اشعارات

ايها الرجل




دعنا نعود إلى الخلف قليلاً,,إلى تلك الأيام التي كانت أكثر من حلم بالنسبة إليك, أتذكر أول عهدك بالارتباط؟ بتحقيق حلم الزواج من فتاة أحلامك؟ سنذكرك, بتلك اللحظات التي انتقلت بها " زوجتك " من عائلتها إلى عائلتك,التي لم تضم وقتها غيرهم



هل تذكر؟ حين ترقرقت عينا والديها حباً وخوفا؟ فرحاً وحزنا؟ هل تذكر حين عقد الكتاب, هل تتذكر ما ردد الشيخ من كلمات؟ هل زوجكما على سنة الله ورسوله؟ هل اخذ وليها منك عهداً ووعداً بالحفاظ عليها؟ حين سلمك إياها على حدود بيتها وقال لك عدني أن تحفظ الأمانة؟ هل وقعت حينها مع الله "ميثاقاً غليظا" هل تذكر ؟ هل تذكر حين رأيتها لأول مرة بعيون غير تلك التي كنت تراها فيها, فهي اليوم لك وأنت لها,,فرحتك بها تعادل الدنيا وما فيها, فهي أول كنز في مملكتك, وأول واحة للأمان,هل تذكر همساتك لها بأنها "أجمل النساء" ؟ وانك لا تصدق نفسك وقد حققت حلمك بالارتباط بلؤلؤة نادرة في هذا الزمان؟

يومها رقصت كمنتصر منتشي في نهاية معركة, كيف لا وهي معركتك مع العزوبية, مع الوحدة والأحلام, وقد فضل الله عليك اليوم بالنصر والغلبة ؟ وعود قدمتها دون مقابل, وأحلام بنيتهما معاً, مع التعاون والاحترام والحب سيكون كل شيء كما أردنا وكفى !



هل تذكر تباهيك أمام الأصدقاء؟ أصل وجمال، علم وأدب, وفوق كل هذا ظفرت بذات الدين! مرت الأيام, وصارت عندك في بيتك, وصار الحلم حقيقة, فما بالك تتخلى اليوم عن كل شيء, وتترك ورائك خيبة وحسرة, ما بالها صارت " شيئاً " تملكه أنت ؟ تهينه وتحقره متى شئت؟ ما بالها أمست كما لم تكن من قبل,فهي اليوم - في نظرك وحدك- ليست كباقي النساء, لم لا تتلوى كالمغنية "...." ,,ولا ترتدي كالراقصة "..."! لم لا تشبه نساء الأفلام والمجلات الرخيصة؟ لم لا تطبخ كالشف "...."، ولا تتحدث كالمذيعة "..." لم نكاتها ليست كنكات زميلتك خفيفة الظل ؟ ولم طولها ليس طول جارتكم؟ لم تبدو ذات الملابس على زوجة صديقك أحلى بكثير؟ لم كانت وما زالت لك وحدك, بينما أنت اليوم لكل النساء ؟ لم تلومها على كل كبيرة وصغيرة, حتى مقاس قدمها ؟ ولكن هل سألت نفسك لم تغير كل شيء ؟ كيف استبدلت منظارك بآخر لا يشبهه, من أنت اليوم؟ هل أنت الرجل الذي حفظ العهد وصان الوعد؟ ام انك ذاك الذكر الذي خان الأمانة وهتك العقد؟ هل أنت الرجل الذي صان نظره وراعى الله في حرماته، فاحتفظ بصورة "أجمل النساء" وقدرّها، ام انك الذكر الذي أطلق العنان لبصره وشهواته لتجول وتصول دون رقيب فلم يعد يملأ عينه سوى التراب ولن يملأها!

هل أنت الرجل الذي سمع كلام سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم "لا يفرك مؤمن مؤمنة, إن كره منها خلقاً رضي آخر" أم انك الذكر الذي سادت الأنا فيه على كل ما سواها؟ اتق الله فيها وفي نفسك,ولتنظر إليها بمنظار أخر, جرب أن تتحدث إليها كم تتحدث إلى أي من زبائنك, أن تنظر إليها كما تنظر إلى جميلات الشاشة ! جرب أن تكون رجلاً ! جرب نفسية أخرى في التعامل معها,فالوقت يمضى وبإمكان السعادة أن تتسلسل من جديد إلى قلبك
 
رد: ايها الرجل

كلمات ررررررررائعه
كل الشكرررررررررر اخي خالد
 

عودة
أعلى