برامج الكمبيوتر أداة التحفيز الابداعي عند الطلاب ذوي الإعاقة

alnour

عضو جديد
برامج الكمبيوتر أداة التحفيز الابداعي عند الطلاب ذوي الإعاقة السمعية

تتمثل أحد أهم مزايا استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصلات ومنها الكمبيوتر في مجال التربية الخاصة في الطبيعة الفردية للتعليم عبر هذه الآلة, وكما هو معروف, أن التعليم الفردي يشكل الأساس الهام الذي تقوم عليه التربية الخاصة, ولأن معلم التربية الخاصة يتوقع منه أن يلعب أدواراً مهنية متعددة, فهو كثيراً لا يجد الوقت الكافي لتعزيز التعليم, ولكن توفّر الأدوات المناسبة وإمكانية الدعم لتنفيذ التدريس يعتبر مصدر, والكمبيوتر هو أحد أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فاعلية في تحقيق ذلك .

وإذا تم التخصص أكثر، يتبين لنا أن الكمبيوتر يلعب دوراً كبيراً في تعليم الطلاب ذوي الاعاقة السمعية.
إن توظيف الكمبيوتر وبرامجه يساعد بشكل كبير المتعلمين، وتعتبر رسوم وأيقونات الأدوات المتوفرة مع البرمجيات وتوفر النص البديل "لغة صناعية" أخرى يمكن للطالب من ذوي الاعاقة السمعية تعلمها مباشرة دون الحاجة إلى الاتصال بالطرق التقليدية مثل لغة الشفاه أو الإشارة، حيث تتيح هذه اللغة البديلة للفرد إمكانية التعبير عن نفسه بطريقة أكثر وضوحاً من الطرق التقليدية وبأقل قدر من الوقت والجهد.
التعليم الابداعي يعزّز الدخول إلى سوق العمل

استبعاد الأشخاص ذوي الاعاقة من عداد القوى العاملة ومن إمكانيات التوظيف يعد خسارة كبيرة للمجتمع أولاً ولهم ثانياً، لأنه يعد تجا?لاً لقدرات?م وإمكانياتهم التي يمكن أن يترجموها بالانجازات الناجحة.
لقد آن الأوان لنقلهم من المناصرة والتأييد إلى التمكين، إلى الادماج والانخراط بشكل حقيقي ضمن مجتمعاتهم.
ويرى كثير من المربين والمتخصصين، أن النقص النوعي في قدرات الأشخاص ذوي الاعاقة السمعية يمكن علاجه عن طريق الوسائل التعليمية وخاصة تقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومن?ا تطبيقات الكمبيوتر وتطبيقات الهاتف الجوال وأدوات التكنولوجيا المساعدة.

لذلك من الهام والضروري الا?تمام والعمل على تطوير المنا?ج وأساليب التدريس الخاصة للطلاب ذوي الاعاقة السمعية-اللفظية، لكي تتناسب مع طبيعة إعاقتهم وتحقيق تعلم ودمج أفضل لهذه الفئة.

وإذا ما أجرينا استقصاء نجد أن من أ?م مشكلات تعليم الطلاب ذوي الاعاقة السمعية عدم ملائمة وكفاية طرق التدريس المستخدمة في المدارس العادية والمتخصصة إضافة إلى عدم ملائمة الكتاب المدرسي العادي للتلميذ ذوي الاعاقة السمعية .
وهذا يؤدي إلى نتيجة مفادها الانخفاض المستمر في نتائج تحصيل التلاميذ المعوقين سمعياً وعدم إشراكهم بدور إيجابي في التعلم وخاصةً في ظل تواجد معلمين غير مؤ?لين وعدم وجود وسائل تعليمية للطلبة المعوقين سمعياً مما يؤدي إلى صعوبات في التعلم والحد من إمكانياتهم في التفوق والابتكار.

وأشار كلاً من د. عبد العزيز السرطاوى، زيدان احمد السرطاوي بشكل عام في بحوثهما على أن استخدام الكمبيوتر مع الطلاب ذوي الاعاقة السمعية له تطبيقات عديدة أ?م?ا :
- مساعدة الطلاب على الاتصال والتكيف مع الآخرين
- تعلم المواد الأكاديمية المختلفة
- الإبداع الفني
- الكتابة وتعلم م?نة
- التسلية

ولكن إذا نظرنا إلى الأهمية الأخرى وبشكل متخصص، نرى إن لتطبيقات وبرامج الكمبيوتر نواحي هامة للإلمام التام بالمشكلات المحيطة بالميدان، منها التعليم الأكاديمي، الاعتماد على النفس، الاستقلالية والمرونة في التفكير وخاصة ً إذا توفرت البيئة المناسبة والأمان النفسي للدارسين والمدرسين معاً .
وهذا ما يعزز الدافعية لايجابية التي تمكّن المتعلم من تقديم الإنتاج الابتكارى المتميز .
ولتحسين عملية التعلم والتفكير الابداعي للطلاب ذوي الاعاقة السمعية لا بد من تكاثف الجهود الرامية من أجل إعداد وبرمجة المواد الدراسية المختلفة، إضافة إلى البرامج المهنية للمتعلمين من ذوي الاعاقة السمعية، والاعتماد بشكل واسع على برامج وتطبيقات الكمبيوتر من أجل التواصل الأكاديمي والاجتماعي عبر المواقع المتخصصة بهذا الشأن.
إن برامج متخصصة ومدروسة بعناية تعزّز التفكير الإبداعي، ومما لا شك فيه أن الإبداع متعدد الأوجه والجوانب ، ويمكن النظر إليه من خلال مفهوم الإبداع على أساس الفرد المبدع وإظهار قدرة المتعلم من ذوي الاعاقة السمعية على التخلص من النسق العادي للتفكير باتباعه نمطاً جديداً من التفكير، إضافة إلى تعزيز مفهوم الإبداع على أساس الإنتاج النابع من التفاعل بين الشخص ذوي الاعاقة وما يكتسبه من خبرات .
وحتى يتجلى ذلك بصورة نهائية لا بد لنا من العمل على مفهوم الإبداع بناءً على البيئة التي تساعد وتهيئ إلى الإبداع، وهذا يكون من خلال المدراس التخصصية والمراكز التأهيلية بالتنسيق التام بين الإدراة، والأسرة، والمتدرب والمدرب مع بعضم.
ومن خلال تجربتي السابقة في تعليم وتدريس الطلاب ذوي الاعاقة السمعية-اللفظية في سورية، ومن خلال زياراتي الميدانية لبعض مراكز التعليم في المنطقة العربية، لمست بعض التجارب الناجحة التي تم تطبيقها وأثبتت فعاليتها، ومفادها أن برامج التفكير الابداعي للطلاب ذوي الاعاقة السمعية تزيد من طاقاتهم وتحقق لهم المثابرة والاكتفاء المالي ناهيك عن الاستقلال الشخصي ورسم معالم مستقبلهم بخطى واثقة وأكيدة.
ومن هنا أؤكّد على أهمية استخدام البرامج المناسبة لتلك الشرائح في تنمية التفكير الابداعي لديهم، الكثير من المتعلمين ومن ذوي الاعاقة السمعية حالياً في مواقع العمل يمارسون أعمالهم اليومية من خلال برامج وتطبيقات كمبيوتر متعددة منها التصميم الغرافيكي، برمجة الويب وبرامج النشر المكتبي ومهارات أخرى قد نعجز نحن المتخصصين شخصياً عن إنجازها.

برامج الابداع والتفكير الابتكاري
وأذكر بعض أهم البرامج التي يمكن للطلاب ذوي الاعاقة السمعية تعلمها واحترافها:
- برامج التصميم الغرافيكي: حزمة برامج شركة أدوبي ومنها تحديداً "أدوبي فوتوشوب، أدوبي إليستريتور" وبرنامج التصميم الشهير "كوريل درو"
- برامج تصميم مواقع الويب: مثل دريم ويفر، فرونت بيج، أدوبي كرييتف سويت
- برامج الأعمال المكتبية والسكرتارية: كافة تطبيقات وبرامج مايكروسوفت أوفيس
- الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر أو ما تعرف بـ ICDL
- برامج النشر المكتبي وبالتحديد برنامج "أدوبي إن ديزان "
- برمجيات الميديا وخاصة "مايكرو ميديا فلاش ".
إن البرامج المذكورة أعلاه تناسب احتياجات كافة الطلاب ذوي الاعاقة السمعية ومهما كانت مهاراتهم الأكاديمية، فمن السهل تعلمها والابداع فيها.
على أن هناك برامج أكثر تطوراً وتعقيداً وتناسب فئة متخصصة أكثر من المتعلمين من ذوي الاعاقة السمعية ولكنها أقل شمولية من البرامج المذكورة أعلاه.
إن التوجه الحديث في التعليم للأشخاص ذوي الاعاقة السمعية يتجه حالياً لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية، والتعرف على قدرة الطلبة ذوي الاعاقة السمعية على التفكير الابداعي. وإذا كانت أجهزة الكمبيوتر وأنواع التقنيات الأخرى هي الوسيلة الجديدة للإنتاج، وإذا كان الكمبيوتر قد انتشر في المجتمع العربي فإن استخدامه في العملية التعليمية أضحى أمراً مهماً وضرورياً لتسخير هذه التقنية من أجل تحسين مستوى الأداء للطلاب من ذوي الاعاقة السمعية بما يتناسب وعصر المعلومات الذي نعيشه.

وإذا نظرنا إلى تجارب الدول المتقدمة نجد أن واقع التعليم قد أخذ اتجاهاً حديثاً وذلك بتجنيد الإمكانات وإجراء الأبحاث لرفع مستوى التعليم الابداعي للأشخاص ذوي الاعاقة عن طريق المناهج والاستفادة من إمكانية التقنية الحديثة المتمثلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وغيرها. وخاصة إذا أدركنا أن تعليم هذه الفئة يعتمد ويتميز بالإثارة والتشويق والتحفيز على التعلم، وأن الطلاب يركزون على حاسة البصر أكثر من باقي الحواس الأخرى.

وأخيراً، يمكنني القول أن الطلاب ذوي الاعاقة السمعية بإمكانهم أن يجسّدوا النجاح والابداع، وأنا مقتنع تماماً من هذه النتيجة لأني لمست شخصياً نماذج مبدعة بحق في هذه المجالات وخاصةً إذا تم تدريبهم على برامج التفكير الابداعي وفي مرحلة مبكرة للحد من الصعوبات في مرحلة لاحقة.
وعلى الجهات الراعية لمثل هذه المبادرات في التعليم أن تجعل هذه الخيارات متاحة للطلاب، وذلك بوضع خطط تعليم مبتكرة بالتنسيق مع المدربين ورصد نتائج التعلم المرجوة، من خلال التقييم، مع توفير البيئة تعليمية مناسبة من حيث المكان والأدوات لتعزيز عملية التعلم ولضمان الغاية المنشودة، وتحقيق التنمية المستدامة لشريحة هامة من مجتمعنا العربي تشكل جزءأ أساسياً منه.

نبيل عيد
المنسق الاقليمي لمؤسسة التليسنتر
الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
(تم حذف الإيميل لأن عرضه مخالف لقوانين المنتدى)
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى