اشعارات

النشاط الحركي الزائدالمصحوب بالاندفاعيه ونقص الانتباه

النشاط الحركي الزائد
النشاط الحركي الزائدالمصحوب بالاندفاعيه ونقص الانتباه

مقدمة:
يُنظرإلى بعض الأطفال على أنه فوضوي .. مندفع .. عدواني .. شقي .. غير مبالٍ . وهذا ما يجعله موضع شكوى من المعلمين والوالدين ، دون أن يعلموا أن هذاالطفل يعاني من النشاط الحركي الزائد ، و لا يستطيع معه أن يسيطر علىسلوكه واندفاعه وعدم انتباهه، ولا يمكن أن يبقى هادئا في مكانه، بل يرغبوبشدة في أن يمارس نشاط الجري والقفز باستمرار وفي أي مكان: المنزل،المدرسة، الشارع. دون هدف محدد وهذا يسبب قلقا للآخرين، ممن يتعاملون معه. ويكون هذا الاضطراب مصحوبا بضعف التركيز مع التشتت الذهني مما يؤثربالتالي على مستوى تحصيله الدراسي وعلاقاته الاجتماعية بالرغم من ذكائه. مع التنبيه هنا إلى أن بعض الأطفال قد يُصابون بنقص الانتباه والتشتت فقطدون النشاط الحركي الزائد . كما أن ما يظهر على بعض الأطفال من النشاطالحركي المقبول غير المصحوب بنقص الانتباه والتشتت لا يعد اضطراباً .

إن اضطراب النشاط الحركي الزائد تتعرض له نسبة غير ضئيلة من الأطفال . ومنالضروري العنايه بهم وعلاجهم . وفي السطور القادمة سوف نلقي الضوء على ذلكالاضطراب من خلال تعريفه وذكر أسبابه وطريقة معالجته و كيفية التعامل معمن يعانون منه من الاطفال بأساليب إرشادية مناسبة .

التعريف:

يُعرَّفالنشاط الحركي الزائد بأنه حركات جسمية تفوق الحد الطبيعي المعقول. و يعرفبأنه سلوك اندفاعي مفرط وغير ملائم للموقف وليس له هدف مباشر، و ينمو بشكلغير ملائم لعمر الطفل ويؤثر سلبا على سلوكه وتحصيله ويزداد عند الذكورأكثر منه عند الإناث.

وكثيرا ما يؤدي النضج والعلاج إلى التناقصفي النشاط خلال سنوات المراهقة، إلا أن اضطراب النشاط الحركي الزائد وضعفالقدرة على التركيز قد يستمر خلال سنوات الرشد عند بعض الأشخاص والذينيمكن تقديم المعالجة لهم أيضا.

الأعراض الظاهرة على الطفل ذي النشاط الحركي الزائد:


الشرود الذهني وضعف التركيز على الأشياءالتي تهمه وعدم الاستجابة للمثيرات الطارئه بسهولة .

كثرة التململ والتذمر والنسيان .

عدواني في حركاته، وسريع الانفعال ومتهور ، ومندفع دون هدف محددسرعة التحول من نشاط إلى نشاط آخر.وكأنه محرك يعمل دون توقف.

عدم الالتزام بأداء المهمة التي بين يديه حتى إنهائها. وإذا سئل أجاب قبل انتهاء السؤال دون تفكير . ويتكلم بشكل مفرط .

لا يستطيع أن يبقى ساكنا حيث يحرك يديه و قدميه ، ويتلوى باستمرار ويضايق تلاميذ الصف ، مع اشغاله بأمور سطحية أثناء الدرس .

تأخرالنمو اللغوي.

الشعور بالإحباط لأتفه الأسباب مع تدني مستوى الثقة بالنفس .

اضطراب العلاقة مع الآخرين حيث يقاطعهم ، ويتدخل في شؤنهم ويزعجهم بشكل متكرر.

عدم القدرة على التعبير عن الرأي الشخصي بوضوح.

يثار بالضحك أو البكاء العنيف لأتفه الأسباب .

أسباب الاضطراب:

أـ العوامل البيولوجية:
إنللوراثة دورا كبيرا في حدوث مثل هذا الاضطراب حيث قد يتوارثه أفرادالعائلة. وهناك سبب آخر وهو نقص بعض الموصلات الكيميائية العصبية بالمخمما يتسبب في اضطراب النشاط الحركي الزائد0 علماً بأن هذا النقص يتلاشىبالعلاج الدوائي .

كما أن نقص نضج المخ نفسه يؤدي إلى انخفاض فيالنشاط المخي خصوصا في الفص الأمامي من المخ. وقد يكون من المسبباتالبيولوجية حدوث تلف بالمخ نتيجة لتعرض الدم لمواد ضارة أثناء الحمل مثلالتدخين أو تعاطي بعض الأدوية، وأحيانا نتيجة للولادة قبل الأوان أولعُسرالولادة ، مما ينتج عنه تلف لبعض خلايا المخ بسبب نقص الأوكسجين.

ب ـ العوامل الاجتماعية والنفسية:

عدماستقرار الأسرة: حيث تتعرض بعض الأسر لاضطرابات اجتماعية ونفسيةواقتصادية؛ تخلّ بالعلاقات بين أفرادها وتؤثر عليها ويكون الأطفال أكثرعرضة لنتائج هذا الاضطراب.

سوء الظروف البيئية:مثل التلوث بالسموم والمعادن كالرصاص الذي يؤدي إلى زيادة الحركة عند الأطفال.

انتقال الطفل إلى بيئة جديدة كبيئة المدرسة دون تمهيد وتهيئه نفسية مما قد يسبب اضطراب نقص الانتباه لذلك الطفل.

وحيث أن اضطراب النشاط الحركي الزائد يصحبه تشتت ونقص انتباه (كعرض ملازم ) فيمكن توضيح ذلك على النحو التالي :

تعريف نقص الانتباه وضعف التركيز:

هوضعف قدرة الطفل على التركيز في شيء محدّد خاصة أثناء عملية التعلم. وقديأتي هذا الاضطراب منفردا ، و قد يُصحَب بالنشاط الحركي الزائدوالاندفاعية غير الموجهة .

مظاهر نقص الانتباه:


العلاج :

تتطلّبمعالجة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب التعاون بين كل من الطبيبوالوالدين والمعلم والمرشد الطلابي ، وذلك بتوظيف وسائل العلاج المختلفةالآتية:

أولا : العلاج الطبي ( الدوائي ) :

ويتمذلك في العيادة الطبية حيث يفحص الطفلُ من قبل طبيب الأطفال أولا للتأكدمن سلامته السمعية وخلوه من الأمراض معدية أو غيرها ومن ثم يحال إلىالطبيب النفسي أو طبيب الأمراض العصبية وهو بدوره يحصل على أكبر قدر ممكنمن المعلومات عن طريق الوالدين والمدرسين والمرشد الطلابي و من كل من لهعلاقة مباشرة في التعامل مع الطفل . وبعد التشخيص يمكن أن يصف له عقار ( الريتالين ) و لا يستخدم إلا تحت إشراف الطبيب المختص .


ثانيا:العلاج السلوكي:

أ ـ التدعيم الإيجابي :

يتمذلك من خلال تقديم معزّزات مادية ومعنوية لسلوك الطفل الإيجابي.وذلك منخلال معزّزات رمزية مثل النجوم حالَ وَقَعَ السلوك المرغوب، ومن ثم يتماستبدال هذه المعزّزات الرمزية بمعززات عينية مثل النقود والهدايا
.

ب ـ العلاج السلوكي المعرفي:


ويسعىهذا النوع من العلاج إلى التعامل مع خللٍ سلوكي محدّد مثل الاندفاعية، أوخلل معرفي مثل التشتت الذهني فيتم تدريب الطفل على تخطي هذه المشكلات . إنأهم المشكلات التي تواجه الطفل المصاب بهذا الاضطراب هو نقص القدرة علىالسيطرة على المثيرات الخارجية، ولذلك يحتاج هذا الطفل إلى برنامج متكاملوفق الآتي:

المرحلة الأولى: تتضمن تأمين وتهيئة بيئة اجتماعيةتقل بها المثيرات الخارجية، وخاصة خلال الجلسة التعليمة أو أداء الواجباتالمنزلية 0المرحلة الثانية: تطبيق أساليب وفنيات العلاج السلوكيمثل التدعيم الإيجابي والسلبي والعزل ، حيث أن هذا الطفل يحتاج إلىمعزّزات خارجية أكثر من غيره من الأطفال.

المرحلة الثالثة: تدريبالطفل على عملية الضبط والتنظيم الذاتي لسلوكه، حيث أن هناك مجموعة منالفنيات العلاجية لسلوك الطفل غير المرغوب فيه داخل الأسرة أو في المدرسة، ولكن بتضافر جهود الجميع يصبح العلاج فعّالا 0

إن من فنيات العلاج السلوكي المعرفي المناسبة لهذا الطفل ما يلي :

ـ أسلوب التدريب على حل المشكلة في الموقف الجماعي
.

ـ أسلوب لعب الأدوار لتدريب الطفل على بعض المهارات الاجتماعية.

ـ أسلوب الضبط الذاتي للسلوك.

ـ أسلوب المطابقة: ويتم تدريب الطفل على فكرة مطابقة ما يقوله مع ما يفعله .

وبرغم أهمية ما ذكر إلا إنه ينبغي أن يكون مصحوبا بالعلاج الدوائي الذي لابد منه وفق وصفة الطبيب المختص ، حيث يعمل العلاج الطبي على مساعدة الطفلعلى توجيه الانتباه والتركيز والتقليل من التشتت الذهني وبالتالي ينخفضالنشاط الزائد إلى الحد المقبول.

ثالثا: التوجيه والإرشاد النفسي والتربوي: حيث يشتمل على مايلي:

ـتوجية وإرشاد االوادين إلى كيفية التعامل داخل المنزل مع الطفل المضطرب ،من خلال التعريف بهذا الاضطراب وطرق التعامل مع سلوك الطفل وأهمية تطبيقتعليمات الطبيب المختص وتوظيف الألعاب المناسبة في ذلك
.

ـ توجية وإرشاد المعلمين إلى كيفية التعامل مع الطفل داخل المدرسة.

توجيهات عامة للمرشدين والآباء والمعلمين:ـ عدم الحكم على الطفل بأنه مصاب باضطراب نشاط حركي زائد إلا بعد ملاحظتهومراقبته (مدة لا تقل عن ستة أشهر )للتأكد من وجود التشتت والعدوانيةوالسلوك المندفع المصحوب بنشاط مفرط ( غير عادي) يمارسه الطفل .وذلك منقبل الوالدين والمعلمين والمرشد الطلابي .

ـ الأخذ في الاعتبارأنه قد يصاب بعض الأطفال بتشتت وضعف تركيز دون النشاط الحركي الزائد لأسباب متعددة.

ـ يجب على الآباء مراجعة الطبيب المختص .وعلى المرشدين تحويل الطفل إلىوحدة الخدمات الإرشادية في حال الشك بأنه يعاني من هذا الاضطراب بعدالملاحظه الدقيقه للوقت الكافي.

ـ عدماستثارة الطفل المضطرب حتى لا تزيد عدوانيته ، حيث أن العدوانية هي السلوك الغالب عليه .

-
إبعاد الأشياء الثمينة والخطرة والقابلة للكسر عن الطفل وأن يكون المنزل خاليا منها قدر الإمكان .

-
يحتاج هذا الطفل إلى علاقة حميمة للتأثير فيه، وتوجيه سلوكه.مع التعزيزاللفظي والمادي بالثناء والمديح وتقديم مكافأة مادية له عندما يقوم بنشاطمقبول وهادف ، (وهذا يناسب الأطفال الأصغر سنا ).

ـ يحتاج هذاالطفل إلىالضبط لتعديل المواقف دون اللجوء إلى العنف أو الاستهزاء ،ويمكنإجراء التعاقد التبادلي ،حيث يتم الاتفاق مع الشخص المضطرب ووالده أومعلمهعلىتقديم مكافآت في مقابل التقليل من النشاط الزائد (وهذا يناسب الأطفالالأكبر سنا والمراهقين ).

-
عدم أخذ الطفل إلى رحلات طويلةبالسيارة ، أو أخذه إلى الأسواق لساعات طويلة ، وذلك مخافة التنبيه الزائدالمستمر للطفل حيث أن ذلك يصعد نشاطه .

ـ يمتاز هذا الطفل بالذكاء في الغالب. فينبغي تعزيز ذلك .

ـ إن هذا الاضطراب يؤثر على مستوى التحصيل الدراسي للطفل 0 ولكن بتضافرالجهود بين المدرسة والمنزل يمكن الأخذ بيد الطفل إلى بر الأمان بإذن الله.

-
يحتاج الطفل المضطرب إلى تدريب تدريجي مستمر للجلوس على الكرسي دون حركة مفرطة أطول فترة ممكنة 0من الأهميه ألا تزيد فترة الاستذكار عن عشرين دقيقة في بداية الأمر، ثميمكن زيادتها تدريجياً بعد فترة ، مع أهمية تهيئة الطفل لذلك مسبقا .

من الأفضل تجنب التشويش والمقاطعة أثناء الاستذكار ،مع أهمية الهدوء التامفي المنزل لزيادة التركيز ولسرعة الانجاز،مع الحرص على الهدوء قبل موعدالنوم بمدة كافية .

تقسيم المهارات المطلوبه والواجبات إلىوحدات أصغر لإنجازها وفق جدول منظمتذكير الطفل بالعودة إلى عمله الذي يقوم به في المدرسة أوفي المنزل . معأهمية تطبيق نظام ثابت من المتوقع أن يستطيع الطفل تطبيقه بدقة ، مع ضرورةالتعزيز الفوري ، وأن ينفذ وفق خطوات سهلة وواضحة وقليلة .

التأكيد على المراقبه المستمرة لسلوك الطفل بشكل عام ، ووضعه على إحدىالمقاعد الأمامية بالفصل، لأن ذلك يساعد على ضبطه بدرجة أكبر .

-
مراعاة أن اللعب مع شخص أو شخصين أفضل من اللعب مع مجموعة .

-
توجيه الطفل إلى الألعاب الهادئة والمفيدة بشكل عام 0عدم تدعيم السلوك المضطرب ( النشاط الحركي المفرط) ، بل اعتراضه وتوقيفه دون عنف ، وتوجيهه إلى سلوك آخر إيجابي .

-
تدعيم أي سلوك بديل ( مناقض )لنقص التركيز ،أو لزيادة النشاط غير الموجه.

-
عدم تكليف الطفل بأكثر من طلبين في نفس الوقت لأن ذلك يشتت انتباهه .

-
إذا وصف الطبيب للطفل دواء ( الريتالين ) فيجب التقيد بتعليماته بدقة معأهمية الاستمرار في تطبيق الإرشادات التي ذكرت وكذ الغذا الجيد دونالإسراف في تناول السكريات وكذا المنبهات والمشروبات الغازية التي تحتويمادة الكافيين المنبهة والتي قد تساعد على زيادة الحركة
 
رد: النشاط الحركي الزائدالمصحوب بالاندفاعيه ونقص الانتباه

الله يبارك فيك ..

موضوع مهم بالنسبة لي

واستفدت من قرائته كثيرا

موفقة يارب
 
رد: النشاط الحركي الزائدالمصحوب بالاندفاعيه ونقص الانتباه

الله يبارك فيك ..

موضوع مهم بالنسبة لي

واستفدت من قرائته كثيرا

موفقة يارب
شرفني عاطر مرورك اختي .
 

عودة
أعلى