تعقيد قضية توظيف المعاقين وعدم وضع الحلول المناسبة لها من قبل الدولة والتي هي بدورها لا تملك أي آلية لتوظيفهم في وزاراتها وإداراتها المختلفة وإنما تلقي بهم على أبواب القطاع الخاص الذي لا يرحم بمحفِّزات تستفيد منها الشركة لا المعاق.
بالتأكيد للأخوة والأخوات تجارب في هذا الأمر تتفاوت في الأحداث والمعوقات، والبعض ربما يملك شيئاً من التصُّورات والحلول.
لكم المايك.
أنا معاق نشأتُ بشلل أطفال في رجلي اليسرى وأستخدم العكازات منذ صغري إلى الآن. بدأتُ مشواري الدراسي في سن العاشرة تقريباً. وقد كنت مُصرّاً منذ البداية أن لا أدرس في مكان غير المدارس الاعتيادية التي يدرس بها السليمون وأن لا أُعامَل كمعاق حيث لم أرَ في نفسي ذلك العجز الذي يمنعني عن ممارسة حياتي الطبيعية.
تدرّجت في دراستي حتى تخرجت من الثانوية بتفوق وبنسبة 94.97 % مما خوَّلني للقبول في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وهي كما يعلم معظمكم أرقى الجامعات السعودية من حيث أساليبها ومناهجها المتطورة وخير دليل على ذلك هم خريجوها الذين يتسنَّمون أعلى المناصب في كثير من البنوك والشركات الكبرى حول المملكة.
أنهيْتُ دراستي الجامعية في تخصص إدارة أنظمة المعلومات بتقدير جيد جداً بعد جهدٍ ومثابرة في سنواتٍ أُعدُّها من أجمل أيام حياتي وفي هذه الفترة أيضاً قام أحد أصدقائي بتعليمي قيادة السيارة حتى أجدتها واشتريت سيارتي الخاصة ولله الحمد والمنَّة.
حتى هذه المرحلة كان كل شيءٍ يسير على ما يرام، ولم يتبقَّ أمامي سوى الوظيفة والزواج وها قد أصبحا في متناول اليد التي تمسك بهذه الشهادة التي لا يشق لها غبار ولن يقف أمَامها شيء.
بدأتُ وأصحابي المتخرجون معي في البحث عن الوظيفة المناسبة، قضينا على ذلك عدة شهور بدأ فيها أصحابي بالحصول على وظائفهم، حتى بقيتُ وحيداً، في كثير من المقابلات التي أجريتها كان المقابِلُ يصرِّح لي عَلَناً بأنَّ مؤهَّلك هو المطلوب فعلاً للوظيفة لكن لا نستطيع توظيفك لإعاقتك. بالرغم من أن تخصصي يعتبر تخصصاً إدارياً وإعاقتي ليست بذلك الحجم الذي يعجزني عن أداء وظيفة إدارية.
في هذه الفترة كنت أرفض رفضاً تاماً النظر إلى إعلانات الوظائف المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة والتي كنت أنظر إليها أنها نوع من الصدقة لا أكثر وهي بالطبع لن تكون إلا في شركة مغمورة لن تضيف لي شيئاً كما أنَّ شهادتي كما كنت أرى ستؤمِّن لي أفضل من ذلك. إلا أنني رضخت في نهاية الأمر وتقدمت إلى عدد من هذه الوظائف وكان يتم الاتصال بي فوراً، لأصطدم حينها بحقيقة أخرى وهي توظيف المعاقين بغض النَّظر عن مؤهلاتهم برواتب مجحفة طمعاً في مغريات تقدمها وزارة العمل لهذه الشركات عند توظيف هذه الفئة ( الغالية على قلوبهم

المهم، أمضيتُ 3 سنواتٍ عجاف لم أجد فيها وظيفة، شعرت حينها باليأس وفقدان الأمل، كان أصحابي قد تزوَّجوا وأنجبوا الأولاد والبنات بينما كنتُ أنظر بحنَقٍ لشهادتي وأنوي ابتلاعها.
في النِّهاية حصلت على وظيفة في مؤسسة ناشئة لعمل المواقع الالكترونية براتب 2000 ريال. رضيتُ بها صاغراً إلى أن قيَّض الله لي وظيفةً في أحد البنوك عن طريق (واسطة) وبراتب متوسط نوعاً ما لكنه بالتأكيد أفضل من الأول.
الحمد لله أنا الآن متزوج وأنتظر مولودي الأول.
هذي قصتي والتي أردت من خلالها التركيز على تعقيد قضية توظيف المعاقين وعدم وضع الحلول المناسبة لها من قبل الدولة والتي هي بدورها لا تملك أي آلية لتوظيفهم في وزاراتها وإداراتها المختلفة وإنما تلقي بهم على أبواب القطاع الخاص الذي لا يرحم بمحفِّزات تستفيد منها الشركة لا المعاق.
بالتأكيد للأخوة والأخوات تجارب في هذا الأمر تتفاوت في الأحداث والمعوقات، والبعض ربما يملك شيئاً من التصُّورات والحلول.
لكم المايك.
تعليق