اشعارات

إحداث خطوة متقدمة في منظومة التربية الخاصة د. محمد بن أحمد الفوزا

إحداث خطوة متقدمة في منظومة التربية الخاصة د. محمد بن أحمد الفوزا

إحداث خطوة متقدمة في منظومة التربية الخاصة
د. محمد بن أحمد الفوزان





أحدث مسار اضطراب التوحد خطوة متقدمة في منظومة التربية الخاصة بكليات التربية بجامعة الملك سعود. لقد أسعدتني هذه الخطوة عندما نقرأ بأن يكون هناك مسار لاضطراب التوحد كدراسة تخصصية تعد معلمين ومعلمات مهنيين في هذا الحقل التربوي الذي يختلف عن الإعاقات الأخرى ويختلف عن الاضطرابات السلوكية والانفعالية. لأن المفهوم السابق أن اضطراب التوحد هو اضطراب سلوكي فقط، والسبب في ذلك أنه لم يكن هناك مفهوم واضح عن اضطراب التوحد، فالحركة المفرطة التي تظهر على الطفل Hyperactivity فُسرت على أنها عرض من أعراض السلوك. وهذا المفهوم ظهر في أوروبا حتى ظهرت دراسة ليوكانز وهانز اسبرجر، إذ كانا يعتقدان أن هذه الحالة حالة انفصامية، ولكن بعد دراستهما عام 1943م ظهرت نتائج دراستهما أن اضطراب التوحد ليست حالة انفصامية، وليست حالة سلوكية انفعالية. فالتوحد حالة اضطرابية يختلف عن الانفصام ويختلف عن الاضطرابات السلوكية. فاضطراب السلوك هي حالة تنتاب الأطفال بأن تجعل منهم غير قادرين على التعلم التي غالباً لا تفسر على أنها أسباب عقلية أو جسمية أو صحية. أما بالنسبة لحالة اضطراب التوحد Autism Disorder فمصطلح Autism مأخوذة من اللغة الإغريقية وتنقسم إلى شقين Autos وتعني النفس، Ism وهو الشق الثاني وتعني غير السوي.

أما المعنى العربي (التوحد) فيعني الطفل الذي يصاب باضطراب التوحد، وهو المتوحد بخياله وليس المنعزل ولكن متوحد مع نفسه. والتوحد يعني أن هناك معوقات تمنعه من الاندماج مع المجتمع واندماج المجتمع معه، وهذه المعوقات هي عدم قدرة الطفل المتوحد من التكييف مع البيئة وعدم قدرته على التواصل بسبب فقده للغة. فالتوحد هو عبارة عن إعاقة في التطور ومتعلقة بالنمو نتيجة عن اضطراب في الجهاز العصبي مما يؤثر على وظائف المخ في أداء وظيفته. لذا فإن هناك اختلافاً بين اضطراب التوحد والاضطرابات الانفعالية. لكن هناك شبه واحد وهو الطفل المصاب باضطراب التوحد والطفل المصاب بالاضطرابات السلوكية ليس لديهما القدرة على بناء علاقات مُرضية مع أقاربهما أو معلميهما، كذلك تظهر عليهما أنماط سلوكية غير مناسبة في المواقف العادية. هذا فقط التوافق والتشابه بين الحالتين. ولذلك اضطراب التوحد يحتاج إلى برنامج تربوي وتعليمي قادر على النهوض بهذه الشريحة من المجتمع وإعدادهم للحياة وإعداد معلمين مهنيين قادرين على الدخول إلى عالم هذا الطفل المتوحد. إن حالة التوحد تنتشر بشكل كبير، فحسب الإحصائية أن عدد الأطفال والمصابين باضطراب التوحد بالمملكة حوالي مائتي ألف طفل (200000) والعدد في ازدياد. لذا علينا أن نعد العدة لمواجهة هذه المشكلة، فالعلم والعزيمة قادران على مواجهة هذه المشكلة والقضاء عليها.



 

عودة
أعلى