دمج المعوقين بصرياً وسيلة وليس غاية .. أنور بن حسين النصار

دمج المعوقين بصرياً وسيلة وليس غاية .. أنور بن حسين النصار



دمج المعوقين بصرياً وسيلة وليس غاية


أنور بن حسين النصار


كان المكفوفون يتلقون تعليمهم مدموجين قبل تأسيس التعليم النظامي في المملكة العربية السعودية من خلال الحلقات العلمية والكتاتيب عن طريق السماع، واستمر الوضع كذلك حتى بعد إنشاء المعاهد العلمية والكليات الشرعية. ونتيجة لحماس عدد من المكفوفين في أواخر السبعينيات الهجرية لنشر طريقة برايل استطاعوا إقناع وزارة المعارف في ذلك الوقت بإنشاء معهد للمكفوفين عام 1380هـ بالرياض أسوة بما هو موجود في بعض الدول العربية المجاورة، ثم تلا ذلك افتتاح عدد من المعاهد للبنين والبنات في المدن الرئيسية بالمملكة أُلحق بكل منها إسكان داخلي لخدمة من تقيم أسرهم خارج تلك المدن، وتميزت بيئات تلك المعاهد بأجواء مثالية للكفيف لا تعكس الصورة الحقيقية لواقع المجتمع.

ولأن هذا الحماس لم يكن مبنياً على دراسات علمية فقد أدى إلى تعليم المكفوفين في مدارس معزولة انتهت منها الدول المتقدمة، حيث شرعت تلك الدول إلى دمج المكفوفين في مدارس التعليم العام مع مطلع القرن العشرين إيماناً منهم بأن المدرسة العادية هي المكان الطبيعي للغالبية العظمى من المعوقين بصرياً، وأصبح دور المعاهد بمثابة خدمات مساندة لبرامج الدمج وتقديم الخدمات لمزدوجي الإعاقة وأصحاب الظروف الصحية ومراكز تدريب للخبرات وقواعد للمعلومات.

ولقناعة وزارة التربية والتعليم ممثلة بالإدارة العامة للتربية الخاصة (المبنية على دراسات علمية) بأن المدرسة العادية هي المكان الطبيعي لتلك الفئة فقد أعادت تعليم المكفوفين مع أقرانهم المبصرين في مدارس التعليم العام ابتداء من عام 1411هـ وفق خطوات مدروسة بدأت باستراتيجيات لتنظيم العمل، تلاها افتتاح أقسام للتربية الخاصة في إدارات التربية والتعليم بمناطق ومحافظات المملكة، تُوّجت بإصدار القواعد التنظيمية لمعاهد وبرامج التربية الخاصة عام 1422هـ، وقد كان لهذه الخطوات بالغ الأثر في انتشار برامج العوق البصري في القرى والهجر وفق آلية عمل تنظم خطوات افتتاح أي برنامج جديد ومتابعته من خلال لجان تشكل داخل المدارس.

وبعد التوسع في برامج التربية الخاصة كمّاً ونوعاً، وحرصاً من وزارة التربية والتعليم على تقييم واقع تلك البرامج لمعرفة جوانب القوة لتعزيزها وجوانب الضعف للرفع من مستواها قامت بدراسة وطنية لتقييم تجربة المملكة في مجال دمج التلاميذ ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة في مدارس التعليم العام عام 1427هـ، خلصت إلى نتائج من أهمها:

1- إنّ الدمج التربوي يوفر للتلاميذ ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة بيئة أكاديمية واجتماعية طبيعية تعتبر أفضل البيئات التعليمية.

2- إنّ التحصيل الدراسي لدى التلاميذ ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة (ذكوراً وإناثاً) يتحسن - بشكل عام - من خلال دمجهم في مدارس التعليم العام، والأهم من ذلك أنه لا يتأثر سلباً بهذه العملية.

ويمكن ملاحظة نجاح برامج دمج المكفوفين في مدارس التعليم العام من خلال:

1- تفوق الطلاب المكفوفين في مدارس التعليم العام بين زملائهم المبصرين.

2- زيادة مشاركاتهم في كافة الأنشطة الثقافية والاجتماعية على مستوى إدارات التعليم.

3- تحقيقهم لبطولات رياضية على المستوى المحلي والدولي.

4- حرص أولياء أمور المكفوفين على المطالبة بافتتاح برامج لأبنائهم قرب منازلهم.

ولعلي في نهاية هذا المقال أضع أمامك عزيزي القارئ الحقائق التالية:

1- إنَّ معظم من تلقوا تعليمهم في المعاهد والكليات العلمية من المكفوفين قبل افتتاح معهد النور تقلدوا مناصب قيادية في الدولة مثل (القضاء) لم يحققها أي من خريجي معاهد النور حتى وقتنا الحاضر.

2- إن المعوقين بصرياً هم أكثر الفئات سهولة في الاندماج مع أقرانهم العاديين؛ حيث يمكنهم التعايش في المدرسة العادية بأقل الخدمات، وإن بقاءهم في معاهد خاصة يحجم من إمكاناتهم.

3- إنّ المنادين بدمج المعوقين بصرياً في وزارة التربية والتعليم هم ممن تخرجوا من معاهد النور ونالوا حظاً وافراً من تعليمهم داخل وخارج المملكة واكتسبوا الخبرة والعلم وينطلقون من مبدأ (الحكمة ضالة المؤمن) ولو وجدوا أن بيئة العزل في معاهد النور هي البيئة المثالية لأعادوا النظر في توجههم.

4- إن الرفع من مستوى تعليم المكفوفين يتطلب وجود متخصصين في العوق البصري ممن مارسوا تعليم المعوقين بصرياً وحصلوا على خبرات عملية في ذلك ليكونوا على دراية بفلسفة التربية الخاصة.

5- إن معاهد النور في الوقت الحالي تعاني من تكدس عدد كبير من المعلمين في مقابل أعداد قليلة من الطلاب، وإغلاق البرامج أو إلغاؤها سيؤديان إلى مضاعفة هذه المشكلة، فعلى سبيل المثال يبلغ عدد المعلمين في الوقت الحالي في معهد النور بالرياض 55 معلماً، بينما يبلغ عدد طلاب المعهد ما يقارب 150 طالباً.

ختاماً نؤكد على أن دمج المعوقين بصرياً هو وسيلة وليس غاية في حد ذاته، يتلقى من خلاله الطالب تعليمه في بيئة طبيعية تحاكي بيئته الاجتماعية.



- مدير إدارة العوق البصري بوزارة التربية والتعليم



__________________
 
رد: دمج المعوقين بصرياً وسيلة وليس غاية .. أنور بن حسين النصار

رد: دمج المعوقين بصرياً وسيلة وليس غاية .. أنور بن حسين النصار

فعلا الدمج للمكفوفين وسيله لاخراجهم من العزله والتقوقع حول الذات في ذات الوقت يوفر لهم الشعور بالامان والدفء الاسري
 
رد: دمج المعوقين بصرياً وسيلة وليس غاية .. أنور بن حسين النصار

رد: دمج المعوقين بصرياً وسيلة وليس غاية .. أنور بن حسين النصار

نسعد جدا بما يتحقق للاخوة ذوي العوق البصري
في فترة ماضية وابان تواجد الدكتور ناصر الموسى على راس ادارة التربيه الخاصة بوزارة التربيه والتعليم
خدم كثيرا الفئة التي ينتمي لها
علما ان هناك اعاقات قضية دمجها اسهل كثيرا
فهي لا تحتاج سوء لتهيئة منزلقات ودورة مياة على الاقل واحدة بمساحة مناسبة لا اكثر ولا اقل
تقبلي اختي مروري وعاطر تحاياي
 
رد: دمج المعوقين بصرياً وسيلة وليس غاية .. أنور بن حسين النصار

رد: دمج المعوقين بصرياً وسيلة وليس غاية .. أنور بن حسين النصار

نسعد جدا بما يتحقق للاخوة ذوي العوق البصري
في فترة ماضية وابان تواجد الدكتور ناصر الموسى على راس ادارة التربيه الخاصة بوزارة التربيه والتعليم
خدم كثيرا الفئة التي ينتمي لها
علما ان هناك اعاقات قضية دمجها اسهل كثيرا
فهي لا تحتاج سوء لتهيئة منزلقات ودورة مياة على الاقل واحدة بمساحة مناسبة لا اكثر ولا اقل
تقبلي اختي مروري وعاطر تحاياي
جزاك الله خير .
 
رد: دمج المعوقين بصرياً وسيلة وليس غاية .. أنور بن حسين النصار

رد: دمج المعوقين بصرياً وسيلة وليس غاية .. أنور بن حسين النصار

مقاله طيبه
عرض جيد شيق

أضفتم لنا
كل الشكر أرق المنى
 
رد: دمج المعوقين بصرياً وسيلة وليس غاية .. أنور بن حسين النصار

رد: دمج المعوقين بصرياً وسيلة وليس غاية .. أنور بن حسين النصار

فعلا الدمج للمكفوفين وسيله لاخراجهم من العزله والتقوقع حول الذات في ذات الوقت يوفر لهم الشعور بالامان والدفء الاسري
Z7.gif
 
رد: دمج المعوقين بصرياً وسيلة وليس غاية .. أنور بن حسين النصار

رد: دمج المعوقين بصرياً وسيلة وليس غاية .. أنور بن حسين النصار

مقاله طيبه
عرض جيد شيق

أضفتم لنا
كل الشكر أرق المنى
Z7.gif
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 4)

عودة
أعلى