اشعارات

ادرسي احتياجاته قبل صيامه


الاهتمام بطعام الصائم الصغير مهم جدا لمنع اصابته بأي نقص او خلل او حتى مرض. وعليه، تنصح الأم بتنويع تغذيته حتى تشمل مصادر البروتين والخضار والكربوهيدرات والفواكه والحليب. ونظرا الى صغر جسمه، تذكري أن الطفل أكثر عرضة للإصابة بالجفاف مقارنة بالبالغين، مما يشدد على ضرورة إكثاره من شرب الماء والسوائل.
يرغب معظم الأطفال في مشاركة البالغين صيامهم، لا سيما الأكبر سنّاً منهم. لكن صيام صغار السن لا يخلو من بعض القوانين والمحاذير الصحية.
وقد بيّنت د. نسرين ا
لخطيب، استشارية رئيسة قسم طب الأطفال والخدج، أن صيام الطفل السليم الخالي من الأمراض لا غبار عليه، لكن يختلف الأمر بالنسبة الى الطفل المصاب بالأمراض، حيث يتطلب قبل صيامه ان يستشير المعالج اولا للاطلاع على أي ارشادات او موانع قد تعيق صيامه.

متى يتمكّن الطفل من الصيام؟
- يجب أولاً التمييز ما بين الطفل السليم والطفل المصاب بمشاكل صحية، مثل: السكر او ضغط الدم او اعتلال في الكلى والقلب. فمثل البالغ المصاب، على الطفل المصاب بمرض استشارة الطبيب اولا حول امان صيامه وسلامته. وحتى لو وصل عمر الطفل الى 15 سنة، وكان مصابا بمرض، يجب عليه عدم الصيام من دون استشارة الطبيب اولا، فقد لا يتحمل جسمه الصيام او يعرضه لمضاعفات صحية. اما الطفل السليم، فيتمكن جسمه من تحمل مشقة الصيام، بدءا من عمر 9 سنوات. ولا يغفل هنا التنويه بأهمية توعية الطفل بأن عليه تقليل نشاطه وتعرضه للشمس والتعرق أثناء فترة الصيام. أما الأصغر سنا، فغالبا لا يمكنه تحمل مشقة الصيام، لا سيما انه يأتينا هذه السنة خلال فترة الصيف الحار، والتي يطول فيها النهار.

لكن ليس هناك ما يمنع من تدريبه على الصيام، فيمكن تأخير وجبة الغداء مثلا، او اعطاؤه وجبة واحدة خلال وقت الصيام او ان يصوم عن الطعام، لكن يمكنه شرب الماء والسوائل.

متى يشرب الماء؟ وكيف؟
- يجب تقنين كمية السكر والملح المتناولة في الوجبات، لأنها تعمل على زيادة تكدس الماء في الجسم من دون ان تروي العطش. ويشجع الطفل على تناول جرعات من الماء والسوائل حتى يروي عطشه ويتفادى الجفاف. ولا يقصد هنا شرب كمية كبيرة من الماء دفعة واحدة، بل يفضل تكرار شرب جرعات صغيرة حتى يحتفظ الجسم بما يتناوله. حيث يقرن تناول كمية كبيرة من السوائل دفعة واحدة مع اعتقاد الجسم بأنه شرب كمية اكثر من حاجته، ويكون رد فعله ان يحفز الكلى على التخلص منه سريعا على هيئة بول. لذا، ينصح بشرب كميات قليلة ومتكررة م ن السوائل خلال وقت الافطار.

ما التغذية السليمة للطفل الصائم؟
- يجب اتباع نظام تغذية صحي، لتفادي حدوث أي نقص في جسم الطفل، فيتناول تغذية متنوعة وغنية بالقيمة الغذائية. ومن الخطأ ان يعتقد الاهل ان افضل مكافأة للطفل الصائم هي تقديم اطباق الحلويات والكاكاو والكربوهيدرات فقط، بل عليه أن يتناول كمية من البروتين والكربوهيدرات والخضار ايضا. وبدلا من تقديم وجبتين كبيرتين هما: وجبة افطار ووجبة سحور فقط، يفضل ان يتناول وجبات طعام صغيرة ومتكررة طوال فترة الافطار. فذلك سيقلل فرصة معاناة معدته من الارهاق وعسر الهضم والتلبك وتناوله للأطعمة غير المفيدة، مثل: الشيبس والحلوى، والسكاكر.

وينصح بتنويع الاصناف في طبق الطفل لتتضمن حصصا من الكربوهيدرات والبروتين والخضار. فالكربوهيدرات مهمة لتزوده بالطاقة، والبروتينات مهمة لبناء العضلات والوقاية من الوهن العضلي، والخضار تزوده بالألياف والعناصر الغذائية، اما الفاكهة فحتى لو على شكل عصائر فستزوده بالمغذيات والسكريات البسيطة. ومن المفيد تعويده على تناول البقوليات، مثل: العدس والفول، والحمص، لأنها غنية بالألياف والبروتين والحديد.

هل المشروبات الغازية مضرة فعلاً؟
- لا تحتوي المشروبات الغازية على اي عناصر غذائية تذكر، فهي مشروبات خالية من أي قيمة او فائدة غذائية. كما ان غناها بالسكريات والاحماض يعرض الطفل لخطر زيادة الوزن وتسوس الاسنان. وان كان الطفل لا يحب تناول الماء، فوفري له بدائل مفيدة، مثل: العصائر الطبيعية ومنتجات الالبان والمشروبات الرمضانية، كالسحلب وشراب اللوز والماء المضاف له شرائح الليمون والبرتقال.

ما سبب تعب الطفل قبل الإفطار؟
- قد تلحظ بعض الامهات شعور طفلها بالضعف والتعب والارهاق الشديد قبل الافطار، ويعتقدن ان ذلك يرجع الى معاناته من هبوط السكر. لكن ما لم يكن الطفل مصابا بمرض السكري، فمن النادر ان يكون ذلك هو السبب فعلا.

فالجسم الطبيعي يمكنه التأقلم مع الصيام، ويحافظ على اتزان سكر الدم من خلال استغلال مخزون «الجلايكوجين» الموجود في الكبد، مما يمنع حدوث هبوط سكر الدم لدى الشخص الطبيعي.

وغالبا ما يرجع سبب ارهاق الطفل وضعفه الى معاناته من درجة من الجفاف او انخفاض في الاملاح. وفي هذه الحالة، على الام ان تقدم له الماء واطباقا تحتوي على الخضار واللحوم في وجبة الافطار، لأنها تحتوي على الاملاح الطبيعية التي يحتاجها الجسم.

ويجب ان يتناول جرعات متكررة من الماء والسوائل لعلاج الجفاف. ومن الخطأ ان تعطي الام طفلها ماء فيه سكر او ماء فيه ملح، فالماء الخالي كاف لتروية الجسم واعادة اتزان الاملاح فيه.

إرشادات بدنية ونفسية
- حتى يستطيع الطفل مواصلة صيامه من دون إرهاق أو مضاعفات على الأهل تنبيهه الى ضرورة تناوله جميع العناصر الغذائية المفيدة والسوائل اثناء فترة الافطار. وعليه ان يأخذ القسط الكافي من الراحة والنوم ويقلل من مجهوده البدني وممارسته للرياضة وتعرضه للشمس والجو الحار، فذلك سيخفف معاناته من العطش والجفاف والتعب، والارهاق. كما ينصح بإبعاده عن الضغوط النفسية والتوتر، كالذي يرافق الامتحانات، فذلك يسبب اضطرابات هرمونية، من أهمها ارتفاع معدل هرمون الكورتيزون وزيادة حرق الجسم للسعرات الحرارية، مما يزيد شعوره بالتعب والارهاق.
 

عودة
أعلى