اشعارات

أكتشفي أعاقة طفلك مبكرا .

[frame="6 10"]
يعاني عدد لا بأس به من الأسر وجود طفل معاق بين أفرادها، وبعضهم يتقبل الأمر ويتعايش معه محاولا التخفيف عن هذا الابن أو الابنة المعاقة، بينما يجد البعض الآخر الأمر في غاية الصعوبة والمشقة، وتتبدل حياتهم من حال الى حال فيحل التوتر والقلق محل الهدوء والانسجام، وقد تتحول الحياة الى جحيم بالنسبة إليهم.
ولكن أيا كان، لا بد من التعامل مع الأمر بهدوء وحكمة، ويمكن تجنب الوصول الى مثل هذه المرحلة باكتشاف الاعاقة مبكرا، وذلك بملاحظة الطفل ومتابعته، فما من شك في ان هذا سيخفف كثيرا على الآباء وعلى الطفل نفسه من المعاناة وتفاقم الحالة، بل قد يمكن معالجته ليصبح طبيعيا تماما مثل أقرانه.

كثير من الآباء والأمهات لا يعرفون ما الذي ينبغي عليهم فعله اذا ما اشتبهوا ان طفلهما مصاب بشكل ما من اشكال الاعاقة. هناك كثير من الاعاقات عند بعض الأطفال بما في ذلك الانطوائية وضعف السمع والاضطرابات الكلامية والشلل الدماغي، اعاقات مصحوبة بأعراض لا يمكن ملاحظتها عند ولادة الطفل، ومع ان الخبراء متفقون في الرأي بأنه كلما كبر الوالدان في معالجة طفلهما كانت النتيجة أفضل، الا ان الوالدين قد لا يتأكدان من وجود اعاقة عند طفلهما قبل انقضاء أشهر بل وسنوات أحيانا، وعندها يبدأ العلاج متأخرا.
ويحدث التأخير عادة بالنظر الى ان ملاحظة الاعاقة في وقت مبكر ليست سهلة دائما، وذلك راجع على الأقل الى ان سرعة تطور الأطفال ليست واحدة. فالطفل في المتوسط يبدأ بالمشي عند بلوغ الشهر الثاني عشر من حياته، ولكن هناك اطفال يمشون في الشهر الثامن عشر، ومع ذلك فان اولئك الأطفال جميعا يكونون طبيعيين، وهذه الاختلافات تكون ناجمة عن عوامل وراثية أو مزاجية أو بسبب وزن جسم الطفل. كما ان ولادة الطفل قبل الأوان يمكن ان تلعب دورا من هذه الناحية. ومهما تكن الأسباب فان الطفل الذي يبدي هذا الشكل الخفيف من أشكال التأخير، يكون قادرا على تخطي هذه الاعاقة التافهة ويصير انسانا طبيعيا تماما.
ولكن كيف يمكنك ان تعلمي ان سلوك طفلك أو سرعة تطوره دالان على وجود مشكلة؟
اليك بعض الأعراض والعلامات التي اذا ظهرت على طفلك، فعليك الاسراع في عرضه على طبيب الأطفال والشروع في معالجته.
الانطوائية والهروب من الواقع
الانطوائية اضطراب عصبي يجعل من الصعب على الطفل ان يتفاعل مع الناس اجتماعيا، أو ان يتخاطب معهم. والأشخاص التوحديون يجدون صعوبة في فهم الآخرين والانتساب اليهم. وقد يكونون مفرطين في التجاوب، أو ضعيفي التجاوب مع الآخرين ومع المنشطات الحسية. فانتبهي الى هذه العلامات المبكرة للانطوائية. اذا كان طفلك:
ينتفض راجعا لتجنب لمس الناس له.
يضرب رأسه أو يهزه.

لا يعرف المثاغاة حتى العام الأول من حياته، أو لا يحسن النطق بكلمة حتى الشهر السادس عشر.
يخفق في الاشارة الى أحد الأشياء أو في النظر اليه اذا ما أشار الآخرون الى ذلك الشيء.
لا يستطيع الاستمرار في تواصل عيني بالنظر مع الآخرين.
لا يبدي اهتماما كبيرا بالتخاطب مع الناس.
تتطور فيه ملكة الكلام ثم يتوقف عنه.
لا يبدي ميلا أو محاولة للعب حتى في الشهر الثامن عشر من عمره.
الشلل الدماغي أو التهاب المخ
وهو اضطراب عصبي يؤثر في كيفية التحكم بالعضلات وشدة هذا الخلل الحركي مختلفة الأعراض، فقد تكون تباطؤا في الحركة أو عرجا خفيفا أو عجزا عن التحرك يستدعي استخدام المقعد ذي العجلات.
وفيما يلي بعض العلامات المبكرة المنذرة بوجود هذه الاعاقة:
التأخر في الوصول الى المراحل الحركية بما في ذلك مقدرة الطفل على التقلب من جنب الى جنب أو الجلوس أو الزحف أو المشي.
وجود عضلات زائدة الترهل والارتخاء أو شديدة التصلب والانشداد.
عدم تناسق الحركات.
استمرار المنعكسات الطفولية.
الإعاقة السمعية
ان ثلاثين في الألف من أطفال المدارس مصابون بشكل ما من اشكال الاعاقة السمعية، لذلك فان الملاحظة المبكرة لوجود هذه الاعاقة امر جوهري.
ويجوز للوالدين ان يقلقا من اعاقة سمعية عند طفلهما اذا ظهرت عليه هذه العلامات:
عدم التجاوب مع ضجيج فجائي مرتفع.
عدم التفاته الى من يتحدث اليه.
عدم مناغاته، أو اصداره اصواتا لا معنى لها حتى الشهر السادس.
بطء في تطوير قدرته على الكلام.
الإعاقة البصرية
تتراوح درجة الاعاقة البصرية بين قوة جزئية للابصار والعمى التام، ويوصي الخبراء بأن يخضع جميع الأطفال لفحص بصري وبعد ولادتهم، أي عند بلوغهم الشهر السادس من العمر، وقبل دخولهم المدرسة وطوال سنوات الدراسة. وفيما يلي بعض الاشارات التي تنذر بوجود مشكلة بصرية عند الطفل.
حدوث تبدل في المظهر العام المعتاد لاحدى العينين أو كلتيهما.
قيام الطفل بتقليب عينيه بشكل مستمر (معظم الرضع يقلبون أعينهم من حين الى آخر خلال الأشهر الأولى من اعمارهم، وهذا شيء طبيعي).
يحول احدى عينيه أو يغمضهما.
يكثر من فرك عينيه.
تحرك احدى الحدقتين في اتجاه معاكس.
ضعف التناغم بين حركتي اليد والعين.
ويدرك الوالدان غريزيا وجود خلل ما في مراحل تطور طفلهما، واذا احس الوالدان بقلق فان احساسهما يكفي لعرض الطفل على الطبيب، اذ انه ليست هناك رايات حمر معينة تحدد وجود اعاقة أو عدمها.
التدخل المبكر مهم
المعالجة المبكرة ضرورية لحل العديد من المشاكل التطورية، وقد دلت الأبحاث التي اجريت على الدماغ ان قوة الطفل على تعلم الأشياء بسهولة تكون كبيرة خلال السنوات الأولى من عمره، فاذا لم تغتنم الفرص في المراحل الحرجة من حياة الطفل فان تعلمه يزداد صعوبة مع الأيام، والتدخل المبكر يمكن ان يقلل الى الحد الأدنى تأثير الاعاقة. وغالبا ما يعني هذا التدخل ان الطفل سيكون أقل حاجة الى الخدمات العلاجية فيما بعد.
فعلى سبيل المثال. اذا كان أحد الأطفال يعاني إعاقة سمعية ثم لم تشخص هذه الاعاقة قبل بلوغ الطفل الثالثة من عمره، فان تصرفاته مع ذويه تكون غريبة، وكان سلوكه ادعى الى القلق، فقد يكون دائم الغضب سريع الهياج، وهذا راجع الى شعوره بالاحباط لأنه غير قادر على التخاطب مع من حوله. ان بالامكان القضاء على مثل هذا الشعور عن طريق التشخيص المبكر والمعالجة السريعة، وعندها تتحسن احوال الطفل وسلوكه ويصير أقدر على التعبير عن نفسه.
غير ان التدخل المبكر لا يفيد الطفل فقط، ويساعد على تطوره، بل انه يقوي الروابط الأسرية ويمد الوالدين بالمهارات اللازمة لمساعدة أطفالهم.
العرض على المختصين
اذا اشتبهت بوجود اعاقة من أي نوع عند طفلك فاعرضيه أولا على طبيب الأطفال المعتمد عائليا أو على طبيب الأسرة، ولكن يجب عليك ان تتذكري ان الأطباء ليسوا جميعا مدربين على اكتشاف اعاقات الأطفال وقد لا يعرفون الى من يحيلون الطفل.
الوالدان اللذان يكتشفان ان طفلهما مصاب بإعاقة من أي نوع كثيرا ما يجدان نفسيهما في دوامة من الحزن شبيهة بالدوامة التي يعانيها الشخص الذي يفقد عزيزا عليه. بما في ذلك مروره بفترات من الخوف والغضب ونكران ما حدث والشعور بالذنب مع حزن عميق، وعندها يشعر الوالدان بأنهما قد خسرا كل التوقعات التي كانا يأملانا بها في طفلهما. وكأنهما قد فقدا الخارطة التي تقودهما الى اسعاد صغيرهما في المستقبل.
ومعالجة هذا الحزن والانطلاق نحو المستقبل ـ هما امران حيويان، وذلك بالنظر الى ان للوالدين دورا في غاية الأهمية، عليهما ان يؤدياه بالتعاون مع الأطباء المعنيين من اجل معالجة طفلهما.
[/FRAME]
[/frame]
 

عودة
أعلى