اشعارات

الطفل المعوق عقلياً ومسؤوليات الاسرة


الطفل المعوق عقلياً ومسؤوليات الاسرة


عارف العلي


تلقي أوضاع الأطفال المعوقين أعباء ضخمة على كاهل الاسرة والمدرسة والمجتمع وذلك انطلاقاً من حق المعوق في أن يتمتع بإنسانيته، فالنقص الذي يعاني منه الانسان المعوق ويحول بينه وبين مجاراة أفراد المجتمع في الواجبات، لايجب ان يعوقه عن تمتعه بإنسانيته، مراعاة ادميته. وفي هذا الاطار فإن مسؤولية خاصة تقع على عاتق الاسرة في تربية الطفل المعوق... ان أول مايسترعي الانتباه في هذا الخصوص هو رد الفعل التلقائي والشعور بالصدمة عندما تشعر الاسرة بأن لديها طفلاً معوقاً فالوالد يشعركأن هذا الطفل إنما جاء نكبة له اوعقوبة من الله له على خطأ ما ارتكبه، ويلوم نفسه على ماحدث منه، ويدعو الله أن يتوب عليه ويبرئ الطفل من علته، ويظل يلتمس له الاطباء لعلاجه املاً في ان يصبح سوياً فإذا انقضى الوقت وايقن انه لاامل له في ادراك ذلك استسلم لليأس وقد يتمنى للطفل الموت، او يحاول ان يتناسى فجيعته فيه، ويترك مصيره للاقدار. [color=#0]
ان موقف الوالد هذا ضار به وبالاسرة وبالطفل فهو يسيء الى نفسه ويعذبها دون داع، وينعكس سلوكه على الاسرة فتشعر كأن هذا الطفل كائن غريب عليها جاء لينغص عليها حياتها، ويسيء الى سمعتها وبذلك تعامل الطفل دون ان تشعر كأنه نقمة حلت بها، ويشعر الطفل المسكين بهذا الشعور المر، وخصوصاً أنه شديد الحساسية، فتنطوي نفسه على المرارة والحقد والكراهية. وواجب الاب أن يعتبر وجود طفل معوق في الاسرة ليس امراً نادراً ولاغريباً، وانه ظاهرة طبيعية مثل ظهور الطفل الموهوب او الاسمر او الاشقر وعليه ان يبادر بعرضه على الطبيب المختص، وان يعرف مدى امكانات علاجه، وان يعمل الاب على ان يسود الاسرة شعور بالمساواة بين الطفل واخوته وعدم النظر اليه بإشفاق اوسخرية منه، اوتقديمه للضيوف كشيء عجيب أوحجبه عنهم كأمر معيب، بل يحرص الاب على ان يتعاون الجميع في تربية الطفل دون تفرقة بينهم،حيث يقوم كل منهم بواجبه نحوه، كما لوكان طبيعياً مع مراعاة حالته ولكن دون مبالغة فيصحبه الاب مثلاً مع اخوته في نزهاته وزياراته وحفلات المسرح مع مساعدته على ان يتابع مايدور امامه ويستمتع به دون لفت انظار الاخرين اواثارة فضولهم... ويجب الاتعتبر الام انها المسؤولة امام الزوج والاولاد عن ولادة طفل معوق، وبطبيعة الحال ليس لها يد في ذلك، ويجب الاتشعر بأي تبعة، وأن تواجه الامر مع افراد الاسرة جميعاً بواجب الامومة الذي يقتضيها، دون جزع اوخوف من المستقبل فتتضامن مع جميع افراد الاسرة على ان يتلقى الطفل المعوق منهم معاملة تلقائية طبيعية دون افراط في الاشفاق اوتفريط فيه. والايتسم سلوك الاخوة الكبار بالاشمئزاز والصغار بالقسوة... والواجب ان يكون الطفل المعوق مسؤولية جميع افراد الاسرة حيث يقوم كل منهم نحوه بمثل مايقوم به نحو اي فرد اخر مع مراعاة ظروفه الخاصة ووجوب مساعدته في الاعتماد على نفسه، وبذلك ينشأ الطفل. كما لوكان طبيعياً، ولايكلف احداً عبئاًَ فوق طاقته. ‏

[/color]
 

عودة
أعلى