أبكيتني يا ناجي ، وأحييتَ ما مات في قلبي

( .. أبكيتني يا ناجي، وأحييتَ ما مات في قلبي (1 من 2) .. )


نجيب الزامل - 25/09/1428هـ



ليس من عادتي نشر رسائل قرائي، خصوصا إذا كان فيها ثناءٌ شديد، ولكن هذه الرسالة بالذات قد تكون أهم رسالة تلقيتها في حياتي الكتابية، وربما ستبقى أهم رسالة، أسلوبها رائقٌ ورصين ومتقن، وفيها من حكمة الكبار، وخبرة من صارع الزمن وصارعه، ومجابهة أسطورية لليأس وهو يرى حياته تتسرب كما يتسرب الماءُ من قبضة اليد، ولا يرى إلا أنوارا تفيض حوله وكأنه أكمل مهمته في الحياة، ولما أراد أن يسجلها ليقول للدنيا إنه كان هنا، وإن له قصة تكتب بمآقي البصر لتكون عبرة لمن اعتبر، اختارني أنا. لم أغير كلمة واحدة إلا ما حذفت، وأعتبر ثناءه لي، وتركته كما كتبه فخورا مغتبطا، تتويجا لكل ما كتبتُ حتى الآن.. ولا أريد أكثر من ذلك. أترككم مع رسالة من رسائل العمر:
"الأستاذ الفاضل، وأحب أن أناديك بعمّي نجيب الزامل، أنا اسمي ناجي محمد من الرياض، عمري ثمانية عشر عاماً، وأنا معاق، ومصاب بمرض سرطان الدم، واخترت أن أكتب رسالة حياتي، ولكن احترت لمن؟ من يمكن أن أرسل له تلك الرسالة التي أعطيه فيها رحيق حياتي التي تذوي في بداياتها.. من غيرك؟!
لا تدري كم تبعث كلماتك فيّ الحياة من جديد، ولا تدري كيف أنك تكتب بقلمك الذهبي على روحي مباشرةً، وبلا أي حائل، وكيف تعينني كل يومٍ على مواجهة زمني الرديء بمجرد القراءة لك، ومن بعيد تحيي كل ما يذوي في دنياي من ورود. كل ما فيك رائع بحق .. مقالاتك رائعة، آراؤك رائعة، أفكارك رائعة، وثقافتك رائعة .. وقد كان واحداً من أهم أحلامي هو التشرّف بلقائك، إلا أن لساني الكليل منعني من طلب ذلك .. فإنني لا أستطيع أن أراكَ إلا يوماً أقدر على أن أقول لك فيه: شكراً يا أستاذي لأنك عظيم ! هل تسمح لي أن أقبّل يدك؟ ولعل ذلك اليوم يكون في حياةٍ غير التي نعيشها الآن يا عمّي نجيب !
كنتَ لأمدٍ طويلٍ كاتبي المفضّل، ذلك لأنك تُحيل الكلمات بين يديك تبراً، ولأنك يا عمّي كاتبٌ طبيب ، معنيٌّ بأمر جروح الوطن وأبنائه، أنتَ كاتبٌ مَجيدٌ .. ومُجيد، ولذلك أحبك، وقد عزمت في هذا الشهر ، لما دخلتُ مرحلتي الأخيرة من مرضي العضال ، اللوكيميا، أن أبث كل الشجون لك .. ولا أبقي في قلبي ولا جهازي شيئا،ً ولما كانت رسالتي تلك تحوي الكثير ، أردت اختصارها .. فأعدتُ كتابتها من جديد، فهل تعذرني يا عمّي نجيب؟ كنت أريد إخبارك بالكثير..
أحكي لك قضيتي التي حاربتُ من أجلها طويلاً في المنتديات الإلكترونية، المكان الوحيد الذي يسعني فيه أن أحارب، فصوتي لا يصل، أنا أخرس. وعزمت على نقل صوتي لك يا عمّي نجيب .. أوقن أنه سـيُسمع بلسانك، وهي آخر محاولة لي، كي لا أموت، فتموت بموتي القضية ..
ولدتُ إنساناً طبيعياً صحيحاً، وكانت لي آمال واسعة وطموحات عريضة، وأحلام بمستقبل مشرق.. حتى ذلك اليوم الذي أصبت فيه بحادث سير رهيب، قبل أربع سنوات .. تركني أخرس، ومشلولاً شللاً نصفياً .. والحمد لله الذي وهبني بفضل منه ورحمة عمراً جديداً، فقد كنت أنازع الموت، وأراه قاب قوسين أو أدنى .. إلا أن الله شاء لي أن أعيش، وله الشكر ما حييت.
عدتُ لإكمال دراستي، وكنتُ في بداية مرحلتي الثانوية، وما زال حلمي القديم الذي يراودني منذ طفولتي، في أن أكون محامياً شهماً يحدو عزمي وأملي في ذلك الطريق الشائك الوعر. يحتاج المحامي لساناً قوياً، وأعلم أنني لا أملك ذلك .. إلا أنه طموحي الأزلي، ورغماً عني، تركتُ حلمي الأول.
وأصررتُ أن أكون طالباً في مدرسة خاصة عالية المستوى للأصحاء، لأنني لا أعتقد أنني أقل منهم، ولأن قلمي كان يعمل في أوراقي طوال الوقت، وهكذا أستطيع التفاهم مع الجميع بلا مشكلة .. رفضت أن أعتزل الناس، وخرجت للعالم محاولاً أن أكون ناجي الذي يحب حضور المحاضرات والندوات الثقافية، ناجي الذي يهوى الأمسيات الشعرية، ناجي الذي يعشق معارض الفنون، وناجي الذي يرغب في أن يتعرف على أصحاب جدد.
مع كل رضاي بهذا القضاء، وإيماني بأن الله تعالى لا يكتب لعباده إلا ما هو صالح لهم، إلا أن الإحساس بالعجز يا عمّي نجيب يكون أمراً مؤلماً وجارحاً أحيانا .. وناهشاً في اللحم، ناخراً في العظام، في أحيان أخرى، ولا سيما أن الأجواء المحيطة لم تزد على كونها أجواء محبطة ..تخرجتُ في الثانوية العامة أخيرا بمعدل 99.3 في المائة، واعتقدتُ أنها نسبة جيدة تتيح لي مجالاً واسعاً لأن أختار بنفسي ما أريد دراسته من تخصص، إلا أنني فوجئتُ بأن الجامعات في بلدي تستثني المعاقين من قائمة المستحقين للانتساب لها بأسباب أو بأخرى .. وكأنما هو فرض علينا أن نعيش أسراً أبدياً في إعاقة أجسادنا .. ثم نموت رهن القيود !
عملتُ حتى فترة قريبة في الرسم وبيع لوحاتي وإن كنتُ أتمزق في داخلي، فبيع اللوحات عندي هو أشبه ببيع الأبناء .. لكنني مضطرٌ لذلك، سعياً وراء مصدر الدخل المنشود، فقد أصبحتُ رجلاً .. وحرامٌ علي أن أكون عالةً على أحد ..مجتمعي يعاملني وكأنني عالة عليه، فهل من الأفضل لنا أن نموت يا عمّي نجيب، فـنريح الأصحاء من همّنا؟ هل أننا نزاحم الأصحاء بكراسينا المتحركة في هذه المساحة الضيقة؟ فهل تستحق منكَ هذه القضية وقفة؟ إنها غصة في حلقي، لعل بالبوح بها تفيد غيري من الذين ما زالوا يعانون .. أما أنا فارتحالي قريب. أحبك يا عمّي نجيب .. وكفى!
أخيرا: أسألك الدعاء، وتبرئة الذمة ..".
 
ناجي : ما ضروكَ إن قالوا "مُعاق"..



نجيب الزامل - 01/10/1428هـ


* ناجي محمد.. رحل في الأبدية


* * *

*.. "ناجي محمد" الفتي ذو الثمانية عشر ربيعا، الذي وقف ضد الصعاب والخذلان وحيدا شامخا وهو المشلولُ نصفيا، والمسلوب القدرة على الكلام.. لم يضعف يوما. رغم عمره اليافع، رغم القيود التي تحسبه يرسف بها إلا أنه كان ماردا بقلبه، عملاقا بتصميمه، بازغا بقوة عقله.. درس مع الأصحاء وتفوق عليهم، ولم تقبله الجامعة رغم لمعان شهادته وذكائه، طـُرد من العمل فقط لأن مديره لم يرق له أن يرى مُعاقا وهو يدخل كل صباح فيفسد شهيته، ثم صار يرسم ويبيع لوحاته وكأنه يسلخها من جلده.. حتى عرفَ أنه يموت بمرضٍ عضالٍ يأكل الدمَ حتى الفناء..


* * *

*وليلة ناجي يحتضر، وهو يشاغل اللحظة النهائية ويشاغلها، كتبَ إليَّ وهو متجردٌ من أكسيةِ الحياة الباليةِ صافيا طاهرا استعدادا لرحلة الخلود، وعناق الأبد.. في لحظة التجلي تلك عنون الرسالة لي.. ولما اختارني.. وكأن السماءَ شاركته الاختيار.


* * *

* كانت أمنيتي أن أقبّل رأسَه قبل النهاية، ولكن يبدو أن ما قاله هو الذي تحقق، وليس الذي تمنيتُ أنا، فقد قال الحبيبُ "ناجي" كلاما وهو يحتضر، أصدق ما قيل لي حتى يومي هذا:" عمي نجيب، كانت أمنيتي أن أقبل يدك في هذه الحياة، ولكن يبدو أنه لن يتسنى لي ذلك إلا في الحياة الأخرى".. يقبل يدي؟ يا لعجزي وخطيئتي.. ألم أقل لكم: بهِ قبـَسٌ من السماء.


* * *

* ثم جاءتْ الأخبارُ أن ناجي مات.. عشراتُ الرسائل تقاطرت علي، وتنقل معها أخبارا كريح السموم، ولكن تشم بها وردَ الجنة.. فعرفت ناجي محمد جيدا، الشاعرُ العبقري، الرسام الملهم، العبقري المقعد.. كائنٌ شفافٌ مثل صفاء الماء، عاش بيننا زهرة منسية، تحاول النهوضَ لنشر أريجها لنا، فتدوسها الأقدامُ الكبيرة القاسية، حتى رحلت لتزرع ـ بإذن خالقها ـ عطراً أبديا في تراب الفردوس. اسمه: ناجي بن محمد عبد الله الأحمد، من مواليد مدينة الخبر 25 مارس 1989م، حافظٌ للقرآن الكريم، وخريج ثانوي علمي بمعدل 99.3 في المائة.. شاعرٌ ورسام، مبدعٌ في المجالين.. تعرض للحادث الذي تسبب في إعاقته عام 2003م. عصاميٌّ ومستقل، تنقل بين الرياض والخبر والظهران سعياً وراء العمل، توفي بعد معاناة مع سرطان الدم فجر يوم الجمعة 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2007 في مدينة الرياض ودُفن فيها. يعني أنه مات بعد ساعاتٍ من وصول رسالته إلي.. فكانت آخر عمل له في الحياة.


* * *

* شِعْرُ ناجي يفيض بمعاناة الواقع.. وكأنه مثل صدَفة البحار التي كلما تأذَّت تنبع منها لؤلؤة شديدة الصلابة ونقية البياض. فبقصيدةٍ عنوانها (معاق) يقول ناجي:

"كتبتُ هذه القصيدة مواساة لقلبي الحزين بعد أن تم طردي من العمل.."

لا تبتئسْ قلبي ..
فـما ضرّوكَ إذ قالوا "مُعاقْ"
يوماً سَـتُبهرُ كلَّ هاتيكَ العقولْ ..
سَـتفيضُ كلُّ قلوبهم بـِدمِ العَجَبْ ..
وسَـُيخبرونَ عن اثنتين،
- يتحسرونَ عليهما - :
"ناجي" و"أمجادُ العَرَبْ" !
وبُعيدَ أيامِ الجفاءْ ..
يوماً، سَـيدعوكَ الزمانُ إلى عِناقْ ..
لا تكتئبْ قلبي ..
عهداً ، سـَأدعو - صامداً - كلَّ الخيولْ ..
وأقولُ : "حيَّ على السِبَاقْ..!"
سَـأقولها ..
كُن واثقاً: سـَيفوزُ خيلـُكَ بالسباقْ ..
وسـَيعجبونَ لـِفعلِ جبَّارٍ عظيمْ ..
وسَـيندمونَ لـِقولهم عنكَ:"المُعاقْ"!


* * *

* يا لشِعرِه.. تيارٌ يجري ويصعق بُنية الأعصاب، انتفاضةٌ باسلة من روح جسور:"وبُعيدَ أيام الجفاء، سيدعوك الزمانُ إلى عناق"، وكأن الموتَ عناقُ حبِّهِ الأخير. ويا ربّي، إنه الآن في خلاصِهِ وانعتاقه.. إنه في ملكوتِ أقداسِك.


* * *

*عجيبٌ تأثيرك يا ناجي، حرّكتَ القلوبَ، وأبكيتَ العيون.. وصلني ما لا يُعد من الرسائل والمكالمات، وكأنها بصيغةٍ واحدة، وبنفـَسٍ واحد، تريد أن تفعل شيئا من أجل ناجي حيا أم ميتا.. الإداري الكبير خالد الكاف رئيس "موبايلي" يوزع آلاف الرسائل لمنتسبي شركته ليقول لهم إنه تعلم من ناجي المثابرة وعدم اليأس. لم يبق رجلُ أعمال ولا مسؤول في الدولة يعرف هاتفي وبريدي إلا واتصل يريد أن يقدم أي شيءٍ لناجي، وفي وهران الجزائرية ستقيم الطبيبة سعدة الفرواني منتدى باسم ناجي محمد، وفي فرنسا "رياض علاقي" سيقيم في موناكو برنامجا علاجيا سيطلق عليه اسم ناجي محمد لمعالجة المرضى بالسرطان من أطفال العرب.. شاعرٌ عربي، صمّم ألا أذكر اسمه، سيكتب قصيدة عن ناجي ويعنونها: "ولكن الإرادة لا تموت.." ويقول إنه سيوقعها تحت اسم: (شاعرٌ أيقظ عربيٌ صغيرٌ روحَه..) وكتبت الشاعرة السعودية "نعمة النواب" قصيدة بالإنجليزية، من أجمل روائعها بعنوان "ناجي ونجيب".. كيف عرَفـَتْ أن اسمه يعكس جمالا على اسمي؟


* * *

* طلب مني ناجي أن أعِدَهُ ألاّ يتعرض أي شخص من الفئة التي حُبس بها عضوٌ بالجسد، لعقابٍ عقليٍّ أو روحي، وأنه يجب أن يزفّ الوقتُ الذي نسمح لعقولهم بالتحليق، وأرواحهم بالتريض في فسوحات الدنيا.. وصية ناجي لنا: "لو تعلمون، فإن بهم قدرات كامنة، حين يُسمح لها بالظهور ستنفعكم أنتم قبل أن تنفعهم هم.." ساعدني يا ربي كي أنفذ أمنية ناجي الأخيرة، أمنية من يشاهد الموتَ ينتظر بالجوار.. وقد أمهله حتى كتب الرسالة: " أنهيتُ الرسالة يا عمي نجيب، ولقد ارتحتُ الآن، وإن وصلتك فهذه هي غاية ما أتمنى". والرسالة وصلتْ.. وتعدَّتْ يا ناجي.


* * *

* حان الوقتُ أن يرتاحَ هذا الصغير، وأن يبتسم في قبره، اللهم صار حُرّاً في عالمٍ يُطلِقُ قيودَ القلوبِ المؤمنة.. ولعله بإذنك طيرٌ يجول بلا حدود لا يعرف سوى فرح خالد لنفسٍ لم يهزمها الشقاءُ، ولم يغلبها الألم.. وبقيت حكمة وتجربة ومثالا.


* * *

* نعم.. يا ناجي: فاز خيلـُكَ بالسباق!
 
( .. ناجي ومحِبـُّوه .. )


نجيب الزامل - 04/10/1428هـ




.. أستأذنكم اليوم لمطالعة مقتطفات من بعض رسائل الطيبين في كل مكان، عن الراحل البطل الصغير ناجي محمد الأحمد، العبقري والشاعر والرسام المقعد والعاجز عن الكلام، الذي بقي صامدا وهو يباري الموتَ عيناً بعين.. رحل وهو لمّا يغلق الثامنة عشر ربيعا.

* من سارة تميم، وهي القارئة التي وصلني منها أول خبر عن وفاة ناجي، ثم انهالت الرسائل:" أرجو أن تنفذ وعدك لحبيبنا ناجي، وأن تساهم في إقامة مجتمع يحترم من أراد الله لهم عجزا جسديا، وليت نسميها بخطة ناجي..".

* ومن الكاتبة والشاعرة المرموقة الدكتورة ثريا العريض:"رحم الله ناجي.. الله يختار الصلاح دائما ولعل ناجي يعلمنا وهو يشرح معاناته، الشعور بالإنسانية التي كاد عالمنا المشغول بالأصحاء ينسى أنها تشمل الضعاف والمحتاجين والمعاقين أيضا. شكرا يا نجيب أنك دائما تهزنا بما توصل إلينا من أحوال الآخرين فتوقظنا من غفوة السهو والانشغال بالذات..".

* ومن الأديب الناقد والكاتب نبيل المعجل:" فضحت رياءنا يا نجيب، عرّيتنا على الآخر، كشفت ضعفنا أمام القوي ناجي - رحمة الله عليه.. لماذا لا يكون لدينا كثير من نجيب يملك الكثير من النجابة والشهامة لتسليط الضوء على هؤلاء المساكين. كم أحبك يا نجيب.. أقولها صادقا صدوقا".

* ومن الأستاذة الأديبة رنا البلوي".. نعم ندموا يا ناجي .. ولكن بعد فوات الأوان.. رنوت إلى عناق؟؟ لا تحزن، ها هو يعانقك ويحررك سيد الأزمان..".

* ومن الإنجليزية للشاعرة البديعة نعمة نوّاب:" إن تميزك في الوصول لقلوب الناس صار يعطي أُكـُلـَه. وهذا سيقود مجتمعنا لبذل مزيد من العناية والاهتمام بإخواننا وأخواتنا أصحاب العجز البدني كي يشعروا بجودة الحياة وتوفير المعيشة الكريمة لهم وتوظيف قدراتهم."(.. ونضّدت قصيدة بالإنجليزية عميقة التأثر والتأثير بعنوان:"إلى ناجي ونجيب").

* ومن الدكتور عبد الله سليمان العمرو، المدير التنفيذي العام لمدينة الملك فهد الطبية في الرياض، ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان: "السرطانُ لم يحترم السن ولا الجنس ولم ينجُ منه "ناجي"، ولم يترك لأمل أملا. أتمنى أن نلتقي يوما حتى أشركك ما أعرف عن هذا المرض، وأن نكون سويا السند لمن أفقدتهم المعاناة القدرة على إيصال أصواتهم".

* ومن الإداري المتميز الدكتور خالد الكاف، رئيس شركة (موبايلي): " قصة ناجي جعلتني أشعر أن طاقة الإنسان لا حدود لها, فناجي ضعيف جسدياً لكنه يملك روحاً مشرقة وهمة عالية تدفعه لتجاوز حدود الإعاقة والمرض، ليثبت لنا أن الإعاقة الحقيقية هي ما يوجد بداخلنا من الأوهام. فهو يتواصل مع الآخرين يكتب ويرسم ويبيع... وأدار وقاد دفة الأمور وهو لم يخرج من كرسيه المتحرك قيد أنملة. بالفعل ناجي يملك روح القيادة بحذافيرها وترجمها من خلال صرخات الإنجاز المتتالية إلى احترام وتقدير وريادة أجبرت الكثير من الأصحاء على الانحناء تقديرا لها.. قصة ناجي في انتظار مبادرة من أحد ما؟ ونحن هنا في (موبايلي) نستطيع أخذ زمام المبادرة واحتواء مثل هذه الطاقات المهدرة التي تنظر إلى الأفق بهدف سام ومعان حلوة. وكم هو جميل أن نراهم من حولنا ينتجون ويديرون ويبدعون ويساهمون في تسيير دفة سفينة "موبايلي". إنها رسالة عظيمة أهديت إلينا مجانا من ناجي عبر أستاذنا الكبير نجيب الزامل..".

* ومن الأستاذ الفاضل صالح بن حنيتم: "عندما نتفاعل بصدق مع ما يُكتب على صفحات الجرائد, فهذه دلالة على صدق الكاتب ونبله أيضا.. أبكيتنا عندما كتبت عن "ناجي"، وتبللت مآقينا بالتفاعل الإيجابي من أهل الخير من داخل البلاد وخارجها, رجالا ونساء. الحمد الله النفوس الطيبة كثيرة وكبيرة، ولكن تحتاج من يسبر أغوارها ويعرف مكامن القوة بداخلها وهذا من اختصاص الكبار من أمثال كاتبنا نجيب..".

* وبإنجليزية أدبية يكتب السيد سليمان أبو الهليل من جدة: "موت ناجي أعاد خيرَ الحياة لأنفسٍ لم تكن لتكترث أو تهتم بمعاناة الآخرين. إن ناجي لم ينجُ من المرض العضال، إلا أن إرثه باق لنا وسيحيا معنا مع ملحمة معاناته وحكمته. إن الأثر الخيِّر الذي تركه في نفوسنا يتعاظم مع رحيله بشكل لم نتخيل أنه سيكون مستطاعا في يوم من الأيام. وناجي سيكون مدرسة يدخل الناس، بمن فيهم أنا، أفواجا.. ووعدي لناجي، ما دام بي نفـَسٌ يتردد، أن أكون أكثر حبا وتعاطفا وسندا وعونا لرفقاء رحلتي في هذه الحياة..".

*ومن عائشة العتيبي: "ناجي ليس معاقا يا أستاذ نجيب بل مجتمعنا هو المُعيق!".

* ومن الشاعر أحمد صبحي فاس، المغرب: "علمتنا يا ناجي درس الحياة.. وذهبت".

* ومن الأديبة روان الخالدي: "تمنيتُ أن يكون ناجي لي أخا ومعلما..أردت أن أسأله عن أشياء لم يكن ليفهمها غيره، لمسته عطرا للأرض..أشعر كأن روحه تحيط بي تلفُ الكون وتأتيني.. أضاء ورحل.. وترك قلوباً حرّى. كلما وجهتُ نظري إلى السماء أراهُ باسم الثغر، والله لن ننساك يا ناجي..وستظل قبلة للنور".

* ورسالة مؤثرة من الدكتورة.. ( طلبت ألا أكشف اسمها):" مرَّ علي ناجي، ولم أتذكره إلا لما قرأتُ أنه رسامٌ وشاعر. لما غادر المستشفى ترك في محطة الممرضات رسما لي مع قصيدة باسمي.. وضحكتُ ولم أقرأ الرسالة وقلت لنفسي يا له من طفل.. بعد مقالك رحت أجري لغرفتي ونبشت أدراجي وقرأت ما كتب ذاك العبقريّ الصغير .. وقرأتُ، ثم انهرتُ أبكي.. وأبكي..".

ادعوا لناجي، ولنعتبر..
 
( .. ما مات من حمل قضية .. )

ناجي بن محمد عبد الله الأحمد
من مواليد مدينة الخبر 25 مارس 1989م
حافظ للقرآن الكريم وخريج ثانوي علمي بمعدل 99.3%
شاعر و رسام مبدع في المجالين .. شارك في عدد من المسابقات وفاز بمراكز متقدمة
تعرض للحادث الذي تسبب في إعاقته عام 2003م وأقام بفترة في بيروت للعلاج
عصامي ومستقل جداً تنقل في السكن ما بين الرياض والخبر والظهران سعياً وراء العمل
توفي بعد معاناة مع سرطان الدم فجر يوم الجمعة 5 أكتوبر 2007م في مدينة الرياض ودفن فيها


نسأل الله ان يتقبله برحمته
اللهم اغفر له وتجاوز عنه وارحمه واجعل مثواه جنات النعيم
اللهم ارحمه وأسكنه فسيح جناتك
اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم نقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم اغسله بالثلج والماء والبرد
اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله
اللهم اجمعنا وإياه في مستقر رحمتك
اللهم انا نسالك باسمك الاعظم ان توسع مدخله
اللهم آنس في القبر وحشته
اللهم ثبته عند السؤال
اللهم ثبته عند السؤال
اللهم ثبته عند السؤال
اللهم اكفه فتنة القبر
اللهم اكفه ضمة القبر
اللهم شفع فيه محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم وأنزل السكينة على أهله ومحبيه
اللهم اجبر المصاب وعظم الأجور


اللهم وامسح على قلوب أهله المفجوعين بفقده لا سيما والده
ألبسه ثوب العافية يا الله وألهمه الصبر والسلوان

إنا لله وإنا إليه راجعون
 
الاخوة اعضاء المنتدى
الله يرحم ناجي واموات المسلمين
اللهم آمين

تقدير وذكرى لااخونا ناجي
هذا القسم سوف نضعه باأسمه تخليد لذكراه
خلال الساعات القادمه ان شاء الله
 
(((((((((((((((وحرامٌ علي أن أكون عالةً على أحد ..مجتمعي يعاملني وكأنني عالة عليه، فهل من الأفضل لنا أن نموت يا عمّي نجيب، فـنريح الأصحاء من همّنا؟ هل أننا نزاحم الأصحاء بكراسينا المتحركة في هذه المساحة الضيقة؟ فهل تستحق منكَ هذه القضية وقفة؟ إنها غصة في حلقي، لعل بالبوح بها تفيد غيري من الذين ما زالوا يعانون )))))))))))

احب ان اضيف ان الكثيرين تعرضو لما تعرضت له يا ناجي ولكن لاحياة مع اليأس
فبعد ان تخرجت من الابتدائيه عام 1408
رفضت مديرة المتوسطه قبولي وانها لا تستطيع ان تتحمل اي مسئوليه يا لزمن العجائب تتحمل مسئوليه 350طالبه ولا تستطيع ان تتحمل طالبه واحده بسبب إعاقتها مع انني استطيع المشئ على العكازين حتى احضرنا فيتامين ووووووووو وقالت سوف اقبلها دون اي مسئوليه وفي الثانويه رفضت المديره التعاون بتسهيل فصل في الدور الارضي ويعلم الله كم كنت اعاني من الدرج كل يوم ولاكن الله في عون العبد-----وبعد الجامعه اصبحت حبيست المنزل3سنوات لان ديوان الخدمه المدنيه من شروط التقديم ان تكون سليمه جسديا يا سبحان الله كان العمل لايصلح الا بالارجل فعطلو جميع نعم الله علينا ولاكن كنت انا وسهام الليل انا مره والدعاء مره والحمد لله بعون من الله ثم من الاهل استطعت ان اكون معلمه تابعه لديوان الخدمه بمستوى واشكر الله وكل من كان سبب في حصولي على هذه الوضيفه اللهم ارزقنا ولاتحرمنا

اللهم ارحمه وأسكنه فسيح جناتك
اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم نقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم اغسله بالثلج والماء والبرد
اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله
اللهم اجمعنا وإياه في مستقر رحمتك
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى