اشعارات

انسانة تستحق التقدير

ج و ر ي

New member
قرات هذا اللقاء في جريدة الرياض واحببت ان انقله اليكم لتكون تجربتها للكثيرين نموذجا وقدوة


اسمها الكامل / الجوهرة بنت عبدالعزيز ال حسين التميمي من حوطة بني تميم
(الجوهرة التميمي) قصة كفاح وتحدٍ في وجه الإعاقة:
عندما يخبرك الجميع بأن المكان غير مهيأ "لأمثالك" لا تستسلم وهيئه لنفسك بالإرادة



لقاء - شريفة الأسمري:

ضيفتنا اليوم امرأة لا تسير على قدمين، لانها ببساطة ولدت بلا قدمين.. جذع علوي بطل عاشت به ورفضت ان تجعله نقصا يضعها في خانة الأحياء الاموات.. تطلعت حولها.. قالت لقد وهبني الله الحياة فلن افرط فيها.. حاربت منذ اللحظة الاولى لتشكل وعيها لكي توجد لنفسها مكانا تحت الشمس، تعرضت كثيرا ولا زالت لما هو متوقع من عقبات ونظرات وتلميحات وتصريحات والجميع نظر الى اعاقتها ولم ينظر الى روحها العالية وهمتها التي تقارع الجبال، لكنها وثقت بنفسها وقررت ان الحياة تستحق الكفاح وان من جد وجد ولقد جدت وبذلت جهودا مضنية سوف نعرضها في السطور القادمة، لكن قبل ان نترك الجوهرة تحكي عن مشوارها نوجه من خلالها رسالة للاسوياء جسدا المعوقين روحا ونقول لهم هذه قصة حقيقية لفتاة تعيش بيننا لم تمنعها الظروف ولم تقف امامها التحديات فلماذا لا تأخذوا منها قدوة وتنفضوا الكسل والشكوى والعجز وتبدأوا في خوض غمار الحياة..
التعليم مشوار تحدٍ

الجوهرة عبدالعزيز التميمي - مديرة مركز الأميرة العنود لشؤون المعاقات، مرأة تأسرك بحديثها، بنظرات عيونها، بقوة كلماتها، بالاصرار الذي لا يحده حدود ولا تربطه قيود بالروح التي تتدفق منها قوة الأمل والرغبة في الحياة . فتنساب منها الكلمات لتؤكد أن الإعاقة الحقيقية هي التأخر عن ركب الحياة لمن أسبغ الله عليهم نعمه ظاهرة وباطنة وعجزوا رغم ذلك عن خوض عباب الحياة وألقوا بهمومهم على شماعة الظروف..

تصف لنا الجوهرة تجربتها من البداية قائلة: "لقد واجهتني صعوبات وعراقيل في بداية مشواري التعليمي حيث لم يكن وجودي في المدرسة مرغوباً به من موجهات إدارة التعليم، وذلك لزعمهن أن المدرسة غير مناسبة لمن هن في مثل حالتي. إلى أن تعرفنا على مديرة المدرسة الابتدائية ورأت من خلال زيارتها لنا أنني لا أختلف عن أقراني من الفتيات الأخريات، وأنني بحاجة إلى التعليم للاستفادة من هذا الطريق الذي سينير حياتي في المستقبل والتي بدونها لن يكون لي دور في هذا المجتمع.

وافقت مديرة المدرسة على انضمامي لطالبات الصف الأول، واتفقنا على أن أبقى في مقعدي ولا أتحرك أبداً بحضور الموجهات، لكي لا يشعرن بوجودي وباختلافي عن زميلاتي.

وبالرغم من المصاعب التي تواجهني في طريقي اليومي من المنزل إلى المدرسة والتي من أهمها هو صعوبة المشي حيث كنت "أحبو" عندما أريد الانتقال من مكان إلى آخر، فقد كانت هذه هي الطريقة الوحيدة للتنقل.

انتقلت من صف إلى صف إلى أن أنهيت المرحلة الابتدائية التي لولا الله سبحانه ثم وقوف مديرة المدرسة إلى جانبي لم يكن ليهيأ لي اجتيازها بامتياز.

لا توجد مدارس مهيأة

انتقلت إلى المرحلة المتوسطة ولم تكن مديرة المدرسة تحمل ما كانت تحمله مديرة المرحلة الابتدائية من رحمة ومساعدة وحب للخير، فقد قوبلت بالرفض عندما قدمت أوراقي للانضمام إلى مدرستها، وقالتها صريحة: "اذهبوا بها إلى المدارس الخاصة، مدرستنا غير مهيأة لها"، إلا أنني قابلت رفضها بالإصرار بالرغم من وجود الصف في الدور الثاني، وكان الدرج المؤدي للدور الثاني غير مهيأ لعدم وجود درابزين للإمساك به أثناء الصعود أو النزول، فقررت وبمساعدة زميلاتي أن استعمل طريقة "الحبو" فقد كنت استعمل قفازات في يديّ وأقوم برفع ملابسي بواسطة حزام لتساعد في سرعة الانتقال!

هذه باختصار كانت طريقتي في التنقل بين المنزل والمدرسة. وفي أرجاء المدرسة، فقد كنت أصعد من جهة وأنزل من الجهة الأخرى ولا أستعمل نفس الدرج وذلك بأوامر إدارة المدرسة! وكل هذا لإدخال اليأس والإحباط في نفسي لأترك المدرسة، إلا أن هذا لم يزدني إلا إصراراً فوق إصراري وعزيمة تفوق عزيمة من هم أحسن حالاً مني.

الجامعة قصة أخرى

و تسرح الجوهرة قليلا تسترجع كل الاحداث السابقة ثم تقول: "بقيت على هذه الحال إلى أن انهيت المرحلة الثانوية، فتوجهت إلى عمادة القبول والتسجيل في جامعة الملك سعود وكلي أمل بأن ألقى القبول إلا أنني قوبلت بالرفض وأنا عند باب الغرفة المخصصة للتسجيل، حيث لم تمهلني الموظفة للدخول وشرح حالتي لها، بل قالت بكل برود: "المكان غير مهيأ لمن هن في مثل حالتك، والأفضل لك أن تجدي مكاناً غير هذا المكان..".

بعدها ذهبت إلى معهد الإدارة العامة وسجلت في قسم إدارة المستشفيات وقوبلت بالرفض.

وبعدها بقيت في المنزل سنة كاملة لم أجد من يفتح لي ذراعيه ويقبل بتسجيلي، حتى قدمت أوراقي إلى كلية الخدمة الاجتماعية، وقابلت عميدة الكلية التي نظرت الى اعاقتي وشككت في قدرتي ، إلا أنه وبسبب إصراري وافقت على انضمامي لهذه الكلية بشرط اجتياز المقابلة الشخصية التي كانت مكونة من 13دكتورة! لا أدري هل هذا هو المتعارف عليه في هذه الكلية، أم أنه جعل هذا العدد لإدخال الهيبة والخوف في نفسي مما يجعلني أتوقف وانسحب؟!

وبفضل من الله اجتزت هذه المقابلة وتمت الموافقة على انضمامي لهذه الكلية بشرط تجربتي شهراً لمعرفة إمكانية تخطي الصعوبات، وبفضل من الله العلي القدير استطعت تخطيها، حيث كانت الكلية مهيأة لي من حيث سهولة الممرات ووجود درابزين على الدرج مما يساعد على الصعود والنزول. إلى أن انتقلت الكلية إلى المبنى الجديد. هنا بدأت الصعوبات تواجهني من جديد، فقد جعلت قاعة المحاضرات في الدور الثالث، وبالرغم من وجود مصعد في الكلية إلا أنني منعت من استعماله! فلم أستطع الصعود، واصرت إدارة الكلية على عدم إنزال قاعة المحاضرات إلى الدور الأول مع وجود قاعة فارغة في الدور الأول، فقد كانت مخصصة للندوات. وبقيت قرابة شهر كامل وأنا أداوم ولكن في الدور الأول، لا أستطيع الصعود لحضور المحاضرات في الدور الثالث، إلى أن اعترضت زميلاتي على هذه المعاملة السيئة لي، وأبدين اعتراضهن واحتجاجهن على هذا التصرف. وقمت بالدخول على مكتب العميدة التي أبدت استعدادها بجعل العاملات يحملنني يومياً إلى الدور الثالث وإنزالي منه، إلا أنني رفضت ذلك فلو رغبت في أن يساعدني أحد لطلبت من زميلاتي هذه المساعدة وكن على استعداد لتقديمها لي.

وقمت بتوجيه سؤال للعميدة وهو؟! "هل هذه القاعة المخصصة للندوات والمحاضرات أهم لديكم من مستقبل فتاة؟!" الأمر الذي جعلها توافق على استعمال هذه القاعة. واستطعت إكمال هذه المرحلة بعد كل هذه الصعوبات والعراقيل التي وجدتها في طريقي فلم توهن عزيمتي وتجبرني على التوقف عما أطمح إليه.

عندما كنت في المستوى الجامعي الرابع تزوجت من رجل سليم جسدياً، واستطعت العيش معه بالرغم من عدم توفير الأمور التي تحتاجها كل معاقة لتأسيس منزل، وكانت ثمرة هذا الزواج طفلا هو الآن في السنة السادسة.

وظيفة بسيطة لمعاقة

تقول الجوهرة: "تخرجت وطرقت جميع الأبواب من أجل الحصول على الوظيفة ولكن مع الأسف كانت جميعها مغلقة في وجهي، لا لشيء إلا أنهم كانوا يربطون بين القدرات والإعاقة.

ذهبت إلى مكتب الرئيس العام لتعليم البنات ومنعت من مقابلته، فبقيت انتظره عند بوابة الدخول، وما أن حضر وبدأت أشرح له قصتي حتى رد عليّ بالرفض!

بعدها ذهبت إلى الإدارة العامة للإشراف التربوي، وتشرفت بمقابلة الأستاذة حصة الصليح التي مدت لي يد المساعدة، وتفهمت وضعي وخاصة بعد أن اوضحت لها رأيي وقناعتي التي أكدتها التجربة "نحن المعاقين عندما نريد أن نمارس دورنا في الحياة ونحصل على حقوقنا يقال لنا: عفواً.. قفوا أنتم معاقون. وإذا تجاوزنا تلك المعوقات، وأردنا أن يميزونا عن غيرنا ببعض الميزات التي من شأنها اختصار معاناتنا باعتبارنا معاقين ومتغلبين على الإعاقة يقال لنا: أنتم مثلكم مثل غيركم" كيف يكون ذلك؟!

فتم تعييني في الإدارة نفسها كمأمورة سنترال، وكانت هذه هي الصدمة الأولى لي في حياتي الوظيفية.

ثم بعد ذلك حاولت بعد جهد جهيد الانتقال إلى مكتب الإشراف التربوي للتعليم الخاص أملاً في أن أجد من يقدر قدراتي وشهادتي، ولكن مع الأسف لم يكن الأمر بأحسن حالاً، فقد استلمت الأمور الإدارية البسيطة، والرد على الهاتف.. في هذه المرحلة رشحت كعضو في المجموعة الاستشارية للتوظيف الخاصة بالنظام الوطني للمعاقين، وحضرت العديد من المؤتمرات والمحاضرات والندوات الخاصة بالإعاقة، كما التحقت بالعديد من اللجان المختصة بالإعاقة. هذا إلى جانب أني كنت أعمل على دراسة لمشروع خيري تشغيلي واجتماعي وتثقيفي للفتيات المعاقات.

في هذه الفترة طلبت الانتقال إلى "الروضة الثلاثون" وهناك وجدت مديرة متعاونة ومتفهمة إلى أبعد الحدود. فقد كانت داعمة لي بمشاعرها وصلاحيتها المخولة لها.

وعند اكتمال تلك الدراسة قمت بتقديم المشروع إلى وزارة الشؤون الاجتماعية التي رحبت بالمشروع، ولكنها وضعت أمامي بعض الشروط المالية التي عجزت عنها.

مشروع عمري

تكمل بطلتنا الجوهرة قائلة: "ثم بعد ذلك تقدمت بمشروعي إلى "مؤسسة الأميرة العنود الخيرية" التي احتضنتني واحتضنت بذلك مشروعي تحت اسم "مركز الأميرة العنود لشؤون المعاقات" وعليه تم احتضان أكثر من 50فتاة معاقة إعاقات مختلفة.

وفكرة المشروع هي إيجاد ورش عمل (خياطة وتطريز، خزف، سيراميك، جلود) ويستقبل بشكل خاص خريجات القسم المهني في مركز التأهيل الشامل، بالإضافة إلى استقبال كل من لديها موهبة فنية سواء كانت معاقة أو سليمة. وشروط القبول في المركز هي أن تكون الفتاة فوق 15سنة، وأن يكون لديها القدرة على الإنتاج والاندماج في المجتمع. وهو يستقبل معظم الإعاقات، والدوام فيه بالنسبة للمنتسبات يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً إلى الواحدة ظهراً جميع أيام الأسبوع عدا يومي الخميس والجمعة.

وأنا حالياً أعمل مديرة لهذا المركز. وقد التحقت بدبلوم إدارة أعمال، وأنا عضو في أكثر من لجنة خاصة بالإعاقة، وأعتبر أول امرأة سعودية تلتحق بلجان خاصة بوزارة الشؤون الاجتماعية، وممثلة للمعاقين في لجنة تنسيق خدمات المعاقين في المملكة العربية السعودية.










فعلاً إنسانة تستحق التقدير
 
رد: انسانة تستحق التقدير

بالتوفيق لها وللجميع يعطيك العافيه
 
رد: انسانة تستحق التقدير

[frame="14 70"]يعيط العافية اختي ج و ر ي
اللي نقلتي لنا تجربة اختنا الجوهرةوما واجهة
من صعوبات واعاقات من ناس انا بنظري انهم هم
المعاقين فكرياً حسبنا الله ونعم الوكيل في مثل هذه
العينة من الاشخاص لكن باصرارها وعزيمتهاوتفاعل
بعض الاشخاص الذين ينظرون لنا كاشخاص فاعلين ومنجزين
والله يكثر من امثالهم ويجازيهم عنا خير الجزاءاستطاعت
ان تبدأ بالدراسة بمراحلهاوتستلم وظيفةوتكون عنصر فعال
فالمجتمع ,,تحية حب واحترام وتقدير لاختي الجوهرة التميمي وفقها الله
ـــــــــــــــــــــــــ
لاحول ولا قوة الا بالله ,, ياحي ياقيوم برحمتك استغيث[/frame]
 
التعديل الأخير:
رد: انسانة تستحق التقدير

[align=center]
[align=center][/align]أسعدني مروركم جميعاً
واتمنى من اخواني وأخواتي اللي فاقدين العزيمة والإصرار إنهم يجعلون الأخت الغالية الجوهرة التميمي قدوة لهم في حياتهم ويتحدون إعاقتهم مثل ما تحدتها أم محمد ..
الله يحفظها ويرعاها ويوفقها في دراستها في استراليا ،، ويرجعها لأرض الوطن سالمة ومتفوقة ،،
[/align]
 
رد: انسانة تستحق التقدير

قصه رائعه يعطيك العافيه خيتو
 
رد: انسانة تستحق التقدير

تسلم الايادي عالنقل وفعلا هذا مايحدث
فبعد اعاقتي تم رفضي من قبل جامعتي وانا ادرس ثاني جامعة قسم رياضيات
وانتقلت للجامعة اخرى ولكن لم تكن احسن حالا فبعد دراستي عدةاشهر تم رفضي ولااعلم من المسؤول عن ذلك ولكن كانت ارادتي اقوى من ذلك

فتزوجت واكملت علاجي واحببت امتهن الخياطة ومجال التجميل والحمدلله ابدعت فية ونجحت واكتملت فرحتي باستطاعتي التخلي عن العكاز والدعامات
وملازمة العلاج الطبيعي حتى استطعت الوقوف من جديد
 

عودة
أعلى