400 ألف معاق حركيا في انتظار تطبيق مشروع ..

400 ألف معاق حركيا في انتظار تطبيق مشروع عمراني جديد لتيسير حركتهم
ksa-local.359273.jpg

جدة: ناهد أنديجاني
ينتظر 400 ألف معاق حركيا تطبيق فكرة تصميم عمراني حديث يفي بمتطلباتهم اليومية، وكان زف الخبر لهم بمثابة حياة جديدة سهلة تخفف من معاناتهم النفسية وتسهل لهم طريقة عيشهم في حياتهم اليومية بعد أن قام مهندس معماري سعودي بإيجاد فكرة هندسية لتصميم منازل المعاقين حركيا. وكان المهندس مختار الشيباني رئيس ICTA في العالم العربي وعضو بالجمعية السعودية الخيرية لرعاية وتأهيل الأطفال المعاقين والجمعية السعودية لعلوم العمران، قام بتأليف كتاب بعنوان «المعايير التصميمية للمعوقين حركيا في البيئة العمرانية» يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة من حيث مشاكلهم مع العمران أي المشكلات التي تحد من حركة المعاق في البيئة العمرانية السعودية ووضع الحلول لها.
وكان الشيباني قام بدراسة ميدانية في بعض المدن السعودية للتعرف على المتطلبات الرئيسية للمعاقين ويقول «وجدت من خلال دراستي لتحضير الماجستير ومن خلال الاستبيان الذي شمل عددا كبيرا من هذه الفئة أنهم يحتاجون إلى خصوصيات قي التصميم، فنسبة 90 بالمائة منهم إعاقتهم حركية و85 بالمائة مصابون بالشلل بأنواعه».
وبينت الدراسة أن أكثر المشكلات التي يعانون منها سببها عراقيل في البيئة العمرانية، وتنوعت المشاكل بتنوع مسبباتها فمثلا مشكلات السكن متشعبة وأصحاب البيوت الشعبية يشكون من ضيق المداخل وارتفاع عتبات الأبواب وضيق الممرات، وتتطلب تعديلات البيوت الشعبية جهودا كبيرة وتعادل تكلفتها إعادة بناءها، ومعظمهم فقراء أي ليست لديهم القدرة المادية التي تخول لهم تغيير ذلك وإذا كان السكن بإيجار فان المعوق لا يملك حق التصرف فيه.
ويضيف الشيباني «إن من المشكلات السكنية ايضا تعدد طوابق السكن فهي تتطلب مصاعد واسعة، وتتطلب أن تكون أزرار المصاعد في متناول أيدي المعاقين».
وأبرزت نتائج الدراسة أن وسائل المواصلات من الضروريات التي يجب توفيرها للمعوقين ويعلق الشيباني قائلا «إذا ركزنا في البحث على طرق إزالة العراقيل البيئية داخل سكن المعاق وأهملنا كيفية تنقله فإننا نكون قد تركناه حبيس منزله».
وبالرغم من أن 30 بالمائة من الذين شملتهم الدراسة يملكون سيارات مجهزة فإن البقية وهي الأكثرية تعاني من صعوبة إدخال الكرسي داخل وسيلة المواصلات وصعوبة الصعود، سواء بسبب فقدان التوازن أو عدم وجود مساكات جانبية أو عدم وجود الدرابزين. وطالب الشيباني بضرورة إيجاد مقاعد خاصة لهم في وسائل النقل العام.
وعبر هؤلاء المعاقون حركيا عن المضايقات التي تواجههم في مساكنهم وفي تحركهم في المرافق العامة. تقول مديحه احمد، 33 عاما، مصابة بشلل نصفي مما أعاقها عن الحركة بسبب حادث في المصعد الكهربائي: «أعاني في بيتي من صعوبة التنقل من غرفة لأخرى بالرغم من أن بيتنا كبير «فيلا» إلا أنني أجد صعوبة في التنقل عبر الدرج والدخول الى المطبخ وفتح الثلاجة» ومن أكثر المواقف الحرجة والصعبة التي تواجهها يوميا كما تقول «عندما اصحو من النوم بالليل وارغب في الذهاب الى دورة المياه، ينبغي أن أنادي خادمتي واقلق نومها هي الأخرى».
أما عماد محيي الدين، 19 عاما، المصاب بعمى في عينيه منذ صغره فيقول «أجد صعوبة أينما ذهبت واضطر أن أسير برفقة مرافق» ويتمنى لو يضاف الى جميع اللوحات الإرشادية لغة برايل الخاصة بهم.
ويوضح الشيباني أن الكتاب يضع حلولا مدروسة عالميا من قبل خبراء ومتخصصين لحل جميع مشكلات المعاقين حركيا ويقول «إن تطبيق المعايير المقترحة من قبل الخبراء سيلبي المطالبات الكثيرة التي تقدم بها هؤلاء المعاقون حركيا، فهم يطالبون بتسهيل وصولهم الى جميع عناصر المسكن ويطالبون بمواصفات معينة في المداخل الخارجية والأبواب والسلالم والدرابزينات والأرضيات».
ويضيف متابعا حديثه «للأسف ليست هناك أي دولة عربية راعت في تصميم أي مركز تجاري أو مسجد أو حديقة أو غيرها المعاقين حركيا، على عكس الدول المتقدمة فقد راعت بعض المراكز وخاصة التجارية هذه الفئة».
وحول مدى استجابة المهندسين السعوديين يقول الشيباني متفائلا بالخير «نعقد الدورات والمؤتمرات مع المهندسين المعماريين ووجدنا استجابة لأننا جميعا نؤمن بأن الصحة هي نعمة من الله يأخذها متى شاء».

 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى