ذوو الاحتياجات الخاصة والمجتمع

ذوو الاحتياجات الخاصة والمجتمع
عبد اللطيف الملحم

في كل مرة أدخل فيها بيتي الثاني , مبنى جريدة اليوم يستقبلني من على طاولة الاستقبال شباب يرحبون بي و بغيري بكل أدب و احترام. و قد شد انتباهي شاب صغير في الاستقبال اسمه صالح العامر و لا تفارق الابتسامة محياه. و يختلف هذا الشاب عن البقية بأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة, و التي حرصت إدارة جريدة اليوم على توظيفه كجزء من واجبات جريدة اليوم لخدمة المجتمع و هذه الفئة العزيزة علينا.
لقد ابتلى الله سبحانه و تعالى بعض خلقه بشيء من العيوب الخلقية أيا كانت. و ذوو الاحتياجات الخاصة لديهم عجز في جزء معين في الجسم أو بطء في العملية الذهنية. و لكن هم في نهاية الأمر جزء من المجتمع. و الاعتناء بهم أو مساعدتهم بأي وسيلة هو حق ديني و إجتماعي و خلقي. فهم منا و فينا. و للأسف الشديد فإننا نرى في الغرب, أن الاعتناء بهم يعتبر في سلم أولويات المجتمع. فترى مواقف سياراتهم لا يجرؤ أحد على الوقوف فيها. و توجد لديهم مداخل خاصة في كل مكان. سواء مطعم أو شركة أو دائرة حكومية. و لهم أولويات كثيرة مثل عدم الانتظار في الطابور لإنهاء عمل ما.
إن ديننا الحنيف يحثنا على التعاون بيننا , فكيف إذا كان التعاون مع من هم ذوو احتياجات خاصة. يجب على المجتمع ككل أن يسهل أمور هذه الفئة الغالية على قلوبنا بأي وسيلة و تجد على زجاج سياراتهم ملصقا رسميا يوضح أن صاحب السيارة ذو احتياجات خاصة. و ترى السائقين الآخرين يضعون ذلك في حسبانهم بمجرد رؤية الملصق.
إن ديننا الحنيف يحثنا على التعاون بيننا , فكيف إذا كان التعاون مع من هم ذوو احتياجات خاصة. يجب على المجتمع ككل أن يسهل أمور هذه الفئة الغالية على قلوبنا بأي وسيلة , سواء كان ذلك عن طريق إيجاد وظائف تساعدهم في حياتهم أو خطوط خدمة لهم سواء في الدوائر الحكومية أو الشركات أو المرافق العامة. و لابد من إعطائهم أولوية في خدمات النقل سواء كان ذلك أثناء السفر بالطائرة أو القطار. و لابد من أن يتم التعامل الحسن معهم في المرافق التعليمية و خاصة في الصفوف الابتدائية. لأن الطفل الصغير من ذوي الاحتياجات الخاصة من الممكن أن يكون التأثير السلبي عليه أكبر و من الممكن أن تنمو شخصيته من الثقة بالنفس في تلك المرحلة. و بالنسبة للتعليم الجامعي لا بد من إعطائهم أولوية القبول دون النظر لإختبارات القدرات و غيرها من العراقيل التي أزعجت الصحيح قبل ذي الاحتياجات الخاصة. فهناك من الشباب و الفتيات ممن ابتلاهم الله بشيء في بدنهم, و لكنهم أبدعوا في كثير من العلوم و كثير منهم شق طريقه بنجاح يفوق من هو أصح منه في البدن و العقل.
http://www.alyaum.com/News/art/53567.html
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى