اشعارات

النساء في أمثال الشعوب

النساء في أمثال الشعوب
http://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpg
http://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpg

http://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpg
http://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpg
http://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpghttp://www.balagh.com/woman/shaksi/images/5909.jpg

لا تنتقل الأمثال الشعبية شفهياً فحسب، ولكنها مطبوعة في الكتب والقواميس وفي المجلات والصحف، إضافة إلى أعمال الكتّاب. ويكشف مضمون الأمثال نسبة عالية من التحيّز الذي أوقعه المثل الشعبي على المرأة، فالصفات التي ينسبها إليها سلبية غالباً، والحديث عن المرأة عموماً يشوبه كثير من الازدراء، لكن لا يمكن تجاهل دور النساء في إنتشار الأمثال الشعبية فهن أكثر استخداماً للمثل الشعبي من الرجال. وإذا أحصينا الأمثال العربية القديمة التي موضوعها المرأة في أبرز خمسة كتب عن الأمثال من فترات زمنية مختلفة، سنلاحظ أن عددها يفوق تلك التي تتناول موضوعات متّصلة بشخصيات أخرى ذات هوية محددة. وعلى رغم كثرة ما ورد في الشعر العربي من تغزّل بالمرأة وتحبّب وتؤدّد وتغنٍّ، فإنّ صورتها في الأمثال العربية، والتي تعكس بواقعية الخلفية التي يتعامل بها المجتمع، ظلّت ناقصة ومشوّهة، إذ تعدّها كياناً خلق من "ضلع أعوج"، يجلب للإنسان العار والشنار، ولا يرتاح بال الإنسان إلاّ عند موتها، فـ"همّ البنات للممات"، و"موت البنت ستر"، و"دفن البنات من المكرمات". على شبكة الإنترنت لاحظت الكم الهائل من الدراسات، فلكل بلد أمثال، من أوروبا إلى البلدان العربية وصولاً إلى عالم القبائل. لعل أبرز صورة للمرأة في الأمثال الشعبية رسمتها الباحثة الهولندية مينيكة شيبر، أستاذة الدراسات الأدبية المقارنة، في كتابها "النساء في أمثال الشعوب.. إياك والزواج من كبيرة القدمين" الصادر حديثاً بالعربية عن دار" الشروق في القاهرة، ترجمة منى إبراهيم وهالة كمال، وكانت صدرت نسخته الإنكليزية عام 2004 في الولايات المتحدة. تجمع الباحثة الأمثال التي تشير حرفياً إلى النساء، إضافة إلى الأمثال التي تشير إلى الجنس الأنثوي منذ البداية، حيث تقدّم كل من الفئتين معلومات عن النساء بطرائق مختلفة: بطريقة مباشرة في الملاحظات والنصائح والتحديات وغيرها، أو بطريقة غير مباشرة من خلال الرسائل التي تستخدم لغة استعارية وصوراً خيالية من كل الأنواع. يأتي كتاب شيبر في مجال تتقاطع عنده فروع معرفية كثيرة مثل علم الاجتماع والفولكور والأدب الشعبي والدراسات المقارنة ودراسات الجندر. كذلك يمثل بذرة لمزيد من دراسات جادة وأبحاث متخصصة حول النساء والعلاقات الجنسية في التراث الأدبي والثقافة الشعبية.
يمثّل كتاب مينيكه شيبر ثمرة جهد 15 عاماً أمضتها المؤلفة في تتبّع أمثال الشعوب المتعلقة بالمرأة، لكشف ملامح مشتركة في صورتها لدى الشعوب المختلفة. ويضم الكتاب أكثر من 15 ألف مثل شعبي من نحو 278 لغة مختلفة تتناول صفات النساء الجسدية والجمالية كلها، ومراحل حياتهن كافة (الابنة والعروس والزوجة والزوجة الثانية والأم والحماة والأرملة والجدة). كذلك تتناول الحب والزواج والحمل، إضافة إلى سلطة النساء ومواهبهن وأعمالهن.
يقول المثل العربي: "اللي ربنا متمم لها سعادتها يطلع جوزها بجنازتها"، وتقول الحكمة الهندية لطاغور: "من تمت قبل زوجها فسيوفر هذا لها باقة زهور على قبرها، وإن ماتت بعده فقد تحولت إلى خرقة بالية"، أما المثل الإفريقي فيصفها بـ"سقطت الشجرة والآن يبدأ التسلق عليها". تقول مينيكه شيبر إن هذه الأمثال تعكس معرفة شعب بحقيقة ثقافته، وترجح أن تكون أغلبية هذه الأمثال من وضع نساء لا رجال، فهن يعلمن أن التي يموت زوجها تصبح عرضة لعقاب اجتماعي، في حين أنه في حالة موت الزوجة يبادر الجميع إلى التعاطف مع الزوج، ودفعه إلى بدء حياة جديدة، أما هي فتعاني وحيدة ألم الماضي ومخاوف المستقبل، بعدما فقدت سندها المادي والوجداني، وانسدّت أمامها منافذ الأمل بوجود حياة أخرى سعيدة، حيث يعوقها إحساس داخلي بالوفاء والمسؤولية تجاه الأولاد والرهبة من الخروج إلى المجتمع ومواجهته.
ترصد شيبر الأمثال التي تخص الجنس فتقول: "يتضمن الجنس ما هو أكثر من التعبير البريء عن الرغبة الطبيعية للحب، فإلى جانب المتعة، تعكس الأمثال التي تتناول الجنس والبالغ عددها ما يفوق ألفاً وخمسمئة، قدراً من الخوف وعدم الأمان والعجز والغربة والأنانية والغش، ولا يشير الجنس إلى الاختلافات العضوية والوظيفية وحدها بين الرجال والنساء، وإنما إلى التزاوج والحب في جانبه الجسدي بما يتضمنه من عاطفة وتوق". وتكشف المؤلفة أن عدم وجود دلائل على أمثال قاسية عن الرجال، لا يعني أن النساء أكثر ملائكية مقارنة بالرجال، ولا يشير إلى أن النساء لا يحملن آراء سلبية عن الرجال.
تقول شيبر: "في البداية أُصبت بالارتكاب لوجود أمثال سلبية كثيرة حول النساء ووجود القليل منها الصادر من وجهة نظر النساء". ولاحظت أن الأمهات هن الاستثناء، يتم وضعهن في جميع أنحاء العالم موضع الحبيب الكامل: "الأمهات محبوبات، يُمدحن ويوضعن موضع القدوة لما يجب أن تكون عليه المرأة: كريمة، محبة، تهتم بالآخر ولا تطلب شيئاً لنفسها أبداً"، أو "الجنة تحت أقدام الأمهات".
اقتبست مينيكه شيبر عنوان الكتاب من مثل صيني، فعادةّ ما تكون للنساء الصغيرات الحجم أقدام صغيرة، ويبدو أن صغيرات الأقدام أكثر جاذبية، ففي الصين القديمة كان كثير من النساء يربطن أقدامهن من الإصبع إلى الكعب لجعلها أكثر إغراء، ويقول مثل صيني قديم: المرأة الطويلة القدمين تنتهي بها الحال وحيدة في غرفة، بمعنى أنها سوف تفشل في الحصول على زوج، فقدما المرأة مقياس ثابت للجمال في عدد من الثقافات، والحال أن ثمة معتقدات عالميّة حول المرأة، تصبّ كلها في ازدراء النساء، إن لم نقل في تمجيد الرجال. ربما إذا أخذنا الأقدام في تعبير عن ذلك مثل فكرة أن كنس قدمي المرأة بالمكنسة يجلب سوء الحظ فـ"من تكنس قدميها سوف تتزوج رجلاً عجوزاً"، وهو معتقد كوبي، واستعارياً تشير أقدام النساء الصغيرة إلى "المقياس الصحيح" في العلاقات الزوجية، وثمة إشارات عدة أخرى تربط حجم القدمين والأحذية بالكفاءة. ففي الهند، ثمة مقولة شائعة تحذر فيها النساء المسنات أولئك الشابات من تنمية حجم أقدامهن بطريقة ملحوظة: "إذا كبّرت الفتاة قدميها، فستواجه المشاكل بعد الزواج". قدما المرأة، وخصوصاً كعبيها، هما مقياس ثابت لجمالها في بعض الثقافات، ففي إثيوبيها يقولون: "يمكن التعرف إلى جمال الفتاة من كعبيها"، في إشارة إلى كعبي المرأة المستديرين كعلامة على الجمال، وهو ما يرتبط بتقاليد تغطية الوجه. ففي مثل هذا السياق، يعدّ النظر إلى أقدام المرأة العارية الطريقة الوحيدة لمعرفة هل هي كبيرة أم صغيرة، تماماً كما نتعرّف إلى مدى جمال الوجه بالنظر إليه.
تتمثل أهمية كتاب شيبر في أنه يتبنى منظوراً محدداً، إذ يعرض الأمثال التي تدور حول النساء لدى الشعوب، وقدمها جنباً إلى جنب، فيكشف عن أوجه التمييز ضد النساء في الثقافة الشفاهية في أرجاء العالم، تالياً يشكّل هذا الكتاب إضافة في مجال دراسات "الجندر" التي تهتم أساساً بتتبع علاقات القوى بين الجنسين وانعكاساتها في أشكال التعبير الثقافية والحياة اليومية، وهي مسألة بقدر ما تكشف عن أنماط التفكير التقليدية، تبيّن أثر تلك الأنماط في صوغ تفاصيل الحياة والصور النمطية والأدوار الاجتماعية المفروضة على المجتمعات على إختلافها والشعوب على تنوّعها. ويحمل الكتاب بعداً بحثياً قوياً من خلال مقارنة الأمثال وتصنيفها وجمعها من مختلف بقاع الأرض وعلى امتداد الزمان والمكان، كذلك يتضمن بعداً نقدياً يدعو إلى مراجعة القيم السائدة في المجتمعات، كما تعكسها الأمثال، في ما يتعلق بصور النساء وأدوارهن في المجتمعات المختلفة.
 
رد: النساء في أمثال الشعوب

النساء في أمثال الشعوب







لا تنتقل الأمثال الشعبية شفهياً فحسب، ولكنها مطبوعة في الكتب والقواميس وفي المجلات والصحف، إضافة إلى أعمال الكتّاب. ويكشف مضمون الأمثال نسبة عالية من التحيّز الذي أوقعه المثل الشعبي على المرأة، فالصفات التي ينسبها إليها سلبية غالباً، والحديث عن المرأة عموماً يشوبه كثير من الازدراء، لكن لا يمكن تجاهل دور النساء في إنتشار الأمثال الشعبية فهن أكثر استخداماً للمثل الشعبي من الرجال. وإذا أحصينا الأمثال العربية القديمة التي موضوعها المرأة في أبرز خمسة كتب عن الأمثال من فترات زمنية مختلفة، سنلاحظ أن عددها يفوق تلك التي تتناول موضوعات متّصلة بشخصيات أخرى ذات هوية محددة. وعلى رغم كثرة ما ورد في الشعر العربي من تغزّل بالمرأة وتحبّب وتؤدّد وتغنٍّ، فإنّ صورتها في الأمثال العربية، والتي تعكس بواقعية الخلفية التي يتعامل بها المجتمع، ظلّت ناقصة ومشوّهة، إذ تعدّها كياناً خلق من "ضلع أعوج"، يجلب للإنسان العار والشنار، ولا يرتاح بال الإنسان إلاّ عند موتها، فـ"همّ البنات للممات"، و"موت البنت ستر"، و"دفن البنات من المكرمات". على شبكة الإنترنت لاحظت الكم الهائل من الدراسات، فلكل بلد أمثال، من أوروبا إلى البلدان العربية وصولاً إلى عالم القبائل. لعل أبرز صورة للمرأة في الأمثال الشعبية رسمتها الباحثة الهولندية مينيكة شيبر، أستاذة الدراسات الأدبية المقارنة، في كتابها "النساء في أمثال الشعوب.. إياك والزواج من كبيرة القدمين" الصادر حديثاً بالعربية عن دار" الشروق في القاهرة، ترجمة منى إبراهيم وهالة كمال، وكانت صدرت نسخته الإنكليزية عام 2004 في الولايات المتحدة. تجمع الباحثة الأمثال التي تشير حرفياً إلى النساء، إضافة إلى الأمثال التي تشير إلى الجنس الأنثوي منذ البداية، حيث تقدّم كل من الفئتين معلومات عن النساء بطرائق مختلفة: بطريقة مباشرة في الملاحظات والنصائح والتحديات وغيرها، أو بطريقة غير مباشرة من خلال الرسائل التي تستخدم لغة استعارية وصوراً خيالية من كل الأنواع. يأتي كتاب شيبر في مجال تتقاطع عنده فروع معرفية كثيرة مثل علم الاجتماع والفولكور والأدب الشعبي والدراسات المقارنة ودراسات الجندر. كذلك يمثل بذرة لمزيد من دراسات جادة وأبحاث متخصصة حول النساء والعلاقات الجنسية في التراث الأدبي والثقافة الشعبية.
يمثّل كتاب مينيكه شيبر ثمرة جهد 15 عاماً أمضتها المؤلفة في تتبّع أمثال الشعوب المتعلقة بالمرأة، لكشف ملامح مشتركة في صورتها لدى الشعوب المختلفة. ويضم الكتاب أكثر من 15 ألف مثل شعبي من نحو 278 لغة مختلفة تتناول صفات النساء الجسدية والجمالية كلها، ومراحل حياتهن كافة (الابنة والعروس والزوجة والزوجة الثانية والأم والحماة والأرملة والجدة). كذلك تتناول الحب والزواج والحمل، إضافة إلى سلطة النساء ومواهبهن وأعمالهن.
يقول المثل العربي: "اللي ربنا متمم لها سعادتها يطلع جوزها بجنازتها"، وتقول الحكمة الهندية لطاغور: "من تمت قبل زوجها فسيوفر هذا لها باقة زهور على قبرها، وإن ماتت بعده فقد تحولت إلى خرقة بالية"، أما المثل الإفريقي فيصفها بـ"سقطت الشجرة والآن يبدأ التسلق عليها". تقول مينيكه شيبر إن هذه الأمثال تعكس معرفة شعب بحقيقة ثقافته، وترجح أن تكون أغلبية هذه الأمثال من وضع نساء لا رجال، فهن يعلمن أن التي يموت زوجها تصبح عرضة لعقاب اجتماعي، في حين أنه في حالة موت الزوجة يبادر الجميع إلى التعاطف مع الزوج، ودفعه إلى بدء حياة جديدة، أما هي فتعاني وحيدة ألم الماضي ومخاوف المستقبل، بعدما فقدت سندها المادي والوجداني، وانسدّت أمامها منافذ الأمل بوجود حياة أخرى سعيدة، حيث يعوقها إحساس داخلي بالوفاء والمسؤولية تجاه الأولاد والرهبة من الخروج إلى المجتمع ومواجهته.
ترصد شيبر الأمثال التي تخص الجنس فتقول: "يتضمن الجنس ما هو أكثر من التعبير البريء عن الرغبة الطبيعية للحب، فإلى جانب المتعة، تعكس الأمثال التي تتناول الجنس والبالغ عددها ما يفوق ألفاً وخمسمئة، قدراً من الخوف وعدم الأمان والعجز والغربة والأنانية والغش، ولا يشير الجنس إلى الاختلافات العضوية والوظيفية وحدها بين الرجال والنساء، وإنما إلى التزاوج والحب في جانبه الجسدي بما يتضمنه من عاطفة وتوق". وتكشف المؤلفة أن عدم وجود دلائل على أمثال قاسية عن الرجال، لا يعني أن النساء أكثر ملائكية مقارنة بالرجال، ولا يشير إلى أن النساء لا يحملن آراء سلبية عن الرجال.
تقول شيبر: "في البداية أُصبت بالارتكاب لوجود أمثال سلبية كثيرة حول النساء ووجود القليل منها الصادر من وجهة نظر النساء". ولاحظت أن الأمهات هن الاستثناء، يتم وضعهن في جميع أنحاء العالم موضع الحبيب الكامل: "الأمهات محبوبات، يُمدحن ويوضعن موضع القدوة لما يجب أن تكون عليه المرأة: كريمة، محبة، تهتم بالآخر ولا تطلب شيئاً لنفسها أبداً"، أو "الجنة تحت أقدام الأمهات".
اقتبست مينيكه شيبر عنوان الكتاب من مثل صيني، فعادةّ ما تكون للنساء الصغيرات الحجم أقدام صغيرة، ويبدو أن صغيرات الأقدام أكثر جاذبية، ففي الصين القديمة كان كثير من النساء يربطن أقدامهن من الإصبع إلى الكعب لجعلها أكثر إغراء، ويقول مثل صيني قديم: المرأة الطويلة القدمين تنتهي بها الحال وحيدة في غرفة، بمعنى أنها سوف تفشل في الحصول على زوج، فقدما المرأة مقياس ثابت للجمال في عدد من الثقافات، والحال أن ثمة معتقدات عالميّة حول المرأة، تصبّ كلها في ازدراء النساء، إن لم نقل في تمجيد الرجال. ربما إذا أخذنا الأقدام في تعبير عن ذلك مثل فكرة أن كنس قدمي المرأة بالمكنسة يجلب سوء الحظ فـ"من تكنس قدميها سوف تتزوج رجلاً عجوزاً"، وهو معتقد كوبي، واستعارياً تشير أقدام النساء الصغيرة إلى "المقياس الصحيح" في العلاقات الزوجية، وثمة إشارات عدة أخرى تربط حجم القدمين والأحذية بالكفاءة. ففي الهند، ثمة مقولة شائعة تحذر فيها النساء المسنات أولئك الشابات من تنمية حجم أقدامهن بطريقة ملحوظة: "إذا كبّرت الفتاة قدميها، فستواجه المشاكل بعد الزواج". قدما المرأة، وخصوصاً كعبيها، هما مقياس ثابت لجمالها في بعض الثقافات، ففي إثيوبيها يقولون: "يمكن التعرف إلى جمال الفتاة من كعبيها"، في إشارة إلى كعبي المرأة المستديرين كعلامة على الجمال، وهو ما يرتبط بتقاليد تغطية الوجه. ففي مثل هذا السياق، يعدّ النظر إلى أقدام المرأة العارية الطريقة الوحيدة لمعرفة هل هي كبيرة أم صغيرة، تماماً كما نتعرّف إلى مدى جمال الوجه بالنظر إليه.
تتمثل أهمية كتاب شيبر في أنه يتبنى منظوراً محدداً، إذ يعرض الأمثال التي تدور حول النساء لدى الشعوب، وقدمها جنباً إلى جنب، فيكشف عن أوجه التمييز ضد النساء في الثقافة الشفاهية في أرجاء العالم، تالياً يشكّل هذا الكتاب إضافة في مجال دراسات "الجندر" التي تهتم أساساً بتتبع علاقات القوى بين الجنسين وانعكاساتها في أشكال التعبير الثقافية والحياة اليومية، وهي مسألة بقدر ما تكشف عن أنماط التفكير التقليدية، تبيّن أثر تلك الأنماط في صوغ تفاصيل الحياة والصور النمطية والأدوار الاجتماعية المفروضة على المجتمعات على إختلافها والشعوب على تنوّعها. ويحمل الكتاب بعداً بحثياً قوياً من خلال مقارنة الأمثال وتصنيفها وجمعها من مختلف بقاع الأرض وعلى امتداد الزمان والمكان، كذلك يتضمن بعداً نقدياً يدعو إلى مراجعة القيم السائدة في المجتمعات، كما تعكسها الأمثال، في ما يتعلق بصور النساء وأدوارهن في المجتمعات المختلفة.
موضوووووووووووووووع رائع ومميز
لك كل الشكرررررررررررررررررابعه
 
رد: النساء في أمثال الشعوب

fghfghs.gif
 

عودة
أعلى