"آبل ماك" في مرمى نيران قراصنة الأنترنت

402p.jpg
هل أجهزة آبل ماك في مأمن من فيروسات الإنترنت؟

"آبل ماك" في مرمى نيران قراصنة الأنترنت




آشهايم ـ سفين أبيل: فيما مضى كانت أجهزة آبل ماكنتوش في مأمن من هجمات قراصنة الإنترنت ، حيث كان الهاكرز يستهدفون أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام التشغيل "ويندوز" فقط.

أما الآن فلم يعد الأمر كما كان عليه في الماضي ، إذ أخذت أجهزة آبل ماكنتوش تسترعي انتباه القراصنة شيئا فشيئا إلى أن باتت اليوم في مرمى نيرانهم.

ويؤكد كانديد فويست من شركة "سيمانتك" لإنتاج برمجيات الحماية من الفيروسات ببلدة آشهايم القريبة من مدينة ميونيخ بجنوب ألمانيا على هذه الحقيقة بقوله: "لقد ازداد الخطر. برمجيات التجسس والتروجان باتت تهدد أجهزة الماك أكثر من أي وقت مضى."

وتكمن خطورة هذه البرمجيات الضارة في قدرتها على تثبيت نفسها بنفسها على جهاز المستخدم الذي وقع فريسة لقراصنة الإنترنت ، مما يتيح للهاكرز إمكانية اختراق الجهاز والتجسس على البيانات المخزنة عليه. ومن أخطر البرمجيات الضارة بالنسبة لأجهزة آبل ماكنتوش برنامج OSX.RSPLUG.A ، حيث إنه مصمم خصيصاً لمهاجمة أجهزة آبل ماكنتوش.

وهو عبارة عن برنامج ضار في صورة كود لفك شفرات مقاطع الفيديو اللازمة لتشغيل بعض الأفلام المخصصة للكبار فقط. وإذا ما تم تثبيت هذا البرنامج على جهاز الكمبيوتر، فإنه يقوم بتحويل المستخدم أثناء تصفح شبكة الإنترنت إلى صفحات وهمية.

ويعتقد المستخدم أنه يتصفح موقع "إي باي" eBay الذي استدعاه لشراء الفيلم من على الإنترنت ، غير أنه في حقيقة الأمر يكون قد وقع في الفخ الذي نصبه له الهاكرز الذين سيتمكنون حينئذ من التجسس على بيانات حسابه البنكي.

وعن برامج التروجان التي تصيب أجهزة آبل ماكنتوش يقول فالتر ميل من مجلة "عالم الماك" الصادرة فى مدينة ميونيخ بجنوب ألمانيا: "لا يسبب برنامج التروجان ذعراً كبيراً لمقتني أجهزة الماك."

ويرجع ميل السبب في ذلك إلى إدراك مقتني أجهزة الماك أن هذا البرنامج الضار لا يهاجم أجهزة الكمبيوتر إلا في حالة تصفح المواقع الإباحية ، فضلا ًعن معرفتهم بأنه برنامج ضعيف لا يلحق أضراراً جسيمة بالكمبيوتر.

وبحسب فويست فقد انتشر برنامج تروجان آخر في مطلع العام الجاري وأصاب عدداً كبيراً من أجهزة الماك يتراوح ما بين 10 آلاف و20 ألف جهازاً. وهو عبارة عن برنامج ضار يحول أجهزة الماك إلى نظام تنسيق “Botnet” يعد بمثابة مستودع للفيروسات ومنصة للهجمات.

ومن خلال نظام التنسيق هذا يستطيع الهاكرز التحكم في عدة أجهزة كمبيوتر مصابة في آن واحد ، بغرض إرسال الرسائل الإعلانية المتطفلة “Spam” لكل أجهزة ماك التي تم استهدافها مثلا.ً ويشير فويست إلى أن الأضرار التي لحقت بأجهزة الماك جراء هذا الفيروس لا تقارن بالأضرار الجسيمة التي ألحقتها دودة "كونفيكر" التي ضربت عدداً لا حصر له من أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام التشغيل "ويندوز".

انتشر برنامج التروجان الذي يصيب أجهزة الماك عبر تحميل نسخ البرمجيات المقلدة من على شبكة الإنترنت ، حيث قام الهاكرز بتضمين البرمجيات الخبيثة “Malware” بهذه البرامج المقلدة. وأبدى ميل الخبير بأجهزة الماك تشككه إزاء مدى قوة وخطورة ما يعرف باسم نظام التنسيق “Botnet” ، حيث يقول: "المصادر التي يمكن الاستناد عليها في التقييم قليلة للغاية." وتأكيداً على ذلك لم يتمكن خبراء الكمبيوتر والإنترنت حتى الآن من تحديد الهدف الذي تم تصميم نظام التنسيق “Botnet” من أجله على وجه الدقة.

وتجدر الإشارة إلى أن أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام التشغيل "ويندوز" أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات والبرمجيات الضارة من أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بأنظمة تشغيل أخرى ، كما أن حجم الأضرار التي تلحق بها يكون أكبر بكثير من غيرها.

ويرجع السبب في ذلك إلى انتشارها الكبير فيما بين مقتني أجهزة الكمبيوتر. لذا فلا عجب أن يستهدف مبرمجو هذه البرمجيات الضارة أجهزة الكمبيوتر العاملة بنظام التشغيل "ويندوز" ، إذ أنه من المهم بالنسبة لهم الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من مستخدمي الكمبيوتر.

ويقول ميل أنه كان في السابق يتم تصميم برمجيات خبيثة لكل نظام تشغيل على حدة ، غير أن الأمر اختلف اليوم كثيراً عما مضى. فعلى سبيل المثال تم مؤخراً اكتشاف إمكانية الاستفادة من الثغرات الأمنية التي ينطوي عليها برنامج "أدوبي فلاش" المجاني المثبت على أجهزة الكمبيوتر سواء كانت تعمل بنظام التشغيل "ويندوز" أو أجهزة ماك التي تعمل بنظام التشغيل Mac OS عن طريق ملفات PDF الزائفة.

لذا ينبغي على المستخدم عدم الاكتفاء بتحديث نسخة نظام التشغيل أو برنامج الحماية من الفيروسات فقط ، وإنما من المفيد أيضاً تحديث البرامج واسعة الانتشار مثل أدوبي فلاش المستخدم في عرض مقاطع الفيديو على الإنترنت أو متصفح الإنترنت فايرفوكس.

ويعترف ميل بأنه حتى الآن لا توجد برمجيات ضارة كثيرة مخصصة لماك ، غير أن انتشار نظام التشغيل Mac OS بين أوساط مستخدمي الكمبيوتر ساهم في اكتشاف بعض مواطن الضعف التي لم تستغل حتى الآن. وهذا يعني أن الأخطار المحدقة بأجهزة ماك غدت أكثر من ذي قبل. ومن هذا المنطلق يشدد ميل على ضرورة أن يقوم مقتنو أجهزة ماك باتخاذ إجراءات احترازية من خلال تثبيت برمجيات الحماية من الفيروسات على أجهزتهم.

وفي هذا الصدد تقول شركة آبل الأمريكية منتجة أجهزة الماك إن أجهزتها مزودة بتقنيات حديثة تشكل درعاً واقياً ضد البرمجيات الضارة.

إلا أن هذا لا يمنع تثبيت برمجيات حماية ضد الفيروسات عليها لتوفير المزيد من الحماية والأمان لها ، لا سيما إذا وضعنا في الاعتبار أنه ليس هناك نظام تشغيل محصن 100 % ضد هجمات الفيروسات وقراصنة الإنترنت. وتنصح مجلة "عالم الماك" بتثبيت برنامج “Norton Internet Security for Mac” من إنتاج شركة "سيمانتك" وبرنامج “VirusBarrier” من إنتاج شركة "إنتيجو" وهما أفضل برامج الحماية من الفيروسات لأجهزة الماك.

ويشير فويست إلى أن تثبيت برامج الحماية من الفيروسات ليست هي الوسيلة الوحيدة لتوفير حماية كاملة لجهاز الماك ، حيث من الأهمية بمكان أن يتحلى مستخدمو الكمبيوتر باليقظة والحذر ، بصرف النظر عن نوع الجهاز ونظام التشغيل المثبت عليه. فهجمات الهاكرز ومحاولات اختراق أجهزة الكمبيوتر والتجسس على البيانات السرية المخزنة عليها باتت تستهدف أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام التشغيل "ويندوز" ونظام التشغيل "لينوكس" وأجهزة الماك أيضاً. ومن هذا المنطلق ينبغي على مستخدمي الإنترنت توخي أقصى درجات الحيطة والحذر عند

تصفح الشبكة العنكبوتية ، سواء كان ذلك عند استدعاء البريد الإلكتروني أو الحساب الشخصي لدى شبكات المواقع الاجتماعية كموقع تويتر، حيث يشدد خبراء الكمبيوتر على عدم الضغط على أية روابط دون التحقق منها أولا.




العرب اونلاين
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى