عبق السعادة .

عبق السعادة





يا أيها المسافر متنقلاً بين مرافئ الحياة بحثاً عن السعادة
c11.jpg
… في البدء أين وصلت ؟
يا من ظننت أنك في لحظة غفلة تبني للسعادة،
فشيدت القصور و كثُرت أملاكك حتى التخمة … ماذا وجدت ؟…
و أنت المبحر في عالمٍ من ورق تكتب باحثاً عن مجد بين البشر تصنع فيه بعض سعادة … إلى ماذا توصلت ؟

يا من دفعت كرامتك لترتقي في موقعك الاجتماعي بحثاً عن سعادة ضائعة . و لكن أين أنت منها ؟
صديقنا على مساحة ما تبقى من نقاءٍ في قلبك ، لا تتوهم أو تُوهم نفسك ، فهذه التي تبحث عنها لن تجدها في المكان التي تبحث عنها فيه ، فهي أرقى من أن تجدها في مكان أو في موقع يعطيك قيمة عابرة تتجلى بمصلحة الناس معك لا بل مع موقعك أو مالك …
و هنا لطفاً … لا نتحدث عن ماهية السعادة ، و إنما عن علاقتنا معها …
و نحن نرى أن أغلبنا يبحث عنها في المكان الخاطئ لا بل و لا يعرفها إذا صادفها ، لأننا و قلتها أكثر من مرّة : أشياءٌ كثيرةٌ كانت تحتل مساحة كبيرة من أحلامنا و عندما حصلنا عليها ضاعت و تلاشت بهجتها . فلو حلمت بأن تملك طائرة ، و حصلت عليها لماتت غبطتك بها فور حصولك عليها ….
فالسعادة … صديقنا … تسكن في قلبك فلا تبحث عنها .
فهي الحب و العطاء و النقاء ، و تسكن فقط في القلوب النظيفة التي لا تعرف السرقة و الأذية و الغدر و الخيانة و لا كل الأشياء البشعة .
فحتى نمتلئ بكل أسباب السعادة يجب أن نؤمن بأن من حقنا و من حقّ من نحب قبل أن نخطئ و يخطئ و لكن لا نبحث عن عذرٍ للأذية و لو خرجت من أقرب الناس لنا …
و شتان بين الخطأ و الأذية . فالأذية هي إساءة متعمدة و عن سبق إصرار في حين جلّ من لا يخطأ …
صديقنا … امنح لروحك فرصة من سعادة تسكنها و تسكنك . حتى لا نتأخر عنها و نحن المدمنون دوماً و أبداً على التأخير عن الفرح و الحب و الحياة و حتى عن الرحيل .
كن محباً و وفياً و نقياً و معطاءً فتمتلئ بكل أسباب السعادة
c12.jpg


لنسافر مع الكبير و الرائع الشاعر إيليا أبو ماضي في رحلة بحثه عن السعادة من خلال بعض أبيات من قصيدة مذهلة بامتياز و هي بعنوان ” العنقاء”:

أنا لستُ بالحسناءِ أولَ مولعِ هي مطمعُ الدنيا كما هي مطمعي
فاقصصْ عليَّ إذا عرفت حديثها واسكنْ إذا حدَّثتَ عنها واخشع
ألمحتها في صورةٍ ؟ أشهدتها في حالةٍ ؟ أرأيتها في موضعِ؟
إني لذو نفسٍ تهيمُ وإنها لجميلةٌ فوق الجمال الأبدعِ
ويزيدُ في شوقي إليها أنها كالصوتِ لم يُسفر ولم يتقنع ِ
فتشتُ جيب الفجرِ عنها الدجى ومددتُ حتى للكواكبِ إصبعي
فإذا هما متحيرانِ كلاهما في عاشقٍ متحيرٍ متضعضع
وإذا النجومُ لعلمها أو جهلها مترجرجاتٌ في الفضاءِ الأوسع ِ
رقصت أشعتُها على سطحِ الدجى وعلى رجاءِ فيَّ غير مشعشع ِ
* * *
………………………….
ولكم دخلتُ إلى القصور مفتشا عنها ، وعجتُ بدارسات الأربعِ
إن لاحَ طيفٌ قلتُ : يا عينُ انظري، أو رنَّ صوتٌ قلتُ : يا أذن اسمعي
فإذا الذي في القصرِ مثلي حائرٌ وإذا الذي في القفرِ مثلي لا يعي

* * *
قالوا : تورَّع ، إنها محجوبةٌ إلا عن المتزهّد المتورَّعِ
فوأدتُ أفراحي وطلقتُ المنى ونسختُ آيات الهوى من أضلعي
وحطمْتُ أقداحي ولما أرتوِ وغففتُ عن زادي ولما أشبعِ
وحسبتُني أدنو إليها مسرعاً فوجدت أني قد دنوتُ لمصرعي
ما كان أجهلَ نصحتي وأضلَّني لما أطعتهمُ ولم أتمنّعِ
……………………………..
* * *
ذهب الربيعُ فلم تكن في الجدول الــ ــشادي ولا الروضِ الأغنّ ِ الممرعِ
وأتى الشتاءُ فلمْ تكنْ في غيمهِ الباكي ، ولا في رعدهِ المتفجعِ
ولمحتُ وامضةَ البروقِ فخلتها فيها ، فلم تكُ في البروقِ اللمعِ
صفرتْ يدي منها و بي طيشُ الفتى وأضلني عنها ذكاءُ الألمعي
حتى إذا نشرَ القنوطُ ضبابهُ فوقي ، فغيبني وغيب موضعي
وتقطعتْ أمراسُ آمالي بها وهي التي من قبل لم تتقطعِ
عصرَ الأسى روحي فسالتْ أدمعاً فلمحتها ولمستها في أدمعي
وعلمتُ حين العلمُ لا يجدي الفتى أنّ التي ضيعتّها كانت معي !

منقول
 
رد: عبق السعادة .

ولكم دخلتُ إلى القصور مفتشا عنها ، وعجتُ بدارسات الأربعِ
إن لاحَ طيفٌ قلتُ : يا عينُ انظري، أو رنَّ صوتٌ قلتُ : يا أذن اسمعي
فإذا الذي في القصرِ مثلي حائرٌ وإذا الذي في القفرِ مثلي لا يعي


تســلم يدك على تذوقك الراقي
كلمات جميلة المعني

فشكرا لك يالغالية على ماجادت به ذائقتك
 
رد: عبق السعادة .

ولكم دخلتُ إلى القصور مفتشا عنها ، وعجتُ بدارسات الأربعِ
إن لاحَ طيفٌ قلتُ : يا عينُ انظري، أو رنَّ صوتٌ قلتُ : يا أذن اسمعي
فإذا الذي في القصرِ مثلي حائرٌ وإذا الذي في القفرِ مثلي لا يعي


تســلم يدك على تذوقك الراقي
كلمات جميلة المعني

فشكرا لك يالغالية على ماجادت به ذائقتك



جزيت الجنة
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى