اشعارات

الطفل المعاق و المشاكل النفسية

الطفل المعاق و المشاكل النفسية
و ندخل الان الى الطفل المعاق باعتباره انسان يملك خصوصياته المختلفة عن الطفل العادي بحيث انه لا يستطيع فعل الاشياء المعروفة كالمشي و الكلام و الاكل لوحده و غيرها الكثير من هذه الوظائف العادية اذن هذا الطفل له احتياجاته الخاصة داخل الاسرة اولا و داخل المراكز التربوية ثانيا و ثم داخل المجتمع عموما و من بين هذه الاحتياجات الراحة النفسية الجوهرية لاي تقدم يحققه هذا الطفل لكن السؤال المطروح هل الطفل المعاق يمكنه
الوقوع في الازمات النفسية و ما هي الاسباب وراءها.
و قبل الجواب لا بد من ان نفهم واقعنا الاجتماعي و الفكري بشكل واضح بحيث نحن مجتمع نصفه يعاني من الامية الأبجدية و الثقافية و خصوصا في العالم القروي,
و هذه الامية العميقة أنتجت لنا مجموعة من الايديولوجيات المجتمعية التي
ترفض التقدم و الحداثة في مجتمعنا و تمارس نوعا من الاحتقار على بعض الفئات كالنساء و المعاقين و من بين هذه الايديولوجيات ما اسميه بالتخلف القروي أي التخلف الحامل لافكار تعتمد اساسا على احتقار هذه الفئات و خصوصا الطفل المعاق .
و نرجع الى سؤالي المطروح فاقول ان الطفل المعاق يمكنه الوقوع في فخ الازمات النفسية الخطيرة لاسباب التي شرحتها كالايديولوجيات المجتمعة الهادفة الى جعله في الظل لا يحق له في مجموعة من الحقوق الاساسية كالحق في التعليم و في الترويض الخ , بمعنى ان هذه الممارسات تحوله الى اليأس و التعصب في البيت او في المركز ,و شخصيا كمعاق وقعت في هذا الفخ بفترة مراهقتي الحساسة حيث كنت أعاني لكن بصمت رهيب من ايديولوجية التخلف القروي و لا اقصد هنا بانني اعادي البادية و أناسها الكرام الذين لهم مقام محترم عندي لكنني اعادي ايديولوجية التخلف القروي التي جعلتني اسير في الظلام طوال فترة المراهقة حيث كانت تعتبرني مجرد معاقا لا مستقبل له في هذا المجتمع و كانت تمارس علي كل انواع التحطيم و الاهانة لكرامتي .
و هنا يكون الطفل المعاق او المراهق المعاق امام واقع مؤلم الذي سيجعله يفكر
في مجموعة من الاشياء السلبية مثل الانتحار كرد فعل طبيعي نابع من الحالة النفسية المتدهورة لهذا الانسان .
و كما قلت في كتابي بانني حاولت الانتحار من
فوق سطح بيتنا حيث كنت اقول في نفسي الموت خيرا من سيطرة هذه الايديولوجية الرجعية التي حولتني الى انسان يسير في الظلام الدامس لا
يعلم أين الطريق الصحيح لمستقبله حيث لم اكن اتخيل انني سأصل يوما من الايام الى هذا المستوى المتواضع من الفكر و الكتابة رغم انني كسول بعض الشيء و مازلت افعل الكثير من الاخطاء اللغوية,
لكنني عندما استرجع هذه الذكريات المؤلمة اشعر بالحزن لان هذه الايديولوجية
الرجعية حرمتني من عدة اشياء جميلة كتذوق افراح رجوع ابواي من الحج و هنا اناقش الافكار ليس الاشخاص.
و خلاصة القول ان الجانب النفسي لدى الطفل المعاق يكتسي اهمية قصوى على مستوى تقدمه التربوي و الفكري و الاجتماعي.
المفكر المتواضع المهدي مالك
 

عودة
أعلى