فـن الـقـصـة

الراقي

عضو مشارك

إختلاف التجربة الإنسانية
يقتضي إختلاف و تنوع التعبيـر عنها



التعبيــر الأدبـي
أحد أجمل و أرقى تلك الفنون




الكتابة

فن من أرقى الفنـون


في كل حضارة .. في كل زمن .. و بكل لغة
إن شـعـراً و إن نـثـر


النـثـــر
هو ماسأقف على أحد روافده هـُنا
و أنـثـرعنه و منه



الخطابة ــ الـرسـائـل ــ المـقـامـات
المـقـالة ــ الـقـصص ــ المـسرحـيـة
الخاطرة


عـوالم الـقــصـــــة



965329704.gif


تعد القصة من أحب الفنون الأدبية إلى جمهور الناس
على مختلف مستوياتهم​

بل كانت كذلك من العصور القديمة عند جميع الأمم
حين كانوا يتحلقون حول ( القاص )
يحكي لهم أخبار الأمم البائدة .


فماذا في القصة من سحر يجذبنا إليه ؟؟!



تفسر القصة تجربة قد تقع في حياة مجموعة من البشر
وتصف كل ما تثيره من انفعالات .

فالقارئ يجد في القصة رموزا حية لأحداث حياته مشاعره
أو الأحداث من يعرف من الأقارب والأصدقاء .


وكثيرا ما يعجز الإنسان عن فهم أحاسيسه أو إدراك كنهها
ولهذااا يستسلم لإنفعالاته عاجزا عن تفسيرها
وكم يتمنى أن يجد من يحلل له مشاعره ودوافعه
وما من شك في أن ( القاص ) يكفل له ذلك !

فالقصاص أدق شعورا من غيرهم بما يحسه الناس
وأقوى إدراكا لدوافع هذا الإحساس
وهم على درجة كبيرة من سرعة الإدراك و الملاحظة .



وعلى الرغم من وجود دوافع كثيرة وراء قراءتنا
لقصة من القصص
إلا أن أحدا فينا لم يحاول أن يسأل نفسه



لماذا يقرأ القارئ القصة
منصرفا إليها مستغرقا فيها !؟؟

965329704.gif

وليس من الشك أن مستويات القراء الثقافية
لها دخل كبير في تحديد الهــدف من قراءة القصة .


فــقـد يجـــــد قارئ عادي أن المتعة هدفه الوحيد
ويـــرى آخر أن القصة وسيلة لقطع وقت الفراغ
وقد يـــرى ثالث أنه يكسب من القصة نمطا من السلوك
أو قدر من المعرفة .. أو تفسيرا لحقيقة كان يجهلها
أو تحديدا لتجربة إنسانية يخوضها .. أو مساعدة له على فهم مشاعرة الخاصة .



وبسبب تعدد نوعية قارئ القصة والهدف من قراءتها
يصعب كثيرا إصدار حكم عليها يتفق حوله القراء



فالقصة التي يجدها القارئ ممتعة
يجددها آخر سخيفة تافهة



ولكن ذلك لا ينفى وجود مستويات كثيرة للقصة
تتراوح بين السمو الفني والتفاهة


فما عناصر القصة التي يمكننا من
الحكم عليها بالجودة والرداءة ؟


965329704.gif


عناصر القصة


1. الحكاية :

وهي سلسلة من الأحداث الجزئية
مرتبة على نسق خاص يجذب القارئ إليها فيتتبعها في شغف .

وأبسط طريقة لعرض الأحداث وتسلسلها
أن يحكيها الكاتب على لسان بطل من أبطالها
وتسمى هذه الطريقة ( أسلـوب ضمير المتكلم )

القصة التي تروى بهذه الطريقة
هي ترجمة ذاتية لكاتبها .

وأحيانا يحكي القاص الأحداث متتابعة ومرتبطة بالشخصيات
حتى تبلغ القصة نهايتها وهذه هي الطريقة ( السرد المباشر )

ومن بين طرق حكاية الأحداث
( الوثائق المتبادلة أو الرسائل المتبادلة ) بين الشخصيات في القصة

القاص من خلال تلك الرسائل يرتب الأحداث ويوضح الشخصيات
حتى يصل بالقصة إلى نهايتها

شاعت في القصة الحديثة
طريقة أخرى للحكاية يسمونها ( تيار الوعي )

و هو شرح كل مايدور في خواطر الشخصيات كما ترد إلى الذهن
دون ترتيب أو تنسيق
و دون أن يسبق الماضي البعيـد الحاضر القريب

و حكاية الأحداث بهذهِ الطريقة
تخرج عن التتابع المنطقي
لتسيـر في إتجاه التتابع العاطفي




2. الشخصيات

و هي التي ترتبط بالأحداث و تتفاعل معها
و يختلف عددها تبعاً لنوع القصة
( رواية – قصة – أقصوصة / قصة قصيرة )

فالقصة الإجتماعية مثلاً
تحتوي على عدد كبير من الشخصيات المتباينة
بينما يقل عدد الشخصيات في القصة النفسية
ليتوفر للكاتب دراسة كل شخصية و تحليلها


من المهم أن يحسن الكاتب
رسم شخصياته من حيث
مظهرها العام و حالتها النفسية والفكرية
و سلوكها و ظروفها الإجتماعية



3. الحبـكة

الحبكة أو بناء القصة وهو المجرى الذي تندفع فيه
الشخصيات و الحوادث حتى تبلغ القصة نهايتها
في تسلسل طبيعي منطقي لا نحس فيه
إفتـعـالاً لحدث أو إقحـامـاً لشخصيـة


هناك نوعان من الحبـكة :

الأول : يعتمد على تسلسـل الأحداث تسلسل آخاذ يشد القارىء .
الثاني : يعتمد على الشخصيات و مايصدر عنها من أفعال و أراء .

*

في بعض القصص تتجه خيوط الأحداث إلى التشابك و التعقيد
بحيث تصل إلى موقف نسميه العـُقـدة و هو يتطلب الحل
هذه العقدة لاتكون غالباً إلا في القصة العادية

أما القصة التحليلية فتسير فيها الأحداث عادة
في إتجاهات متوازنة ثم تلتقي عند الحل في النـهـاية
دون أن تفقد عنصر التشويق

*

القاص القدير يهيئ عنصر التشويق دون حاجة لعقـدة
بإن يثير صراعاً بين الشخصيات النختلفة من خلال نسيج الأحداث

كما أنه ليس من الضروري أن تنتهي كل قضية لحل !
فكثيـر مما يحدث في الحيـاة الواقعيـة يكون بلا حل
بل تكون بعض الحلول في بعض الأحيان – كموت البطل مثلاً –
بداية لمشكلة جديدة

*

4. الزمـان و المـكان

كل حادثة لابد أن تقع في زمان و مكان محددين
و بالتالي ينبغي أن ترتبط بعادات و ظروف خاصة بالزمان و المكان
اللذين حدثت فيهما


فالقاص الذي يروي حكاية حدثت في بادية نجد منذ قرن من الزمن مثلاً
ينبغي أن يلتزم بكل ظروف البيئة والعادات و التقاليد وسلوك الأفراد و ملابسهم
و غير ذلك ممايرتبط بالزمان و المكان


5 . الفـِكرة

ممن حكاية تروي أحداثاً إلا لتقرر فكرة
يقوم عليها بناء القصة

القاص البارع هو الذي يوصل إلينا فكرته بطريق غير مباشر
من خلال سرده للأحداث

حين يحصر القاص اهتمامه بالفكرة
تقل عنايته بالأحداث و الشخصيات
و هذا يخل بجمال القصة



أنــــواع القـصـة


965329704.gif

تعددت الأشكال القصصية
و أصبح من المحتم أستخدام مصطلحات محددة للدلالة على كل نوع
أهم هذهِ الأنواع

الرواية
القصة
القصة القصيرة ( الأقصوصة )



الرواية : و هي أكبر أنواع القصص من حيث طولها
لكن الطول وحده ! ليس هو مايميزها



تمثل الرواية عصراً و بيئة
أي أن لها بعداً زمني و آخر مكاني
ربما اتسع البعد الزمني فأستغرق عمر البطل
انظر ثلاثية نجيب محفوظ


و كذلك الشأن في البعد المكاني
فالرواية تتسع لأماكن عدة


و مع إتساع بعديها الزماني و المكاني
نجد أحداثها كثيرة و متشابكة و تتفاعل مع شخصيات عديدة متباينة


القصة :


. بعض النقاد يرون أن الرواية و القصة شيء واحد !
و يستخدمون أحد المصطلحين للدلالة على الآخر


. و آخرون يرون أن الفارق بينهـما يرجع إلى
مدى إقتراب كل منهما من الواقع و ملامسته
فالروايـــة .. تلتزم التصوير المـُقـْـنـع بالأحداث و الشخصيات
في حين أن القـصــة .. لا ترى بأساً بتغليـب جانب الخيـال
كأن تصـور أحـداثاً خارقة غير ممكنة الوقوع
أو شخصيات هائـلة لا نصادفها في واقع حياتـنا


لهذا يرى النقاد أن مايـُسمـى قـصـة
يكاد يكون مـحصوراً في رواية المغامرات الخيالية و الأساطير


و أنها تعتـمد على عنصر الأحـداث و تسلسلها و تشابكها
بينما الرواية تركز على الشخصيات و الدوافع التي تحركها في إطار
الحوادث الواقعية التي نعقلها


فيما عدا هذه الفروق الأساسية
لا تختلف القصة عن الرواية

القصة القصيرة أو الأقـصـوصة


أصبحت القصة القصيرة أحب الأنواع الأدبية
إلى القراء في عصرنا الحاضر



و ذا مادعاني
لتحمل و تكبد عناء البحث و السؤال و الخروج
بتلك النبذة و هذا التعريف


لكن السؤااال
لماذا القصة القصيرة محببة لهذا الحد عما سواها ؟


لأنها تلائمهم من حيث سرعة قراءاتها
في الحيز الذي تشغله على الصفحات


و بذلك نرى أن أول مايميزها
صغر حجمها


حاول الباحثون أن يحددوا هذا الحجم الصغير
بعدد من الكلمات فقالوا :

أنها لاتقل عـن ( ألــف و خـمـسـ 1500 ـــمائـة كلمـة )
و لا تـزيد عـن ( عـشــ 10000ــــرة الآف كلمـة )

لكن هذا التحـديد العددي ليس مقياس صحيحاً
للحكم على الحكاية بإنها رواية أو قصة أو أقصوصة

رأينا فوراق فنية واضحة تميز الرواية عن القصة
و لابد أن تكون للأقصوصة سمات خاصة بها
تميزها عن نظيراتها القصة و الرواية

هذه السمات

التركيز
إن طبيعه الأقصوصة
أن تدور حول حادثة أو شخصية أو عاطفة مفردة
لهـذااا
فهي لاتزدحم بالأحداث و الشخصيات
و لا تجد فيها تفصيلات تتصل بالزمان أو المكان
و لا مجال فيها للإستطراد أو إطالة الوصف

وحدة الحدث
تـُعد أسأس فيها
لذا فكل عناصرها خاضعة لتصوير الحدث وحده حتى يبلغ غايته

في القصة القصيرة لابد من وحدة زمن
و كذا وحدة إنطباع

*

حين يكون الحدث مدار للقصة القصيرة
تكون له بـداية يسميها النـقاد ( الموقـف )
و له وسط ينمو من الموقف و يتطورإلى سلسلة من المواقف

ثم تكون له نهاية تـسمى بـ ( لحظة التنوير )



أنواع القصـة

تعددت أنواع القصة القصيرة بحسب
إختلاف أساليبها
و مواقف كتابها
فمنهم من يعتمد على عنصر الشخصـيــــة إعتماد كبير
و منهم من يعتـمد على الحــــدث
و منهم من يعتـمد على مايسمى الجـــو
و منهم من يعتمدون على أسلوب التحلـيـل
فيعرضون الدوافع مستعيناً في ذلك
بمايسمى حديث النفس
أي الخواطر التي تجول في ذهن الشخصية و تحدث بها نفسها
و منهم من يعتمدون على الوصف الخارجي
مستعينين بالحــوار


في جميع الأحوال
تظل وحدة الإنطبـاع
مسيطرة على القصة


من أنواع القصص القصيرة
القصة الكلاسيكية – و القصـة الرومانسيـة – و القصـة الواقعـيـة ...
إلخ



965329704.gif

تم بتوفيق الله


965329704.gif

الموضوع متعوب عليه
مو نسخ و قص

الطرح حصيلة بحث مصغر
تكفيني دعواتكم و أن بعض العلم يصل إليكم
طبتـم
 
رد: فـن الـقـصـة

طرح رائع لاهنت اخوي
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى