اشعارات

( ف ) و ( م ) قصة قصيرة

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع نور
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

نور

New member
( ف ) طفلة لم يتجاوز عمرها 8 سنوات . لم تدرك معنى ان تحمل لقب معاقة

وما لهذ اللقب من اثر في ان حياتها .وماذا يخبئ لها القدر يا ترى ؟

لم تر نفسها مثل باقي الاطفال ..نسجت الوحدة خيوطها على حياتها منذ الطفولة .

تحس الاختلاف والشذوذ عن الباقيين .

بدأت تعي شيئا ً فشيئاً واقعها الذي تعيشه ..

( م ) صبي يبلغ من العمر 12 ربيعاً .. معاق ولكنه اكثر وعياً لمعنى الاعاقة ..

يتيم الام والاب .. يسكن مع اخيه في منزل متواضع بسيط .

والد ( ف ) يحملها معه كل يوم إلى دكانه في آخر الحي ، يجلسها بجانبه

على صندوق خشبي ، تنظر إالى المارة ومرتادي الدكان للتبضع .

ذات يوم يأتي ( م ) الى الدكان لشراء بعض حاجيات المنزل

فيقع نظره على ( ف ) وهي جالسة على ذلك الصندوق

عرف انها معاقة مثله ، أخذ يطيل النظر اليها .. اقترب منها ريثما يحضر والدها ما طلبه

سألها : ما اسمك ؟

( ف ) بعفوية : اسمي ......

( م ) : أنا اسمي .........

( ف ) تنظر اليه وهي صامتة متأملة عكازيه اللذين يستند إليهما .

( م ) هل تريدين ان تجربي الوقوف عليها ؟

( ف) تهز رأسها : أن لا .

( م ) لماذا ؟

( ف ) أخاف أن أسقط .

( م ) لا تخافي . أنا سأعلمك كيف تستعملينها .

يأتي الوالد بكيس فيه ما طلبه ( م ) من حاجيات فيأخذه دون ان يرى ما بداخل الكيس هل الاشياء مكتملة ام لا !!

يهمس ( م ) لــ ( ف ) انا بيتي في الحي المجاور . سآتي كل يوم لأعلمك كيف تستخدمين العكازات .

تبتسم ( ف ) ويلوح لها بيديه معلناً الانصراف .

في اليوم التالي يأتي ( م ) فتتلقاه بابتسامة وهو كذلك يبادلها الابتسامة ، ويجلس بجانبها ، وتمسك بالعكازات

تقلبها بين يديها ويصر ( م ) على أن تقف عليها ، ووالدها يراقبهما من بعد ويومئ إليها أن ( نعم ) حاولي ولم لا ؟!!!

تقف ( ف ) مستندة على طاولة بجانبها ويمسك ( م ) بيدها الاخرى وهي ترتجف وهو يطلق كلمات التشجيع والتحفيز .

وقفت ( ف ) مستندة على العكازين ولم تلبث ان جلست .

ومرت الايام ولاحظ الاب اهتمام ( م ) بابنته فجمعهما بين يديه وقال لهما ( سأزوجكما لبعض عندما تكبران )

ابتسم ( م ) ابتسامة جميلة جدا ً ، وطأطأت ( ف ) رأسها خجلا ً .

اصبح ( م ) يزور الدكان ليس للتبضع ولكن ليرى ( عروس المستقبل )

كبرت ( ف ) وانقطعت عن الذهاب للدكان . لكن ( م ) لم تنقطع زيارته للدكان حتى يطمئن ان والدها ما زال على كلمته

التي لم تغادر مسمعه .

انتقلت ( ف ) مع اسرتها الى حي جديد وبعيد عن حيهم القديم مما جعل صعوبة على ( م ) من الذهاب الى بيتهم .

وان تيسر له الذهاب ؛ فبأي حجة يذهب ؟ في الماضي حجته الدكان والتبضع . اما الان ؟؟!!!

تمر الايام واشهور والسنين ، تنهي ( ف ) المرحلة الثانوية وتسأل نفسها وتجيبها : الان اكمل ( م ) الجامعة ..

هل ما زال يذكر ما قاله ابوها له ووعده له بالزواج ؟ هي في انتظار وترقب ؟

انقطعت أخباره عنها ، ليس لديها مصدر تستقصي منه اخبار ( م ) الا عندما يزورهم احد جيرانهم في الحي القديم

تفرح كثيرا عندما يزورهم احد وتسمع اخبار عنه .. تطمئن نفسها ، وتسكن لوعتها .

وفي يوم أتت احدى القريبات لها من ذلك الحي وسألتها عن أخبار ( م ) فأجابتها بأنه قد !!


ماااات !!!!!!!!!!!!

رحماك ربي ..

وقع الخبر عليها كالصاعقة .. بل أشد ..

بكت وذرفت من الدموع مدراراً ..

وهذا حالها الى اليوم كلما ذكرته

عاش ( م ) يتيما منسياً الا من ( ف ) هي من تذكره ..

هل ياترى سيتذكره احد يوم من الايام غيرها ؟؟!! ( لا اعتقد )

رحل دون ان يتزوج .. دون ان يكون له ذرية تدعو له في سجودها ( رب اغفر لي ولوالدي )

ويقولون ابن فلان ..

( ف ) عاهدت نفسها إن كتب الله لها ابناً ستسميه على اسمه تخليداً لذكراه ..

والا فسيكون مصيرهما من ( الأموات المنسيين ) .


بقلم / نــــــــــــــور






 
رد: ( ف ) و ( م ) قصة قصيرة

نور رعاك الله

قصه مشوقه في اولها مبكيه نهايتها

بارك الله فيك
 
رد: ( ف ) و ( م ) قصة قصيرة

نور
لـوكان لدي كـلمةَ افضـل من رائع
لقلتها حقا جميله ورائعة ومؤثرة
نور انتظر نزف قلمــــــ
1150_11246927936.gif
ــــــكبشوق
أحترامــــــــــــــ
1150_11246732893.png
ـــــــــــــــــي


1150_11245130760.gif

 
رد: ( ف ) و ( م ) قصة قصيرة

[align=center]
اخوي المغامر

اختي الحبيبة .. غاردينيا

اختي الحبيبة .. الحنان كله

مروركم نثر على متصفحي انواراً أضاءت

حروف ما نزف به قلم نور

فازدات ضياءاً وتلألأً


دمتم بود احبتي
[/align]
 

عودة
أعلى