اشعارات

المنسيون

لم أكن أول من حضر، ومع ذلك عندما دخلت قاعة المحاضرات الفخمة في المركز الثقافي العربي في تنظيم كفرسوسة بدمشق كان الحضور خمسة وكنت سادسهم، فجلست معهم أنتظر المحاضر الذي كان ـ يُقطع ـ الوقت مع كاميرا التلفزيون السوري لعلّ بعضاً آخر قد يصل، فيصل عدد الحضور الى عشرة من المهتمين على الأقل وهو ما حصل فعلاً إذ بدأ محاضرته بعد نصف ساعة من موعدها، ولم يصل العدد الى العشرة أشخاص مع أن موضوع المحاضرة يهم الكثيرين، فأعداد المعوقين في بلدنا كما في كل بلدان العالم الى ارتفاع مطرد، والإعلام يتحدث عن اهتمام إقليمي ودولي برعاية هذه الشريحة في المجتمعات، وعن تعاون أممي في مجالها، فتُعقد الندوات وورشات العمل، بل المؤتمرات التي تتخذ القرارات لإدماج المعوقين، أو ما اصطلح على تسميتهم ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع، وتتعهد الدول ـ ونحن منها ـ الالتزام بهذه القرارات وتتبارى فيما بينها بتنفيذ أمثل لهذه القرارات.
في بلدنا وزارة تُعنى بالشؤون الاجتماعية وفيها إدارة تُعنى بالمعوقين ورعايتهم والارتقاء بالخدمات في المؤسسات الخاصة بهذه الرعاية، وفي بلدنا أيضاً مؤسسات يسمونها ـ مجتمعاً مدنياً ـ وهي جمعيات خاصة يفترض بأعضائها العمل الطوعي لرعاية المعوقين وهي تتبع وزارة الشؤون الاجتماعية وتتلقى دعمها، والمراقب أو المتابع يمكنه أن يلحظ نشاطات كثيرة لمؤسسات الوزارة وللجمعيات إلا أنها على ما يبدو ذات طابع إعلاني دعائي لا يصبّ في مجال رعاية هذه الفئة، أراد محاضرنا التحدّث عنها بأنها فئة منسية في مجتمعنا. ‏
قلت للمحاضر الأستاذ رضوان الإمام وهو الخبير في الرعاية الاجتماعية للمعوقين، وأنا أشير الى الحضور الذي لم يتعدَّ أصابع اليدين: هل يعكس الأشخاص العشرة حجم الرعاية الاجتماعية للمعوقين في سورية؟! ولئلا يُحرج الأستاذ الإمام أجبت عن سؤالي فقلت: لا، إنه يعكس فقط حال البيروقراطية التي تعيشها مؤسسات الرعاية الاجتماعية بشقيها الحكومي والأهلي على ما يبدو! فهل يُعقل أن أحداً من موظّفي الحكومة المعنيين بالمعوقين أو من رجال العمل الطوعي ومجالس إدارة الجمعيات الأهلية لم يكلّف خاطره حضور هذه المحاضرة التي صدق حدس المحاضر ومتابعته لما سماهم بـ: المنسيين! ‏[color=#0]

[/color]
 

عودة
أعلى