فوائد نبات الرجلة





تسمى الرجلة ب(( البقلة المباركة))

فوائد نبات الرجلة:

اكدت التحاليل أن «الرجلة» هي أحد أ على ا لنباتات الورقية احتواء على دهون «أوميجاـ3»، ومعلوم أن أغنى المصادر الغذائية بدهون «أوميجا ـ3» هي الأسماك والحيوانات البحرية، وكأن «الرجلة» بنموها على ضفاف مجرى المياه تحاول أن تهيئ لنفسها ظروفا تتشابه بها مع الأسماك، كي تكون مث لها غنية بزيوت «أوميجاـ3».

ومن حسن الحظ الصحي أن أوراق «الرجلة» لا تزال أحد المكونات الرئيسية في أطباق السلطات الطازجة في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، فهي في «الفتّوش» و«سلطة البقلة» و غيرهما، كما أنها إحدى الخضراوات الورقية التي يطيب للكثيرين تناو لها مطبوخة، أسوة بأوراق السبانخ والملوخية.

وما قد لا يعلمه البعض أن هذه ا لأوراق ا لنباتية غنية بالعناصر الغذائية الصحية، التي تستدعي الاهتمام بتناو لها وحضورها ضمن تشكيلات أطباق الموائد.

كما أن مدارس شتى للطب القديم، في الصين والهند والشرق الأوسط، أدركت منذ زمن قديم كلا من القيمة الغذائية لها وجدوى استخدامها كعلاج للكثير من الأمراض، إضافة إلى أن ثمة الكثير من الدراسات الطبية ال علمية حول الجدوى المحتملة لأوراق «الرجلة» في عدد من الحالات المرضية.

ولذا يهدف العرض الطبي لأوراق «الرجلة» إلى توضيح الأهمية الصحية ل تلك المكونات و الجهود ال علمية الجارية حو لها.

أوراق «الرجلة» الصحية :

في المجتمعات التي لا تعرف «الرجلة» أو لا يتناو لها الناس فيها عادة، هناك جهود للتعريف بها و توضيح أهمية تناو لها وتقديم اقتراحات لكيفية ذلك ضمن أطباق الط عام اليومي، وتحظى نبتة «الرجلة» باهتمام متزايد من قبل وزارة الزراعة الأميركية بالعمل على زراعتها.

كجزء من المحاولات ا لهادفة إلى تصحيح محتوى وجبات الط عام الغربية عبر إدخال ال أنواع المفيدة صحيا من الخضراوات و الفواكه، أما في المجتمعات التي تعرف «الرجلة» فالحاجة أكبر للالتفات إليها و عدم إهمال إضافتها إلى أطباق الط عام.

ووفق ما هو متوافر اليوم من دراسات علمية حول المكونات الغذائية لأوراقها العريضة، يمكن استخلاص أربعة عناصر من الدواعي الصحية للحرص على تناول «الرجلة» وإضافتها إلى مختلف أنواع الأطباق المطبوخة أو إلى السلطات، وهي: المحتوى الغني بدهون «أوميجاـ3».

والمحتوى الغني بال فيتامينات المهمة، خصوصا مضادات الأكسدة مثل فيتامين إي (E) وفيتامين إيه (A) وفيتامين سي (C) و مادة غلوتاثايون (glutathione).

والمحتوى الغني بالمركبات ال كيميائية المفيدة للصحة، مثل ميلاتونين (melatonin) وكيوـ10 (Co-enzyme Q-10) و غيرهما. والمحتوى الغني بالمعادن.

و تحتوي كمية 100 جرام من أوراق «الرجلة» الطازجة على نحو 16 كالوري (سعرة حرارية)، وفيها 94 جراما من الماء، و0,08 جرام من الدهون، و2,77 جرام سكريات، و جرام واحد بروتينات.

ومن المعادن تحتوي على: 45 ملي جراما من الصوديوم، و65 ملي جراما من الكالسيوم، و ملي جرامين من الحديد، و70 ملي جراما من الماغنيسيوم، و44 ملي جراما من الفسفور، و500 ملي جرام من البوتاسيوم، وكميات جيدة من الزنك والنحاس والمنجنيز والسيلينيوم والمعادن الأخرى.

وكل هذا رغم تدني محتواها من الطاقة، لأن كل 100 جرام من أوراق «الرجلة» الطازجة تحتوي على سعرات حرارية أقل من التي توجد في خمس موزة بوزن 100 جرام، وأقل مما في سدس شريحة خبز الـ«توست» العادي!

«أوميجاـ 3» عالية

ربما كانت الصدفة، أو الحدس ال علمي الموفق، وراء اكتشاف الباحثين من الولايات المتحدة ل إحدى ال نتائج المثيرة للدهشة، حينما بحثوا في المكونات الغذائية لمجموعات من ا لنباتات العشبية.

ووفق ما تم نشره في عام 1986 ضمن مجلة «نيو إنغلاند» الطبية، الصادرة في الولايات المتحدة، أعلن الدكتور آرتيمز سيموبولوس أن نتائج تحليل مكونات أوراق «الرجلة» تشير إلى أنها غنية بدهون «أوميجاـ3».

وفي عدد أغسطس ل عام 1992 من مجلة الكلية الأميركية للتغذية، نشر الدكتور سيموبولوس دراسة مقارنة بين أنواع «الرجلة» البرّية وال أنواع التي تتم زراعتها، و ذلك من جهة المحتوى لكل من:
دهون «أوميجاـ3»، و مادة «ألفا ـ توك وفيرول» (alpha-tocopherol) المعروفة بفيتامين إي (E)، وحمض الأسكوربيك (ascorbic acid) المعروف بفيتامين سي (C)، و«بيتا ـ كاروتين» (beta-carotene) المعروف بفيتامين إيه (A)، و مادة غلوتاثايون، ثم مقارنة كل ذلك مع ما هو موجود في أوراق السبانخ. و الدكتور سيموبولوس من «مركز الجينات والتغذية والصحة» في واشنطن العاصمة.

وبالمقارنة مع أوراق السبانخ تبين للباحث أن أوراق «الرجلة» تحتوي على كميات أ على من دهون حمض لينولينك (linolenic acid)، التي هي نوع من دهون «أوميجاـ3».

وأيضا على كميات أ على لكل من مركبات «ألفا ـ توك وفيرول» وحمض الأسكوربيك و مادة غلوتاثايون.

وبالمقارنة بين نوعي أوراق «الرجلة» كانت المزروعة أ على من البرية في محتواها من هذه المواد الصحية.

وتحديدا توصل الباحث إلى أن 100 جرام من أوراق «الرجلة» المزروعة تحتوي على 400 ملي جرام من دهون حمض لينولينك، وقال الباحث في دراسته: «لقد أكدنا أن أوراق (الرجلة) غذاء غني بدهون (أوميجاـ3) وب المواد المضادة للأكسدة».

و ضمن عدد 29 سبتمبر عام 2000 ل مجلة «الكروماتوغرافيا» (Journal of Chromatography)، نشر الباحثون من مركز الأغذية الذكية بجامعة ولونغونغ بأستراليا نتائج فحصهم مكونات أوراق «الرجلة»، ومعلوم أن الكروماتوغرافيا هي التي تسمى بالعربية عملية «الاستشراب» أو «التفريق اللوني»، وهي إحدى الطرق الكيمائية ـ الفيزيائية لفصل وتنقية المواد ال كيميائية المختلطة، وبالتالي معرفة كميتها بدرجة دقيقة.

وركّز الباحثون على معرفة نوعية و كمية الأحماض الدهنية ومركبات «بيتا ـ كاروتين» في تلك ا لأوراق، ووفق ما نشروه في تلك ا ل مجلة ال علمية الأميركية، فإن كل 100 جرام من ا لأوراق الطازجة لـ «الرجلة» الأسترالية تحتوي على نحو 250 ملي جراما من الأحماض الدهنية، منها 60% من نوع دهون حمض لينولينك، وإن بذور «الرجلة» تحتوي على 10 أضعاف تلك ال كمية.

وفي عام 2004، و ضمن مجلة الأبحاث البيولوجية، نشر الدكتور سيموبولوس إحدى أهم الدراسات التي تناولت أوراق «الرجلة»، وكان عنوان ال دراسة دهون أوميجاـ3 .. و مضادات الأكسدة في ا لنباتات البرية المأكولة».

و تبين أن أوراق «الرجلة» البرية هي أغنى المصادر ا لنباتية الورقية من جهة المحتوى بدهون «أوميجاـ3»، خصوصا نوعية دهون حمض لينولينك، وعرض الباحث باستفاضة أهمية حصول الإنسان على نوعية دهون حمض لينولينك من المصادر ا لنباتية، مقارنة بالأسماك، و ذلك لضمان تزويد الجسم أيضا بالكميات اللازمة من فيتامين إي (E) وال فيتامينات الأخرى المضادة للأكسدة و غيرها من العناصر الغذائية.

الحاجة إلى «أوميجا ـ 3»

ويقول الباحثون من جامعة هارفارد إن «أوميجاـ3» أحد الأحماض الدهنية الأساسية (essential fatty acids) من فصيلة الدهون الكثيرة غير المشبعة (polyunsaturated)، أي أن وجودها في الجسم حيوي وأساسي لنموه وعمله.

ولكن الجسم لا يستطيع إنتاجها، بل يجب الحصول عليها من الغذاء، وفي مرحلة الثلاثينات من القرن الماضي كانت الأوساط الطبية تطلق اسم فيتامين إف (F) على دهون «أوميجاـ3»، ولكن استقر اليوم تصنيفها ضمن الدهون. و«أوميجاـ3» موجودة في الأسماك والطحالب البحرية، وفي بعض المنتجات ا لنباتية كـ «الرجلة» وزيوت المكسرات.

ويضيف باحثو هارفارد القول إن «أوميجاـ3» تلعب دورا حاسما في وظائف الدماغ ونموه الطبيعي وتطور قدراته، وذكروا الناس بأن رابطة القلب الأميركية تنصح بضرورة تناول وجبتين من الأسماك أسبوعيا، خصوصا الأسماك الدسمة كالسلمون والسردين والماكاريل و غيرها.

وأن ثمة كمية كبيرة من الأبحاث والدراسات التي أكدت في نتائجها أن دهون «أوميجاـ3» تخفف من شدة الالتهابات بالجسم وتمنع عوامل خطورة الإصابة بالأمراض المزمنة كأمراض القلب والسرطان وروماتيزم المفاصل، وأن زيادة وجودها في أنسجة الدماغ مؤشر مهم على دورها في ال قدرات الذهنية كالذاكرة وإتقان أداء المهارات الذهنية والبدنية.

وحذروا من أن نقص ت وفيرها للجنين أو الطفل بعد ولادته قد يؤدي إلى مخاطر بطء نمو قدرة الإبصار ومش كلات عصبية أخرى.

وتشمل أعراض نقص «أوميجاـ3» بالجسم سرعة التعب والإجهاد، وضعف الذاكرة، وجفاف الجلد، واضطرابات القلب، وتقلّب المزاج، والاكتئاب، وضعف الدورة الدموية ب الجسم، ولعل من أهم عباراتهم المرتبطة بالموضوع المطروح قولهم صراحة إن «الرجلة» يمكنها خفض الكولسترول لأنها غنية بـ«أوميجاـ3» وبفيتامين سي (C).

فيتامينات مضادة للأكسدة
وعند الحديث عما فيه مزيد لصحة القلب وتخفيف لعوامل خطورة الإصابة بها وتقليل فرص نشوء الأمراض السرطانية وإبطاء عمليات شيخوخة الجسم و غيرها من الأمراض والاضطرابات، يأتي ذكر ال أنواع الطبيعية من المواد المضادة للأكسدة، أي التي تتوافر في الأغذية والمشروبات الطبيعية وليس ال حبوب الدوائية المصنعة.

والاعتراضات التي تقال من آن لآخر على صحة نظرية الدور الصحي للمواد المضادة للأكسدة، منشؤها هو عدم حدوث تلك ال تأثيرات الصحية الإيجابية عند تناول كميات مصنعة من ال فيتامينات و المواد ال كيميائية الأخرى.

أما تناو لها من المصادر الطبيعية، التي توجد فيها ضمن مزيج من المواد ال كيميائية الغذائية الأخرى، فهو ثابت وفق نتائج عدد كبير من الدراسات الطبية التي تتبّعت تأثير مكونات الغذاء على صحة الناس و على مدى إصابتهم بالأمراض المزمنة المهمة.

وبعد تأكيده ل هذه الأمور، ذكر الدكتور سيموبولوس في دراسته المذكورة آنفا ل عام 2004، أن ال تأثيرات الصحية الإيجابية للإكثار من تناول الفواكه والخضراوات على خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض السرطانية، ليس مردّها فقط احتواءها على ال فيتامينات المضادة للأكسدة مثل فيتامين سي (C) وفيتامين إي (E) وفيتامين إيه (A)، بل أيضا على أنواع أخرى من المواد ال كيميائية ا لنباتية ذات ال قدرات المضادة للأكسدة و غير المضادة للأكسدة، التي تتوافر في تلك الأطعمة الطازجة.

وفي دراسته ل عام 1992 المتقدمة الذكر، وجد أن أوراق «الرجلة» تحتوي على 12 ملي جراما من مركبات «ألفا ـ توك وفيرول»، أو فيتامين إي، و27 ملي جراما من حمض الأسكوربيك، أو فيتامين سي، و ملي جرامين من مركبات «بيتا ـ كاروتين»، أو فيتامين إيه، و15 ملي جراما من مركبات غلوتاثايون.

أما في دراسته ل عام 2004 فقد قام فيها بمقارنة أوراق «الرجلة» مع 25 نوعا من الخضراوات الورقية المأكولة من قبل البشر، وركز فيها على مدى احتوائها على فيتامينات سي (C) وإي (E) وإيه (A) ومواد غلوتاثايون و غيرها.

وفي ال نتائج وجد الباحث أن كمية فيتامين إي (E) في كل 100 جرام من أوراق «الرجلة» المجففة (dry weight) تصل إلى عشرة أضعاف ما في كمية مماثلة من غالبية أنواع الخضراوات الورقية، وك ذلك كان فيتامين سي (C) أ على، أما فيتامين إيه (A) فكان في السبانخ أ على.

مواد كيميائية مفيدة
ونتيجة للكثير من الدراسات الإكلينيكية، هناك حديث علمي متنامٍ حول مواد غلوتاثايون ا لنباتية ودورها ك مضادات للأكسدة وكمزيلة للسموم (detoxifying agent). والمصدر الأغنى ب هذه ال مادة هو اللحوم الحيوانية الطازجة، و توجد في ا لنباتات و الفواكه بكميات متوسطة.

ويقول الدكتور سيموبولوس في دراسته، إن البحوث ال علمية التي تمت بإشراف المؤسسة القومية للسرطان بالولايات المتحدة، و التي فحصت مدى وجود مادة غلوتاثايون في 98 نوعا من المنتجات الغذائية ا لنباتية، وجدت أن المصادر ا لنباتية ال أ على، بالترتيب، هي الأسبراجيس ثم الأفاكادو ثم الرجلة.

ومن المواد ذات ال قدرات القوية كمضادة للأكسدة، مادة بيتالين (betalain) الحمراء اللون، التي تتركز في سيقان «الرجلة»، و مادة بيتازانثين (betaxanthins) الصفراء، التي توجد في زهورها.

ويقول الباحثون من جامعة تكساس في سان أنطونيو: « تحتوي أوراق (الرجلة) على كمية من مادة ميلاتونين تفوق بما بين 10 إلى 20 ضعفا تلك الموجودة في كثير من الخضراوات و الفواكه الشائعة التناول».

ومعلوم أن مادة ميلاتونين تعمل في الجسم ضمن عدة أنظمة، أحد أهمها تنظيم الإيقاع اليومي لوتيرة النوم والاستيقاظ، ولذا فإن ثمة أدوية علاجية لتسهيل النوم مكونة من هذه ال مادة الطبيعية، خصوصا لحالات الأرق الناجمة عن الإجهاد البدني والنفسي واختلال تعرض الجسم لضوء النهار وظلمة الليل، مثل ما يحصل بُعيد السفر بالطائرة لمسافات طويلة، أو ما يعرف بـ«جت لاغ».

والثاني عم لها ك مادة مضادة للأكسدة، ذات قدرات على النفاذ إلى داخل الخلايا وإلى الجهاز العصبي المركزي.

وتشير الدراسات التي تمت على حيوانات المختبرات إلى أن هذه ال مادة تقلل من التلف الذي يطال نواة الخلايا بفعل عوامل كيميائية وفيزيائية وبيئية عدة، التي إذا ما حصلت أدت إلى نشوء الحالات السرطانية أو تسارع وتيرة عمليات الشيخوخة، وأن الحيوانات التي استهلكت ال ميلاتونين كانت أطول عمرا بنسبة 20%، مقارنة ب التي لم تتناو لها، وثالثها تنشيط مستوى مناعة الجسم.

والحاجة إلى تسهيل إنتاج الجسم لل ميلاتونين بطريقة طبيعية، وأيضا إلى تناول هذه ال مادة من المصادر الطبيعية بكميات معتدلة، تفرضها تلك ال نتائج السلبية ل تأثير تناول حبوب ال ميلاتونين الدوائية على كل من إخصاب المرأة ونشوء حصاة المرارة والاضطرابات النفسية و غيرها.

كما تحتوي أوراق «الرجلة» على مادتي دوبامين (Dopamine) ودوبا (dopa)، المساهمتين في استرخاء العضلات، وهو ما أكدته دراسة الدكتور أوكويسابا في عام 1986، التي بحثت في تأثير المواد المستخلصة من أوراق «الرجلة» على العضلات.
كما أشارت قب لها دراسة الدكتور هيغناير في عام 1969 إلى احتواء هذه ا لأوراق على مادة نورأدرينالين (Noradrenaline) المنشطة لعمل الغدة فوق الكلوية، و مادة دوبا المخففة من أعراض مرض باركسون العصبي العضلي، ولكن لا يزال هذا الجانب في البحث يحتاج إلى مزيد من الجهود لتأكيد هذه المعلومات.

لا بد من (الرجلة) ولو تعددت الأسماء»
وفق تصنيف إدارة الغذاء والدواء الأميركية ل أنواع الأطعمة، تعتبر نبتة «الرجلة» عشبا ذا أوراق عريض، وهناك عدة تفسيرات للأسماء المتعددة لنبات «الرجلة» في مختلف المناطق العربية، فقد سماها البعض «الرجلة» واشتقوا ذلك من تشبيه أوراقها بأرجل الدجاج.

وهناك من سموها «الرجيلة» واشتقوا ذلك من الرجلة، وهو مسيل الماء، ومن نموها على ضفاف جداول الماء اختلفت التسمية بين «البقلة الحمقاء» و«البقلة المباركة»، وهناك من يسميها «فرفح» أو «فرفحين» أو «ذنب الفرس» أو غير ذلك من التسميات التي تقصد بها تلك ال نبتة التي تسمى علميا (Portulacae oleracea).

و «الرجلة» عشب حولي، ينمو بكثرة في فصلي الربيع والصيف، ويحتاج إلى الماء باستمرار، مما يبرر تفضي لها النمو بالقرب من جداول ومجاري المياه العذبة، وبعض أنواعها تنمو بانتصاب، والأخرى تنبسط على سطح التربة، وأوراقها بيضاوية الشكل.
وبال رغم من انتشار نموها في جميع أنحاء العالم فإن موطنها الأصلي يمتد فيما بين الهند وإيران وشرق البحر المتوسط، ووفق ما يشير إليه الباحثون من جامعة هارفارد فإن «الرجلة» أحد أكثر ثمانية نباتات انتشارا في الكرة الأرضية.

واستخدمها الطب الصيني لخفض الحمى ووقف نزيف الجروح وتخفيف أعراض أمراض التنفس، واستخدمها الطب الهندي و غيره في معالجة أمراض الجلد و الالتهابات الخرّاجية فيه والحروق والتهابات الفم ونزيف البواسير ومش كلات مجاري البول و غيرها، ولذا كانت الط عام المفضل لدى غاندي.

ووصفها الأطباء العرب بأنها تم تلك قدرات على التبريد، سواء في الجلد أو البطن أو عموم الجسم، و قدرات قابضة تخفف من نزيف الجلد وما بعد الولادة والحيض، وتؤدي إلى وقف الإسهال، وعلاج قروح الفم، و غيرها.

إلا أنهم حذروا من كثرة تناو لها بالنسبة إلى الرجال، لأن الإكثار منها يؤدي إلى خفض مستوى الرغبة الجنسية وإلى الإمساك.

وفي الطب الحديث، هناك القليل من الدراسات ال علمية الجادة حول ال تأثيرات المباشرة لأوراق «الرجلة» إذا ما استخدمت كعلاج، وليس فقط كغذاء صحي، وغالبيتها تمت على الحيوانات في المختبرات، مما يفرض إجراء دراسات أفضل على أمراض الإنسان إن أمكن ذلك.

وسنعرض بعضا من أمثلة تلك الدراسات
ووفق ما تم نشره ضمن عدد أكتوبر 2003 ل مجلة «إثنوفارماكولوجي» (Journal Of Ethnopharmacology)، أو الصيدلة العِرقية، قام كل من الدكتور رشيد و الدكتور عفيفي، من كلية الصيدلة بجامعة الأردن، بتقييم قدرات تسهيل شفاء والتئام الجروح لدى الفئران ب المختبرات، ولاحظوا أن وضع «الرجلة» الطازجة على أطراف الجروح يسرع في التئامها.
كما نشر الباحثون من كلية الصيدلة بجامعة مشهد الإيرانية، و ضمن عدد يناير 2004 من مجلة «فايتوثيرابي ريسيرش» البريطانية (Phytotherapy Research) لأبحاث العلاج با لنباتات، نتائج فحصهم ل تأثير أوراق «الرجلة» على قروح المعدة عند الفئران، وكانت ملاحظتهم أنها سهلت شفاءها.

وفي عدد يوليو 2004 من مجلة «إثنوفارماكولوجي» الأميركية، نشر باحثون آخرون من مشهد بإيران نتائج متابعتهم تأثيرات تناول شراب من أوراق «الرجلة» لمغلية، على الشعب الهوائية لدى مجموعة من مرضى الربو، ولاحظوا أنها ذات تأثيرات إيجابية على تسهيل استرخاء عضلات الشعب الهوائية، وباختبار وظائف الرئة، ووجدوا أن تأثير شراب «الرجلة» مقارب ل تأثير عقار ثي وفيللين (theophylline)، ولكنه أقل من تأثير عقار سالبيوتامول (salbutamol)، أي فينتولين.

أما الصينيون فنشروا في عام 2007 دراستين حول تأثير «الرجلة» على الجهاز العصبي، الأولى للباحثين من مركز الطب التجريبي في مدينة وهان، ونشرت ضمن عدد ديسمبر 2007 ل مجلة «كيميكال بيولجي إنترأكشن» (Chem Biol Interact) للتفاعلات الحيوية ال كيميائية، حول حماية مستخلص «الرجلة» لل تأثيرات المتلفة للأعصاب ل مادة «دي ـ غالاكتوز»، وقالوا إنهم لاحظوا تأثيرات وقائية عصبية إيجابية لدى الفئران التي تحقن ب هذه ال مادة.

وال دراسة الثانية نشرت في «ا ل مجلة الآسيوية الباسيفيكية للتغذية الإكلينيكية»، ولاحظوا أن لـ «الرجلة» تأثيرات وقائية لحماية أعصاب الفئران من نقص تزويدها بالأكسجين حال تدني تدفق الدم إليها.

وللباحثين الصينيين واليابانيين و غيرهم دراسات أخرى متعددة حول المواد المضادة للجراثيم في أوراق «الرجلة»، سواء من جهة معالجة الإسهال أو التهابات الفم أو الجروح الجلدية أو غيرها.


اضغط هنا للمزيد...
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى