عادات صحية مفيدة... لكنها تضر بالجسم

نور الامل

عضو جديد
عادات صحية مفيدة... لكنها تضر بالجسم


كم من العادات الجيدة التي غرسها الكبار في عقولنا غير مفيدة لنا وقد تكون ضارة لصحتنا.


الاستمتاع بالصحة واللياقة, امر يتخطى تناول الطعام الصحي, والركض لمسافات معينة, والنوم ثماني ساعات ليلا, لأن رجال الطب وضعوا لنا عادات معينة اتبعناها لفترة طويلة, ووضعنا فيها ثقتنا كأحدى مشجعات الصحة, لكنها قد تكون ضارة فعليا, ومع ذلك فالتمرينات اليومية والطعام الصحي لاتزال عادات جيدة, ولذلك دعونا نراجع بعض العادات الخطأ.

وما نناقشة هنا من عادات ليس شراً أكيداً او عادة غير صحية »غير التدخين«, وتعاطي المخدرات... الخ, لكن الاسراف في هذه العادات قد يكون ضارا, دعونا نعرف شيئا تفصيليا عن هذه العادات وكيف يمكن ان نعيد تشكيلها حتى لا تتعارض مع نمط حياتك الصحي.


--------------------------------------


الحمام اليومي

يعتقد معظم الناس ان فكرة العناية الشخصية تبدأ بالدش اليومي, وتغطية الجسم برغاوي الصابون ذي الرائحة الذكية, وغسيل الجسم بالماء الساخن حتى تشعر بالانتعاش والنظافة, لكن ذلك ضار لصحة بشرتك.فقد خلصت الدراسات الحديثة الى ان الحمام اليومي خاصة بالماء الساخن, والصابون القاسي, يمكنه انتزاع الزيوت الطبيعية الموجودة في الطبقة الخارجية للبشرة, وتتركها جافة, غير ناعمة, ومعرضة للاصابات, كما ان الدعك الشديد باللوف او بالمناشف قد يهيج الجلد والبشرة ويسبب الحك.

ماذا يمكنك ان تفعل?

يمكنك عدم التعود على الحمام اليومي, ويمكنك تأجيلها لمرة كل اسبوع, او عندما تخطط للبقاء طول النهار في المنزل او عندما لا تخرج, ومع ذلك اذا كنت لا تستطيع الاستغناء عن هذا »الدش« اليومي, استبدل الماء الساخن بماء فاتر او بارد, واستخدام صابون او »شاور جيل« خفيف التأثير على الجلد والبشرة كما يمكنك تقشير البشرة مرتين او ثلاث اسبوعيا بعد الدش, ثم يجفف الجسم بمنشفة ناعمة واستعمال مرطب يمنع الجفاف.

----------------------------


استخدام مطهر اليدين

انتشر استخدام مطهرات الايدي بشكل كبير في السنوات الاخيرة, باعتبار انها تقتل البكتريا المسببة للامراض, فهي وسيلة مناسبة وسريعة اكثر من الصابون والماء لتطهير الايدي, »ولا يحتاج الكثير من الحك والضغط«, ونجد هذه المطهرات على شكل زجاجات خفيفة الحمل, وهي منتشرة في المستشفيات والمدارس واماكن العمل للوقاية من انتشار الامراض والاصابات, ويدعي مصنعو هذه المطهرات انها تزيل 99.9 في المئة من الجراثيم, لكن هل هذا صحيح.


مطهرات الايدي تحل - تدريجيا - محل الطريقة التقليدية للغسيل »بالماء والصابون« والتي هي في الحقيقة الطريقة الافضل لقتل الجراثيم, ومنع انتشار المرض, وما لا يدركه معظم الناس هو ان هذه المطهرات ليست فعالة عندما نستخدمها في تنظيف الايدي المغطاة بالاوساخ, او الملطخة بالدهون او الدماء, وفي مثل هذه الحالة من الضروري غسل الايدي بشكل كامل بالماء والصابون, علاوة على ان بعض انواع مطهرات الايدي تحتوي على عامل مضاد للبكتريا يسمى »تريكلوسان« يقتل البكتريا المفيدة في طريقه للقضاء على الضارة, ويسهم في جعل البكتريا مقاومة للمضادات الحيوية, كما ان معظيم المطهرات المنتشرة في الاسواق تحتوي على الكحول كأحد مكوناتها النشطة الفعالة في قتل الجراثيم, ولكن تأكد من ان هذه المطهرات تحتوي على 60 في المئة من الكحول على الاقل لتحقيق الفعالية المطلوبة.

وهناك بعض الآثار الجانبية للمطهرات المشتملة على الكحول, منها التسمم الكحولي لدى الاطفال الصغار, لذلك ينصح بابعاد هذه المطهرات عن متناولهم, والاستخدام المستمر لمطهرات الايدي غير جيد للاطفال حيث ان اجهزتهم المناعية لم تنم بشكلها الكامل, واذا تمت تربية هؤلاء الاطفال في بيئة خالية تماما من الجراثيم, وقد يصابون بمختلف الامراض والاصابات اثناء حياتهم.

ماذا يمكنك ان تفعل?

استخدم مطهرات الايدي فقط عندما لا يتوافر الصابون والماء, ومن الضروري الاشراف على الاطفال اثناء استخدامهم لهذه المطهرات, والتأكد من استخدامهم لكمية بسيطة منها وان يحكوا ايديهم بشكل صحيح حتى يجف السائل تماماً.


-------------------------------

تفريش الاسنان فور الانتهاء من الاكل

من الاشياء الجيدة تماما الاعتياد على تفريش الاسنان مرتين يوميا, مرة صباحا ومرة بعد الاكل وقبل التوجه الى الفراش للنوم, لأن ذلك يبعد البكتريا, ويقلل من تكون طبقة »البلاك« في الفم, ما يحافظ على صحة الاسنان ونظافتها.
لكن اطباء الاسنان يقولون ان تفريش الاسنان عقب الاكل يمكن ان يتلف الاسنان, وخاصة اذا كان الاكل يحتوي على مواد سكرية وحمضية مثل الطماطم, والفواكه الحمضية, والعصائر... الخ, لأن هذه الاطعمة تحتوي على نسب من الاحماض تجعل ميناء الاسنان طرية, لذلك فإن التفريش بعد الاكل مباشرة يمكن ان يسبب التآكل لطبقة الميناء ويتلف بالتالي الاسنان.

الحلول

انتظر ساعة على الاقل بعد الاكل, ليتيح للعاب في الفم, ان يقوم بتحييد المادة الحمضية, ويحافظ على توازن »تعادل الهيدروجين« ph في الفم, ويقلل مخاطر التلف.



--------------------------------------


النظافة الزائدة
من المفيد المحافظة على نظافة المنزل وخلوه من الجراثيم من اجل حياة صحية جيدة, وكما يقولون »النظافة من الايمان« لكن المبالغة في النظافة قد لا تكون مفيدة, واذا كانت النظافة الفائقة محل اعجابك واعجاب ضيوفك, فإنها قد لا تكون كذلك بالنسبة لأجهزة اطفالك المناعية.
فعندما نحافظ على منازلنا وما يجاورها نظيفة فإننا نقلل احتكاكنا بالجراثيم ونجعل بيوتنا غارقة في نظافة مطلقة, ما قد يصيب الاطفال بالحساسية او الربو, وقد تتساءل عن السبب وتتمثل الاجابة في نتائج الابحاث التي تشير الى ان الاطفال الذين لا يتعرضون للجراثيم اثناء طفولتهم هم الاكثر تعرضا للامراض في وقت متأخر من حياتهم, وذلك لأن اجهزتهم المناعية لم تتعلم على الاطلاق »القتال« ضد البكتريا, ومقاومة الجراثيم المسببة للامراض.

الحلول

كيف اذاً نحمي اطفالنا من الاصابات الكريهة والامراض المعدية, وفي الوقت ذاته نتيح لهم التعرض للجراثيم, حتى لا يصابوا بالحساسية فيما بعد: هناك حل بسيط, هو ان ندع اطفالنا يعيشون طفولتهم, ولا نصاب بالذعر, اذا التقط الطفل شيئا من على الارض ووضعه في فمه, او غمس يده في صابون او سائل مضاد للبكتريا, او عاد للمنزل مبللاً وعليه آثار من الوحل, عليك ان تسترخي وتهدأ, فالامر لا بأس به.


-------------------------------------

الاحتماء من الشمس

تغطية الجسم بالكريمات المضادة للشمس كلما خرجنا للمشي تحت اشعة الشمس, يساعدنا على تخفيض مخاطر الكثير من مشكلات الجلد والبشرة, خاصة سرطان الجلد, ولكن مزايا هذه الاحتياطات, و التدابير تأتي على حساب المغذي الاساسي الموجود في الشمس وهو فيتامين »D«.
ينتج الجسم فيتامين »D« استجابة للتعرض للشمس, ومن ثم اطلق على هذا الفيتامين لقب فيتامين الشمس, ونقص هذا الفيتامين في الجسم يرتبط بحالات مرضية مختلفة مثل كساح الاطفال, وهشاشة العظام, وامراض القلب والاوعية الدموية, والمشكلات المعرفية »كالخرف العقلي والزهايمر«, والربو... الخ.

الحلول

يجب على الذين لا يحصلون على كفايتهم من فيتامين »D« من اشعة الشمس ان يتضمن طعامهم, صفار البيض, والاسماك, والجبن ومنتجات فول الصويا لتعويض هذا النقص, كما يمكن تناول بعض المكملات للتأكد من توفير احتياجات الجسم الكافية من فيتامينات »D« بينما قد يصعب تحديد الوقت المناسب الذي نتعرض فيه للشمس, وما هو مقدار الوقت الجيد, والوقت الضار, يتوقف خبراء الصحة ليقولوا لنا ان الامان والسلامة يتحققان عندما نقلل من الوقت الذي نتعرض فيه لأشعة الشمس.


------------------------------

فكرة الغذاء قليل الدسم

لعل الشعار الجديد للصحة في عصرنا الراهن قد تحول الى »النظام الغذائي الخالي من الدهون«, بمعنى ان نلغي الدهون تماما من غذائنا, حتى نستمتع ببطن مسطحة, وقوام رائع, ولكن قد يكون ذلك ضارا بصحتك بصفة عامة.
ووفقاً لخبراء الصحة فإن الغذاء الخالي تماما من الدهون قد يضر اكثر مما ينفع, والسؤال المنطقي: ما اضرار الاطعمة الخالية من الدهون?
يؤكد الخبراء بأن هذه الاطعمة تفتقر الى المذاق, ولكي نعوض ذلك نلجأ لمكونات اخرى كالسكر او الدقيق او الملح لتضاف الى هذه المنتجات وهي بدورها عالية المحتوى من السعرات الحرارية, ومن الاعتقادات السائدة ان الزبادي قليل الدسم يمكن ان نتناول منه ما نشاء, ولكن حتى لو كان خاليا من الدهون الا انه يحتوي على كميات اكبر من السكر الذي يزيد معدل السعرات الحرارية, وهذا ليس خياراً صحيا مناسبا اذا انتظم المرء في الاستهلاك المفرط لهذه النوعية من الزبادي.

الحلول

في حين انه من الضروري ان يكون محتوى الدهون في غذائك اقل من 30 في المئة فيجب علينا الانتباه لنوع الدهون التي نتناولها, فيجب ان نتناول الدهون الاحادية عديمة التشبع والدهون المتعددة عديمة التشبع »وهي المعروفة بالدهون المفيدة«, ويشمل ذلك (الزيوت النباتية, المكسرات, البقول, البذور والاسماك الزيتية كالسالمون والتونا, وتجنب الدهون المشبعة والدهون المتحولة كاللحوم الحمراء, والاطعمة المعالجة, والوجبات السريعة... الخ.


-------------------------

تمرينات فرد الجسم قبل بدء النشاط البدني

نعتقد ان هذه التوصية قديمة كعادة معظمنا يتبعها قبل ان يشرع في التمرينات, وذلك بدعوى انها تحقق للجسم المرونة وتقلل اخطار الاصابات, ولكن خبراء اللياقة البدنية لهم رأي آخر يختلف عن هذه الفكرة لأن التمديد »فرد الجسم« لا يساعد على الوقاية من الاصابات, بل انه في حقيقة الامر قد يزيد خطر هذه الاصابات.
فالانحناء لملامسة اصابع القدمين لا يسهم في استرخاء العضلات, بل يجعلها مشدودة اكثر, وقد يجعل الجسم غير قادر على الحركة السريعة والحرة, ومن ثم تزداد مخاطر الاصابات اثناء التمرينات.

الحلول

يجب ان نضع في اذهاننا ان تمرينات التمديد »فرد الجسم« مختلفة عن حركات الاحماء »التسخين« وكذلك الابطاء على الدراجة قبل تمرينات الدراجة القوية, لذلك يمكنك احماء الجسم قبل التمرينات القوية, ويختلف هذا التمديد »فرد الجسم« الذي يفضل ان نؤديه بعد انتهاء التمرينات او في نهاية اليوم الرياضي.


خلاصة القول ان معظم هذه العادات التي ذكرناها ليست سيئة من الناحية الفنية, ولكن لها بعض الانعكاسات السلبية على صحتك, لذا يجب ان تمارس هذه العادات باعتدال والحرص على تجنب اثارها السلبية لكي تحافظ على صحتك وعافيتك.
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى