بحث إعداد المجتمع نفسيا لقبول ذوي الاعاقه

نورة محمد

عضو جديد
إعداد المجتمع نفسياً وتهيئته لقبول ذوي الحاجات
سعود ناصر السياري - مشرف تربوي - قسم التربية الخاصة



مقدمـة:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ..
إن ورقة العمل التي بين يدي سوف نستعرض أحد المحاور النفسية (وهو الذي يدور حول إعداد المجتمع نفسياً وتهيئته لقبول ذوي الحاجات الخاصة والعبد عن ردود الفعل السلبية تجاههم) والمقدمة للقاء الخاص لذوي الاحتياجات الخاصة المقام بإدارة تعليم منطقة مكة المكرمة.
وللتعريف بذوي الحاجات الخاصة والذي يشمل التخلف العقلي والعوق السمعي والعوق البصري وذوي الاضطرابات السلوكية والتوحد والموهوبين فإن كل هؤلاء آنفي الذكر يندرجون تحت مسمى ذوي الاحتياجات الخاصة. وتعني التربية الخاصة برعاية وتربية هذه الفئة ولكي نعد المجتمع ونهيئه لقبول هذه الفئة والبعد عن ردود الفعل السلبية تجاههم فإن هذه الوريقات سوف تتطرق إلى ذلك بشيء من الإيضاح ..
والله الموفق ،،





تعريف المجتمع
والمقصود بالمجتمع هو:
‌أ- الأسرة
‌ب- المجتمع المدرسي.
‌ج- المجتمع المحيط بالطفل على نطاق أوسع.
o والمجتمع الأسري عادة يتكون من الأب والأم والأخوة والأخوات الذين يعيشون في جو أسري يحتضنهم البيت.
o أما المجتمع المدرسي فإنه يشمل الهيئة الإدارية والهيئة التدريسية والطلاب الموجودين داخل فناء المدرسة.
o أما المجتمع المحيط بالطالب فإنه يتعدى إلى السكان المحيطين بسكن الطالب وعادة يطلق على كل من له علاقة اجتماعية في المناسبات واللقاءات.

2- عناصر المجتمع:
لاشك أن عناصر المجتمع هم مجموعة من الأفراد والأشخاص والمجتمعات التي لها احتكاك مباشر لهذه الفئة من المجتمع (أعني فئة ذوي الاحتياجات الخاصة) ولكي نعزز الجانب الإيجابي تجاه هذه الفئة وهو الجانب الديني وإن الدين الإسلامي الذي له قصب السبق في تهذيب نفوس البشرية في احترام وتقدير الأشخاص لذواتهم والنظرة المعتدلة لفئات المجتمع دون تفرقة بين الأصناف والأشكال، فإن زرع هذا العامل الحيوي والأساسي في نفوس المجتمع بجميع فئات يحقق لنا أمر ضروراً في عرض الاتجاه الإيجابي تجاه هذه الفئة من المجتمع بأكمله.

3- طرق التوعية:
من العناصر الأساسية التي تساعد في التوعية في تخفيف ردود المجتمع النفسية تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة والتقليل قدر المستطاع من الاتجاهات السلبية لهذه الفئة من المجتمع يمكن أن أوردها من خلال التجارب الشخصية التي مررت به خلال عملي كأخصائي نفسي لمدة 9 سنوات. والتي سوف أوجزها في عدة نقاط لكي يستفيد منها الزملاء العاملين في الميدان التربوي لذوي الإحتياجات الخاصة:
1- اعتزاز الأسرة بأن لديها طفل ذوي احتياجات خاصة وأن عليها الوقوف معه ليتحقق له القدرة والاستطاعة في مسايرة أبناء المجتمع وأنه عضو فاعل لا ينقصه سوى التدريب وعدم تهميشه والبعد عن النظرة الدونية له من قبل المجتمع الأسري المجتمع الكبير.
2- تهيئة الجو المناسب له ليأخذ حقه من التعليم والتربية على نطاق الأسرة والمجتمع.
3- يجب أن نوصل رسالة عملية عبر هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق سلوكياتهم وأفعالهم وتصرفاتهم الاجتماعية وأبرزها عملياً لكل من ينظر إلى هذه الفئة نظرة سلبية.
4- التأكد من وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي بإيجاد رسالة زمامها غرس الجانب الإيجابي والبعد عن الآثار النفسية تجاه هذه الفئة.
5- أنه بالمثابرة والتأكيد الأكيد بإعطاء هذه الفئة حقها من الاهتمام كسائر فئات المجتمع فإن ثمار ذلك سوف يظهر جلياً للعيان بإذن الله مع توافر الجهود المتظافرة من جميع فئات المجتمع.
6- دور المسجد: لاشك أن المسجد يعتبر هو دور العبادة للمسلمين والذي تقام به الصلوات والخطب والمواعظ التي تذكر بالله واليوم الآخر والمواظبة على الخير وتقوية أواصر المحبة فإنه يجب في هذا المقام التأكيد على احترام هذه الفئة من المجتمع ومعرفة الجميع بأن لهم حقوق ووجبات يجب أن تتمتع بها هذه الفئة من المجتمع وأن رسالة المسجد يكون لها الأثر الفعال بحث الناس على تحقيق ما لهذه الفئة من حقوق وأنهم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع وأنها رسالة يجب أن تصل إلى أذهان المجتمع.
7- يجب على الجهات الحكومية والمؤسسات أن يراعوا عند تصميم المباني والطرقات ودورات المياه والمرافق العامة التجهيزات اللازمة والضرورية والحيوية لهذه الفئة لكي يتمتعوا بحقوقهم كسائر أفراد المجتمع.
8- يجب على الباحثين والدارسين ومؤسسات البحث ومراكز البحوث أن تقوم بحوث ودراسات عن هذه الفئة وتفعيل نتائج هذه البحوث والدراسات من أجل تحقيق حياة أفضل لهذه الفئة من المجتمع.

4- فريق العمل الذي يعمل مع هذه الفئة:
1- أولياء الأمور (الأسرة).
2- معلم التربية الخاصة (حسب الإعاقة).
3- الأخصائي النفسي (معلم التدريبات السلوكية).
4- المرشد الطلابي.
5- إدارة المدرسة.
6- الجمعيات والمؤسسات الحكومية والأهلية التي تتعامل مع هذه الفئة.
7- تفعيل أعضاء فاعلين من فئات المجتمع ذو قدرات علمية ومكانة اجتماعية من أجل إيصال صوت هذه الفئة إلى الجهات المعنية.
لاشك أن هذا الفريق الذي يعمل كفريق متكامل من أجل تحقيق أهداف تربوية وعلمية لهذه الفئة من المجتمع يجب أن يعرفه سائر فئات المجتمع ليتكامل البناء لخدمة هذه الفئة.







لماذا الدمج؟
كان وما زال المعاقين في كل دول العالم قائماً على تقديم خدماته ضمن مؤسسات تعليمية خاصة أي معاهد خاصة للمعاقين أدى ذلك إلى عزلة المعاقين عن مجتمعهم واصبحوا غرباء في مجتمعهم مما أثر في نفوسهم وأصبحوا لا يؤدون مشاركة الآخرين نتيجة الجحود والنظرة السلبية لهم من قبل أفراد المجتمع كذلك إحساسهم بأن لديهم نقصاً وقصوراً عاماً في كل النواحي سواء الجسمية أو الحسية أو النفسية أو الاجتماعية وإنهم لا يستطيعون أن يتعايشوا مع أفراد مجتمعهم وبالتالي شكلوا مجتمعهم الخاص بهم مثل المعاقين سمعياً (الصم) والمعاقين بصرياً (المكفوفين)، ولذا ظهر مفهوم الدمج في أواخر القرن العشرين مصطلحاً وفلسفة حديثة للتربية الخاصة والذي يضع مكانة للطفل المعاق ويحسسه في ذاته وكيانه ويزيد شعوره بانتمائه لمجتمعه وأنه ليس غريباً عليه وأن له حقوقاً يجب أن يتمتع بها مثل حق المساواة في التعليم والعمل وغيرها من الخدمات الأخرى وعليه واجبات يجب أن يؤديها كعضو في المجتمع، ومن خلال الشعار الذي طرحته الأمم المتحدة (منظمة العلوم والثقافة والتربية) وهو حق التعليم والعمل للأشخاص المعاقين أدى ذلك إلى أن تتجه حالياً أغلب دول العالم إلى تطبيق برامج الدمج للطلاب المعاقين بكل فئاتهم في المدارس العادية ضمن أقرانهم الأسوياء ومن ثم يشمل الدمج جانب العمل والمجتمع وبالتالي نكون قد نجحنا في رفع المعاناة عن كاهل أسرة الطفل المعاق بأن أبنها يتعلم ويعمل جنباً إلى جنب مع بقية أفراد مجتمعه الأسوياء وكذلك زيادة إحساس الفرد المعاق بذاته وبالتالي تفاعله مع مجتمعه وأنه عضو فعال في هذا المجتمع وبالتالي قد أخرجنا المعاقين من عزلتهم الطويلة عن مجتمعهم وأصبحوا يتعلمون ويعملون فيم مجتمعهم مثلهم مثل الأسوياء حتى أن أفراد المجتمع تزيد اتجاهاتهم الإيجابية نحو المعاقين حينما تفاعلوا جنباً إلى جنب معهم.

ويعمل الدمج على تحقيق الأغراض الآتية (فوزية أخضر):
o يذيب الفوارق الفردية والنفسية والاجتماعية بين الأطفال المعاقين والأسوياء.
o يعمل على تعديل الاتجاهات السلبية والنظرة الدونية للأطفال المعاقين سواء من قبل الأسرة أو المجتمع.
o رفع المعاناة عن أسر الطفل المعاق بأن ابنها في مدرسة عادية.
o زيادة دافعية الطفل المعاق للتعليم من خلال تلقيه للتعليم في بيئته الطبيعية ومع أقرانه الأسوياء.
o يؤدي إلى تكيف المعاق نفسياً واجتماعياً مع أقرانه الأسوياء.
o يزيد شعوره بذاته.
ويرى الباحث أهمية الدمج خاصة للأطفال القابلين للتعليم ذوي درجات الذكاء المرتفعة ضمن أقرانهم المعاقين حيث أنهم كلما ارتفعت درجة الذكاء زادت فاعلية الدمج وزاد أثره الإيجابي على مستوى تحصيل الطفل المعاق عقلياً وأثره على نفسيته وتفاعله مع مجتمعه وكلما كان نطقه سليم ومحصوله اللغوي جيد إذا سوف يتفاعل ويتواصل مع زميله السوي ولن يكون هناك عوائق فيما بينهما.

وهناك ثلاثة اتجاهات للدمج :
الاتجاه الأول: اتجاه يعارض بشدة المدمج.
أصحاب هذا الرأي يعارضون بشدة مبدأ الدمج حيث أن وجهة نظرهم أن يتعلم المعاقون في مراكز ومعاهد خاصة.
الاتجاه الثاني : اتجاه يؤيد مبدأ الدمج:
أصحاب هذا المبدأ يؤيدون الدمج وذلك لأثره الإيجابي في تعديل اتجاهات المجتمع نحو المعاقين وبالتالي يتخلص المعاق من عزلته.
الاتجاه الثالث: اتجاه محايد:
أصحاب هذا الاتجاه يؤيد دمج الأطفال المعاقين بدرجة بسيطة فقط وذوي الاعاقات الشديدة يتلقون تعليمهم وتدريبهم في مراكز خاصة بالمعاقين.

إيجابيات وسلبيات الدمج:
لتطبيق أي نظام لابد أن يكون له إيجابيات وسلبيات فإذا طغت الإيجابيات على السلبيات كانت النتيجة أكثر إيجابية أما إذا طغت السلبيات فإن هناك خلل في التطبيق.

الإيجابيات:
o يحقق الدمج التفاعل الاجتماعي للطفل المعاق.
o يعمل الدمج على بناء شخصية الطفل المعاق.
o يعمل الدمج على تنمية مفهوم الذات للطفل المعاق.
o يعمل الدمج على زيادة شعور وإحساس الفرد المعاق بأنه ضمن هذا المجتمع وعضو فعال.
o تكامل الخدمات التعليمية داخل المدرسة.
o يخفف الحالة النفسية لأسرة الطفل المعاق.

سلبيات الدمج:
إذا لم يطبق الدمج بشكل جيد ولم تتكاتف الجهود مجتمعة لنجاحه سوف يؤدي إلى:
o أن يكون المعاق مجال للسخرية من قبل زميله السوي.
o زيادة حالة التباعد بين الطفل السوي والمعاق إذا كان هناك نفور من الطفل السوي وعدم قبول لزميله المعاق.
o اتساع الفوارق النفسية والاجتماعية بين الأطفال الأسوياء والمعاقين يؤدي إلى خلل في موازين مدخلات ومخرجات التربية الخاصة.
o ظهور بعض الأنماط السلوكية والحالة النفسية غير المستقرة للطفل المعاق (إذا لم تعالج).
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى