في بريطانيا تاتي الحافلة التي تأخذ الطفل المعاق وتذهب به إلى المعهد الخاص الذي يوفر له التعليم والتغذية الصحية واللهو والمرح والعلاج النفسي والبدني , ثم تعود به في آخر النهار في روتين يومي لا يوقفه برد أو ثلج أو ضباب أو أمطار , وطبعا كل هذه الخدمات مجانا ومن دون أية "منية" أو توسل او إنتظار أو واسطة أو رشوة ؛ لأنها حق الطفل على الدولة.. ولطالما سألت نفسي لماذا دولتنا ان تفعل هذا الشى مع المعاقين .كم طفلا سعوديا معاقا يحظى بمثل هذه الرعاية؟!!.

وأنا هنا أتحدث عن بريطانيا البلد الذي فارق الحروب المدمرة منذ سنوات بعيدة وانحصر معاقوه بالمرضى ووارثو العوق وضحايا حوادث السيارات ومع ذلك فان من يعش هنا يشعر كأن القوانين كلها قد فصلت تفصيلا على مقاسهم , فالعائلة التي يعيش بينها إنسان معاق , هي في نعيم يحسدها عليه الآخرون , فالمعاق يتقاضى راتباً والأم تتسلم راتباً أيضا لأنها ترعاه , وكل وسائل النقل مجانية أما الكراسي المتحركة فقد دخلت المتاحف وحل محلها ما يشبه الدراجة البخارية الصغيرة التي توزع مجانا أيضا,كما يتمتع المعاق ومن يرعاه بخدمة "الباج الأزرق" الذي يسمح له بايقاف سيارته في أي مكان يشاء.. ومجانا أيضا, أما إذا قدمت عائلة المعاق على بيت من بيوت الدولة فان لها الأولوية وغالبا ما تكون شقة في الطابق الأرضي ولا تحتاج إلى سلالم للصعود ...فلا عجب ان يجاهد كثيرون هنا من أجل الحصول على لقب " معاق" وخاصة المهاجرين منهم .