إضطراب المعالجة السمعية- المركزي

بنت قحطان

شاعره المنتدى


يعد اضطراب المعالجة السمعية المركزي واحدا من الاضطرابات التي تؤثر كثيراً على حياة الطفل المصاب.

حيث يظهر تأثير هذا الاضطراب بشكل خاص في القدرة على اكتساب اللغة والكلام بشكل سوي ويظهر كذلك في القدرة على تمييز الأصوات وتحديد مصدرها أو نوعها والاختلاف بينها والقدرة على تعلم القراءة والكتابة وفي كثير من الأحيان يكون وراء ما يعرف بصعوبات التعلم .



عرفت الجمعية الأميركية للسمع واللغة والكلام هذا الاضطراب على انه صعوبات في معالجة ( التعامل مع ) المعلومات السمعية في الدماغ . ويشير هذا التعريف إلى أن اضطراب المعالجة السمعية المركزي عبارة عن عجز في المعالجة السمعية للأصوات الآتية إلى الدماغ دون وجود عجز أو فقدان في السمع ظاهر. بمعنى أن الأذن تكون سليمة عند الشخص المصاب وتقوم بتوصيل الصوت إلى المناطق السمعية في الدماغ التي تعجز عن التعامل السوي مع هذه الأصوات. فالمعالجة السمعية للأصوات هي ما يفعله الدماغ مع الأصوات التي تلتقطها الأذن ويوصلها عصب السمع.



ما هي العلامات التي تشير إلى الإصابة باضطراب المعالجة السمعية المركزي؟



من أهم المؤشرات التي يتم الانتباه إليها عند تشخيص هذا الاضطراب:



* وجود صعوبة لدى الطفل في الإنصات أو الاستماع مثل صعوبة فهم الكلام في البيئة السمعية غير الملائمة أي عند وجود أصوات ضجيج محيطة حتى وإن كانت منخفضة مثل صوت مكيف الهواء أو غيره من الأصوات المحيطة.



* صعوبة في اتباع وفهم التعليمات اللفظية.( تعليمات من خطوة واحدة او خطوتين



* صعوبة في فهم الكلام، وغالبا ما يطلب الطفل إعادة الكلام الموجه له وتوضيحه حتى يتمكن من فهمه.



* وجود صعوبة لدى الطفل في تحديد مصدر واتجاه الصوت.



* صعوبة في التمييز السمعي بين الأصوات، أو ملاحظة التشابه والاختلاف بين الأصوات الكلامية. فقد يخلط الطفل بين الصوتيتين ( س/ش ) او تمييز صفة الجهر التي تمييز بين الصوتين ( د/ت )



*يظهر على بعض الأطفال وكأنهم يعانون من فقدان السمع وذلك لعدم انتباههم للأصوات المحيطة بهم وعدم التعامل معها بشكل صحيح.



* صعوبات في التعلم عند التحاق الطفل في المدرسة، وتظهر هذه الصعوبات على شكل كثرة الأخطاء الإملائية وأخطاء في القراءة وصعوبة في فهم شرح المدرس أو المعلومات الشفهية بشكل عام.



*صعوبة في الذاكرة السمعية قصيرة المدى.



فريق متعدد التخصصات



وكما هو واضح تتشابه هذه الصعوبات التي توجد عند الأطفال المصابين بهذا الاضطراب مع اضطرابات أخرى مثل اضطراب عجز الانتباه والتركيز واضطراب التوحد وحالات مختلفة من الإعاقة العقلية وغير ذلك من الاضطرابات، لذلك لا بد من التشخيص الدقيق لهذا الاضطراب وتمييزه عن الاضطرابات الأخرى.



وهذا ما يقوم به فريق متعدد التخصصات يتكون بشكل خاص من المختص باضطرابات اللغة والكلام الذي يقيم ويفحص القدرات اللغوية والكلامية والتمييز السمعي للأصوات وأخصائي السمعيات الذي يختبر حاسة السمع بشكل دقيق ويقوم بأنواع عدة من اختبارات السمع لتمييز هذا الاضطراب عن حالات ضعف السمع أو اضطرابات السمع التقليدية، يشترك كذلك الاختصاصي النفسي الذي يختبر القدرات الإدراكية والعقلية عند الطفل.



يتم الاستعانة كذلك بمدرس الطفل والاعتماد كثيراً على ملاحظاته حول الصعوبات التي يواجهها في التعلم ويعتمد كذلك على ملاحظات والدي الطفل حول الصعوبات التي تلاحظ داخل المنزل.



العلاج



لا يوجد طريقة أو أسلوب موحد في العلاج يتبع مع جميع الأطفال المصابين بهذا الاضطراب وطريقة العلاج التي تتبع مع طفل قد لا تكون مناسبة لطفل آخر لذلك هناك خطة علاج فردية تبنى لكل طفل على حدة بعد إجراء التقييم اللازم، وتوصف هذه الخطة على أنها فردية إلى حد كبير وتعتمد على التعامل مع الصعوبات ومواطن الضعف التي يعاني منها الطفل.



وبشكل عام قد يوصي المختصون بإجراء نوع من التعديل في البيئة الصفية وبيئة المنزل لتمكين الطفل من استقبال المعلومات السمعية بشكل أفضل مثل التقليل من الضوضاء المحيطة إلى أقصى حد ممكن، وقد يوصي المختصون باستعمال أجهزة سمع خاصة تساعد على السماع بشكل أفضل وكذلك توجيه المدرس وعائلة الطفل حول طريقة إيصال المعلومات الشفهية للطفل وكيفية تركيز انتباهه نحو الرسالة الصوتية .



إضافة إلى ذلك يلجأ المختص باضطرابات اللغة والكلام إلى أساليب علاج وتدريب خاصة تركز على تطوير اللغة والذاكرة السمعية والانتباه والتركيز والمهارات الإدراكية الأخرى وقد يتم الاعتماد على التدريب من خلال جلسات الفردية أو برنامج بيتي أو القيام ببرنامج علاجي داخل المدرسة.



ناظم فوزي- بكالوريوس في علم الإعاقة ماجستير في اضطرابات اللغة والكلام
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى