اشعارات

الإعاقة والإبداع

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع alnour
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

alnour

New member
الإعاقة والإبداع كاتب المقال محمد شريف
كثيراً ما نسمع من الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين جسدياً) في معظم الدول عن معاناتهم في التعامل مع الأفراد والمؤسسات، حيث إن كثيراً من المجتمعات لا تقدر القدرات الذهنية والبدنية التي يمتلكها ذوو الاحتياجات الخاصة، وبالتالي يتم تهميشهم وتهمل قدراتهم، ولا يحصل الأفراد في هذه الفئة على فرص كافية للمشاركة الفعالة في التنمية الاقتصادية لأوطانهم. ولكن الواقع يثبت أن هؤلاء الأشخاص لديهم قدرات ذهنية وبدنية تفوق قدرات أقرانهم سليمي البنية في مجالات مختلفة، وتناط اليهم الكثير من المسئوليات ويعتمد عليهم في الدول المتقدمة. فعلى سبيل المثال، هناك من فقد قدرته على المشي منذ الطفولة ويستخدم الكرسي المتحرك منذ الصغر ولكنه درس وتخرج بامتياز في أعرق الجامعات الأوروبية ويعمل حالياً محاضراً في تلك الجامعات، وهناك من أصبح مديراً لأقسام كبيرة في شركات صناعية عالمية.

وتجدر الإشارة إلى أن أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني كان كفيفاً ويستخدم كلباً مدرباً للتحرك من مكان إلى آخر، الاّ أنه كان من أبرز المشاركين في النقاشات التي كانت تدار في المجلس، وله اسهامات كثيرة في مجال التعليم وتطوير سياساته، وقد تم انتخابه من قبل الشعب ليمثل منطقة معينة في المملكة المتحدة. وهناك الكثير من الأمثلة التي تؤكد لنا أن الذي فقد نعمة معينة مثل السمع أو البصر يعوضه الله سبحانه وتعالى بنعمة أخرى يمتاز بدقته وبراعته فيها؛ لذا فإن الذي يحتاج إلى عناية خاصة (معاق) ليس عبئاً على المجتمع بل سنداً له، ويمكن أن يتفوق على أقرانه الذين ليس لديهم أي إعاقة، صحيح أن المعاق بصرياً يحتاج إلى التعلم في مدارس خاصة يستخدم فيها نظام وأجهزة بريل للقراءة (نظام كتابة وقراءة عالمي)، الاّ أن مخرجات هذه المدارس والمعاهد يمكن الاعتماد عليها في كثير من المجالات المهمة في العمل.


وهناك الكثير من الأمثلة لفئة الصم والبكم الذين التحقوا بمعاهد وتعلموا وتميزوا وأبدعوا في الكثير من المجالات الحرفية، مثل صياغة الذهب والمجوهرات وخياطة الملابس والأزياء بمختلف أنواعها والفنون وغيرها من المجالات، وهناك من لا يستطيع تحريك أي جزء من جسمه سوى رأسه ولكنه يكتب ويألف الكتب والمراجع المفيدة لطلبة المدارس والجامعات، وذلك بمساعدة شخص ما (زميل على سبيل المثال) لكتابة علمه وأفكاره وخبرته في الحياة، فذهنه صاف وطموحه عال وحصل على من يسانده ويقدر قدراته.


فآن الأوان أن نغير وجهة نظرنا عن قدرات وامكانيات الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، وآن الأوان أن نقف مع هؤلاء ونساندهم في تعليمهم، وأن نتيح الفرص المناسبة لهم لتنمية قدراتهم والاستفادة من مهاراتهم في شتى مجالات العمل في القطاعين الخاص والعام؛ لنكون في مقدمة الدول في تقديرهم والاستفادة منهم في المجتمع ودمجهم مع أقرانهم سليمي البنية في مجالات التعليم والعمل والإبداع المختلفة.
 
رد: الإعاقة والإبداع

يعطيك العافيه تقيمي وتحياتي لكِ
 
رد: الإعاقة والإبداع

نعم الإعاقة إعاقة الفكر
وليس الجسـد
وكم معاقين اصبحو مبدعين ..

يعطيك العافيه اخوي "​
 

عودة
أعلى