دعوه للتسامح

بنت مكة

عضو مشارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مقدمة
كم قريباً .. وكم صديقاً .. و كم عزيزاً .. جرحته يوماً .. ظلمتهُ يوماً ... أسأت الظن به .. أو الفهم له يوماً ..

هُنالك الكثير ولا نستطيع إنكار هذا الشيئ

كم قلباً تعرف .. و كم وجهاً لمحت ... كم مرة تكلمنا عن بعضنا من وراء الناس ؟

كثيراً ...

كم مرةً استغفرت الله على ذلك ؟

الكثير أو رُبما ولا مرة


قال رسول الله صلى الله عليه والله وسلم :

(لما عُرج بي مررت بقومٍ لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوهم وصدورهم. فقلت: من هؤلاء ياجبريل ؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم )


حسناً .. كم مرّة لفظت كلاماً سيئ .. سواء في وجه الشخص أو في غيابه

حتماً سيكون الكثير .. لان جميعنا بشر و نُخطأ .. و نغضب

كم مرة عاتبنا أنفسنا على هذا التصرف ؟

ربما ولا مرة متظاهرين بأننا أقوياء و الحقُ معنا


في هذه السنة .. خسرنا الكثير من الأصدقاء .. خسرناهم بسببهم أو ربما الخطأ منّا ... حتى لو كان الاعتراف كبرياء لهم .. أو كرامةً لنا

المهم في الحدث أننا خسرنا الكثير من الأصدقاء

هل فكرنا يوماً بالاعتراف .. و إعادة تلك الأرقام لصفحات كتاباتنا ؟


هُنالك الكثير .. والكثير .. و العديد .. من المصائب التي أرتكبناها في هذا العام




ما الحل ؟
أعتذر .. فالاعتذار ديّة الذنوب وسامح .. فالمسامحة .. عطرٌ في القلوب

واعفو .. فالعفو .. وجه المسك والنور

ولا تعتقد أن الإعتذار ضعف ولا استسلام

لنُسامح أنفسنا .. ونُسامح غيرنا .. عن أي غيبة .. او نميمة

أو خطأ .. أو شتيمة .. لحظة غضب .. كبرياء الصديق لصديقه


قال تعالى في سورة آل عمران

وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿١٣٣﴾ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣٤﴾ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿١٣٦﴾
صدق الله العظيم



ولنتذكر قول الله تعالي في سورة الأحزاب

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ اللَّـهُ مِمَّا قَالُوا ۚ وَكَانَ عِندَ اللَّـهِ وَجِيهًا ﴿٦٩﴾

وتفسير الجلالين لهذه الآية

(يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا) مع نبيكم (كالذين آذوا موسى) بقولهم مثلا: ما يمنعه أن يغتسل معنا إلا أنه آذر (فبرأه الله مما قالوا) بأن وضع ثوبه على حجر ليغتسل ففر الحجر به حتى وقف بين ملأ من بني إسرائيل فأدركه موسى فأخذ ثوبه فاستتر به فرأوه ولا أدرة به وهي نفخة في الخصية (وكان عند الله وجيها) ذا جاه: ومما أوذي به نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قسم قسما فقال رجل هذه قسمة ما أريد بها وجه الله تعالى، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وقال: "يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر" رواه البخاري.



فوائد التسامح
وجد بعض العلماء أن الأشخاص الأكثر سعادة هم الأكثر تسامحاً مع غيرهم! فقرروا إجراء التجارب لاكتشاف العلاقة بين التسامح وبين أهم أمراض العصر مرض القلب، وكانت المفاجأة من جديد أن الأشخاص الذين تعودوا على العفو والتسامح وأن يصفحوا عمن أساء إليهم هم أقل الأشخاص انفعالاً.

وتبين بنتيجة هذه الدراسات أن هؤلاء المتسامحون لا يعانون من ضغط الدم، وعمل القلب لديهم فيه انتظام أكثر من غيرهم، ولديهم قدرة على الإبداع أكثر، وكذلك خلصت دراسات أخرى إلى أن التسامح يطيل العمر، فأطول الناس أعماراً هم أكثرهم تسامحاً ولكن لماذا؟

لقد كشفت هذه الدراسة أن الذي يعود نفسه على التسامح ومع مرور الزمن فإن أي موقف يتعرض له بعد ذلك لا يحدث له أي توتر نفسي أو ارتفاع في ضغط الدم مما يريح عضلة القلب في أداء عملها، كذلك يتجنب هذا المتسامح الكثير من الأحلام المزعجة والقلق والتوتر الذي يسببه التفكير المستمر بالانتقام ممن أساء إليه.

ويقول العلماء: إنك لأن تنسى موقفاً مزعجاً حدث لك أوفر بكثير من أن تضيع الوقت وتصرف طاقة كبيرة من دماغك للتفكير بالانتقام! وبالتالي فإن العفو يوفر على الإنسان الكثير من المتاعب، فإذا أردت أن تسُرَّ عدوك فكِّر بالانتقام منه، لأنك ستكون الخاسر الوحيد!!!

وهكذا يا أحبتي ندرك لماذا أمرنا الله تعالى بالتسامح والعفو، حتى إن الله جعل العفو نفقة نتصدق بها على غيرنا!

يقول تعالى في سورة البقرة

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١٩﴾

وفي سورة النساء

إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ﴿١٤٩﴾



وفي سورة الأعراف

خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴿١٩٩﴾



وفي سورة البقرة

فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٠٩﴾



وفي سورة التوبة

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الْأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ اللَّـهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٧٠﴾ وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّـهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٧١﴾



وقد وجد بعض علماء البرمجة اللغوية العصبية أن أفضل منهج لتربية الطفل السوي هو التسامح معه!! فكل تسامح هو بمثابة رسالة إيجابية يتلقاها الطفل، وبتكرارها يعود نفسه هو على التسامح أيضاً، وبالتالي يبتعد عن ظاهرة الانتقام المدمرة والتي للأسف يعاني منها اليوم معظم الشباب!

ولذلك فقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم، وبالطبع كل مؤمن رضي بالله رباً وبالنبي رسولاً، أمر بأخذ العفو، وكأن الله يريد أن يجعل العفو منهجاً لنا، نمارسه في كل لحظة، فنعفو عن أصدقاءنا الذين أساؤوا إلينا، نعفو عن زوجاتنا وأولادنا، نعفو عن طفل صغير أو شيخ كبير، نعفو عن إنسان غشنا أو خدعنا وآخر استهزأ بنا... لأن العفو والتسامح يبعدك عن الجاهلين ويوفر لك وقتك وجهدك، وهكذا

حدود التسامح


التسامح اللامحدود يدمر التسامح، وقد ناقش الفيلسوف الأمريكى "جون رولز" في كتابه "نظرية العدالة" مسألة القدرة على التسامح مع غير المتسامحين نقاشاً مفصلاً . وقسم السؤال: هل ينبغي التسامح مع غير المتسامحين إلى قسمين : الأول هو .. هل ينبغي للجماعات غير المتسامحة أن تتذمر عندما لا يجري التسامح معها ؟. والثاني هو .. هل للجماعات أو الحكومات المتسامحة الحق فى ألا تتسامح مع غير المتسامحين ؟ .

للإجابة عن السؤال الأول يمكن الرجوع إلى القاعدة الذهبية : "عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به" .. وبالتالي ليس للجماعات غير المتسامحة الحق أن تتذمر عندما لا يجري التسامح معها .


لم يكن معظم المنادين بالتسامح مستعدين دائماً للسير بهذا المبدأ حتى نهاية الشوط ، أو فى كل الاتجاهات وعلى كافة الصعد . فـ "جون لوك" أكبر المؤيدين لمبدأ التسامح وآخرون وضعوا مجموعة من الضوابط، من يتعداها لا يمكن التسامح معه بأى حال من الأحوال :

1. الترويج لمعتقدات وأصول تهدد بنسف المجتمع.

2. الترويج للإلحاد .
3. الأفعال التى تهدف إلى تدمير الدولة أو التعدى على حقوق الآخرين ومحاولة تدميرهم
4. الولاء للحكام الخارجيين(خيانة الوطن)




الشئ نفسه نجده عند "فولتير" أشهر فلاسفة التنوير ، فهو ضد اضطهاد الأفكار والمعتقدات ، ومن أقوى المنادين بحرية الفكر التى لا تحدها حدود ، وصاحب أشهر مقولة فى الحرية وحق الاختلاف فى الرأى ، ومع ذلك فإنه جعل حدوداً للتسامح لا يتعداها عندما يتعلق الأمر بشئون "الدولة" والسياسة



فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٠٩﴾





ساهم في نشر المحبة والتسامح و تحدث مع كل شخص قريب منك لتخبره انك سامحته على اغتيابه لك وترجوا منه السماح
 
رد: دعوه للتسامح

[align=center]
جزاك الله خير يالغاليه
بوركتِ على روعة ماطرحتي
حفظكِ الله و رعاكِ
و بارك فيكِ
دمتي ~ في حفظ الله و رعايته
إحتراآأآأمي لكِ
[/align]
 
رد: دعوه للتسامح

ماشاء الله عليك اختي بنت مكة
دائما مبدعة في مواضيعك
تقبلي احترامي وتقديري
 
رد: دعوه للتسامح

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
طرح مره مره روووووووووووووووووووووووعه

الله يعطيك العافيه خيتو
[/align]
[/cell][/table1][/align]
 
رد: دعوه للتسامح

طرح رائع

يسلموو بنت مكة
 
رد: دعوه للتسامح

[glow1=330000]
كل الشكر على مروركم الطيب
[/glow1]
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى